وهاهو صوت أبي يعلو المكان مجددا
" ماهذا المنظر أيها الوغدان ؟! .. ماذا كنتما تفعلان"
تقدم ابي بخطواته وصوت حذاءه يملأ القاعة . وأخذ يدفع غون من صدره بكفيه
" أجبني ايها الحقير مالذي كنتما تفعلانه "
اكتفى غون بالتراجع للوراء دون رد فعل منه . توقف ابي عن دفعه عندما صار غون واقفا بجانبي . نقل ابي نظره من وجه غون مسلطا إياه على وجهي . اهتزت ملامح محياي إثر خطورتها
" ألم يكف ما فعلته ايتها الحقيرة .. ماهذا الآن ؟ أتنوين قتلي بسكتة قلبية ؟؟!"
رفع ابي يده قاصدا صفعي . اقتبضت ملامح وجهي وغطيته بيدي لكن لم أتلقى أي ضربة
"سيدي نحن لم نفعل شيئا خاطئا . صدقني"
فتحت عيني عند سماع تلك الجملة . قابلني مشهد إمساك غون لذراع أبي مانعا إياه من ضربي . احتدمت نظرات الرجلين أمامي
" سيدي دعني أشرح لك تفضل "
فتح غون المجال لأبي من أجل المرور . تقدم ابي إلى وسط القاعة . تربع جالسا على الأريكة في الوسط . لا تتغير جلسته حتى مع تغير المواقف
" تفضل اشرح"
فاجأني إمساك غون ليدي . رمقني بنظرات مطمئنة عندما أحس أن يدي ترتجف
" لا بأس صغيرتي أنا معك . سيمر"
تقدمنا نحو أبي بخطوات بطيئة فسح غون المجال لأجلس وهاهي نظرات أبي تكاد تخترق روحي . افتتح غون الحديث
" سيدي . لم أكن أنوي إخبارك بهذه الطريقة لكن حدث ماحدث ولا نستطيع تغيير شيء . لذا سأدخل في صلب الموضوع مباشرة . نعم أنا أحب ليا ، وهي حبيبتي حاليا ، لا تغضب منها أرجوك ، أنا المحب الوحيد في هذه العلاقة ، هي لاتبادلني الشعور أبدا "
ارتفعت زاوية شفة أبي اليسرى دلالة على سخريته من الموضوع
" كان بإمكانك القول أنها تستغلك فقط ، ماداعي لكل هذه المقدمة بلا فائدة "
" لا بأس سيدي ، أنا راض مادامت تحوم حولي وأستطيع رؤيتها "
رمقت غون بنظرات شفقة ، أو بالأحرى كانت شفقة على نفسي ، لمت نفسي آلاف المرات في الدقيقة لأنني أنا ، اللعنة ولن أتغير ، قاطع أبي نظراتنا
" وإلى أين تنتظران أن تدوم هذه العلاقة "
اجاب غون
YOU ARE READING
17th Floor
Mystery / Thrillerلكل منا ماضٍ يتحكم فيه ، نحن كومة عقد ، الجميع مرضى يتصنعون الابتسامات المزيفة في عالم زائف بحد ذاته "ولن يمضي الوقت طويلا حتى ينتشر مرضي في أنحاء العالم "