البارت الحادي عشر

780 27 10
                                    

لثوان قليله وقع اسمها على سمعه كإنفجار عبوه ناسفه ،نظر الى عبير الشارده في فتنه و لا كلمه واحده تحضره
ارتجف فكها لتلوذ في حجر الصمت
عبير المذهوله من تواجدها هُنا :وش صاير لك يا بنت ؟!
بللت رمقها لتحاول استعادت رباط جأشها مدت يدها المرتعشه نحو عبير لتردف بنبره حاسمه تُخبرهم بأن لا يتدخلوا فيها :بثلاثه ريال
عبير التي تفهمت اعطتها النقود:سمي
اخرجت عبير هاتفها لتردف بأمر لا جِدال به :عطيني رقمك
توترت فتنه بنظراتها المُرتعشه ..من اخبرها أني ارغب بوصال يجمعني بهم ؟!..اذهبي فقط يا خاله ..اذهبي و لترحميني من نظراته التي تُنهش عظامي!
شتت نظراتها :ما عندي جوال
عبير التي ذهُلت ،نظرت الى عبدالعزيز التي تغيرت ملامحه الى ملامح لا تُفسر !
اردفت بضيق لتسأل:الي صاير لك بسبب الي طلع عليكم من كلام انتِ وعبدالعزيز ؟!
فتنه وتكاد تُفجر الغصه التي بصدرها وتبكي امام الملا :خاله ارحميني ابي استرزق الله قبل لا تغرب الشمس !
عبدالعزيز وكأن احدًا حشر طبقة نارً بصدره ..صر على اسنانه ،كان يجب ان لا يتركها هُناك بذاك الشكل عند عمها ..لم يتوقع بانه حقير لتلك الدرجه :قومي !
فتنه بغضب يتصاعد فوق قلبها :نعم؟!..بصفتك أيش قاعد تؤمرني اقوم ؟..ممكن تبطل أنانيه و تفكني من شرك ..
ادخل يديه في جيبي بنطاله ليشتت انظاره :ما اعرف وش وصلك لذا المكان ،لكن جزء من الذنب طايح بكتفي فقومي قبل لا اسحبك!
فتنه بذهول "طايح!!"..حتى مصطلحاته يفشل في انتقاءها !..حتى وهو هُنا بقربي لا زال يُهينُنِي بأبشع طريقه!..انحنت بغضب لتلف البسطه فوق بعضها :اخلي المكان لك ابرك
وقفت وهى تنتفض... وانفاسها تتصاعد وتنحدر بذات الوقت ..كُل هذا لان النرجسي يقف أمامها ،حضنت الفرشه المتكوره بفوضويه بسبب استعجالها ..لكنها تشنجت في مكانها ما ان وضع كفه فوق ذراعها ليوقفها صارًا على اسنانه :وين رايحه؟
صرخت في وجهه بغصه اتضحت:لجهنم !..اتركني !
عبدالعزيز وهذه الفتنه تخلع صبره :ما راح اتركك وبتجين معي وانتِ راضيه
عبير بعد صمت مذهول من تجاوزات عبدالعزيز وامامها!!!! :عبدالعزيززززز.... اترك البنت !
بلع رمقه ليُفلت يدها بخجل ..غضبهُ وجَههُ الى نقطه لم يكن ليتجاوزها في حياته ..وهو الان يتخطى كُل الاعراف و "يُمسك بيدها"!..
شتت انظاره ليلتفت نحو الخلف عاضًا شفتيه بغضب من نفسه !..هل فقد عقله؟!!
عبير التي تنهدت :يصير نجلس في مكان هادي ونتفاهم مثل الخلايق ؟!
نظرت إليها فتنه بضعف :نتفاهم على وش؟..
إلتف بغضب من عنادها كاد ان يقول شيئا إلا
أنَّ عبير سبقته :أنا ماني تاركتك إلا وانا مرتاحه قدام ربي إنك ما أنتِ حامله بصدرك من عبدالعزيز ..
خلينا نروح محل القهوه إلي قدامنا
نجلس و أفهم منك وش حصل
كادت أن تقول فتنه شيئا ولكن عبير ألجمتها عندما امسكت يدها لتسحبها طوعًا نحو محل القهوه العتيق أمام بسطتها
___
على طاوله دائرية الشكل ذا لون اسود
تجلس فتنه و بجانبها عبير وامامهم عبدالعزيز العاقد يديه على صدره ،ينتظر ان تتحدث قبل ان يجعلها تتحدث بطريقته !
بللت رمقها لتشبك يديها ببعضها البعض ولا قُدره لديها على الحديث !..عن ماذا تتحدث ؟
عن خيبتها ؟!..
نظرت عبير إلى عبدالعزيز الذي اخفض نظره بغضب :في شيء أنا و أبوك ما نعرفه ؟
ارتعشت يديها و هذا الموقف بأسره موجع لها كأنثى ذات كرامه
اخفضت نظرها الى الارض لتمسح دمعه تعلقت برمشها
نظر إليها لطرف ثانيه ليشتم نفسه ..نظر الى امه ليبرر الموقف قبل ان تنهار امامهم:بعد ما زاد الحكي عليها ..عمها طلبني اتزوجها و انا..
نظر الى الناس من حوله ليهز قدمه بضيق لا يعلم سببه:رفضت !
عبير وتكاد تُجن من ثقل ما يقول لتضحك بصدمه:وش قاعد تقول أنت!
فتنه وتكاد تنهار من حديث عبير ..هل ستؤنبه على عدم الزواج منها و كسب الاجرر!؟..هى ليست فقيره إليه
عبير المذهوله من صمتهم :ليه أنا أخر من يعلم؟..أبوك يدري!!!!
بلع رمقه بضيق و غضب ليردف بنبره حاده :محد يدري
فتنه و تنوي الهروب من هذه المهزله:خاله أنا ماني متضايقه من رفضه ،حتى لو وافق انا كنت برفض
وقفت :عن إذنك
صوتها الحاد ارعبها:اجلسي
فتنه و تضيق هذه الدنيا عليها ظهرت غصتها :بروح لخالتي اكيد استفقدتني الحين
عبير ويكاد راسها ينفجر :قلت لك اجلسي
جلست على الكرسي لتتنهد ..الهواء لا يكاد يدخل الى رئتها "مكتووووومه"
عبير وتنظر الى عبدالعزيز وتكاد تُهشمه :وش جابك من الديره ؟..وليه تشتغلين ذا الشغل !
فتنه وتُرهقها تحقيقاتها اردفت بإختصار:أنا طلعت من بيت عمي برضاي بعد ما حاول يزوجني و جيت عند خالتي ..قاعده اشتغل معاها
نظرت لعبدالعزيز بعينين خاويه :إذا انت تحس بالذنب فأنا الحين اخليك منه ،إنت ما غلطت و لا انا غلطت والله ييسر لك و يرزقك بنت الحلال الي تسعدك ..قلبي ما يحمل لك إلا كُل خير و أنا مرتاحه مع خالتي وقاعده أساعدها ،
عبدالعزيز أمال فمه ليطول صمته حتى قطعه:يعني؟
فتنه و يكاد صدرها ينفجر من بروده ..من ملامحه التي لا تستطيع إستشفاف أي شيء منها ..شتت أنظارها دون أن تُجيبه
عبدالعزيز :راضيه عن شُغلك ؟
نظرت إليه بحواجب معقوده لتنطق :ما يخصك رضاي أو عدم رضاي أنا بررت أسبابي و من حقي أمشي ..فيصير تعتقوني و تخلوني أرجع
عبدالعزير بنبره جامده:هذا قرارك ؟
فتنه و سيصيبها بجلطه ..اردفت:إذا بجوفك حكي طلعه
لتبتسم بغبنه:بسمعه بكل إنصات
أعاد ظهره الى الخلف لينطق بأمر :ترجعين لعمك وتبطلين شغل المهزله ذا !
ضحكت من أوامره الوقحه :عفوا؟!
عبدالعزيز ويشتت انظاره عنها ليطالع الى المحل الفارغ من الزوار سِواهم متجاهلا وجود أمه
وبصراحه صعقتها :أبعرف إنتِ ليش تحبين تعذبين روحك..
قصدها!..هو لا زال يصدق تعلقي به لذلك قالها !
فتنه وتقاوم كثبان الدموع المحشوره بحلقها :أعذب روحي؟!..غلطان وربك ما أدري وش يدور بعقلك من افكار و لا يهمني أبرر لك..إذا انت لسا تفكر بذيك العلبه فهي كانت ردة فعل لزيارتك ..
تنفست بقسوه لتكمل :ماهو أنا الي اتمسك بوهم ..افكارك ماهي عندي
أطال النظر بها وهى تقف بعينيها الصادقه بما ثرثرت به ...عينيها التي تُهينني :مضطره اروح ..سلام
راقبها حتى اختفت من امامه لتقاطعه عبير :انا وش سمعت ؟!
تنهد تنهيده عميقه ليغمض عينيه :يمه تكفين مالي خـ..
قاطعته لتسحب حقيبتها :دق على ابوك
نظر إليها بعينين تتوهج غضبًا :يـ..
قاطعته بإصرار :قلت دق على ابوك !
_____

 دعوتك كالحشود فلم تجبني و كيف يجيبني البلد القفارWhere stories live. Discover now