البارت الثالث عشر

683 22 8
                                    

اليوم التالي مركز الشرطه !
ساحة التدريب ..
ركع على ركبتيه بعد أن انهى الدوره الخامسه حول الساحه !..ناوله عتب زجاجه الماء..إلتقطها دون أن يلفض بكلمه !..افرغها بجوفه ..عيناه تطالع السماء الصافيه،لا غيوم متخمه بالسواد تُنبئ عن مطر قادم !
مروان مكملاً شتائمه:شفت ذاك الطويل الاسمر ..قسم بالله غاثني من نقلوني لذا القسم !
معاذ الذي صدع من مروان الذي لا يتوقف عن اغتياب كل من يراه:اعوذ بالله..كل واحد بذا القسم متمشكل معه بديت اعرف العله في مين الصراحه
مروان :شف وش يقول!..انا مسالم من وعيت على الدنيا امشي بقرب الجدار ويالله من فضلك ..
حاتم الذي انحنى ليربط حذاءه :قلنا المهمه نهاية الاسبوع يعني بكره ..انا مو قاعد اشوف اي استعداد لا منا ولا من داغر !
جلس حاشد على الارض:المهمه انلغت !
اصواتهم جاءت متفاوته
"كذابب..ايششش..نعم؟؟!!"
حاشد :ركز انت وياه قال داغر لنا ذاك اليوم إن التمارين بتكون صارمه ومواعيد الخروج بتتقلص ..إلتزمنا بهالكلام بس يوم وبعدها سمحوا لنا نطلع
حاتم :يعني؟!
عتب :وش الي يعني كلام حاشد واضح ..ألغوا المهمه من ثاني يوم !
مروان :ألغواها من دون ما يعلمونا؟
حاشد الذي استلقى على ظهره ليطالع السماء:على كلامهم في جاسوس بذا القسم ،ما قالو لنا تعطينا خيارين ،يا إما يبون يوهمونا بمهمه مزيفه علشان يطلعون الجاسوس بينا ،او إنهم كانوا يبون يقيسون تركيزنا بالي حولنا هل راح نفهم او لا
مروان الذي نظر الى حاتم:احسب بس عبدالعزيز الذكي فيكم !
عتب ومصدوم من تحليلاته:لو قالو لي هالكلام بيطلع من حاشد ما صدقت إلا اذا شفت بعيني..منين لك هالتحليلات؟؟
حاشد ولم يفهم مديحه :تحليلات؟؟..ذا شيء بديهي !
عتب الغير واعي:يصير اتفل بوجهك!
حاشد المصدوم:هاه؟
عتب :اخاف إني عطيتك عين
صوت داغر اوقفهم :السلام عليكم
سهم الذي جاء معه :السلام عليكم
ردوا السلام ليكمل داغر :المهمه إنلغت !
لم تظهر على وجوههم ملامح الصدمه
سهم المستغرب هدوهم:حصل كم تدخل خلانا نأجل العمليه كم يوم
معاذ بهمس:الحين ذا ضابط معنا ولا رقيب علينا!
مروان الذي ضرب كتف حاشد:شكله الخيار الثاني!
داغر :بكره وبعده مافي دوام تقدرون تاخذون إجازه !
اعتلت اصوات بعضهم بحماسه
داغر لعتب:مبروك سمعت انك بتملك هالاسبوع
عتب الذي اتسع ثغره :يبارك بعمرك
بجديه:ما ابي افكر للحظه إن واحد منكم عميل ل الغراب ..ما ابي احط حتى احتمال ..لكن والله وجلال الله لو يطلع واحد منكم يالسته إن يتمنى الموت وما يشوفه !
معاذ بحنق :هذي اخرتها ..تشك فينا !
داغر :الظروف تحتم كذا ..و ما اتمنى ابد يكون الجاسوس من فرقتي !..تقدرون تنصرفون !
مروان بهلع :لا تطيح السماء علينا ..وش حصل لكم اجازه يومين و اليوم مافي دوام!
لوى داغر فكه :ماهو عاجبك؟
ظهرت صفة اسنانه العُليا:عساه دوم!
انصرف حاتم عنهم بعدما ألقا السلام ...لينفضوا برتابه إلا ان صوت داغر اوقفهم:حاشد!
ارتفعت انظاره اليه:هلا!
داغر :تعال معي !
-
خارج المركز !
امام سياره "همر"
انعقد حاجبه امام داغر الواقف امام السياره:ليه ساحبني لهنا!
ضرب كبوت السياره :اركب!
حاشد :على وين؟
صوت سلطان جاءه من الخلف :البر!
إلتف نحوه :بر؟
سرعان ما جاء مطلق و غياش و مهند و اخرهم خالد الذي نظر الى الساعه التي تغلف معصمه :بتغرب الشمس قريب خلوها بكره!
ركب مطلق السياره :طالعين طالعين الله لا يعوق بشر !
حاشد الذي تنحنح:انتم شكلكم غلطانين ..انا رايح مع السلامه !
امسكه غياش من ذراعه:على وين يالحبيب الطلعه كلها عشان خشتك!
حاشد ولا يفهم قيد ذره من هذا الجنون:وش تخربط فيه انت!..ما طلبت اطلع مع احد فيكم البر توكلوا !
دفعه غياش نحو السياره :ادخل وانت ساكت !
-
سلطان يقود السياره بجانبه مطلق ،يقبع بالخلف غياش و مهند و اوسطهم حاشد
اردف بحنق :ابي اقدم بلاغ
غياش:على؟!
حاشد الذي سرعان ما احتد صوته :هذا وانت وياه عسكري ..كيف تغصبون بني ادم على شي ما يبيه
سلطان وينظر إليه عبر المرآه:كلها يومين وراجعين
حاشد :وش لي انا مع الشيبان نزلني !
وجهوا نحوه نظره ناريه جعلته "يبلع" العافية
على نطق هذه الكلمه
همس بإختناق:انا الشايب والله!
___
العصر
سوق الديره !
تنظر الى المكان بملامح فوضويه ..تحاول ان تستقيم بتفكيرها لكن افكارها تتسرب نحو عبدالعزيز ..تأففت:اخ يالله ..اخ!
اغمضت عينيها بشده ..اللهم فقط انزعه عن صدري انزعه عن افكاري ..خلاياي تكاد تنفجر من تكاثره بها ..انعقد حاجبها من الظل الواقف فوقها
فتحت عينيها ببطء ..لتلمحه!
واقف امامها..بسُمرته ..بعينيه التي لا استطيع ان اتجاوزها!
انقبض صدرها ما إن انسلت كفه لتسحب كفها حتى اوقفها :تحركي..بدون صوت!
___
البارحه !..
فُتح الباب ليدخل عبدالعزيز ،بملامح قاتمه ..حاده
لمح حاشد و حاتم جالسين بالصاله !..إلا انه تجاهل صراخ حاتم بندائه له "يالحبيب"
توقف عند مكتب سلطان ..ليفتحه دون تردد..لم تدع لي خيارًا اخر يا ابي ..سأعرف بطريقتي وليحصل ما يحصل !
اتجه نحو المكتب ..بخطوات مستعجله ،حتى وصل إليه ،انحنى نحو الادراج
فتح الدرج الاول ،بدأ بالعبث في الاوراق ..يبحث عن شيء يحوي حرف "ريم "..لم يجد شيئًا
تافف..ليغلق الدُرج بعنف ..انحنى نحو الدُرج الاخر ..حاول فتحه لكنه مغلق بالمفتاح..شعر بالغضب ليركل الكُرسي الذي كان بجانبه
بحث بعينيه عن مكان رُبما يخفي فيه المفتاح ..توجه نحو رف ابيض ،سحب "الفازه "..ادخل كفه بداخلها ..هيا فلتكون بداخلها
اغمض عينيه بغضب ليسحب كفه ..لا شيء !
اعادها مكانها ليتوجه نحو المكتبه المليئه بالكُتب ..بحث هُنا و هُناك ..لا فائده لا وجود للمفتاح !
شد قبضة يده بقوه ..يحاول بالكاد حبس الغضب اسفل جلده ،قبل ان ينفجر .
خلل شعره بأصابعه يحاول أن يُفكر لمره بطريقه سليمه ..
عض شفته السفليه ..بغضب يحرق حُنجرته ..يشتهي أن يُفجر هذا المكان ..يشتهي أن يلتقي بوالده حتى يبدأ بالشتائم ..الى متى هذا الإستغفال؟!..لا والله ..لن أُمرر هذا الالم الذي شحُب في ..كل ما ادركه أن الحقيقه حاده تشرخ من يقترب منها اُدرك جيدًا بأنك ابعدتها عني لتحميني ..لكنك تُهينني رغم ذلك .
نظر الى صندوق خشبي صغير موضوع فوق المكتب ..فتحه بعُجاله ليخرج كومة مفاتيح ...اتجه نحو الدرج وبدأ بالمحاولات !
.
بعد ثلاث دقائق
يده ترتجف ..ملامحه تهبط بالحُمره و تصعد بشيء من الملح
جالس على الارض ..يستند بكفه على بطن الكرسي الدوار ..مدد قدميه التي تنملت فجأه
عيناه لا ترمش امام الورقه التي يُمسكها برعشه ...
ضحك بسخريه مُريعه ..حتى سقطت دمعه ساخنه على خده ..كانت هذه اسبابك يا نور عيني !
ابعدوك عني ..تجاوزو عليك وانتِ على ذمتي !
وضع كفه على فمه بحرقة ما يقرأُه..هذا سبب طلاقنا الذي اجهله ؟..رحمتك يالله !
شعر بالدوار ..وانفه بدأ بالنزيف ..وضع أصابعه بإنعقاد حاجب على انفه الذي نزف فجأه..من فرط الحُزن الذي شعر به بدأ جسده يتفاعل مع الحُزن ،
توهجت عينيه امام اصابعه التي تلطخت بالدم
أهذا الذي يحصل بي من لوعه يعني "قهر الرجال؟!"..أهذا هو؟
توقف ..بإستناد الكُرسي ..شيء من الدوار يقتحم راسه ..رعونه تستوطن عظامه ..ليس لهُ قدره على الوقوف حتى ..بالكاد توقف !
اطال بنظره تشتعل بالكمد /القهر ..نحو الفراغ
غُفرانك يالله على ما سأفعله ،انا لست صالحًا ابدًا حتى اعفو و اصفح ..،لست من الذين يتجاوزون المصائب بصدر رحب ..حاقد!
ولن اخفي هذا الحقد إن تكاثر فيّ..وأعرف أين اصب جام غضبي ..وعلى من !
استعجلت خطواته بعد ان وضب المكان ..ليخرج من الغرفه ..
-
العصر!
انعقد حاجبها من الظل الواقف فوقها
فتحت عينيها ببطء ..لتلمحه!
واقف امامها..بسُمرته ..بعينيه التي لا استطيع ان اتجاوزها!
انقبض صدرها ما إن انسلت كفه لتسحب كفها حتى اوقفها :تحركي..بدون صوت!
اتسعت احداقها ،مصدومه من جرئته!..مصدومه من الاوامر التي يُمْلِيها عليها!..حاولت سحب كفها الذي تهشم بداخل كفه:ابعد عني..وش الي قاعد تقوله انت!
عبدالعزيز الذي ضغط على كفها بقوه ليسحبها نحوه..هامسًا بغضب وانظاره على الماره :امشي معي بالطيب قبل لا اطلع شياطيني عليك!
ضحكت بسخريه /مصدومه!:لا انت ما انت بصاحي!..قلت لك وخررر عني!!
هزها بعنف حاد:هههششش ولا كلمه تحركي!
دفعته بكفها الاخر ليعتلي صوتها:ابعد من وجهي قبل لا ألم عليك عباد الله!..ولا عاد توريني وجهك ما عاد ابي ألمحه حتى!
احترقت عينيه ،صر على اسنانه ،احكم امساك كفها ليسحبها رغمًا عنها :تحركي!
فتنه وتكاد تبكي من الخيبه!..الخيبه إن سقطت بإسمك يا عبدالعزيز..مالذي تفعله!..انت تزيد الامر سوءًا فحسب!:اتقي الله!.
إلتف نحوها ليتحدث بحده:ما سألتوا الله عن حالي ..كيف تبيني اتقي الله فيك؟
ارتعش صدرها من حديثه الملغم بالسوء ..غرقت بالبكاء لتردف :انا وش ذنبي!
صرخ بحده هامسًا ليتقدم نحوها :وانا وش ذنبي!
ضحك بسخريه مُريعه:انا ماني بهالقوه عشان اقول انسى يا عبدالعزيز !...لا ماني بهالقوه
سقطت دمعه يتيمه و لا اخرى تُظللها ..بضعف اندس في صوتها الخُمري :وش تبي تسوي!
سحبها الى توقف امام سياره سوداء:اركبي!
فتنه الضائقه بالحزن والبكاء:وش تبي تسوي!
سحبها بعنف الى ان توقف امام باب السياره ،فتحها :اركبي!
فتنه وتضيق بالبكاء ،تُشرخ بِه ...شهقت ببكاء وألم حاد خرم معدتها :بصرخ !
دفعها نحو السياره بعنف ..حتى اغلق الباب ..اتجه نحو باب القياده ليركب ..
ضعيفه على ان تفعلي ذلك ..ضعيفه على ان تصرخي و تُهينيني بالطريقه ذاتها التي اُهينكِ فيها وانتِ تعلمين سبب ضعفك ذاك ..انتِ تُحبينني بطريقه تجعلك لا تصدقين شرًا يجيء مني !...تُحبينني يا فتنه ،حتى لو انكرت عينيك ذَلك
اغمضت عينيها لتبكي :وين بتوديني!
عبدالعزيز الذي نظر إليها بإزدراء:لا تخافين ..انا اصلا مشمئز منك ما راح أأذيك !
__
ارتفعت كفوفه إلى الاعلى بعدم معرفه ..وغضب :ساحبيني من وسط الرياض لذا المكان ليه؟
مطلق الذي بدأ بإخراج العده من السياره:تعال ساعدني بدال هذرتك
سلطان بدأ بنصب خيمه ..داغر يثبت دعامه سوداء لا يعرف مالغرض منها..مهند يحاول الاتصال باللا سلكي ،غياش يجمع رزم من الحطب ،واخيرًا داغر الذي اقبل بسياره دفع رباعي ومعه خالد!
ضحك بعدم فهم :وش قاعد يصير؟!
توجه نحو سلطان الذي يضرب المسمار في التراب بحجر ..لينفجر بإندفاع صارخ:بنتك بالمستشفى ما لها يوم !..تقول إن في احد مستهدفها وش له تاركها وجاي لذا الزفت؟..
سلطان ولا زال يضرب المسمار بالحجره :لو ذي المهمه ماهي بذي الخطوره ما كان جيت!
حاشد وبدأ التشوش يفجر عقله:مهمه؟!
ارتفع راسه قليلا ليصرخ:احد فيكم يفهمني وش الي مخلي كبار الضباط يجون لذا المكان؟..انتم من عقلكم تاركين القسم فاضي!
مطلق وهو يخرج سله مليئه بعدة الطبخ :سهم بيقوم بالمطلوب !
حاشد بضحكه ساخره:سهمم؟!!..لا تجننوني وش الي ناويين عليه!..وش هالطلعه الي جات بعد إلغاء مهمة الاقتحام...انتم وش نيتكم؟!
إستمروا بعملهم ..متجاهلين وجوده
مهند:داغر وش رايك نروح نصيد
داغر الذي اخرج سلاح طويل من السياره :جبت معي المقناص ..بس تهقى تلقى بذا البرد طير ؟
مهند :في ابار كثير حولنا تطمن بتلاقي طير وطيرين وثلاث!
عض شفته السفليه..لن يحتمل بصبر إلى أن يخبروه ليس هو الاطرش "بالزفه"..حتى يجعلون المياه تسري من تحته..إن كان هُناك مهمه فعلا ..فيجب أن اكون على رأسها ..ليس الاحمق الذي لا يدري عن شيء فيها!
تحرك بخطوات مستعجله نحو الهمر ..إلتف إلى ان وصل الى باب المقود..توقف امامه!..ليفتح الباب !
اتسع مبسمه ما إن لمح المفتاح مُعلق بداخله
ركب السياره ..ليغلق الباب حرك المفتاح..ما إن اشتغلت السياره حتى دعس بقوه على البازنين ..اصدرت صوتًا حاد مُخلفه غبارًا في الارجاء لتنطلق بسرعه صاروخيه مبتعده عن المكان!
توقف الكُل بهلع ...نحوه وهو الذي ابتعد عنهم اميال عده !
داغر الكاتم غضبه :هذا وش قاعد يسوي!
مطلق المذهول،من حماقاته:وين رايح ذا البزر !
نظروا الى سلطان ..وكأنهم يلومونه
سلطان المصدوم من نظراتهم :مضيعين بوجهي شي؟!
_____
حاشد الذي ابتعد عنهم ..دعس على البنزين ليلتفت بقوه نحوهم ..عاد اليهم ليتوقف بمسافه شبه قريبه صرخ:انا رايح للرياض تبون شيء؟!
داغر الذي يود طحنه و رفسه و ضربه حتى:انزل !
حاشد :بتعلموني ولا امشي؟!
نظروا من جديد الى سلطان !
صرخ بإنفعال:وش دخلني انا !..حكم القوي على الضعيف!
مطلق :حاشد يكفي ..انزل الله يرحم لي والديك !
دعس على البنزين بقوه لتتحرك السياره :مع السلامه اشوفكم هناك !
صرخ خالد بغضب:الاسلحه بالشنطه!...حاااشد!
اوقف السياره ليخرج راسه من على النافذه:تبي تقول شيء ولا احرك !
شتت خالد انظاره بغضب :.انزل ونتفاهم!
دعس على البنزين من جديد!
خالد ويكاد يفقد عقله ...الاسلحه والمواد الكميائيه بداخل السياره..إن حدث اي انقلاب او اي تهور قد !
صرخ من جديد :انزل و بفهمك كل القصه !
حاشد بصراخ موازي صوته :احلف!
اتسعت احداقه لينظر الى سلطان بغضب
سلطان الذي تعب نظراتهم:قلنا ولدي بس ما قلت اني ربيته!
تافف ليتقدم :والله إن نعلمك كل شيء انزل بس !
لف السياره ليحركها متجهًا نحوهم اوقفها ..لينزل من السياره..ما إن اقتربوا نحوه حتى رفع طرف ثوبه ليعضه ..وركض مبتعدًا عنهم !
عض مطلق شفته بمحاوله لكتم غضبه:استغفر الله العلي العظيم ..وش الحين ؟
حاشد الذي وقف فوق تله صرخ :عطوني الامان ..مابي انفلق...كتفي لسا يوجعني من الرصاص!
صمت غلف المكان ..سُرعان ما ظهرت اصوات متفاوته ضاحكه..
غياش :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تعال والله في وجهي محد يقرب لك
حاشد الذي بدأ بالنزول:دامني احتزمت فيك خلاص نزلنا !
اقترب منهم انحنى ليلتقط عصا صغيره ،وحينما توسطهم جلس على التُراب الناعم مُتربعًا..رسم مربعًا :ايه وش المهمه!
تنهد مطلق ليجلس امامه ..سحب العصا ليرسم دائره في اقصى شمال المربع ودائره في اقصى جنوب المربع
وضع العصا على الدائره التي بالجنوب:هذا حنا ..
اشار بالعصا على الدائره التي بالشمال :وهذا المصنع الي نبي نقتحمه!
ارتفع حاجب حاشد :مصنع!..بوسط صحراء؟
تنهد:هذا مصنع قديم من عهد الملك فهد ..كانوا يصنعون فيه مواد كيميائية لجل البناء..وتقفل من مده طويله !
حاشد الذي بدأ الحماس على ملامحه:ايه؟؟
سحب غياش العصا من يد مطلق ،جلس على اطراف اصابعه،مُشيرًا الى الدائره التي بالشمال :في تاجر استغل ذا المكان ،بدأ يصنع مواد كيميائية ممنوعه ،ويصدرها برى البلد !
حاشد :يقدر داغر ياخذ مهند و يطلع مع الفرقه ثمانيه ويقتحم المكان ..ليه جايين كلكم !
مهند :مو كأن أسئلتك واجده !
حاشد بجديه:ما احب الاستغفال!..الي بمراكزكم نادر يطلع مهمات برى القسم ..وش القصه ؟!
سلطان الذي جلس بجانب حاشد :وش الي تتوقعه ؟!
يحاول أن يستوعب مدى تفكير هذا الفتى ،محد يقدر يستوعب وين حدوده ولا احد يقدر يفهم وش شخصيته !..احيان تلاقيه قمه في الانعزال واحيان تلاقيه الاجتماعي الي البسمه ما تفارقه احيان تستغفر ربك من كثر الغباء الي يحيط عقله واحيان تتعوذ من ابليس على حِد تركيزه و زاوية نظره للامور ..انا للامانه ماني قادر اصنف هالولد !..
سلطان ويرتقب شيء من الجنون يخرج من شفتيه!
نظر إليهم ..ينتظرون تفسيره ل الامر ..ثم نظر الى سلطان الذي ينتظر شيء من الخرافه ان تخرج من لسانه ..تنهد :المهمه بالقسم ماهي هِنا !
ظهرت ابتسامه ضيقه على ثغر داغر :وش قصدك؟!
حاشد بسخريه:القاتل يرجع لمسرح الجريمه ،قد احد سمع بذي العباره ؟
داغر ويستمر بالاستغباء..يلتهف ان يسمع تفسيره ل الامر :يعني؟!
حاشد :سهم يبي يكشف من الجاسوس الي بيرجع للقسم وقت الاجازه المسموحه ليومين ..في خطأ صار وقت قلتم إن المهمه إنلغت ..الجاسوس سرب معلومه ممكن تضره لو كانت خطأ ..يبي يتأكد من شيء و انتم مستدرجينه !..متعمدين تختفون بذا اليوم لجل ياخذ راحته ..معتمدين على سهم !
توهجت ملامحهم ..ضحك خالد وهو يحك ذقنه :تجاوزك يا سلطان !
سلطان ويشعر بشي من الفخر /الخوف عليه ..شتت انظاره بلا رد!
حاشد بجديه نظر الى مطلق:المهمه ذي الي قلت عليها قبل شوي انت صادق فيها ولا تلعب علي !
ابتسم:لا صادق..
حاشد :بس ما كأن إختفاءكم ليومين ممكن يضركم !
داغر :حنا نبي هذا الضرر ..
حاشد وتساؤل اخر اجتاحه:ليه ماخذيني؟!
تنهد غياش ليقف:نبي نختبرك ..
تنهد :وش يعني تختبروني!
خالد:ماهو لازم تفهم كل شيء ..انا جعت
توقف:ناولني السلاح بصيد لكم من زمان ما قنصت
داغر وبدأ يُعجبه هذا الفتى رغم جنانه :ليه تعرف تقنص؟!
حاشد :وش رايك اتحداك !
داغر وبدأ فتيل الحماس بالاشتعال لديه:على؟!
حاشد الذي نظر الى السماء :اول واحد يقنص ثلاث طيور هو الفايز!
داغر الذي فرقع رقبته :والجائزه؟
حاشد:اعتبره رهان ..الي يفوز يطلب الي يبي مهما كان !
داغر:اوكِ..تعال معي !
اختنق سلطان ..اختنق بضيق تسرب الى صدره
مطلق الذي لمح تغير ملامحه اقترب منه
ليجلس بقربه :علامك؟!
سلطان الذي وضع كفه على صدره :هالولد..يخوفني يا مطلق ..اخاف يضيع من يديني من جديد ..
مطلق :وش هالكلام ..إن شاء الله إن ما عليه إلا كِل خير
__
توقفت السياره امام إحدى العِمارات..
بصوت مُتخم بالحِده :انزلي!
فتنه ويكاد الخوف يشرخ امعائها:وين؟
صرخ بحده هزت اركان السياره ...هزت قلبها تحديدًا :انزلييييي!!!
اغمضت عينيها بشده ..تحاول جمع صوت واحد دون أن يرتجف ،تحاول بشده ..
صرخت بحده ،بصوت عال :ماهو بكيفك تجيبني لهنا !..ماهو بكيفك تلعب في قلبي كذا ؟..رجعني من حيث ما اخذتني..يكفي يا عبدالعزيز !..
ارتجف حلقه إثر اسمه الذي يسمعه ل اول مره على لسانها :تعرفين الكف؟..انزلي قبل لا اعطيك درس فيه!
تلألأت عينيها بوهج مُتخم بالملح ..مالذي فيك جذبني؟...مالذي فيك جعلني اُحبك ؟..إنِ أرى امامي رجلاً منعدم الاخلاق حتى....إنِ أرى تراكمات السوء فيك يا عبدالعزيز ..
خرج من السياره ..متجهًا نحوها ..فتح الباب ليردف بنبره مُستخفه بكل ما يحصل:انزلي ما عندي وقت لك !
اردفت بغضب تكاثر بها :ما راح انزل !
مد ذراعه ليسحبها لكنها نفضت يدها بقوه لم يعهدها منها ..نظر إليها بعينين مذهوله ..
إلا انها صرخت :رجعنييي !
شتت انظاره ليضحك بسخريه :طلعتي متوحشه
اشتعل الغضب بها من استهزاءهُ في كل ما يحصل
إلتفت نحوه بكامل جسدها لتصرخ :ماني ضعيفه لك !..ما عاش من يهيني بذي الطريقه !..بترجعني ولا والله لا افضحك!
وضع يديه فوق باب السياره لينحني بكامل جسده عليها ..نظر إلى عينيها بوقاحه ..عينيها المُغرقه بالكحل ..همس:يا بتنزلين برضاك ولا انزلك بطريقتي!
هى من ضحكت هذه المره :نقول خطف؟
اخفض راسه ليعض شفته السُفليه :من انتِ عشان اخطفك!
فتنه التي استندت على كرسي السياره،تحاول ان تتزن في حين ان قلبها يتهاوى من فرط الحُزن :اذا انت تحاول تجرحني بحكيك ..انا اقول لك ما عاد يهمني كلامك ف رجعني!
عبدالعزيز ويشتعل الغضب في عينيه :قلت لك ما عندي وقت لك ..انزلي!
بلعت رمقها :طيب ابعد!
ابتعد عن السياره ليفتح يديه و بسخريه :اعجلي!
مدت يدها اليسرى نحو القير ..ويدها اليمنى نحو الخارج..اوهمته بأنها ستخرج لكنها ..امسكت مقبض الباب الداخلي لتسحبه نحوها في حين كادت ان تخلع يدها اليسرى محاوله سحب القير بكل قوه ..تفاجئ من الباب الذي اُقفل !..لكنه لم يصدق عينيه حينما تحركت السياره الى الامام..
قفزت بعُجاله نحو جهة السائق لتدعس على البنزين بقوه !..وفعلا تحركت السياره من امامه !
هذه اول مره تقود سياره في حياتها ..صرخت بحده وهى تحاول الاتزان في الطريق المتخم بالسيارات ..تتخبط يمينًا ثم شمالاً في ظل صراخ السائقين واستهجانهم!
عبدالعزيز الواقف في مكانه مصعوقًا ..إلا انه سرعان ما استعاد رباط جأشه ليركض نحو سيارته التي لم تبتعد و لا زالت تتخبط في منتصف الشارع وتكاد ان تُحدث حادثًا مروريًا مروع !
بكت بخوف دب بها !..لا تعرف اين تذهب ولا كيف تستمر بالقياده ..ولا كيف تتوقف !..شهقت برعب دب بها وهى تلفض :ياربييي!
مذعوره من السيارات التي بالكاد تتفادها ..مذعوره من صُراخ الناس واستهجانهم ..عكست الخط لتسير في عكس اتجاه السيارات !..على الاقل تعود حيه الى عبدالعزيز قبل ان تُحدث مصيبه !..اتسعت احداقها ما إن لمحت شاحنه كبيره تتجه نحوها حاولت إلالتفاف ..يا إلهي امامها محل خضار !!!حاولت الانعطاف اكثر الا انه الحد الاقصى ل الدوران ..بكت كثيرًا وهى ترى المحل امامها ولا مفر ..شهقت بضُعف ما تُعايشه ..اندفعت السياره نحو المحل حتى اصطدمت ببابه
!..ليصطدم راسها بالموقد ..اغمضت عينيها ببطء ..لا تستطيع رفع راسها ..ثقل تام يجتاح دماغها ..وصدرها
تشعر بشيء دافئ يبلل جبينها ..لم تُدرك بأنها الدماء إلا حين تلطخت اهدابها بالدم ،حاولت فتح عينيها لكن لا شيء في جسدها يستجيب لرغبتها الضعيفه ..استسلمت اهدابها لتسقط فوق بعضها في حين سقطت دمعه حائره على خدها ..
أهذا يرضيك يا عزيز ؟!!
.
ركض بشده ..كُل شيء مر امام عينيه كشريط فلم سنمائي كشد اعصاب ..ك روح تُنازع على الخروج !..
تجمهر الناس حول السياره ..ابعدهم بهلع حتى توقف امام الباب بالكاد فتحه !
لكن شيئًا ما قاسي سحب يده !
أحدُ الرجال :على وين يالحبيب!
عبدالعزيز والغضب متقد في عينه اقترب منه ليردف بحده هامسه:إلي بالسياره زوجتي!
__
هتيف...شقة نسيم"
بالغرفه ..التي باتت تعج بعطرها الانوثي ..توقفت امام المرآه حتى تُسرح شعرها القصير ذا الالتواءات المُغريه ل التأمل ..مشطت غرتها لتسحب المقص ،طالت الى ما تحت عينيها لذا يجب عليها قصها حتى تستريح ،مررت المقص عليه لتقصه بسرعه،عدلت غرتها بأطراف اصابعها
انغرست إبتسامه على ثغرها :ايوه كذا احسن!
تراجعت الى الخلف حتى ترى جسدها كاملاً امام المرآه ،عدلت ياقة فستانها الاحمر ذا الحمالات الرقيقه ،ملتف حول جسدها من الاعلى و منلفت بأريحيه من الاسفل ،تتوهج اقراطها الكبيره التي تشبه اللؤلؤ فوق أذنيها مضيفه الى طلتها بريقًا اخر ..سحبت كاميره صغيره من دُرج التسريحه ..فتحتها لتُسارع بخطواتها نحو الجالس على الكنب ينحني بجسده على الطاوله المليئه بالاوراق ..يُعبئ طلب توظيف وينتهي منه حتى يبتدي بطلب اخر ..هكذا هو الخيار الاخير سيقدم على اكثر من وظيفه حتى يضمن على الاقل وظيفه من بينهن !
جلست بجانبه وفي يدها الكاميرا
قطب حاجبيه منزعجًا :هتيف!
ابتسمت :لبيه!
رمقها بطرف عينه وعاد الى الاوراق..قرأ الاستماره الثانيه مره ومرتين وثلاث..يحاول ان يركز و لكن سرعان ما يتشتت ذهنه ..كيف لا وهى جالسه هكذا بقُربه !
تافف بغضب من نفسه
انقهرت :والله؟
نظر اليها :ما بتخليني اخلص شغلي
انسلت كفها لتنحط على صدره و بصوت خُمري رقيق :كم لك ساعه على هالاوراق!
شتت انظاره عنها :هتيف!
كتمت ضحكه كادت ان تخرج ..يكفي عبثًا بالاوراق :لبيه!
نظر الى الكاميرا التي بكفها :ذي وش تسوي بيدك
ابتسمت ،ومع ابتسامتها اشرق شيء من الشمس على ثغرها ،انحنت نحو الطاوله لتضعها عليها ،شغلتها
لتعود لمكانها ..نظرت الى نسيم بحُب :اليوم مر شهر على حملي ..حابه اوثق كل نهاية شهر رساله لولدنا ..ابيه اذا شافه يشوف قد ايش امه فرحانه فيه !
عينيه هى من توهجت هذه المره ..اخفضت راسها لتسحب كفه و تضعها بمعدتها ..سحبت نفسًا عال لتُردف :بالاول كانت امك رافضه جيتك ..او قل ماهي مستعده ،بعدها !
نظرت الى نسيم ..الذي ابتسم بهدوء:بعدها؟
هتيف وتغرق ملامحها بحُمره باكيه ،بكاءُ الفرح ليس إلا ..توتر صوتها ،تخضب بغصه هاربه :تفكرت بالموضوع..انا ابي طفل يجيء نفس عيون ابوه ..نفس اطباعه إذا غاب واحد افرغ شوقي بالثاني!
ضحكت لتُخفض راسها ..كان يطالع بها ،ملامحه اكثرًا هدوءًا..عينيه هى من تُزمجر ،هى من تُثرثر ..
قُلتها سلفًا و اعُيدها يا هتيف ..انا الكافر بجمال النساء من قبلك و المؤمن لعينيك لقلبك ..قلبكِ الذي شد وثاق قلبي و عَمّرهُ بالقُبّل ،لم اعرف بأن النار جنه حتى احترقت بك، دمرتي خلاياي عقلي ،عبثتي بدمائي ..
تَعبُرين خلال صوتي ترقصين فوق حُنجرتي
رفعت راسها ..لتنظر الى عينيه المُسافره إليها :و بـ..ـس..تبي تـقـول شـ...
ضاعت الكلمات ما إن انحنى نحوها ..امال براسه قليلا حتى وصل الى مستوى شفتيها ..
إرتجف فكيها ..لتبلع ريقها مُشتته نظراتها !
.
أنتِ من جئتي إلي وعليكِ أن تتحملي نتائج افعالك
نزلت يده التي احاطت ظهرها بشي من السرعه حتى انحطت على خصرها ..قرّبَها إليه
أغمضت عينيها ليلتحم جسدهُ بجسدها في قُبله
ارتفعت درجة حرارتها ،حتى غابت عينيها عن الوعي في "إغماضه"..ارتجفت يديها وهى تغفو على صدره
عن الشعور الذي اعرفه واجهله في كل مره تُقبلني بها ..اشعر بأن مدائن من القُطن تتراقص فيّ
ابتعد عنها مقدار "إنش" واحد ،بحرارة انفاسه التي انتقلت الى رئتيها ..همس :وش كنتِ تقولين؟
__
منذ البارحه ..
لا وجود ل أثرها ..اختفت هكذا من المنزل ..هربت!
لا احد يعرف مكانها..و لا زالوا يبحثون عنها !
ضم اصابعه إلى كفه ..وعيناه تطالع الشجره ..شجرة التُفاح !
كم علي قولها حتى تفهمينها
انتِ عُمر ..كيف لكِ أن تُغادريني هكذا ؟..
رن هاتفه.. ليرد :هلا شاهين!
شاهين :لقيناها!
انتفض :وين؟
شاهين :ابوي يبيك تجي لنا !
اغمض عينيه بشده:جاي
.
منزل الغيث
دخل مُلقيًا السلام:السلام عليكم
غيث جالسه بمكانه و بجانبه ابنه.
ساجي:وين لقيتوها!
ابو عقاب بقهر من نفسه:اذا بنتي ما تبيك يا ساجي ماني غاصبها وبتطلقها والوجه من الوجه ابيض!
ساجي ويتفاقم الحُزن بصدره :وين لقيتوها ؟
غيث :ببيت خالتها
شتت انظاره :وهي وينها الحين !
شاهين الذي دخل:هلا ساجي
ساجي بجديه :ابي اكلمها من بعد امرك ..
الغيث:ناد لي سحاب !
ساجي بإصرار :ابي اكلمها بلحالنا !
الغيث :شاهين والمطر !
ساجي بقهر :تراها على ذمتي!
الغيث:قلت شاهين والمطر !
شتت انظاره ،ليس له حيله حتى يتجادل معه ،المهم الان سحاب :إلي تأمر فيه !
-
مقلط الحريم
جالس على الكنب المُرتفع ذا اللون الرمادي ..قدمه تهتز بعنف ..ينتظر قدومها منذ نصف ساعه والى الان لم يراها !
المطر الجالسه بكنبه تُقابله :هد وانا امك !
زم شفتيه كابتًا غضبه ..
دخل شاهين بملامح فوضويه و معه ظهرت ..كشيء من الخُرافه ..كأميره هاربه من قصه خياليه ..مُرتديه فُستان اسود ملتف حول جسدها بإحكام ..مفتوح من عند الصدر بدرجه كبيره ..يطرق كعبها ذا اللون الاحمر الارض "رنان صوته" ...رنان بطريقه مُغريه
شعرها مُلقى خلف ظهرها و وضعت قليلا من المكياج على ملامحها ..سبقها عطرُها الخُمري ..سبقها ليُصيب صدره في مقتل ..اشتعلت عينيه بغضب صريح ..بغيره واضحه
المطر و لم تخجل ان تُعاتبها امام عمها و زوجها:وش هالي لابسته يا سحاب!
ابتسمت بخُبث انوثي ..ابتسمت بطريقه غريبه :فستان زواجي..قاعده انزف يمه المطر !
احتدت عينيه ..شد قبضة يده بقوه..انتِ فقط اقتربي و سأعلمك كيف يكون فُستان الزفاف
تقدمت بخطوات واثقه الى ان وصلت إليه
توقفت قِبالته و هو الواقف اصلاً..كيف له ان يجلس بعد الجنون الذي شاهدهُ منها!
شتت شاهين انظاره ليخرج من الغُرفه ..هذه العائله مجنونه من اقصاها الغيث الى ادنها سحاب
المطر وتستند بعصاتها:تعرفين بالي صار يا سحاب ..ابوك يسألك راضيه عن زواجتس من ساجي
ارتفع حاجبها لتنظر الى المطر وبسخريه :بدري!
ساجي و يجاهد حتى لا ينفعل امامها :قولي الي بخاطرك يا سحاب ..قولي الي ودك فيه وخلصيني من هالمهزله!
"يقصد لباسها"
اقتربت لترفع راسها نحوه متجاهله وجود جدتها هُنا :مو انتم الي طبختم الطبخه ..وش له تسألوني ؟
صر على اسنانه :سحااب!!
ضحكت بطريقه مُتغنجه :باعوني برخيص و انت خذني برخيـص لا تتردد خـ..
صفعها بحده ..ليتنفس بغضب لم يعد يستطيع كبته !..إرخاصها من نفسه اثار غضبه ،فجر كل صبر ظن بأنه يملكه
المطر ولم تُعلق على صفعته ..
ابتسمت رغم أن عينيها اكتسدت بالماء ..إلا أنها رفعت راسها نحوه :اوجعتك الحقيقه !
امسكها من زندها بقوه ليهزها بغضب وانفاسه تكاد تحرق ملامحها :لا تحديني على اقصاااي يا سحاب!
افلت يدها ما إن دخل والد سحاب وعيناه تلهج بشيء من الحسره :سحاب
لم تنظر إليه ..ظلت تنظر الى ساجي القريب منها بعينان تُقاتل
اكمل:إذا ما تبينه والله ما ياخذك وان كانك تسمعين لنا ما راح تحصلين احسن من ساجي!
لم ترد ..لا زالت تنظر الى ساجي دون ان تلتفت الى والدها
عقد حاجبيه وهو يغرق في عينيها الحزينه ..
تلف صوت والدها:وش جوابتس يا سحاب ؟
ابتسمت :جوابي؟
وضعت يدها على صدره ..شعر بكهرباء تضرب اسفل ظهره ..لم يستوعب عندما إرتفعت اذرعها لتحيط رقبته بكفيها الناعمين ..انحنت لتُقبله!
اتسعت احداقه في حين اغمضت عينيها بحُرقه وصلت الى شفتيها واقتحمت شفتيه ..
إنهارت كُل حواسها ،أكان يجب أن اتذوق هذا الثغر في مثل هذا الموقف ؟..سألني والدي ببساطه
"وش جوابتس يا سحاب؟"..لِمَ السؤال مؤلم لهذا الحد ؟،استطيع نفض فوضاه عني واكسره بـ "لا"..لماذا وصلنا الى هذه النُقطه ،عند إلتحام عواطفنا في قُبله؟!..اخبرني يا دود التفاح !..اخبرني أيها اللص!
تراجع الى الخلف بشِده..مُبعدًا شفتيها عنه ..تراجع الى الخلف بعد ان "تلخبط كيانه"..بعد ان تغيرت ملامحه الى اشياء لا تُفسر!
نظر اليها مذهولا من وقاحتها امام والدها ..مذهولا من جُرئتها !
يا لا الجحيم إن أتى من ثغر انثى حاقده !..يا لا سطوتها علي وعلى قلبي ،كِدت ان اضيع في هذه القُبله ..كِدت انسى انا اين !!!
المطر ولم تُعلق أيضًا ..انذهلت من هذا الجنون ،ألهذا الحد بلغ بها من القهر؟..أن تُهين والدها بهذا الشكل/ بهذه الطريقه!..
ابو عقاب ويشعر بالحُزن ،يشعر باشياء حاده تُخربش حلقه الدامي ..تُريد أن تُظهر لي قدر الالم الذي تشعر به ،تُريد أن توبخني على هذا القرار
نظرت الى ساجي لتمسح شفتيها بظاهر كفها ..نظرت إليه قبل ان تلفض :بشرط!..ابي بيتي يكون بالرياض!
انعقد حاجب ساجي ،رغم ذهول والدها والمطر :هلي هِنا ..مالي شيء بالرياض عشان انقل هِناك
نظرت إليه بعنف مُخبأ خلف مُقلتيها :هذا هو شرطي إن كان وفرته ،مشيت معك الحين واذا انت رافض الله ييسر لك!
تقدم خطوه غاضبه ليخرج جحيمه عليها :انتِ انهبلتي رسمي!..إذا تبين تبعدين عن اهلك وتفكرين انك كذا اوجعتيهم مثل ما هم اوجعوك فمحد خاسر الا انتِ
احتد صوتها ليرتفع :وانا قلت الي عندي !.
ساجي والذي تناسى وجود والدها اعتلا صوته هو الاخر :وتفكرين اني بخلي امي وابوي عشان ادور رضاك !..بتجلسين هنا وانتِ راضيه !
سحاب و بصراخ يوازي صوته:اقوم فيهم هناك لكن الديره والف لا !
يصرخان /يتجادلان متجاهلين المطر و ابو عقاب الواقفين بلا حول ولا قوه !
ساجي وعيناه متوعده لها :وش لك بالرياض عشان تروحين لها !
سحاب الغاضبه من كل شي :امي وابوي وهلي هناك !
ساجي:هلك؟!!
شُرخ صوتها في بحه عميقه:عمي حاشد !
ضحك بذهول :حاشد ماهو عمك عايش الحين عند هله معاد في شيء يربطه فيكم هنا !
سحاب الصارخه :عمي من الرضاع!..انا ابي اروح هناك يعني بروح هناك واذا انت رافض ...تطلقني الحين الحين !
تقدم ساجي بغضب عارم نحوها ..كاد أن يمُسكها صارخًا بها حتى جاءه صوت ابو عقاب :سااااجيي!!
توقف مكانه ليصر على اسنانه :انت تسمع وش تقول!
ابو عقاب ويعلم بأنها فعلت ذلك حتى تُحسسهم بالذنب ،شتت انظاره تعلم انه لن يرفض لها اي طلب بعدما اقترفه بحقها :سمعت الي قالته ..لك الخيار توفيه و لا توكل على الله !
اتسعت احداقه بذهول ..يكاد ينفجر غضبًا و يفجرها معها
اندفع بحده حتى اصطدم كتفه بكتفها لتجلس على الكنب بعنف ..تحرك مبتعدًا ليرمي جُملته عليها وعلى والدها :اجل خل بنتك عندك!
تصاعدت محاجرها بالدمع ..الان اثبت لي كيف يأتي الحُب ثقيلا اثناء الوداع ..وربُّ هذه الحياه إن هذا الحُب يكسرني
خرج من المكان وهو مختنق ،مختنق للحد الذي فك بها ازارير ثوبه حتى منتصف صدره ..يشعر بأن الضيق جاثمٌ فوق صدره ..سارت به اقدامه التائهه بوحل تفكيره ،سارت الى ان وصلت الى الشجره الخاليه من اي تُفاحه
اوراقها باتت ذابله و ربعها تساقط على الارض ..الشتاء القارص لم يرحم حتى هذه الشجره و لا ..قلبي
نظر الى الاعلى بغضب ملكوم بداخله ..شعر بحُرقه تسير بأوردته ..عقد حاجبيه بغضب لا معروف يشتهي بأن يعود حتى يُفرغ غضبه المحشور اسفل جلده بها ..اخفض راسه ،كنت انوي الظفر بها و ها انا بلساني و يدي اخبرتهم بأن "تبقى عندهم"
ولكنها حدتني للا معقول !..سحب هاتفهُ من جيب ثوبه ليتصل عليه ،على الاقل سأُلقي غضبي نحوك !
___
في البر ..
اتسع مبسمه حتى بانت نواذجه:شف!
غياش الذي حمل الخمس عصافير بكفه :والله للامانه سمعت انك قنيص بس انك تقنص طيرين برصاصه وحده ذي جديده علي !
شتت داغر انظاره "بزعل"..لقد هزمه هزيمه نكراء من اول قنصتين!!..
جلس بجانب مطلق الذي يحاول إشعال النار ..وبدأ بدق الكلام وهو مستمتععععع:عاد في واحد !
احرقه داغر بنظراته!
تافف ليكمل:انا قلت انت؟..قلت واحد من عيال آدم ..المهم
اخفض مطلق راسه ليضحك ،بينما اكمل حاشد :ايه الله يسلمكم كان يهايط يحب الهياط
اختنق مطلق ضحكًا ولم يعد يستطيع حبسها بصدره:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نظر حاشد الى مطلق :اصبر انت لسا ما قلنا النكته
غرق مطلق في الضحك اكثر :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
جلب غياش قدر الضغط وبحنق:مطلق وش قصتك انت قلت لك ولع النار ،ذبحنا الجوع!
حاشد :جابك الله اجلس عشان اقول لك !
مطلق و كل كلمه تخرج من ثغر حاشد تُضحكه:ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
غياش وقد لوى فكه نظر الى داغر الواقف ويبدو بأنه غاضب وسيحدث مجزره :اقول اعجل وانت...
نظر الى حاشد :داغر لا عصب والله ان تتمنى الموت وما تلقاه !
حاشد و بدأت عليه ملامح "الهياط" نظر الى سلطان الجالس بينهم بصمت وبمزح :افا يا ذا العلم ..حنا قوم من صلب الذيابه لا يبي يضرنا واحد اكلناه
نظر سلطان اليه ليغرق في عينيه ،ابتسم
شعر بشيء اصابه لكنه لم يتجرأ على سؤاله و بخبث :غياش سمعت انك بتدخل الخمسين قريب !
جلس على ركبتيه واضعًا الاحجار فوق بعضها حتى لا تنطفئ النار بفعل الرياح ،لوى فكه :يعني؟
حاشد :وش يعني؟.. نبي نزوجك!
ضحك :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه،انا وين والزواج وين
حاشد بخبث مبطن ونظراته لا تتزحز عن سلطان :ليه ياخي خل قلبك معاها حاير
سلطان الذي فهم مغزى كلامه ..تنهد ليبتسم:صقر اسكت قبل لا اقوم عليك !
حاشد :ياخي فيني جو قصيد !
مطلق :لا تسد جوي الله يخليك ويبقيك لاهلك تكفى
حاشد :قلت نفسي بقصيد يعني نفسي بقصيد !..اسلم!
تأفف مطلق هذه المره بعدما كان يضحك :لا حول ولا قوه إلا بالله انت وش انت
حاشد هو من لوى فكه :قبل شوي كنت تضحك وش زينك
مطلق الذي ابتسم بخبث:ايه معك لكن يرحم والديك لا تغثنا ،يكفي عتب يشكي من قصايدك المعوقه!
حاشد :شكاني الرخمه
مطلق:ابوه جالس هنا احترمني شوي
حاشد:وانا قلت انت رخمه؟..قلت ولدك رخمه
مطلق وبدأ جوه يتعكر نظر الى سلطان:شيل ولدك قبل لا انجن عليه
حاشد :انت اسمع القصيده بالاول!
تنهد وقد اشتعلت النار واخيرًا ..ليضع غياش القدر فوقها ..وضع داغر البصل و الدجاج بداخلها والزيت و بدا غياش بالخلط :هواك زي المدري وشوو داير !
وانا قلبي معاه حاير !
احمرت ملامح سلطان ،لتتسع احداقه !
ضحك حاشد :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش فيك !
غياش بتذكر:ذي مو اغنية طلال مداح!
مطلق:إلا الي يحبها سلطان زمان سبحان الله ذوقك طلع مضروب مثل ابوك
اختنق ليضحك:ما اسمح لك ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
سلطان ونظراته لا تتزحز عن حاشد :عساه دوم!
توقف عن الضحك..لينظر الى سلطان الذي لم يرمش ،ذابت ابتسامته تدريجيًا ..حتى اخفض نظره نحو النار ..
توقف سلطان ليجلس بجانبه ،حك حاشد رقبته بضيق استوطنه،ألا نستطيع العيش دون هذا التقارب!..انا اشعر بالخوف من هذه المشاعر العاطفيه التي لم اُجربها و لا اريـ..ـد أن اجربها ،من هذا الحنان إن جاء من اب ..وانا الذي تربيت على الجلافه/الغلضه ..
تبادلوا الاحاديث و الضحكات ...غير حاشد الصامت وبجانبه سلطان
واخيرًا تحدث:تسمح لي يا بوك!
حاشد الذي نظر الى سلطان بضياع تام في عينيه
لا تطلب لا تأمر لا تكن بهذا الضعُف والحنان!..لم يرد
ابتسم سلطان ليكمل:ابي اطمن قلبي!
لم يرد ايضًا ..قلبه يقرع بشده ،ل الدرجه التي يشعر بان النبض بات يصل الى حلقه ..لا يفهم زعزت الحزن في صوت سلطان ولا يفهم طلبه المجهول ،كل ما يُدركه بان ما سيفعله ..سيدمره!
ارتفعت كف سلطان حتى وضعها فوق راس حاشد..علق شيء من الحُزن في حُنجرته
اغمض سلطان عينيه وبدأ بتلاوة الاذكار بالطريقه السليمه :اُعيذك بكلمات الله التامات مِن كُل شيطان وهامه و من كُلِ عين لامه ..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قُل هو الله آحد اللهُ الصمد.....
تصاعدت الحُمره الى عينيه،تصاعدت لتسُد مسامه لتخنقه ..ألم اخبرك بأن هذا اللطُف ،هذا الحُب لا يليق بي!..
سلطان ولا زالت كفه فوق راس حاشد ولا زال يردد الاذكار إنِ لا عُيذك من الحُزن ،من الضيق من التخبط في الظُلمه .
دعوتك يا حاشد ..دعوتك كالحشود الذائبه في الحزن ،دعوتك في الليالي السرمديه التي لم تكن فيها!..دعوتك كحشد من الاشياء واللا اشياء الهزيله ،ولكنك لم تُجب ..لم تُجبني و انا الذي انثر الدعوات الهالكه حُزنًا عليك
اختنق ليبتعد ..تعلقت كف سلطان بالهواء ..نظر سلطان الى حاشد بهدوء
ابتسم بغصه مريره ظهرت فوق صوته : الغصن اليابس ما تقدر ترجعه رطب ما تقدر يا سلطان !
وقف ..ينظر الى السماء بإختناق ..يشتهي الصراخ ..رن هاتفه ،ليبتعد عن سلطان الى الخلوه بذاته
رمش سلطان بطريقه هزيله حتى ابتسم بيأس
اطلتُ الدعوات متناسيًا بأنك مُقفر /يابس
تذّكَر قصيدة الزير سالم في اخيه كُليب عندما مات
"دعوتك يا كُليبُ فَلّمْ تُجبني !
وكيف يُجيبني البلدُ القِفارُ؟"
ابتسم بطريقه ساخره على نفسه ليتمتمو عيناه لا ترمش عن صقر الذي بات يبتعد عنهم بخُطاه :دعوتك كالحشود فلم تُجبني ،وكيف يُجيبني البلدُ القِفارُ؟!
.
بلل رمقه..ليشتت انظاره عندما اجاب ،على الاقل ساجي لن يجعلني افُكر بما حصل :هلا ساجي!
نثر غضبه عليه:رحت عشان اخذها لقيتني ارميها على اهلها !..تصدق!
كاد ان يتحدث حاشد الا انه قاطعه ،غاضب ويود تفريغ غضبه بأي طريقه حتى ولو بالحديث:شرطت علي اذا بأخذها إنها تعيش بالرياض!،انا وش لي شغل بالرياااااض؟؟؟..هاه؟..ذي تبي تغربني عن هلي ولا وش القصه!..
حاشد:اصبـر خل افهـ..
قاطعه بلهيب غاضب :تقول تبي تروح عند اهلها و عزوتها!..ذي وجهها مغسول بمرق!
حاشد المستغرب:اهلها وعزوتها ؟..محد لهم بالرياض إلا عمها فهـد يمكن تقصده
ساجي بحُرقه:ليته عمها فهد ،تقصدك انت العزوه والاهل !.
ابتسم بخفه ليردف:يا زينها
ساجي الذي جُن عليه :شف وش يحكي وانا وين احكي!!..قهرتني الله يقهر العدو
حاشد:وش فيك انت؟..انا بمكان عمها وش فيك مدرعم!
ساجي:ما قلنا شي!..بس انها تقول عنك اهل وعزوه وانا اقشر بصل قدامها ذي غبنتني!
تنهد بصداع:وش تبي تسوي!
ساجي الذي صرخ:مدري!
حاشد :وش فيك حشرتني بصراخك اهدأ ،خلينا نفكر !
ساجي:والله تعض شحم تبيني اخلي امي وابوي واجي ل الرياض ليه ؟..انا وش لي بالرياض ؟..
عاد من جديد ل يتحلطم على راسه :طيب سايرها!
توقف عن الحديث :اسايرها؟!
حاشد بعقلانيه:امك و ابوك يعيشون مع عمك وعياله ببيت جدك ،يعني ما عليهم قاصر لو ابعدت عنهم مده ،وبعدين انت عاطل باطل ما عندك شغله تطلّع راتب مثل الاوادم ،تعال الرياض و ابدأ اشتغل الى متى بتعيش ببيت جدك؟..ما ودك تعيش ببيت لحالك انت وهلك و مرتك؟..تعال انت وياها الرياض خلها تهدأ وانت دور لك على شغل مثل الاوادم يمكن ربي يفتحها بوجهك وتصير مثل ما تبي تاجر؟
ساجي:بس!
حاشد:بس ايش؟..انت وهي مسوين حرب ولا احد يبي يتنازل ،تنازل و بعدها علمها كيف الواحد يتنازل !
ابتسم بعمق ،وافكار شيطانيه تكاثرت بدماغه :احب مخك يا شيخ!
ابتسم:تبي شي!
ساجي:والله صدق احب مخك،واحبك بعد ،
ضحك بهدوء:بقفل انا!..مع السلامه!
ساجي:تمام مع السلامه !
تنهد بعمق ،عندما ألتفت إليهم ليعود ادارجه بعدما ارتاح قليلاً
__
المُستشفى!
عند ممرر الغُرفه ..
اردفت الدكتوره :مافي شيء خطير مُجرد إصابه بسيطه بالراس و شوي كدمات ..لا تخليها تحرك جسمها كثير ..صدرها مليان رضوض ،لها مُراجعه إن شاء الله الجمعه الجايه !
تنهد :تمام
ابتعدت عنه ..ليتوجه نحو الغُرفه ..فتحها ليدخل اليها بخطوات خافته ،استرق النظر إليها ،طريحه على السرير الابيض ..جفناها مُغلقان،شفتيها وكأن احدًا سحب لون الزهر منها و بللها بالبياض ..سحب الكُرسي الذي كان بجانبها ليجلس عليه !...عقد يديه على صدره ليُطيل النظر بها..تُمر الدقائق تباعًا و لا زالت عيناه تُحدق بها !..من اعلى شعرها الغجري ذا الالتواءات الى يدها الموضوعه على بطنها ويخترقها انبوب مُغذي!
أنا اجهلني..اجهل انعكاس الولع في عيني ،اجهل الغضب المبطن اسفل لساني ،اجهل احداقي التي تسير عكس مطلبي و تُغرقكِ بالنظرات !
عض شفتيه ..ما إن حاولت فتح عينيها بإنزعاج
ارتفعت كفه ليضعها على شعرها ...بدأ بخللة اصابعه بشعرها الكثيف و يُعيد فِعلته !..
عقدت حاجبها ما إن شعرت بأصابعه تُمسد شعرها !..لتفتح عينيها بخوف دب بجسدها !..سُرعان ما غرقت ملامحها بالدمع لتُردف بقلة حيله :شيل يدك !
ابتسم بطريقه مُستفزه :على فكره في بلسم ينعم الشعر شعرك مره فوضى
عضة شفتيها بغصه صريحه :شيل يدك محد طلب رايك!
انحنى نحوها اكثر لينفث انفاسه :رأيي محد يطلبه انا افرضه !
كادت ان تبكي الان و امامه :برافو،مارست رجولتك بالطريقه السليمه ،اهنتني و تجاوزة حدود الله معاي ،ممكن تبعد الحين؟
لوى فكه ليقترب اكثر:لا ماهو ممكن!
فتنه بقهر نظرت إليه رغم حُمرة عينيها :عُمري ما راح اشوف شخص عديم اخلاق مثلك!
عبدالعزيز وعيناه لا تتزعز عن النظر إلى عينيها :اقدر ارد عليك بالطريقه الي تخليك تبلعين لسانك ،لكن هالمره براعي إنك مريضه !
سقطت دمعه ساخنه على خدها :قل الحقيقه !..انت مستحيل تمد عينك على اعراض غيرك ،اوجعني وقل انك رحت لعمي !..انا اعرفك زين يا عبدالعزيز !
جلس على طرف السرير بجانبها ليصفر:على إنك مليانه سلبيات كثيره إلا ان فيك شوي ذكاء ،فعلاً بعد ما عرفت بالي صار رحت ل الديره و شيشة راس عمك عليك الين ما وافق !
عقدت حاجبيها :شيشته علي؟
عبدالعزيز الذي انحنى نحوها :تقدرين تقولين إني قلت له بنت اخوك تبيع في مكان مليان عيال ما يخافون الله وان لو لا الله ثم انا كان في احد بيتعرض لها و بتذوق الي ذوقه اخوك غيره !..وقلت بعد اني ابيها على سنة الله ورسوله و بصون بنته قبل لا تدور الدنيا و يصير فيها مثل ما صار بغيرها
احتدت نظراته لينحني نحوها وكفه موضوعه على المخده بجانب راسها امسك اطراف المخده بقوه ليردف بغضب اتضح في عينيه :وعطاني إياك!
تعمد قولها حتى تشعر بأنها شيء كالسلعه !
شتت انظارها عنه..لكنه حفر اصابعه في ذقنها ليجعلها تنظر نحوه :يا حرام اشفق عليك وحده ابوها ***** ،وعمها ما صدق يسترها عند احد!
نظرت إليه بغضب رغم أن عينيها تبكي ،رغم ان دموعها تسقط على خدها إلا انها كانت تنظر نحوه بطريقه شرسه ،عقد حاجبيه لينظر إلى عينيها التي تُحاربهُ بها ..اردفت بعد مُده:عُمري ما راح اسامحك !
شتت انظاره بقوه ..ليبتعد عنها ،توقف:تلتزمين بشروطي ،ومثل ما اقولك تسوين قبل لا اوريك صدق كيف تصير الحقاره ،لا تتأملين كثير بذا الزواج ،بخليك كذا معلقه لا متزوجه ولا منفصله،بخليك تعرفين كيف يكون الحزن و بذوقك إياه !..واول ما اتزوج ريم بتكونين وقتها بح!
ضحكت رغم بكاءها :حقير وما جبت شي جديد ،لا تفكر إني بسكت لك!..بطلع من هالقيود و بخلعك و والله لا تندم على الساعه الي فكرت تكسرني فيها!
ضحك:حلو!..توعدي فيني وخليني اتوعد فيك وبنشوف مين الي بيفوز!
فُتح الباب لتدخل النيرس الى الغُرفه !،خرج من الغُرفه بعد أن جاءهُ اتصال !
وقعت دموعها على خدها بغزاره مُريعه ..ليخبرني احدُ عاقل كيف وقعت بحبه ؟!!!
__
مركز الشرطه !
يُراقب بعيناه السوداء ...الكاميرات ،لا شيء مُثير للريبه !..هُناك بعض الضباط الذين بادروا الى الدوام ،بعضهم لتراكم المسؤوليات وبعضهم الاخر لعمل لا يستطيع ان يؤجله !..
جاءهُ صوت ذعار ،الجالس بقرب إحدى الكمبيوترات ..جانبه بطاطس "حار نار"..و بقربه علبتان مشروب غازي "شاني".،تنهد :مرة ست ساعات !..بديت اشك إنه بيصير شي!
سهم الذي سحب ورقه من على الطاوله:لا تبعد عيونك عن الشاشه ...لازم يطلع ،على الاقل خليني اثق بذا الكلام قبل لا انهبل!
ذعار بسخريه:من تحديت ابوك وانت مره فاصل ،يخي شوي خذ لك راحه
سهم بقهر:انا الي بصيده و بتعشى فيه ،انا الي بنهيه يا ذعار ،مافي شي اسمه راحه إلين اشوف جوكر مقصوص قدام عيني !
حرك راسه بعدم فائده :الي تشوفه
مرة الدقائق الاخرى ولا شيء يحصل ،إلى أن !
ذعار بذهول:سهم!..تعال شف!
ترك الاوراق لينظر الى الشاشه المُتصله بغُرفة مكتب خالد ،كاميره محشوره بين الكُتب ..دخل احدهم إليها !
ذعار :شف وش قاعد يسوي!
سهم بهدوء وعيناه لا تفارق الشخص ،فصل الكاميره التي تقبع بالزاويه ،لا يدري بأنها مفصوله اساسًا و انه تم وضع كاميرات اخرى في امكان مخفيه !
ذعار المذهول:هذا مو......!!،
سهم الذي عض شفتيه بقهر لم يصدق بأن هذه الشخص هو:لا يدري مطلق و لا يدري سلطان ولا حتى داغر!..الحيوان طلع من الفريق السابع ،
نفث زفيرًا غاضب غير مصدق من يراه خلف الشاشه :اشبكني مع خالد ابيه يرجع مع مهند حالاً !
-
البر !
رسم بالعصا على التراب !:بعد الفجر بتبدأ المهمه بنحاصرهم ،بنفجر هالنقطه من المكان ،مانبي تحترق الاوراق الي تدينه لازم ينمسك !
سلطان لمطلق:بالاول انا و انت بنقتحم المكان !
جاءهم صوته ،بهدوء:يصير أجي معاكم!
سلطان برفض قطعي:لا!..انت بتكون مع غياش عند القناصه !.
شتت انظاره بقهر :انا لازم اجرب ،بالنهايه ما بتقدر تحميني في كل مره!
سلطان بحده :قلت لا !!!
حاشد بغضب نظر الى خالد:قلت انك جبتني عشان تختبرني!...انا ابي اقتحم المكان ولا ابي اتفرج!
خالد بهدوء نظر الى سلطان لفتره طويله ،ثم اردف:تمام تقدر تروح معاهم!
وقف سلطان بغضب ليبتعد عن المكان !..
__
منزل سلطان رعد !
هى بكل ما تعنيه الكلمه من معنى "ملت"..ملت الجلوس في هذه الغرفه البائسه تنتظره ،ولا تعلم اين هو مُختفي ،ملت تهميشها !..هى ليست جاريه عنده يأتيها في لحظات "مزاجه"..ويذهب دون ان يُخبرها إلى اين ،الى متى وهذا هو الحال ؟..على الرغم من انها كانت تعيش بالكهف لوحدها بإنعزال تام إلا انها الان لا تقدر على الجلوس لوحدها فِكرت ان هُناك اشخاص يعيشون معها ،تُحفزها ،تجعلها مُتلهفه الى الحديث معهم ،رغم فشلها الذريع بالحديث مع الاشخاص،قد تكون انطوائيه وهذا يُريحها إلا انها يجب أن تختلط قليلا مع الناس،هذا الحال سيصيبها إلى الجنون!،
سحبت نيزك إليها لتحتضنه :تجي معي!
سفط اذنيه ل يَنَّ بملل،ابتسمت:تعال ننزل!
كادت ان تخرج إلا انها لمحت نفسها امام المرآه،لوت فكها، على الاقل يجب أن تستر نفسها !..سحبت الطرحه المُعلقه على الشماعه لتلفها حول راسها ..تنهدت لتخرج من الغرفه حسب ما سمعته من الخادمه بأن سلطان خرج البارحه ولم يعد مع حاشد ،و عبدالعزيز لا احد يعرف اين هو وكذلك حاتم الذي باتت والدته تشكي من تصرفاته اللا مسئوله !..هذا المنزل مجنون،يشبه جنون حاشد قليلاً!..شتمت،لا هو اجن انسان على وجه الكُره الارضيه ،واكثر انعدام بالمسئوليه ،لوت فكها بتفكير وهى تنزل،في احد عاقل يعرف إن زوجته حامل وما يداريها؟!..هذا اساسًا منزوعه منه الرحمه،يخي ما قلوا عباد الله لو حبيت لي واحد غيره ،
لمحت عبير مرتديه عباءتها و بجانبها رنيم !
-يمه الله يخليك ابي ازورها!
عبير بطفش:قلت لا ابوك حرص إن محد يخرج !
رنيم وقد لوت فكها :شفيك بتخرجين !
عبير بقهر:اوامر سلطان ما تشملني!
رنيم:ما تحسون انفسكم رجعتوا مراهقين!
ضربتها على كتفها،تأوهت لتردف:وانا ما قلت شي منجد صايرين ضيقين اخلاق ،كل يوم والثاني تتهاوشون!
عبير ولم ترد..نظرت الى ليل التي تقترب نحوهم همست لرنيم:اشوفك ماده لسانك او قايله كلام ما ينقال ،ذبحتك،
نظرت الى ليل لتلوي فكها ..
اخفضت راسها :السلام عليكم
تنهدت ام عبير لتبتسم:وعليكم السلام!،كيفك اليوم
ابتلعت رمقها :الحمدلله،بتروحين مكان؟
عبير :بشوف وتين!
ليل:يصير اروح معك!
تفاجئة من سؤالها!
ليل بلهفه :بسأل عن حالتها ،ومنها بكشف على الجنين
عبير ولم تُرد ردها:بس عمك سلطان طلب محد يطلع من البيت إلا بإذنه!
ليل التي عقدة حاجبها بخوف:في احد يراقبكم!
عبير :ما عندي فكره عن الموضوع بس لجل حمايتنا يبينا نجلس بالبيت !
ليل :وانتِ بتطلعين بعلمه او!
شتت نظراتها!
ليل واتسع مبسمها:خلينا نكسر القوانين سوى،
__
المُستشفى .
"سراج"
يتخبط يمينًا و شمال..واقف عند باب الممر بقُرب غُرفتها،كاد ان يُفضح قبل قليل ،عندما شاهد عبدالعزيز قادمًا نحو غرفتها،ليركض خلف الممر شتم نفسه ألهذا الحد بلغ به من العمى /الحُب على ما يظن !..للتو خرج عبدالعزيز من غُرفتها وذهب ،هذا الفتى منذ البدء لا يعجبني أشعر بأن بهِ سوءً لا ينازعهُ عليه احد ..خرج من مكانه ليجلس على الكرسي،حسب ما اخبره سلطان به بأن هُناك من ينوي إلحاق الضرر بها ،لذلك يجلس كل يوم هُنا الى ان ينتصف الليل !..
شخص ما خلف احدى الزوايا بسخريه :ذا الولد شكله جاد !
جاءهُ صوته :اليوم جاء بعد !
اردف:وما يروح الا اخر الليل
تنهد سلطان ليردف:خل عينك على غرفتها ما ابي ذبانه تمر !
اردف :ابشر
__

 دعوتك كالحشود فلم تجبني و كيف يجيبني البلد القفارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن