الرابع والثلاثون الجزء الثالث

Start from the beginning
                                    

حاولت أن تبتسم في وجهه تومأ له ، ولكن في تلم اللحظة شعرت وكأن قبضة قوية تُمسك قلبها تعتصره ، ابتلعت لعابها تهمس مرتبكة :
- تروح وترجع بالسلامة بإذن الله
__________
على جانب آخر ... جانب اختلف فيه كل شئ ، اختلف للأسوء للهاوية يُلقي بنفسه دون أن يحسب حسابا لما يفعل أبدا ، يفعل عكس كل شئ جيد كان يفعله ، أقرب مثال في ملهى ليلا صاخب تراه يجلس هناك بين الجموع يتمايل معهم ، قبل أن يشعر بالتعب ويقرر الذهاب لأحد المقاعد الوثيرة يجلس عليه يُمسك بكأس نبيذ فاخر ، تجرعه دفعة واحدة قبل أنوضع الكأس من يده وابتسم ساخرا على حاله اضجع إلى ظهر المقعد يغمض عينيه ينفث سيجارته أصوات الموسيقى حوله تتصارع داخل رأسه ، فتح عينيه حين سمع صوت فتاة جواره تهمس بغنج :
_ would you dance with me
نظر لتلك التي تقف أمامه ترتدي فستان قصير لا يستر منها شيئا ، مثلها مثل العشرات هنا ، رفع الكأس إلى فمه يتجرع ما بقي فيه تقوست شفتيه يهمس ساخرا :
_you are not my type
نظرت له الفتاة حانقة أما هو فابتسم ساخرا يضجع بظهره من جديد وقعت عينيه على صورته في مرآة كبيرة أمامه لتتعالى ضحكاته يسخر من نفسه من كان يظن أن الأمر   سنتهي به هنا ، قام يجذب سترة حلته يخرج من المكان يترنح في خطاه ، توجه إلى سيارته يرتمي بجسده هناك ، دق هاتفه برقم ممدوح مساعده في الشركة ، تأفف حانقا يفتح الخط يجيب عليه بصوت ثقيل ناعس :
-عاوز ايه يا زفت ، حد يتصل بحد دلوقتي
سمع صوت ممدوح يتحدث سريعا متوترا :
-يا رعد باشا أنا بحاول اكلمك من بدري ، حضرتك ، بكرة في اجتماع مهم في الغرفة التجارية ولازم تكون موجود يا افندم ، الإجتماع الساعة 10 الصبح
نظر رعد لساعة يده يضحك ساخرا الساعة في يده الثالثة فجرا صلاة الفجر اقتربت كثيرا ، لازال لديه بعض الوقت للنوم للنوم ، تأفف يقلب عينيه ساخرا :
-طيب طيب هروح ، عاوز حاجة تاني ، لاء ، سلام
أغلق الخط في وجهه ليضحك ساخرا دون أي داعي ، تحرك بسيارته صوب شقة أخرى بعيدة كل البعد عن اي مكانه قريب من عائلته ، لا يرغب حتى في أن يكن قريبا منهم بالمسكن ، وقف بسيارته أمام العمارة نزل منها يجذب سترته يترنح في خطاه يضحك ساخرا يُغني بصوت مسموع:
-أنا شاب لكن من جوا عجوز ، عندي حكايات بس محبوس ، مش عارف ايه كدة بنزف طموح
نظر جاسر العقار إليه ساخطا قبل أن يضرب كفا فوق آخر ، أما رعد فصعد إلى شقته يصفع الباب عليه ، ارتمى على فراشه بثيابه يغط في النوم
____________
-السلام عليكم ورحمة لله وبركاته ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انهى صلاة يجلس في المسجد يتأمل صامتا ، في الحياة والموت ، في الشعرة الصغيرة بين بين الصواب والخطأ ... طال الوقت به وهو شاردًا ، حتى بدأ يشعر بأول شعاع شمس يرتطم بوجهه فابتسم قام يخرج من المسجد ، يتجول في الطرقات ، توجه إلى النيل القريب منهم جلس على سطح صخرة ينظر إلى مياهه يبتسم في هدوء ، أغمض عينيه يأخذ نفسا قويا وعميقا ، أجفل حين شعر بيد تُوضع على كتفه وسمع صوت سامح يسأله قلقا عليه :
-عمار ! قاعد هنا ليه يا ابني ، مش هتيجي يلا عشان نفطر
ابتسم عمار في هدوء يحرك رأسه للجانبين :
-ماليش نفسك يا عم سامح ، اتفضل حضرتك أنت
لم سرحل سامح بل جلس على الصخرة المقابلة له يسأله قلقا عما به :
-مالك يا عمار كنت كويس وفجاءة حالك اتقلب وبقيت ساكت ولا عايز تاكل ولا تشرب

لم يستطع أن يبتسم لم يستطع أن يُخفي ، تجمعت دموع عيناه تهبط على وجهه سريعا يحادثه:
-النهاردة فرح مليكة وجاسر ، النهاردة فرحها هتبقى عروسة جميلة لراجل تاني ، هي تستاهل ، تستاهل واحد أحسن مني ألف مرة بس أنا قلبي بيتحرق ، كل ذرة فيا بتصرخ من الوجع
وانفجر يبكي بحرقة ليقترب سامح منه ارتمى عمار بين أحضانه يبكي بحرقة بلا توقف
__________
استيقظت باكرًا ، اليوم لديها محاضرة هامة ، هامة للغاية ، بدلت ثيابها ونزلت تركض على سلم البيت قبل أن تسألها والدتها عن سبب إستعالجها المبالغ فيه ، ما حدث في منزلهم الفترة الماضية مهزلة بكافة المقاييس ، الجميع يستمتع بحياته دون أن يبالي بالآخر ، لما عليها أن تبالي هي بأحد ، وقفت عند الطريق الرئيسي تُشير لسيارة أجرة تنتظر سيارة معينة زجاجها مُعتم من الداخل ، ابتسمت ما أن رأتها تفتح الباب الخلفي ، جلست سريعا لتبصره يجلس جوارها ، شقت شفتيها ابتسامة كبيرة تغمغم سعيدة :
- نصااار وحشتني اوي
ضحك بخفة يجذبها إليه يعانقها بخفة يربت على رأسها :
- وأنتِ كمان يا حلوة
ابتسمت متوترة تبتعد عنه تعطيه نظرة عابسة؛ ليضحك بخفة يقرص مقدمة أنفها يردف :
-عارف أنك ما بتحبنيش أحضنك ، خلاص يا ستي مش هعملها تاني ، المهم دلوقتي المفاجأة
محضرلك مفاجأة هايلة
ومن ثم نظر للسائق يعطيه نظرة حادة ليفهم السائق مقصده يدير محرك السيارة صوب بيت نصار !!
_____________
وحشتوني وحشتوني وحشتوني
سلمت أخيرا الورقي بعد تعب وضغط وعياط كتير اووووي
وراجعلكوا عارفة أن في ناس مش هتصدق ، بس أنا راجعة بعدد ضخم من الفصول أنا بس بقول يا هادي ، بكرة في فصل
بكرة فرح مليكة وجاسر
بكرة الفرفشة والدلع كله
دا مجرد تمهيد لو حابب سريعا تراجع آخر كام فصل
بكرة دا مقصود بيه الاتنين مش التلات على فكرة
بحبكوا من صميم قلبي

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now