6 : أنا هكذا

113 6 10
                                    

وهاهو صوت أبي يعلو المكان مجددا

" ماهذا المنظر أيها الوغدان ؟! .. ماذا كنتما تفعلان"

تقدم ابي بخطواته وصوت حذاءه يملأ القاعة . وأخذ يدفع غون من صدره بكفيه

" أجبني ايها الحقير مالذي كنتما تفعلانه "

اكتفى غون بالتراجع للوراء دون رد فعل منه . توقف ابي عن دفعه عندما صار غون واقفا بجانبي . نقل ابي نظره من وجه غون مسلطا إياه على وجهي . اهتزت ملامح محياي إثر خطورتها

" ألم يكف ما فعلته ايتها الحقيرة .. ماهذا الآن ؟ أتنوين قتلي بسكتة قلبية ؟؟!"

رفع ابي يده قاصدا صفعي . اقتبضت ملامح وجهي وغطيته بيدي لكن لم أتلقى أي ضربة

"سيدي نحن لم نفعل شيئا خاطئا . صدقني"

فتحت عيني عند سماع تلك الجملة . قابلني مشهد إمساك غون لذراع أبي مانعا إياه من ضربي . احتدمت نظرات الرجلين أمامي

" سيدي دعني أشرح لك تفضل "

فتح غون المجال لأبي من أجل المرور . تقدم ابي إلى وسط القاعة . تربع جالسا على الأريكة في الوسط . لا تتغير جلسته حتى مع تغير المواقف

" تفضل اشرح"

فاجأني إمساك غون ليدي . رمقني بنظرات مطمئنة عندما أحس أن يدي ترتجف

" لا بأس صغيرتي أنا معك . سيمر"

تقدمنا نحو أبي بخطوات بطيئة فسح غون المجال لأجلس وهاهي نظرات أبي تكاد تخترق روحي . افتتح غون الحديث

" سيدي . لم أكن أنوي إخبارك بهذه الطريقة لكن حدث ماحدث ولا نستطيع تغيير شيء . لذا سأدخل في صلب الموضوع مباشرة . نعم أنا أحب ليا ، وهي حبيبتي حاليا ، لا تغضب منها أرجوك ، أنا المحب الوحيد في هذه العلاقة ، هي لاتبادلني الشعور أبدا "

ارتفعت زاوية شفة أبي اليسرى دلالة على سخريته من الموضوع

" كان بإمكانك القول أنها تستغلك فقط ، ماداعي لكل هذه المقدمة بلا فائدة "

" لا بأس سيدي ، أنا راض مادامت تحوم حولي وأستطيع رؤيتها "

رمقت غون بنظرات شفقة ، أو بالأحرى كانت شفقة على نفسي ، لمت نفسي آلاف المرات في الدقيقة لأنني أنا ، اللعنة ولن أتغير ، قاطع أبي نظراتنا

" وإلى أين تنتظران أن تدوم هذه العلاقة "

اجاب غون

 17th FloorWhere stories live. Discover now