PART 5 : بداية الحرب

91 11 0
                                    

There are eight miracles in the world, seven are visible and the eighth is Medusa

_________________________________________

الظلام يأتي عندما يشتد الليل بسواده و يزداد عتمة ، و به يسكن كل فرد و يهدأ مع نفسه اما بالنوم او الراحة او ....... القتل و الاجرام ....... يقال ان اقدار الماضي هي الظلام الوحيد الذي نسير فيه من غير ترفق و حذر ، الماضي جعل منا نسكت محتفظين بألام فاقت نطاق صدورنا بينما نخفيها في الظلام و بما ان لكل شيئ عجائبه ، فالظلام و الصمت لهما عجائبهما ، فلا يمكن لاحد التعامل مع ازقته السوداء الا ان كان يحمل قلبا بنفس شدة لونه ، فيد الغادر لا تمتد الا من الخلف ، و طعنته لا تصيب الا في الظلام

ظلام القلوب يتشابه لكن طابع قلبها كان اشد عتمة ، عانت في القديم و حولت معاناتها كلها لتصبح رصاصة واحدة تخترق جسد كل شخص ابى مساعدتها و دمر برائتها و حاول ليكون لها موتها ....... احيانا الماضي يبقى عبئا فوق صدور و نفوس بعضنا و كان لها بالمثل ...... المخلب الاول كانت دوما ما تتذكر تلك القيود التي احكمت روحها و صرخاتها لتجعلها شيطانا تهابه البشرية و بالفعل اصبحت لكن صرخاتها لا تزال معلقة في حنجرتها تريد اخراجها يوما ما في المكان الذي يأوي روحها ...... لطالما ظنوا جميعا انها ستكون كالزجاج ان انكسر صعب جبره لكنها تثبت العكس فهي كالصخر ان سقط صعب كسره و هذا ما يجعلها حقا شيطان للبشرية ...... ما اقدمت عليه و ما فعلته اثار ثورة في النفوس قبل المكان و ما قالته صار كالوسواس في عقول الجميع خائفين من صحة كلامها و لسبب واحد فقط ........ لانها المخلب الاول ان قالت فعلت

فرضية قول ان الاقاليم ستطير كالطائرات الورقية كانت ترتفع في رأسه و هو واقف يسحب سم سيجارته على ذلك التل بينما يجتمع حوله اتباعه و حراسه الشخصيين و ما هي الا ثواني حتى ظهرت مجموعة سيارات اخرى لتتوقف امامهم ، لحظات فقط لتنزل تلك المرأة التي لا تبدو كبيرة في العمر لكنها كذلك ...... السيدة انيتا كانت دوما رمزا مثاليا لجملة ان العمر مجرد رقم ....... هي امرأة عجوز في الستين من عمرها لكن جمال شعرها الاسود القصير و عيناها الزرقاوان الواسعة ببشرتها البيضاء التي لا تحمل تجاعيد كثيرة كان يضهرها امرأة في الثلاثين ...... تقدمت منه لتناظره بهدوء ليحرك عينيه باتجاه السيارة و تلك كانت اشارته لها بالصعود ، فتح احد الحراس الباب لها لتصعد بكل وقارة ليتبعها الاخر جالسا في مقعد السائق ليشغل محرك السيارة بينما قاد مبتعدا عن المكان تاركا اتباعه و اتباعها ورائه دون اللحاق بهما ....... دقائق قليلة من قيادته المسرعة كانت كافية لوصولهما لمكان منعزل و هناك اوقف السيارة في مكان يغزوه الظلام بين تلك الاشجار الكثيفة وسط تلك الغابة الموحشة ...... في زيرس كان كل شيئ اسود يرمز للرعب لدرجة ان الطبيعة كانت تجسد دور السفاح المهووس بارعاب ظحاياه ، لكن ليس فورد ديفالو و انيتا بورتوغاس من ينطبق عليهم مصطلح الرعب فهم مختصون بارعاب ضحاياهم بمستوى يفوق غدر البرية ...... تنهد فورد بينما اشعل سيجارته يراقب الظلام من نافذته غير مكترث بنظرات التي امامه و هي تراقب تحرك زرقاويتيه حول المكان ، فورد كان رجلا عجوزا في الخمسين من عمره لكنه و كما الجميع في المافيا ، جماله و هيبته كانت تسيطر على اوصاله لدرجة ان تلك التجاعيد التي تغزو وجهه لم تكن تلعب دورا في تجاهل وسامته الطاغية باعينه الزرقاء و شعره الاسود المسرح دوما بطريقة مرتبة

ميدوسا Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora