"أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّنِي لَنْ أَذْهَبَ إِلَى أَيِّ مَكَانٍ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟" تَمْتِمُ دِيَاكُو مِنْ خِلَالِ الْقُمَاشِ عَلَى فَمِهِ، وَأَخِيرًا، بَعْدَ عَامٍ مِنْ التَّدْرِيبِ، تَحَدَّثَ الرَّجُلُ الْأَصْغَرُ سِنًّا
"اخْتَفَّ مِنْ هُنَا" صَاحَ

ابْتَسَمَ دِيَاكُو خَلْفَ الْمِنْدِيلِ "سَرَرْتُ بِمَعْرِفَتِكَ أَيْضًا تِرِيسْتَوْفِرْ أَنْتَ صَدِيقِي الصَّغِيرُ الْآنَ"

ظَلَّ تِرِيسْتَوْفَرْ يُحْدِقُ بِعَيْنَيْهِ الزَّرْقَاوِيَّتَيْنِ قَلِيلًا
ثُمَّ خَرَجَ مِنْ مَرْكَزِ التَّدْرِيبِ أَوْ مَرْكَزِ التَّعْذِيبِ، كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ دِيَاكُو
بَنَى قُنْصُلُ الدَّمِ مَارُونِي كَمَا يُلَقِّبُونَهُ بِنَاءً بِالْكَامِلِ فِي الْأَرْضِ التَّابِعَةِ لَهُ مُخَصَّصًا لِتَدْرِيبِ جُنُودِهِ وَأَطْفَالِهِمْ-
تَدْرِيبًا فِي الدِّفَاعِ عَنْ النَّفْسِ وَالْأَسْلِحَةِ وَالتَّعْذِيبِ، سَوَاءٌ مِنْ الْأَخْذِ وَالتَّعْذِيبِ

يَحْتَوِي الْمَبْنِيُّ عَلَى ثَلَاثَةِ طَوَابِقَ
الطَّابِقُ الْعُلْوِيُّ مُخَصَّصٌ لِلْقِتَالِ الْيَدَوِيِّ وَتَدْرِيبِ الْأَسْلِحَةِ
وَالطَّابَقُ الْأَوَّلُ مُخَصَّصٌ لِتَحَمُّلِ الْأَلَمِ

وَالطَّابَقُ السُّفْلِيُّ مُخَصَّصٌ لِلِاسْتِجْوَابِ. وَغَيْرُ مَسْمُوحٍ بِالدُّخُولِ لِأَيِّ شَخْصٍ هُنَاكَ دُونَ سِنِّ الرُّشْدِ
دَخَلَ دِيَاكُو فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ
مِيزَةُ كَوْنِهِ مَارُونِي وَأَبُوهُ يَمْلِكُ السُّلْطَةَ
رَاضٍ عَنْ التَّقَدُّمِ الَّذِي حَقَّقَهُ مَعَ تِرِيسْتَوْفَرْ حَتَّى لَوْ كَانَ بِالْكَادِ سَنْتِيمِتْرٌ وَاحِدًا،

خَرَجَ دِيَاكُو مِنْ مَرْكَزِ التَّدْرِيبِ، يُومِئُ بِرَأْسِهِ إِلَى الْحَارِسِينَ الْمُتَمَرْكِزَيْنِ خَارِجًا وَلَقَدْ أَوْمَأَ الْحُرَّاسُ بِالتَّرْحَابِ لَهُ

يَمْشِي دِيَاكُو عِنْدَ الْحَدَائِقِ صُعُودًا نَحْوَ الْقَصْرِ
كَانَتْ هُنَاكَ تَكْعِيبُهُ تَقِفُ عَلَى التَّلِّ الْأَخْضَرِ النَّضِيرِ كَانَ يُحِبُّهَا،

جَدُّهُ الْأَكْبَرُ هُوَ مَنْ قَامَ بِبِنَائِهَا
لَقَدْ كَانَ تَاجِرًا لِلزُّجَاجِ، عُضْوًا مُحْتَرَمًا فِي الْمُجْتَمَعِ،
هَذَا هُوَ السَّبَبُ فِي شِرَائِهِ لِلتَّلِّ بِأَكْمَلِهِ بَعِيدًا عَنْ الْمَدِينَةِ لِيَعِيشَ فِيهِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَعَائِلَتِهِ تَحْتَ سَقْفٍ وَاحِدٍ
وَبِبُطْءٍ،
وَمَعَ مُرُورِ السَّنَوَاتِ تَمَّتْ إِضَافَةُ الْمَزِيدِ مِنْ الْمَبَانِي إِلَى الْأَرْضِيَّةِ

THE RULER/كتاب الثالثWhere stories live. Discover now