مِن النافِذه

46 5 17
                                    

مُنتضِره في ذلـِكَ المَطعمِ فـي أخرِ الشارِع تُراقِبُ قطراتِ المطرِ التّي إتخَذت شكلًّا يُشبهُ إلى حدٍ مـا ندىٰ عيناها فـي أخرِ اللَيلِ علّى الوِساده.

مُنتضِره، لـكن مـن يستَحِقُ هذا الإنتِضار؟

يقطَعُ حبلَ أفكارِها الذي قّد تطوره وأصبحَ سلسلةً متينه تفصِلها عن الواقِع،

لـكن كان صوتَ ما ناداها أقوى من مُجردِ سلسلةِ أفكار.

"آنستي، لقد اقفلنّا. أعتذر لـكن تأخر الوقت ولا أحد غيرُكِ هُنا."

وّ عَتْ على ذاتِها المتروكه في هذا المطعم لساعتان...

"شُكرًا لكِ، سأُغادِر"

"رافقتكِ السلامه آنستي"

الآن، كيف ستذهب والأمطار تتسابق من الذي يصلُ إلى الأرضِ أسرع..

"هل يُصادِفُ ان لديكُم مِضلاتٍ هُنا؟"

"أوه، أعتذر لـكن نحنُ مطعمٌ كما تَريّن."

"لا بأس"

خرجت مِن المطعم وهيَّ تحمّل دموعًا في عيناها تُنافِسُ أكبرَ غيمةٍ هُنا،

نضرَتْ إلى السماء وأستقبلتْ الأمطارُ حُسنّها كأنّها تتسابق مـن ينالُ شرفَ تقبيلِ وجهِها.

أخذت ثوانٍ معدوده واعدلّتْ أنضارها إلى الأمام سالِكتًا طريقها ألى المنزِل،

الشوارعُ خاليه والبردُ بدأ بنهشِ جسدِها،
لـكنها أعتادتْ على البردِ فَقد توّلدَ بداخِلها مُنذُ أولِ ساعةَ إنتضارٍ في المطعَم،

بدأتْ تعطِسُ وإحمّرَ أنفُها، لِكن لا تعرِفُ مَن السبب،

"بِحق، هل إحمّرَ أنفي مِن دموعّي أم مِن دِموعَ السماء؟"

أشاحتْ بنضرِها إلى متجرٍ مُغلق لِكن ما جذبَّ
أنتِباهُها هيَّ الأنوارُ المُشعله.

كانَّ بِجانِب الباب مِضله وكان ممسكُ يدِها مُحطم، لـكِنها صالِحةٌ للأستخدام في حالاتٍ كهذِه،

أبتسمتْ بِسُخريه وقالت،

"المُبلل لا يخشى المَطر.."

تخطّت المِضله وأكملت سيرها وصولًا الى المنزِل

فتحت الباب وأستقبلتْ وجهها نسمةُ هواءٍ دافِئه بشكلٍ مُزعِج،

آلقّـيَـثْـارَه | The guitar. Where stories live. Discover now