14.

413 26 33
                                    


" سنموتُ الليلةَ معاً.. يا عزيزتِي روبن.. "

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فِي الحياةِ نقابِل أشخاصاً عابرِين..
لكننَّا أيضاً نقابِل أشخاصاً.. ليسُو مجردَ عابرِين..
مهمَا ظننتَ أنَّك قوِي.. صارِم..
ستجدُ نفسَك تصبِح ضعيفاً أمَامَ شخصٍ معيَّن..

أليسَت الحياةُ مهزَلة؟
أليسَ من المُضحِك أننَّا نظنُّ أننا نملِك السيطرةَ على كل شيءٍ ، بينمَا نحن نكادُ نفقدُ السيطرَة على قُلوبِنا؟

أليسَ من المُضحك أن تُعمِي المشاعرُ طريقنَا وننسَى مدَى خبثِ البَشر؟
ثم نَعودُ ونصدمُ أنفسَنا من جديدٍ قائلِين : لم وثِقتُ بذلِك الشخصِ أساساً؟
هل المشاعِرُ أعمَت طريقِي حتّى لم أرَى عيوبه؟
" أم أننِّي ظننتُ أنه شخصٌ مُختَلِفٌ فحسب.. ؟ "

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أتَت موجةٌ من المشَاعرِ نحو رُوبِن.. غَضَب.. نَدَم.. خَيبة.. حزنْ..
تحرَّكَت شفتَاها ببطءٍ حتَّى نطَقَت بكلمةٍ واحدةٍ فقط

- " لمَاذا.. "

إهتزَّ كيانُ ذو الشعرِ الورديِّ الواقِف أمامَها،
كان يخُوضُ حرباً داخليةً معَ نَفسِه..
عادَ ليبتَسِم بخبثٍ محاولاً السيطَرةَ على نفسِه..

- "أونَسيتِي أننِّي مريضٌ نفسيِّ منذ المقامِ الأول؟!
أتتوقَّعِين أن تعيشِين حياةً مع مجردُ مجرِم مريضٍ؟"

برزَت عروقُه أثناء كلَامه.. بدَا كالمجنونِ وهو يَتحدَّث.. ضاقت حدقتَا ذاتِ الشعرِ الأسوَدِ الواقفةِ أَمامَه.. بَدت وكأنّها لن تستطيع كبحَ نفسِها ،
أمسَكت بالسكينِ التِّي كانَت أمامَها على الطَاولةِ ومشَت نحوَ جهةِ سانزُو موجهةً السكِّين إلِيه..

توسَّعت حدقتا ذو الشعرِ الوردِيِّ لكنّه لم يتحرَّك من مكانِه..
بينمَا تلكَ مازالَت تقِف أمَامَه وتوجهُ السكينَ إليه ،
وسرعَان ما بدأت دموعُها تنهمرُ بينما كانَت تحاول كبحَ نفسِها لكِي لا تبدُو ضعيفةً أبداً..

بدأَت تحرِّك شفتَيها لكي تتكَّلم ؛ لكن رجفةُ صوتِها منعَتهَا.
أصابَها إحباطٌ ممَّا حدَث ثم رَمتِ السكِّين على الأرضِ وبدأت بالصراخِ عليهِ بقوةٍ..

- " لماذا ؟؟ لماذا ساعدتنِي منذُ البدايةَ؟؟ لماذا دافعتَ عني ضد بونتين!؟؟؟ حتى أنك خالفتَ أوامرَ الزعِيم!!! السُّحق لَك أيهَا المتخلِّف!! لمَِ لَم تقتلنِي فقط منذُ البدايةَ؟؟؟؟ لِمَ لَم تقتُلنِي منذُ أن قابلتَنِي في عيادَتِي منذ المقامِ الأول!!!؟؟؟؟؟؟؟ "

خَارَت أقدَامُها وجَثَت على رُكبتيهَا..
وهو كان يحدِّقُ بزرقاوتِيه بكل برودٍ ،
بينمَا كانَت هي تنظُرُ بالأرضِ أَمامَها وتتنفسُ بثقلٍ بعدَ نوبةِ الغضَب التِّي أصابَتها..

رَفَعت يدَيها المرتجِفتَان ونظَرت اليهِم
كانَت أنامِلها تهتزُّ.. بلا توقُّف.
ثمَّ بدأَت تتكلَّمُ بصوتٍ منخفضٍ..

- " ظننتُ أننِّي أخيراً وجدتُ السعادَة.. "
بدأَت ذاتُ الشعرِ الاسودِ تبتسِم إبتسامةَ خيبةِ الأمَل
- " لكن يبدُو أننِّي سَبحتُ بالخيالِ بعيداً.. "
نَظَرَت روبِن للأعلَى لتُحدِّقَ بعَينَيه
- " لمَ فعلتَ ذلِكَ لوالدٍي. "

حدَّق بِها لمُهلةٍ ثُمَّ ابتَسَم بتكلُّف..
نزَل على رُكبَتيِه لينزِل إلى مُستواهَا.
ثم أردَف..

- " وَالدِك، لو كانَ حياً لكانَت تدمرَّت بونتِين برمَّتِها..
كانَ شرِيك مانجيرُو.. لكنُّه كان يحاولُ السيطرةَ عليه، وقد لاحظتُ أن وجودَه خطرٌ على بونتِين ، لذلَك أحضرتُ وثائِق عنهُ وعن غسيلِ الأموالِ خاصَّتِه.. وسلمتُها للشرطةِ ثم تم إعدامُ والدِك.. "


بدَأَ يضحَكُ ذو الشعرِ الوردِيِّ بجنونٍ
ثم قَال..


- " أليسَت خطةً رائعةً يا عزيزتِي؟ دعِينِي أكمِل..
وعندمَا علمتُ أن لدِيه إبنةً في اليابَان عرضتُ على مانجيرو أن نستفيدَ منكِ ثم نَقتُلَك.
لكِن تعساً لي ولمشاعِرِي تجاهِك..
بسببِ ذلكَ لم استطِع قَتلك وخنتُ زعيمِي وعصابتِي
وسأنهِي كل ذَلِك الليلَة.."

بينمَا كان يتحدَّث كانت تنظرُ بعينَينِ متسعتَينِ من الصدمةِ ، كانت تستشيطُ غضباً ودموعُها تنهمرُ بقوةٍ.. بمجردِ ما أنهَى حديثَه أمسَكت بالسِّكين التي كانَت على الارضِ وطعَنَت كتفَهُ بِها، لَم تُدرِك أنها فعَلت ذلِك الا عندَما رأَت دمائَه تسِيل على ملابسِه بغزارَة

لم يفعَل ذو الزرقاوتَين شيئاً سوى الإمسَاك بالسكِّين ورميِها بعيداً ، بينَما نهضَت روبِن من مكانِها بسرعةٍ واقفةً وناظرةً إليه بالأسفَل وهو ينزِف..

رفع ذو الزرقاوتَين رأسهُ محدقاً بها وهو يبتسمُ بتكلُّف.

- " لم يكُن عليكِ تكبدُ عناءِ طعنِي..
لأننَّا سنموتُ الليلةَ معاً. "

_______________________________________

- " ماللذِّي تَقصدهُ بأننَّا سنموتُ معاً أيهَا الحقيرُ الوضِيع!؟ "
توقَّف ذو الشعرِ الوردِيِّ بكاملِ قواهُ على قدمِيه بينمَا لا يزالُ ممسكاً بكتفِه المصابَة.
نظَر إليهَا ثمَّ أبتسَم بتكلُّف

- " إنَّ الطعَامَ فِيهِ سُمّ.. " .

_______________________________________

الفصل قصير لكن ما ابغى أخرب تسلسُل الاحداث فا اعذروني 🙏🏻

الـعِيـادَة the clinicWhere stories live. Discover now