«٤-ضغط شديد»

Start from the beginning
                                    

انحنى على عقيبيه يمسك يدها و يقبلها
"متعمليش حاجة يا ست الكل، إن شاء الله هتلاقينى فى يوم داخل عليكي بواحده وبقولك هى دى"

عوجت شفتيها بحسره تقول بسخرية
" أنا لو استنيت اليوم دة طول عمرى مش هيجى، هو أنا مش عرفاك، حياتك كلها شغل شغل، و الشغل كله رجالة اصلاً يبقى هتشوف واحده فين يا حبه عينى"

"آه يا ماما الشغل كله رجالة، بس البنات منقرضتش يعنى، و بعدين خلاص من النهاردة مش هيبقى شغل شغل، هيبقى فى لحياتى المهدورة على الفاضى دى جزء و أهم جزء"
قال جملته الأخيرة بنبره ذات مغزى وهو ينظر لعرفات بطرف اعينه

"ممكن بقا تجبيلى حاجة أكلها هموت من الجوع"

نظرت له والدته بسرعة
"لا هنزل أودى للمسكينة اللى تحت دى أكل و أتعرف عليها عشان متحسش أنها لواحدها، و أنت حط الأكل لنفسك"

جز على شفتيه يغضب وهو يهمس
"برضو مصرة تروحى للمصيبة برجليكي"

===========
وقف عمار أمام بيته يترقب نزول شقيقته ولا يجروء على الإقتراب من البيت حتى لا يلمحه والده، لكن دمائه تغلي بداخله كيف لشقيقتهم أن تفعل هذا، إن كان هو حقير فليس عليه عيب هو ولد يفعل ما يشاء لكن ماذا عنها هى!!

ترصد لها أسفل البناية حتى وجدها تنزل و تتحرك بخطوات واسعة تكاد تطير فرحاً ليتحرك خلفها دون أن تنتبه له يراقبها بتحفز حتى يعلم ماذا تفعل و بعد وقت وجدها تسحب فلوس من صرافه فى أحد الشوارع لم يصدق أعينه وهو يرى المبلغ الكبير الذى سحبته و تحرك خلفها حتى كاد يوقفها لكنها قد استقلت سيارة أجرة ليتحرك هو بسرعة بسيارة آخرى خلفها حتى وجدها تقف على أول شارعهم لتترجل من السيارة تحرك خلفها بخطوات سريعة لينادى باسمها صوته العالى لتلتفت للخلف ثم تبتسم له وهى تقول بلهفة
"عمار وحشتنى"
لم يترك لها الفرصة وهو ينقض عليها يقبض على ذراعها بقسوه
"جبتى الفلوس دى منين، انطقي"

شحب وجهها و هى تتلعثم فى الكلام بتوتر
"فلوس اى عمار سيب إيدي إحنا فى الشارع"

أظلمت أعينه وهو يردف بحده

"آه ما أنتِ مش متعودة تظهرى و تتفضحى فى الشارع لكن تتعرى و تتفضحي فى فوضتك عادى صح، فكراني مغفل"


انقلبت أعينها من الخوف للقسوة وهى تهمس بفحيح
"لا أنت اللي مفكر نفسك ذكى، أنت جاى تعمل راجل عليا!! روح شوف بتعمل أى الأول ولا أنت مفكر نفسك إمام مسجد!"

شرست ملامحه ثم رفع كفه يصفعها بنصف الطريق و قد خرج جنونة وهو يسبها فى الشارع ليتجمع الناس محاولاً الفصل بينهم

"يلا يا ***** و كمان بتبجحي يا***"

أبتسمت بسخريه وهى تنظر له
"روح بص لنفسك فى المراية الأول و بعدين أتكلم، أنت مفكر معرفش بابا طردك لى من البيت"

قارب الموتWhere stories live. Discover now