«الحلقة ٣»

528 50 97
                                    

عندما بكيت ليلاً و أعتقت أن الجميع لا يسمعني، كان الله يسمعني.

"مراتك التانية!!" قالها عبدالرحمن بذهول وقد ظهرت عروق رقبته من شدة الإنفعال المكبوت بداخلة

بينما عرفات يحرك حبات السبحة بهدوء وهو ينظر له ثم أومأ
"آه الله يرحمها"

أقترب عبدالرحمن منه و شرارات الغضب تخرج من أعينه تنذر أن القادم أسوأ
"أنت بتتكلم جد؟ أنت كنت متجوز على أمى و مخبي علينا!؟"

رد عرفات بحده وهو ينظر له بصرامة

"آه إى الصعب فى كدة، أنا اتجوزت ست محترمة على سنه الله ورسوله إى المشكلة بقا، عملت حاجة غلط!"

ضحك عبدالرحمن ضحكة فاقدة لمرح وهو يستند بيديه على المكتب وقد شعر بطعنة فى قلبه والده يفعل هذا!!

"لا أبداً بسيطة، روحت اتجوزت على الست اللى بدأت معاك من الصفر و كانت جنبك في كل خطوة بتدعمك بصحتها و فلوسها و نفسها، و عمرها ما زعلتك ولا قالت لا على حاجة، روحت اتجوزت عليها و غدرت بيها، نمت فى حضن ست تانية غيرها، لا و مش كدا و بس، كمان جايب بنت الست دى تقعد فى الشقة اللى تحتها؟!! قدرت تعمل كدا ازاى؟"

رفع عرفات رأسه لابنه يرد بنبرة تحذيرية صارمة

"أنا معملتش حاجة غلط، اتجوزت على سنه الله ورسوله، مش أنت اللى هتحاسبنى، خلي بالك من كلامك معايا يا عبدالرحمن، عشان مزعلكش، و أنا زعلى وحش"

أخرج عبدالرحمن صوت ساخر و هو لا يصدق مدى جبروت والده
"تمام أنت اتجوزت أنت حر فى حياتك، لكن امى متأذيهاش، خرج البنت دى من البيت"

أتسعت أعين عرفات ثم أردف بنبره باردة
"البنت دى امانه فى رقبتى من بعد أمها ما ماتت، عايزينى ارميها فى الشارع يعني!!"

ضرب عبدالرحمن على المكتب بغضب وقد نفذ صبره، و مقدرته على التحكم بغضبه
"وهى الأمانة دى ملهاش مكان غير في بيتنا قدام أمي!!"

صرخ والده وهو يستقيم بغضب مماثل وهو يشير بيده الملتفه حولها المسبحة
"عبدالرحمن أنت اتجننت، ازاى تعلى صوتك عليا، أنت نسيت نفسك ولا إى"

مسح عبدالرحمن على وجهه بحركات متشنجة ثم قال بعدما طفح به الكيل
"حياتك أنت حر فيها، تتجوز أو لا طلاما مش عامل قيمة أو إعتبار للست اللى فضلت جنبك، دة من نحيتك، لكن من نحيتى مش هسمح لأى حاجة تحزن أمى أو تزعلها، عشان كدة يا تخرج البنت دى من البيت و تتصرف معاها براحتك وأنت قادر كويس تقعدها فى أى مكان تاني و الموضوع دة ميوصلش لأمي خالص، يا إما اعتبرنى مش موجود فى الشغل دة تاني أبداً"

جحظت أعين والده بشر
"أنت بتهددنى"

أبتسم عبد الرحمن ببرود وهو يقول بنبره أول مره يستخدمها مع والده منذ بداية الحديث
"لا أنا بعرفك اللى هيحصل سلام عليكم يا حاج عرفات"

قارب الموتWhere stories live. Discover now