بداية

253 12 1
                                    



في لحظات ما قبل الثماله، يلجئ المرء دائما للشعور بالوهن النشوه اللحظيه و الأغتراب عن الواقع، حتي يشعر بالأمتلاء اللطيف و قد يختنق أحياناً بالخمر، او يأتيه ملاكً علي هيئة كيان من نور و يتسأل مجددا، هل شعور الأمتلاء كاذب أم أن لحظات الوقوع دائما ما تكون مبهمه.






فيقوم بلفظ روحه و إعادة تشكيلها لكي تشفي ندوبها، و تقبيل الهيئه لجديده - شعورا بالأمتنان- ، فيصبح المرء بروح خادعه منافيه لحقيقة الوجود، تخفي القبيح منها في كيان أشد منها قبحا. لذلك في أغلب الأحيان لا يصل المرء للحظة السمو، و مالك الروح الضعيفه يحمل الشفاء لغيره و يختنق بين أيدي الملائكه.






لطالما كان علي دراية تامه أنه ليس نفسا نقيه بروح محبه و طبيعه فطريه، لطالما آمن أنه مختلف التكوين التفكير و التصرف، و كم هو بائس عندما تشعر بالأغتراب بالتشتت فقط لأنك لست مناسبا و لن تكون ابدا.. و ربما في بعض الأحيان يهزمك الواقع و يتوجب عليك ارتداء المزيد من الأقنعه فقط للتظاهر بأنك بشري مثل الجميع.






رياح آثينا العاتيه و غيومها البيضاء الكثيفه، الأرصفه المبلله نسبيا بفعل زخات مطر الأمس، رجال و نساء و اطفال مغلفون برائحة النعناع و أقنعة البؤس، يتظاهرون بالرضا و نفوسهم تكاد من الغليل تنصهر. الكثير من جنود الجنوب و الأسلحة المعلقه..





يسير بذهن شارد يحاول بقدر المستطاع الأتزان، تملئه الذكريات و يغرقه التفكير، يستهويه كيف و برغم ما يملئه من اضطراب لازال عاشقا لكل ما هو رقيق. و لذلك يغير وجهته المعهوده و يتجه إلي محل الزهور الصغير بالمدينه،






يبتاع الكثير من الأقحوان و الأليسيوم لتنفرج شفتاه في إبتسامه واسعه و سعيده.. و يالتأثير الزهور بالقلوب النقيه. و حتماً إذا فني السلام من الوجود لازلنا نملك ازهار الأقحوان صحيح؟






متناسيا كل ما يقاسيه من آلام طوال يومه يدلف إلي شقته الصغيره بروح فائضه مليئه بالبهجه اللطيفه و تتناغم رائحة الزنجبيل و الزهور المبتاعه أرجاء الشقه، يخلع حذائه علي عجل






و يتجه سريعا حيث المزهريه المزخرفه علي طاولة الغرفه يملئ نصفها بالماء و يضع الزهور بها؛ لتشكل لوحه يتغللها الجمال و تصنع بهِ كل ما هو طيب.






"لقد ابتعت لك زهورك المفضله أليست رقيقه؟ تماما كما تحب" اردفها بوهن شديد يجلس أمام المزهريه ينظر لها بشرود "كما جلبت الزنجبيل ايضا لم أنساه هذه المره مثل دائما.. " يغمض عينيه لشعوره بيد رقيقه تمسد خصلاته بخفه و يبتسم جراء ذلك، يغدقه الحنين.. و تسكره الذكريات.




..................





روايه قصيره و لطيفه اتمني تعطوها الحب
اي ملاحظات؟
دمتم.

trancé VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن