مرر ذا الثالثة والعشرين عاماً زرقاوتيه بامتعاض على كتفيها العاريين بضيق ثم التفت ينظر إلى والدته بحرصِ من يهتم فقط لأجلها، وكأنه يقارن بين امتعاضه الشخصي وكرهه للكائنة بجواره وبين احتباء والدته بها

لقد كانت جالسة بين معازيم الزفاف والفرحة تقطر من عينيها، ابنها و ابنة صديقتها التي ربتها تحت عينها أخيرًا سيتزوجا، زفر وكأنه يحاول افراغ مكان في صدره ليبتلع ما يحدث ثم أجاب بضيق  يحاول إلجام انفعالاته بِجُلِّ ما استطاع:
مليش فى شغل المياعة ده..

-ليه يا كيمي بس... ده فرحنا... خلينا نرقص الـ first dance وبعد كدة هعملك كل اللى انت عايزه

-- يا بنت الناس أنا قلت من البداية مش عايز فرح زي ده.. ومن ورايا عملتي اللى في دماغك،  قلت مش عايز رقص وشرب وقرف واتفقتي مع المتخلف اللى مسطول هناك  يدخل العك ده كله من ورايا وحطيتوني قدام الامر الواقع فى نص الفرح...

-يا كيمي دي ليلة العمر متبقاش قفيل بقا

--بلا ليلة عمر بلا ليلة عمرو... بطلي شغل دهننة انا مش ناقص... اللى بيبدأ غلط بيلبس فى الشمال... وبمناسبة اللبس يا غندورة... اللى انتى لابساه ده؟ ده مش الفستان اللى وريتيهولي...

-ده؟ آه..It is a bad omen for the groom to see the bride's dress...

أجاب بعصبية برز منها أوردة عنقه:
خفي تبرير ولوحة لسان فارغة، عمرها ما كانت فال وحش...ده بوقين واحدة عايزة تمشي بمزاجها ملهاش لا راجل ولا اتربت..

-كــيـــــــمي!

--ملعون أبو كيمي..ده شغل دياثة ده يا بنت الاتراك.. من الآخر كدة عشان نبقى واضحين.. الفرح ده قسمًا بالله لولا الست اللى قاعدة هناك دي ومرضها وشدته لكنت قمت أخدتها فى ايدي وروحت... إنتى بني آدمة كدابة وبتلاوعي فى حاجات تخرب عليكي...

-كيمي!... ليه كدة يا حبيبي؟.. وبعدين إنت ليه بتتكلم بالاسلوب الـ Vulgar ده؟... لو حد سمعك يقول عليا إيه.. تخيل كدة حد من أصحـ...

نظر لها بطرف عينه واستقام من "كوشة" العروسين نافضاً سترة حُلَّته السوداء بالكامل وكأنه بمأتم، يغلق زرًا واحدًا منها، ثم تحرك مباشرة إلى والدته أمسك بكفها وساعدها على النهوض، في اللحظة التي نظرت جليلة إلى سهيل بنظرة معناها أن ينقذ الموقف، فتدخل بسرعة يمسك به بجسد شبه مترنح متكلم بلسان ثقيل:
كـيمـي يا ابـو العـرسـان... على فين يا برنس؟
-شيل إيدك يا سهيل...وحسابي معاك بعدين.

تحت أنظار ڤيڤيان القلقة التي لم تعي لماذا أتاها ابنها ليُنهضها نطقت بجفاف حلق:
في إيه يا ولاد؟ مالك يا كريم.. في إيه يا سهيل؟

لم يرد عليها أي منهما بل سحبها كريم برفق وهدفه حقاً مغادرة هذا العرس الذي لا يرقى له،  فتكلم سهيل منتهزًا الفرصة للضغط على كريم كعادته:
يرضيكي يا ماما عايز يخرب الفرح وياخدك وتروحوا... الناس تقول ايه على جيلي؟.. تخيلي يا ماما سمعتها!

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن