لا كلام يستطيع التّخفيف عليها , يبدو أنّها ليست مُدرِكة أبدًا أنّها غدًا ستُصْبِح ملكة , في حضرة الموت يتجرّد الإنسان من مقامه, يتجرّد من كل شيء , الأميرة الآن لا تُدرك أنّ عليها التماسك لأن تتويجها غدًا كملكة , لا تُدرِك إلّا أن والدها لا تستطيع رؤيته بعد الآن .

تذكّر حال نفسه عند موت والداه لم يَكُن مُدرِكًا أبدًا ما سَيُصبِح عَليه حاله , وقتها كل ما كان يستطيع فهمه أنّ والداه ماتا ولا يتسطيع رُؤيتهم بَعد الآن

"أعلم كم هذا مؤلم , تعالي إلى حُضني فرّغي كل حزنك "

عانقها بقوّة, عليه احتواء حُزنها , حتى ان كان لا يَطِيق والدها , لكن عليه الوقوف بجانب محبوبته .

كان عِناق صامت إلّا من صوت بكاءها , تبكي بهستيرية ,بصُراخ بشهقات عالية جدًّا, غير مُنتبهة للهدوء في المنطقة بسبب السّاعة المُتاخرة , وغير منتبهة إلى كم مرّة طلب مِنهم أحد المارة بأن يغادروا بسبب صوتها العالي وكم مرة اعتذر حبيبها إلى سُكان المنطقة وكم مرّة أخفى ملامحها لكي لا يتعرّف عليها أحدهم .

لم تُدرِك نفسها إلّا نائِمة بين أحضانه بسبب الإرهاق , كًثرة البُكاء جعلتها مُرهقة  , لدرجة النوم بأحضانه دون إدراكها .

حملها يَمشي بها حتى استيقاظها , يُريد أخذها إلى منزله لكنّه يُدرِك تمامًا أنّ القصر سيسأل عنها قريبًا , تلك النائمة بين ذراعيه الآن أهم شخص في المملكة حاليًا هي الملكة لا غيرها .

.

.

.

.

تتجهز لتتويجها كملكة , تَقِف خَلْف قاعة التتويج بتوترعالٍ , اعتادت على أجواء أنْ تكون ولية عهد , قالت عديد من المرّات أنّها وليّة عهد وأنّها أميرة المملكة , ذلك كلّه كان بدون وعي منها , لم تُدرِك تلك المُدللة أنّها بيوم من الأيام سَتَكُون هي الملِكة , كانت تراه يوم مستحيل , يَظُنّ الجميع أنّ أعزائهم خالدين لا يموتون فتأتي تلك الصدمة تمامًا كصدمة الأميرة , عاشت حياتها بدلال كبير وبعدم مسؤولية غير مُدركة تمامًا للمسؤولية التي سيتركها والدها لها عند موته ولقد كانت .

ترتدي تاجها الملكي وفستانها الطويل يليق لملكة تنتظر أنْ يُفتح لها الباب لتستقبل شعبها وتلقي أول خطابها كملكة المملكة  .

.

.

.

"ستكون كغيرها من المُلوك لا جديد "

"جميل ان تظلمنا ملكة جميلة كملكتنا"

My InfinityDonde viven las historias. Descúbrelo ahora