2 : لم أعد أنا

113 10 15
                                    

وقفت عند مقدمة الباب وتعابير الصدمة تسيطر على ملامحي . لمحت الشرطة تضع الاصفاد حول يدي الخادمة
"ليلى"
كانت الاخت ليلى لاجئة سورية في كوريا . اتهمت زورا بالسرقة وعمل أحد محامي أبي على اثبات براءتها . بالطبع لم يفعل ابي ذلك من باب المساعدة . فقد جذبه جمالها الخلاب والمختلف عنا
قال الشرطي بصوت مرعب

"ليلى حازم أنت متهمة بالاعتداء والقتل العمدي يحق لك توكيل محامي كما لك الحق في التزام الصمت"

صعقت في مكاني لما سمعته

" مالذي يحدث ؟! إلى أين تذهبون بالأخت ليلى"

صرخت بأعلى صوت لعلي استقطب انتباه أحد اعوان الشرطة

سرعان ما قامت إحدى الخادمات بسحبي

" اعتذر حقا فالفتاة المسكينة لا زالت تحت تأثير الصدمة"

اعتذرت الخادمة من الشرطة وهي تسحبني نحو الغرفة بينما انا اقاوم لكي احاول فهم مايحدث . نسيت تماما أن أمي مصابة وقد كانت غارقة في دمائها . ادخلتني الخادمة الى الغرفة وحبست كلتينا فيها .قبضت على كتفي وراحت تهزني

" اياك والنطق بأي حرف سيقتلك أباك"

" لايهمني مالذي سيفعله ذلك الرجل . كيف يسمح لنفسه أن يلبس التهمة لفتاة بريئة . هل يغطي جريمته بجريمة اخرى "

كنت واعية كثيرا بالنسبة لعمري حيث ان تفكيري لم يكن مثل تفكير اقراني من الفتيات . حيث بينما كانت الفتيات في عمري تلعبن بدمى الباربي كنت أنا ابحث عن القوانين التي تمنع اضطهاد النساء وهل مايفعله ابي امر طبيعي لأنه لم يسمح لي الاختلاط بالناس قط

راقبت الاخت ليلى وهي تغادر البيت ورأسها محني للأمام مقيدة بالاصفاد عاجزة عن الدفاع عن نفسها وكنت ألعن اللحظة التي ولدت فيها ابنة لذلك الوغد

بعد ان توارت سيارات الشرطة عن نظري قامت الخادمة اللئيمة بفتح الباب وسمحت لي بالخروج خرجت من الغرفة ومررت بالمطبخ فقفز الى ذهني ذلك المشهد المرعب لأمي وسط دمائها فلم استطع حبس دموعي وملأ صوت صراخي كل ارجاء البيت .ركضت الخادمة والهلع يغلف ملامحها

"ليا مالذي حدث ؟!"

جذب صراخها انتباهي وعندما تلفت اليها قانت بتوجيه صفعة قوية الى وجنتي كادت تنسيني اسمي . تجمدت في مكاني ولم اع ماحدث

" مالذي فعلته للتو أيتها السافلة؟!"

دوى صراخ ابي في ارجاء المنزل فقد كان يقف عند نهاية الرواق . كانت أول مرة أسعد فيها لسماع صوت صراخه

 17th FloorWhere stories live. Discover now