البارت الثالث

990 26 7
                                    

تعذر سراج عن الافطار عندهم بحُجة مرض ابيه وهاقد مرت نصفُ ساعه منذ ان حدث ما حدث !
رفع ساجي حاجبه نحو نسيم الذي قد مل هذا الصمت الطويل ..فمنذ ان خرج سراج لم يتحدث حاشد مع احد !
زفر كساب بصوت مسموع :وبعدين ؟!
كشر حاشد بضيق :تحس إنِ زودتها حبتين !
صرخ نسيم غضبا :حبتينننن!!..تقول له روضتك ما روضتك وكأنه بغل !...لا والمشكله انه سراج وكلنا نعرف من هو سراج !!
سقط راسه الى الخلف مُستلقيا ،ليتذمر بعدها بصوت مسموع :ايه ،احس انِ زودتها اكثر من حبتين !
كساب ويحاول تخفيف ضيقه:ماهي حبتين ،يعني حبتين ونص ،هـه !
وضع حاشد مرفقه على عينه :انتم تعرفوني اكثر مني ما احب اضيق احد اعزه !،ولا هي من عوايدي
جلس وقد انعقدت حواجبه ،ليرخي يديه في الهواء ويحركها بلا معنى:بس هالمره بكل كلمه على انها تجرح الا اني ماني ندمان عليها بالعكس اشوفه عين الصح !
نسيم وقد اعتلا غضبه اكثر:يالله انك لا تحييه !...تشوفه عين الصح يا عين ابوك ؟؟!!
حاشد :انت مو فاهم ولا راح تفهم !
ساجي بعد ان اخرج تفاحه خضراء من جيبه ليأكلها :فهّمنا ؟!!
حرك راسه نفيا :الي بيني وبينه ما ينحكى!
كساب:سبحان الله انخلقت بس عشان ترفع ضغطي !
ساجي مقاطعا بعد ان نهش التفاحه :احد يبي يا عيال !
حاشد وقد غضب:الله يسود وجه العدو ،ساجي!!،البنت تازمت منك وكل مره امسحها بوجهي عشانك استح على وجهك رجال طول بعرض وما تبي تعقل الا صامل تبلع من هالتفاح !
اتسع مبسم ساجي وهو يتذكر سحاب...ومنذ ان كان في عمر التاسع الى الان لا زال يسرق التفاح من شجرة سحاب المغروسه عند مدخل البيت،وعلى ان لونه اخضر مائل للبياض وغير ناضج ولكنه لا زال يعشق طعم تلك الفاكهة،الحلوه المره الخاصه بها !
ساجي وهو يقضم التفاح :وش اسوي لك !..بنت عمك التفاح حقها غريب عجيب !
نسيم بملل:ارفق بالبنيه كل ما فرحت ان شجيرتها انبتت ثمار تجي تسرق منها!
قضم اخر قطعه :اذا شكتني للشيخ وقتها يصير خير وبعدين حاسديني على هالتفيحه ؟!
صوت صراخ من العدم ارعبهم !!!
-سسساااااااجججججييييييي!!!!!!!!!!!
_______________

قبل لحضات ...
سحبت احدى الكتب الروائيه من المكتبه وتوجهة بخطى عجله نحو شجرتها ،تكاد السعاده تخرج من ضلوعها هذه المره ...وموسم قطف التفاح بعد يومين من اليوم ،ياه واخيرا!
حرصت هذه المره على ان لا يسرقها ذاك الاحمق !
عديم التربيه !...كل عام ،منذ ان كانو اطفالا !
يسرق ساجي كل ثمار التفاح من شجرتها !،والقهر لَما كنت بالرياض وجدتي المطر كانت تهتم بالشجره كان صامل الا يسرق منها قليل الادب السروق هذي التربيه فيه معدومه ،دود التفاح!
لولا الحياء والخوف من ابيها و اخواتها وعمها شاهين وحاشد لـ ابرحته ضرباً بعصا المكنسه !
وهذه المره لن تسمح له ابدا !..بأخذ ولو حبة واحده !
تصلبت عروقها وحاجبها الايسر تشنج بغضب عارم !
وهى ترى عدد التفاح قد نقص من ٢١ الى ١٢ حبه !
لا ...لم تعد تتحمل !..لا والله لقد طفح كيلها !
لتصرخ بصوت عال :سسسسسساااااااججججييييي!!!
__________
وقف حاشد بإسناد كساب :سمعت ؟!!!
ابتلع ساجي رمقه :وشو؟!
تنهد حاشد بغضب وهو يسحب العصا متوجها الى الخارج:والله إنِ ما الومها لو تكسر هالعصا على راسك !
____
ترى الشياطين يتراقصون امامها ودمها اصبح حارا من هول الغضب !
امسكتها المزن من ذراعها:تكفين مانبي فضايح !،لا شافك عقاب او نمر ان يذبحونك !
نفضت يدها بغضب واعادت احكام "طرحتها" التي سقطت :وخررري عني والله لا اشرب من دمه هالدوده !
غيم وهى تلطم وجهها:وطييي صوتكك بيسمعونك الناس !
حركت راسها بضياع وهى تبحث في الارض :وينها !!!
لمحت عصا متوسطة الحجم ملقاه قرب الشجره سحبتها :خلاااصص انا صبري خلص ،معاد به صبرر خليني اشفي غليلي منه قليل الادب السروقق!
خرجت المطر بغضب :من الي صوتها يلعلع ؟!!
انتفضت الغيم بخوف:هلا يا يمه
سحاب وهى تتوجه جهة مجلس الرجال :وانا حفيدتك يالمطر ان ما يشفي غليلي غير هالعصا تتراقص على جلده !
المطر بغضب :اوقفي !!..وين ذالفه في رجال بالمجلس !
نظرت الى المزن وبحده:وش صاير؟!
مزن بعد ان تنهدت:امسكيها يا جده قبل لا تفضحنا ويذبحها حاشد ،قاصده ساجي عشان التفاح !
المطر :عدلي لثمتس ولمي عباتس !
تنهدت سحاب وهى تفعل ما تقوله ،ولكن صوت حاشد باغتها :سحاب !
تنهدت وقد فاض الدمع من محجر عينها :معاد خلا بي عقل يا حاشد ،خلاص جلط عروقي !،ابي اسلخ هالعصا في ظهره ولا عاد يهمني شي !
تنهد بغضب اخف :عيب !...ما عهدنا صوتك يعانق جدران المجالس ،عشان تفاح؟
حركت راسها نفيا وهى تضع كفها على عينها التي ذرفت حبتا لؤلؤ وبصوت مخنوق كرهت ظهوره بشده :يرحم امك فكني عنه ارحمني من اذاه !
توجه حاشد بخطى عجله نحوها ليحتظنها بين ذراعيه :وش له البكي هالحين
اشتدت في عناقه وصوت نحيبها اصبح اعلى!
قَبّل راسها بعمق ليهمس بحلطمه:ماهو بشي يستاهل لو تبين أعبي البيت اشجار تفاح اسويها ولا يضيق صدرك !
دائما ما كانت عواطفها رقيقه ،سهلت البُكاء ،
اكرهك يا ساجي يا دود التفاح
اكرهكككك!
____________
"السوق"...سوق ديرة الجاهر
يعرفونها من قُبعتها الواسعه التي تحتطن راسها و الهاله الغريب في الملابس وكأنها من عصر بابل
تنهد ادريس بملل وهو يطير فوقها :ما يجيك غثيان من حكيهم ؟...ما يوجعك قلبك من نغزاتهم؟
ليل بهمس :ممكن تسكت ؟...ما يكفي إنهم يحسبوني جنيه تبيهم يقولون عني تتواصل مع ربعها !
ادريس:وانتِ وش حدك على ذا كله !...اكشفي كل شي و ارتاحي
بسخريه:بالله اكشف لمين؟...للحثاله ذول؟...قفل السالفه بس
توجهة عند العطار ابو هزاع وتوقفت بقرب العتبه لمحت داخل المحل ٣ رجال و امراتين و العم راجي و ولده هزاع !
سحبت الهواء لجوفها قبل ان تدخل :السلام عليكم !
داعب اذنها اصوات شهيق النساء ولم يطفها ملامح الرجال المتعرقه !
وفي ظرف دقيقه !....اصبح المحلُ فارغ من الزبائن
ابتسم العم راجي بترحيب :هلا ببنيتي هلا !
بينما هزاع اكتفى بالصمت والجلوس على الكرسي دون كلمه ...يشك في حكايتها... في امرها في كل اشاعه تصدر عنها ،تلك الفتاه كالاحجيه بالنسبه له و "يتشفق" لحلها!
ادنت براسها للاسفل بإمتنان :هلا فيك ياعم !.
توقف خلف طاولة البيع :وش تبي هالمره ليلنا ؟
قليلة الكلام مع البشر لذلك كـكل مره تأتي الى هنا تمد ورقه كُتب عليها كُل شي !
سحب الورقه العم راجي بعدما وضعتها ليل على الطاوله ،تنهد وهو يضع النظاره على عينيه ويقراء المكتوب :نشوف وش طلباتك اليوم ....
ثم لم يلبث ان نادى ابنه:هزاع وانا ابوك ،حضر مسحوق الخزامى و بودرة الفحم و يانسون و ملح صخري
ارتفع حاجب راجي واثقبها بنظراته :و عشبة المُر و زيت زيتون و حبة البركه وشاهي اسود و ماء ورد و ماء الصبار ؟!!
كما توقعت لا زالت تستمر بشراء الاعشاب الطبيه!
انعقد حاجب هزاع وقد وقف متجها نحو الرفوف لجمع طلبات الفتاة الاحجيه !
بحق الله ماذا تريد بكل ذالك ؟...من هى بالضبط !
ادريس وقد ارتعب:نظراتهم يا ليل !
ابتلعت ليل رمقها وليس هذا وقت الحديث يا ادريس!
اكمل بعدما اخرج "طاقيته " واعادها الى راسه :اقول لك من صباح ربي راح يشكون في طلباتك !،بس الا تبين تفضحين نفسك !
اغمضت عينها بصداع ،بحق الله ادريس اصمت!!!
اعلم ما يجول في عقلك ولست بلهاء حتى لا ألمح نظراتهم!
وضع هزاع قوارير الاعشاب على الطاوله ثم سحب احدى الاكياس الزرقاء و وضعها داخله
ليتحدث اخيرا بصوت ممتلئ بالشكوك:٢٥٠ ريال!
اخرجت ٥٠٠ من حقيبتها المصنوعه من السعف و وضعتها على الطاوله

 دعوتك كالحشود فلم تجبني و كيف يجيبني البلد القفارWhere stories live. Discover now