8-إنت طلقتني..

Start from the beginning
                                    

همهم ثم مال إليها وهمس لها:
طب أقولهم إيه؟

ردت بصوت يتصنع الرصانة:
قولهم إنكم شبطّتوا فيا بس..

همهم ثم هز رأسه وبدأ يُلقّن الصغيرين طوال الطريق أن عليهم ان يجعلوا رقية تبيت معهم  وانهم يشتاقون لها ولا يمكن ان تعود للمنزل وانهم تناقشوا فقط مع كريم حتى يرضى ان يتركها تعود معهم .

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

في نفس الوقت كان كريم في سيارته يسير خلفهم، يقود وأعينه تنظر تجاه رأسها السيارة أمامه يحاول أن يبرر لنفسه أي شيء مما حدث للتو، هل كان عليه أن يقف متفرجاً بينما يلمسها متحرش؟ هل كان عليه أن يتعامل بلين؟  كيف بالله يمكنه ألا يغضب؟ كيف عليه أن يبتلع سوء فهمها له المواصل؟  كيف عليه أن يبرر كل كلمة ينطق بها؟ كيف عليه الا يستعر غضبه عندما يرى نظرات الشهوة فى عيون رجل لأمراته؟ كيف عليه أن يتحمل كل هذا وفوقهم كلمات أمها عن إهماله وعلامات حملها الكاذب هذا أيضًا.

أخذ يرتب بينه وبين نفسه أفكاره وكيف سيواجهه أهلها، وماذا سيقول أنه حدث،  فجأة صدح هاتفه نظر للرقم فكانت والدته، أغمض عينيه وتذكر أن عليه مواجهتها هي الأخرى،  سكن هاتفه فزفر ثم أشعل سيجارة من عقب الأولى والقاه، رن الهاتف مجدداً ففتح مكبر الصوت ورد:
ايوة يا أمي

فتكلمت بصوت قلق:
مراتك فين؟

ابتلع ريقه ثم ماطل:
إحنا جايين فى السكة..أنا سايق دلوقتى يا حبيبتي معلش هقفل..

لم ينتظر بل أغلق المكالمة وفي داخله بركان يثور، كيف سيواجه والديها ووالدته، والدته التي بالتأكيد حضرت وصلة التوبيخ الهاتفية وسمعت عن إشاعة حمل رقية الكاذبة، هل عليه ان يبرر لها ان زوجته شريفة؟  بالتأكيد لا فهي أصبحت تعرفها وتعرف من اي بيت خرجت وكيف كانت تعيش!.. لكن كيف سيبرر لها ما ستقوله رقية عند عودتهم.

وفجأة بدون إنذار توقفت سيارة الأجرة التى تقل زوجته واخوتها جانبًا وخرجت منها هي راكضة لتتقيأ، توقف خلفهم مباشرةً وبدل أن يتجه لها توجه للسائق وأعطاه أُجرته ثم أشار لبيجاد أن يحضرها لسيارته، في حين توجه هو لحمل التوأم معًا مرة واحدة ووضعهم على المعقد الخلفى وربط لهم أحزمة الأمان، فلقد انهكهم اليوم والبكاء فغابوا فى النعاس ثم عاد بعدها ونقل الحقائب.

في تلك الأثناء اقترب بيجاد منها حاملًا زجاجة الماء مربتًا على كتفها فهلعت تقيم جسدها المحنى بهلع تحتد عليه وتنظر لسيارة الاجرة:
إنت سيبت إخواتك فى التاكسي لوحدهم؟

وعندها التجم حلقها عندما رأت سيارة كريم فى مكان سيارة الأجرة فانفعلت وقبل أن تصيح تكلم بيجاد:
كدة أحسن.. طالما إنتي مش عايزة تقولى لبابا وماما حاجة... لكن لو روّحنا فى عربيتين هتضطري تبرري كل حاجة..

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂ Where stories live. Discover now