« المستشفى ، عند فهد »
عجزت عظامه تثبته في مكان واحد ، كان يتحرك في كامل الممر بخوف قلبه ، ما اعطوه اي خبر عنها وهي لها نصف ساعه عندهم وبينهم ، عض شفايفه بندم كبير على انه ترك ليان تقابل ابوها الحين وبحالتها هذي ، اخذ نفس يهدي نفسه ويقنعها ان كل شي بيكون بخير وهذا الي ودّه فيه ، ابتعد يناظر الغرفه الي تسكرت بينه وبينها ولا قدر بعدها يشوفها وكل امانيه الحين تكون هي بخير هذا الي ودّه فيه بس ، رفع عينه من نظرات الدكتوره الي مقابله له ؛ فهد !
ناظرها فهد بهدوء ؛ وصلتي ؟
ناظرته بهدوء ؛ انا رهف يا فهد عرفتني ؟
ناظرها فهد بهدوء وتذكر مين رهف وهز راسه ؛ عرفتك ، سمي ؟
ناظرت المكان هي لثواني ورجعت ناظرته ؛ فيك شي ؟
هز راسه بالنفي ؛ زوجتي طاحت علي وجبتها هنا ومافيه الا خير ان شاء الله .
ناظرته رهف بشكّه ؛ ليان ؟
هز راسه فهد بالايجاب ، وتنهدت هي تفرك اصابعها بركبه ؛ تقدر تجي معي ؟
ناظرها فهد وكان على وشك يرفض الا انها هزت راسها ؛ ضروري ويخص ليان وحالتها فهد .
ناظرها فهد يبلع ريقه وهو ما ينكر خوفه ابداً على ليان ، ومشى خلف رهف ، وكان عيونه تستغرب وجوده هنا في قسم جراحة المخ والاعصاب ، دخلت رهف مكتب اختها وكان هو خلفها ، ناظرتهم سدن بهدوء ؛ عفواً ؟
ناظرتها رهف بهدوء ؛ سدن هذا زوج ليان الي تعرفينها .
ناظرتهم سدن بهدوء ؛ عفواً اخوي وش اساعدك فيه ؟ ليان فيها شي ؟
هز راسه فهد ؛ طاحت علي ولا اعرف وش جاها ، بس وش علاقتك فيها ومن وين تعرفون بعض ؟
ناظرته سدن بخوف ؛ وش فيها ليان ؟
ناظر رهف بربكه واضحه ورجع يناظر سدن ؛ صداع وبعدها اغمى عليها .
فزت سدن بخوف وركضت خارج مكتبها تتجهه للاستقبال ؛ ليان فيصل في اي قسم الحين ؟
ناظرها الاستقبال ؛ موجوده في قسم النساء والولاده .
ركضت سدن وطلع فهد من مكتبها يناظر ركضها ، وما عادت اعصابه تتحمل ، وركض هو بكل خوف يسابق قلبه ونفسه الي يحلف انهم تبخرو من جسده من شدة خوفهم ، ناظر سدن الي دخلت غرفة ليان بسرعه تقفل الباب بينه وبينها ، وما ينكر انه عصب بكل خلاياه ، وناظر رهف يصرخ عليها ؛ وش صاير هنا ؟
ناظرته رهف بخوف ؛ فهد صل على النبي..
صرخ فهد بعالي صوته ؛ لا تجنوني زوجتي وش فيها ؟ ليان وش صار معها ؟
ناظرته رهف ؛ ما عندي كل التفاصيل لكن وقت تطلع الدكتوره بتقولك كل شي فهد .
زفر فهد بغضب ولف يناظر حوله ، رفع عينه يناظر غيث الي دخل يركض وخلفه امير وفيصل وحتى بدر ، عض شفايفه يصدّ عنهم ، وتقدم غيث بخوف ؛ فهد !
ناظره فهد يهز راسه ؛ ما ادري وش الي حصل لكنّها طاحت ، قلت لكم ماله داعي تعرف الحين لكن كلكم اصريتوا وشوفوا وش صار .
ناظره غيث بغضب ؛ ما تنطق وش صار ؟
ناظره فهد بحدّه وكان راح يرد الا ان خروج الدكتوره سدن وليان على سرير العمليات ترك ملامحهم تنصدم كان على وشك يركض فهد خلفهم الا ان سدن وقفته ؛ حدك ومكانك .
ناظرها بحدّه ؛ ما تقولين وين ماخذينها ؟
ناظرته سدن بغضب ؛ التزم حدودك يا سيد .
ناظرتهم بهدوء ؛ مين فيكم يقرب لها ؟
ناظرها فهد ؛ تستهبلين انتي معي ؟ انا زوجها واقرب لها ، تكلمي وش صار معها ؟
ناظرته سدن بهدوء تهز راسها ؛ طيب ما عندي مشكله اقولكم ، لكن ابي منكم الصبر وان ربي قادر على كل شي وان كان في خير بيصير لو اجتمعوا العالمين يردّونه بيصير بإرادة ربي .
ناظرها فهد بخوف ؛ وش مقصدك من هذا كله ؟
ناظرتهم سدن بهدوء ؛ ليان من اربع سنين هي تعاني من ورم سرطاني في الدماغ ، اكثر من مره تكلمت معها بخصوص الاستئصال الا انها ترفض في كل مره ، حاولت اعرف السبب ولكن ما قالت لي ، رغم ان العمليه بتصير على حساب المستشفى الا انها رافضه ، حذرتها من كثير اشياء وأولهم الحمل ، وانها ما تحمل لكن كتب ربي لها الحمل ، ليان تعرضت لصدمه عقليه وبسببها ما قدرت تتحمل الورم ، ولا انا قادره اوقف في مكاني ما اسوي لها العمليه ، لكن ابي منكم حاجه وحده بس ، توقعون على ورقه توضح ان لو صار لليان اي شي المستشفى ما تتحمل مسؤوليتها .
ناظرها فهد بضياع ، بعدم فهم ، عجزت نفسه تستوعب ان صغيرته طول السنين الي فاتت كانت تعاني من ورم سرطاني في الدماغ ، تقدم له امير وهو اعلم بحال فهد ومسك ذراعه وناظره فهد بسكون ملامح وعدم استيعاب ، ما يدري كيف صارت نفسه على الارض يوقف على ركبه ، وانحنى امير يصرخ بإسمه ؛ فهد !
ما كان فهد حوله ولا حولهم حتى ، كان للحين في صدى حروفها هي ، من كانت تتمنى الموت في حضنه والحين هو فهم كل شي ، فهم صداعها وفهم سبب عدم تقبلها للحمل بالبدايه لكن عجز قلبه كله من تذكر جملتها " اعوضك بإني اقبل فيه " وكيف انها ضحت بنفسها بس لجل هو يفرح بضناه ، فهم كل شي وفهم كل مشاعرها ، الحين قدر يفهمها هي ، ناظر امير يهمس له ؛ بتروح مني يا امير .
هز راسه امير بالنفي ؛ تفاءل خير يا ولد ، ما يصير لها شي بإذن الله يا فهد بس وكّل ربك يا فهد وكّله .
ناظر فهد صدمة غيث وصدمة بدر وحتى جلوس فيصل الي مو مستوعب ، جميعهم في حالة صدمه منها هي ، غمض فهد عيونه من كان هو السبب ، متأكد ان الورم ما حصل لها الا بعد المعاناة الي صارت لها من قاسم ، متأكد ان الاجهاد النفسي الي كانت تعيشه هو السبب ، ضرب فهد صدره بكل قوته يهمس لامير ؛ انا السبب انا السبب !
ناظره امير بذهول من عدم استيعاب فهد لنفسه ؛ ولد !
تقدم غيث يناظر الدكتوره ؛ طيب وين ماخذينها الحين ؟
ناظرته سدن ؛ بناخذها غرفة العمليات وبنسوي لها استئصال ونقول الله يقومها بالسلامه ، ادعوا لها .
ناظرها بدر ؛ والجنين ؟
بلعت ريقها سدن ؛ م اقدر اعطيك اي احتمال..
ناظرها فهد برجاء ؛ ما ودنا بالجنين ، ولا يهمني ما عاد صار يهمني بس هي لا يصير لها شي ، الجنين يجي غيره واتعوض فيه بس هي مالي عوض فيها .
ناظره امير بحزن من حالته وكيف انه يترجى دكتوره مالها حيله ولا استطاعه غير الي تقدر عليه ، اختفت سدن من امامهم تتدخل غرفة العمليات وتقدم فهد يمسك اناملها بأنامله وكانت ثواني واختفت من امامه تدخل غرفة العمليات بصحبة سدن الي تجري عملية ليان ، تهاوى جسد فهد وفر امير له وصرخ يناظر غيث ؛ ولد !
فز غيث يسند فهد عليه ، واشر لطاقم الطبي يجونه واخذوه لغرفة يرتاح فيها ، فصخ الدكتور كمامته يناظرهم ؛ ارتفع الضغط عنده وقدرنا نساعده ، بس خلوه يرتاح شوي وحاولو لا تضغطون عليه .
تنهد امير يناظر فهد الي مغمض عيونه ، وهو يدري بحرقته يفهمها ، ناظره غيث ومسح على ملامحه ، كان طول فترته والسنين هذي كلها جنبها يسمع حروفها ولا درى عنها ، فهم انها كانت تطلب من السجن ما يعطونه اي خبر عن اي شي والدليل مراجعاتها من سنين لكن ما حس هو عليها ، رغم جياته الكثيره عليها الا انه ما حس ، يحس انه يتنفس من خرم إبره ، من ضيق مشاعره من غبنه وقهره ، طلع غيث يناظر فيصل وبدر الي جالسين ، يناظر ملامح فيصل البارده وتنهد يتقدم له ينحني على ركبه يناظر فيصل ؛ ياعمي صل على النبي.
سمع غيث تمتمات فيصل ومسح على ملامحه ؛ ياعم ما بيصير الا كل خير ..
رفع عيونه فيصل يناظر غيث ؛ كل الي صار بسببي ، انا الي عاندت فهد وانا الي طلبت منه اشوفها ، لو ما طلبت ما صار لها شي ياغيث !
تنهد غيث يناظر فيصل ؛ خيره ياعمي خيره ، لو ما صار هذا كله كان صار الاسوء ، خيره علشان تسوي عملية تستأصل الورم .
تنهد فيصل يناظر المدى لثواني ورجع ناظر غيث ؛ وش صار على فهد ؟
تنهد غيث يهز راسه ؛ ما صار الا الخير ، ارتفع ضغطه وامير عنده يرتاح ويقوم ان شاء الله على حيله .

~ أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان ~Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt