٤٨ | شعبُ نوبلا العظيم

739 72 196
                                    

لا يوجدُ وهمٌ يبدو كأنَّه حقيقة مثلَ الحُب، ولا حقيقة نتعاملُ معها وكأنَّها الوهمُ مثلَ الموتْ.

_
_
_

هبطت المراكب واحدة تلو الأخرى على أرض أورانوس بعيداً عن العاصمة.

ونزل أميرُ البلاد المهموم ينظر بأعينه العسلية نحو الأفق.

" سموُّ الأمير، ما هي أوامرك الآن." سؤال كروسليار أخرج جاك من شروده فتنبّه للجنود والقادة حوله بانتظار أن يقول شيئاً بعد أن أمرهم بالهبوط حين اختفت المراكب عن وجه الأرض تماماً.

بدى وكأنها تبخّرت، وكأنّها غادرت بـبيلا إلى عالم آخر.

كان جاك على شفى حفرة من فقدان صوابه، حتى أنّه لم يلاحظ الطريقة التي كان ينظر فيها للجميع، وكأنه سيخنقهم حتى الموت، أو يفكّر في طريقة لتدمير البلاد بكل هدوء..

كان الرجل مستعدّاً تماماً لنبش أورانوس شبراً شبراً بحثاً عن امرأته.

أخذ نفساً سريعاً ونقل نظره بين الجميع يتكلّم بجدية " ستنتشر الوحدات على طول الحدود الغربية، علينا تفتيش كل مدينة وكل بلدة هناك، فإن كانوا صادقين بذهابهم للحدود سنجدها هناك، وإن كذبوا .. ستقف كلّ أورانوس على ساق واحدة حتى أعثر على بيلا."

أملى عليهم الكثير من التفاصيل التي حرص جميعهم على حفظها، ثم انطلق كل قائد مع وحدته إلى المراكب، وظلَّ جاك يقف مكانه محدّقاً في الأرض، وقف كروسليار خلفه صامتاً يراقبه، وخلف كروسليار وقف لومان بذات التعابير الهادئة..

جاك سحب نفساً متعباً، ثم نزل على ركبته يضع يده على الأرض الترابية ويغمض عينيه ..

" أين هي بيلا خاصتي، أورانوس؟"

لو امتلكَ الأميرُ مورّثة الكوكب، حينها ربما كان الكوكب سيجيبُ الأمير.

في ذات اللحظة التي كان ينبض فيها قلبُ جاك وعقله قلقاً، كانت بيلا أسفله مباشرةً، يفصل بينهما أرضٌ وتراب.

مع شخص ضخم يكمّم فمها، ورجال هادئون يحرصون على عدم إصدار حتى نفس واحد، وقد أطفئوا محركات كل المراكب..

وحينما كان كفّ جاك يلمس الأرض بيأس كانت بيلا في الأسفل تنظرُ للأعلى بعيون دامعة.

كانت متأكدة .. متيقّنة .. أنّ جاك هناك، لكن عجزها عن الوصول إليه أشعرها بضيق كبير في صدرها.

لم يمنع بيلا عن جاك طيلة الوقت سوى أمر واحد وقد كانت المسافة، الآن أصبحا أمران بسبب قطعة الأرض هذه.

تقدم كروسليار بضعة خطوات حتى أتى ظلّه فوق يد جاك فرفع عينيه، حينها تكلم الآخر مبتسماً.

 كظلٍّ لكِWhere stories live. Discover now