البارت الأخير ♡︎

1K 35 37
                                    

القرية ...
تركها في الرياض أمر غير صائب ..مجيئي الى هُنا وتحمل الحاصل غير صائب ايضًا ..تبًا
توقف عند خرابه تعبد عن القرية مسافه ،تنهد ليستند على الجدار بضيق ،و افكاره تسرح نحو سحاب ،يالله مالذي يحصل الان ،كيف نسيت أمر ضبيه كُل هذا الوقت والان !
جاءه صوتها الكريه :تأخرة عليك
إلتف نحوها بضيق شديد ،ليبُعد النظارة الشمسيه عن عينيه :اخلصي علي وش تبين ..
ارتفع حاجبها :ما في سلام عليكم اخبارك يا ..ضبيه
نظر الى ساعة يده :ما عندي وقت ..خارجيني
ظبيه وتعقد ذراعيها على صدرها :اعتقد انك عارف وش ودي فيه زين ..
تقدم خطوه غاضبه اليها :وش تبين توصلين له ؟
ابتسمت بخبث :ولا شيء..ابيك تشتري صمتي ،
ساجي بغضب :اشتري صمتك!
ظبيه:انت اكيد ما تبي تعرف حُرمتك انك كنت متزوجني قبلها !
تقدم بغضب عارم نحوها ليُمسك ذراعها بكفه:انتِ كنتي تدرين وش سبب زواجي منك ..لا تخلطين الامور يا ضبيه .
ظبيه بغضب منه:ابي اشوف حياتي ..
ارتفع حاجبه :حياتك الي خذيتها على قفاي ..حلو يعني في مقرود تقدم لك وتبين تاخذين فلوس مني ..قمة الحقاره والدناءة وقلة الحياء
لم ترد
ساجي بغضب عارم :انتِ مب كفو تصيرين أم ..والله وتالله لولا انه بحاجتك بذا العمر ولا كان خذيته من زمان !
لم يتحرك بداخلها شيء ..:إذا تبيه خذه
ساجي ويشعر بالغضب يتوقد في عينيه :انتِ تدرين اني تزوجتك غصبيه لجل خاطر حاشد الي لولا انه كان اخوك من الرضاع ولا كان حمل وزرك ..غوايتس لي ذاك اليوم اتحملها بذا الولد ..لكن تدرين !..هاتيه أنا اتحمل اغلاطي بخيرها وشرها
-

المزرعة..
دخلت بصينية القهوة ..لتضعها على الفرشة الموضوعة على الزرع ،يجلس بها سُلطان وبيده عدة اوراق يُراجعها بجانبه حاشد وحاتم و كل واحد منهم يُعارك الاخر بغضب بعدما غضب عليهم سلطان منذ لحظات حينما خلطوا عِدة قاضيا معًا فهددهم سلطان بإعادة كُل ورقة في ملفها قبل أن يدمرهم ،و حاليًا كُل واحد منهم يلقي بشتيمته على الاخر مُلقي اللوم عليه ،عبدالعزيز صامت و في حظنه نيزك الصغير الذي بدأ يستلطفه بجانبه فتنه المُحتشمه بعباءتها و في احضانها صقر الصغير الذي صادف بأن استراح في حجرها فكلما ارادوا أخذه بدأ بالصُراخ دون توقف ..
ليل تُعلم وتين و رنيم احدى اللغات التي اصروا على تعلمها حتى استسلمت لهم ..
،
دفعه بكوعه :وخر عني واجلس عند حرمتك ازعجتني
رمقه حاشد بعينان حاقده :كُل شيء يصير من وراك يا تافهه ،انت الي قلت لي ان الاوراق يبي لها تجميع على الصيغه ب وانا الحمار الي طعتك
حاتم وقد اتسعت احداق :لا يا شيــخ..مين الي قالي ان ابوي يبي القضايا تتعدل !!..انت الي اخذت الاوراق وخلطت الحابل بالنابل
اغمض سلطان عينيه بصُداع ،ابعد نظارة القراءة عن عينيه لينظر اليهم بصبر ..
إلا انهم يحلفون بأن يجعلوه يغضب
سحب حاشد ورقه من كف حاتم :ذي حقتي جبها
سحبها حاتم منه :تعقب ذي تبع القضيه عشرين
شد سلطان قبضة يده ليضرب حاتم و حاشد بكفيه بقوه
دارة الدُنيا في عيني حاشد لينظر الى حاتم الذي يكاد يفقد وعيه من قوة الضربه
سلطان بغضب :انقلع انت وياه معاد ابي منكم شيء
ابتسمت عبير لتمد الى سلطان الفنجان :هد يا بو عبدالعزيز
رمق الاثنان بحقد وهو يسحب الفنجان :ابعديهم عن وجهي ما ابي اشوفهم ثلاث ايام بلياليها
عبدالعزيز :بروح لبيطري يكشف عليه ..يمكن يرجع يشوف
استند حاشد على الجدار لينظر الى نيزك النائم :مدري ..بصره معدوم من الولاده اشك انه بيرجع
رفعت ليل ملامحها عن الدفتر ،:يحتاج عملية ،في طبقة شفافه مليانه مويا بعينه اليُمنى لو بيطيري شاطر يقدر يسوي العملية ممكن ،اليُسرى معدومة
رمقها بعيناه فتره ،حينها شتتت بصرها عنه لاعنه نفسها عن الحديث ..إلا انه تحدث :إذا رجعنا الرياض بوديه
-
سلطان :داغر يبيك تكون من فرقته ..بياخذك معاه لمقر شغله بالجنوب ،انا وظيفتي اعطيك علم رغم إني رافض شغلك ذا من اساسه
حينها تحدث حاتم :اتفق مع ابوي بشي واحد ،ان الشغل ذا ما يصلح لك
ارتفع حاجبه :بالله..
حاتم بجديه:لو بنهمل ذكاءك الخارق ،و حدسك و سرعة فهمك للموضوع ..انت شخص غير منضبط و ما تتحمل احد يكون فوق راسك ويعطيك اوامر و لا تبي تكون ضمن روتين معين ،و اذا كان القانون ما يخارجك مستحيل تطبقه ..يعني من الاخر ذا الشغل ما يناسبك
تفاجئ حاشد من حديث حاتم ..نظر الى سلطان بصبر ليردف:توافقه على كلامه ؟
اغلق نظارة القراءة ليضعها في جيب ثوبه العلوي :كلامه مية بالمية صح ..و بعد ما خلص الشغل على خير و الحمد لله ،ابيك تنسحب
شعر بالقهر يتوقد في صدره :اها..يعني انت متجاهل اني كنت سبب مهم في نهاية ذي القضيه وبدل ما تحاول تحفزني لقدام تبيني انسحب !
سلطان بجديه :انت متهور...و دمك حار وطبعك صعب اي شخص يقدر يهذبه ،
شعر بالغضب .. ولا يستطيع لوم نفسه على عدم ذلك ،إلا أنه جارى سلطان :ممكن أغير ذا الطبع مع الوقت
سلطان وقد ابتسم :طبعك ذا !..انسى ،احنا قدمنا تنازلات كثيره مستحيل نقدمها لاحد لولا الحاجه لك ،سوء تعاملك مع الي اكبر منك وعدم انضباطك و حتى تقيدك بالزي الرسمي ،وحاجات كثيره تعبت اعدها ،خلت كثير من الضباط ياخذون موقف متحيز ضدك ولا تحاول تنكر نظراتهم الكارهه لك ..وانا ما الومهم لان اي احد ممكن يسوي تصرفاتك راح ينفصل من الشغل بدون نقاش حتى ..
شتت بصره دون رد ..حينها تحدث بلطفُ اكثر :كمل جامعه و شف التخصص الي يناسبك وانا اول داعم لك ..لكن صدقني ذي الوظيفه ما تناسبك
ارتفع حاجبه :توك تقول داغر يبني
سلطان و يكره التوائه بالحديث يخاف ان يوافق داغر :قلت لك انا ما انكر انك متفرد باشياء كثيره ،سرعة بديهتك و فهمك للامور تميزك عن غيرك ،داغر يبي هالشيء رغم انه معي بكل كلامي بسوءك و قلة انضباطك او قل عدمه
ابتسم ابتسامه ساخره :.ما تحس انك زودتها وكثير ..
سلطان ويشعر بالضيق ،من صراحته :لا تاخذ الموضوع من ناحية هجومية ،انا اتكلم كأب يبي مصلحة ولده
شتت بصره و سُرعان ما توقف :انت قلت ان الرأي رايي و انا ابي افكر ..وبعد ابيك تحترم رايي حتى لو كان ضد الي ودك فيه ..
سلطان بضيق :وين رايح ..
حاشد بصدق ،إلا انهُ ابتسم :كلامك ازعجني حيل ..بروح ل اليمامة ،منها اروق و منها افكر بكلامك
تنهد :خذ راحتك ..
عبير بهمس:ما تحس انك زودتها على الولد
سلطان :مضطر اقول له الحقيقه ..ذا الشغل ما يصلح له يا عبير
عبدالعزيز وقد شعر بالضيق :بروح له ..
..
"حاشد "
أخذ نفسًا عميقًا ،ليركب اليمامة ..سار بها نحو المضمار الدائري و يبدو بأنهُ يُريد الركض بها و القفز ..ظل لحظات يستعد بتمارين الاحماء لها ..ثم توقف عند بداية المضمار ليبدا الركض بالمسار نحو الحواجز ..بدأت القفز و مع كُل قفزه يشعر بأنهُ يطير نحو السماء و حينما ترتطم حوافرها بالارض يشعر بنشوه عارمه في القفز من جديد ..و هى كما يعرف أحبت ذلك ..بدأت بالصهيل في نشوه عارمه ،متلهفه للحاجز الاخر حتى تقفز عليه ..استند على السور بذراعيه يُراقبهُ في صمت ،مُده طويله حتى شعر به
توقف عن الركض ،حتى سار بإتجاه عبدالعزيز الذي يُراقبه ..
عبدالعزيز :أكره امتدحك لشيء في نفسي ،لكن مضطر اقول الحقيقه ،خَيِّال
شتت انتباهه ل إطراءه ولا يود الرد ،احمر انفه بسبب لفح الهواء البارد ،اردف ببحه :تسابق ؟
عبدالعزيز :ماني خيال ،والواضح اني بخسر ..لكن ما راح ارفض لو كانت جوله بداخل البُستان ..
تنهد وقد لف بحصانه تجاه باب الخروج :بسبقك الحقني ..
،
توقف ينتظره عند بداية البُستان ،ارتفع حاجبه حينما ركب عبدالعزيز الكاسر و جاءه به ..حينها شعر بذهول :كيف روضته !!
عبدالعزيز ببساطة:كانت أمي تلعبني فيه وانا صغير ،فما أنكرني و الحمدلله
اتسعت احداقه بذهول :كان بيرميني للجدار يوم شافني اول مره
عبدالعزيز ويسبقه داخل البُستان :هذا لانك تشبه ابوي حيل ..فما استبعد يقتلك بحوافره يوم
صمت في حُنق ..ويبدو بأن ترويض الكاسر أمر صعب جدًا ..
،
لا صوت يعبر سوى صوت حوافر الحصانين ..و الهواء يلاطف جسدهم ببرودته هذه الليله ،بعد مُدة من الصمت ..
عبدالعزيز :أول مره شفتك فيها ..كانت بالديره ،جاني شعور رهيب أرتكب جريمة قتل فيك ..ما قدرت استهلكك او اهضمك حتى.. كُل شيء فيك كان مسبب لي غضب مو صاحي
نظر اليه حاشد وبسخريه:كان يقول لي اني بكون متعلق فيك حيل لو كنت عايش معاكم ،و كنت استسخف كلامه و ما اقدر ألوكه ..لكن من تذكرت طفولتي وانا ماني قادر استوعب كيف كنت احبك بكل ذيك المحبه..ما تستاهل ربعها
ارتفع حاجبه :تبي مهاوش ؟
حاشد :عفوا؟..اتهاوش مع مين ؟
تقدم نحو الامام ..ليتركه خلفه
تنهد :يمكن تشوف ابوي قاسي بكلامه ..لكن تأكد انه صادق
لم يرُد عليه
عبدالعزيز بضيق :احاكي جدار انا ؟
التف اليه ليبتسم بخبث:اعترف بسرعه ..جيت تواسيني لاني ما هنت عليك
عبدالعزيز بسرعه كاذبه :تخسي
ضحك بشده ليرفع راسه نحو السماء:انا وياك مستحيل نصير اخوان طبيعين
عبدالعزيز :ما يهم لو كانت طريقة تفكيرنا تختلف ،او افعالنا ما تروق لبعض..
اقترب بحصانه اليه ليقف امامه تمامًا وبصدق سمعه في صوته لاول مره هذه الليله :المهم انك تؤمن إنك بتلاقيني بوقت افراحك و احزانك سند وعضيد و انا بعد بؤمن بذا الشيء ..يمكن الايام ما سمحت لنا نصير اخوان بقواسم مشتركه ،لكن تأكد إننا اخوان مواقف و دم
ابتسم ليضحك :تبيني احضنك هالحين على ذا الكلام ولا وش
كشر ليردف بصدق :قرب عشان اذبحك
ضحك بشده و حينها سحب لجام الخيل ليركض به :اتحداك تسبقني..
-

🎉 لقد انتهيت من قراءة دعوتك كالحشود فلم تجبني و كيف يجيبني البلد القفار 🎉
 دعوتك كالحشود فلم تجبني و كيف يجيبني البلد القفارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن