٨ | بداية إكتشاف العالم الجديد!

3.4K 186 25
                                    

مر أسبوع كامل وأنا على نفس الحالة ، أبقى في تلك الغرفة دون حراك ، أرفض التحدث مع أي كان ، وهم لا يتوقفون عن القدوم محاولين التحدث معي.

لكنني لم استطع البقاء وحدي ولم يعم الهدوء في هذه الغرفة طوال الأسبوع . فالخادمات لم يتوقفن عن الذهاب و العودة كل فترة وأخرى قائلات أن كريستيان أمرهن بإحضار المستلزمات اللازمة لي للغرفة ، من ملابس وأشياء أخرى .
فعلى ما يبدو أني حقا سأبقى هنا لمدة طويلة ..

لم استطع منعهن من الدخول و الخروج بحرية بسبب الأحمق الذي كسر قفل الباب وتركه على حاله ، قائلا أنه لن يقوم ب إصلاحه حتى أرجع الى عقلي و أتوقف عن 'الافعال الصبيانية' حسب قوله . يقصد إِغلاقي للباب و رفضي تبادل الأحاديث خاصة مع أمي و إخوتي .

ما شأنه! أنه يتدخل كثيرا بأمور لا تخصه .
حتى أن أمي تأتي للغرفة عندما أنام ليلا لتجلس أمامي دون قول اي شيء ثم تغادر بعد فترة ، لكنني احاول تمثيل النوم حتى لا افتح اي حديث معها .

أما هو فلا ينفك عن القدوم عندي يوميا ! قائلا إنه علي ان اتناول طعامي ولا أفوت أي وجبة ، هل أنا في الحضانة حتى يقوم بمراقبتني ، ثم ليس وكأنني سأمتنع عن الأكل لأسبوع كامل ، مازالت اريد البقاء على قيد الحياة رغم كل ما حدث !
يا له من مزعج .

اما بالنسبة لتلك المذكرة فأنا لم اجد وقتا كافيا بسبب الازعاج المتواصل ، لذلك لم اقرأ الكثير من الأشياء. وما قرأته معظمه احداث عادية ليست بالشيء المميز .

طوال هذا الأسبوع وقبل خلودي للنوم ، أرى مشهد إمساكه لي من خصري و شبه انعدام المسافة بيننا في ذلك اليوم يتكرر في عقلي ، وأشعر بالخجل بنفس الحد كأنه حدث مجددا.

ليس وكأني اريد التفكير به ولكني أتذكر أعينه التي لن اخطأ بهما ، ولا أستطيع التوقف عن التفكير في السبب الذي سيجعلني احلم بهما وانا لم اره من قبل ، أو بالأحرى رأيته ولكنني لا أتذكر ذلك بتاتا .

مر الوقت و اخيرا انتهت الخادمات من عملهن الآن ، قالت احداهن أنهن انهين كل شيء ، شكرتها بخفوت لتستدير مغادرة الغرفة .

كنت سأزفر براحة اخيرا ، لكنني سمعت صوت خطوات داخل الغرفة -بينما اجلس في الشرفة اتأمل الحديقة التي لم أخرج إليها منذ قدومي- ، من قد يأتي الآن ، شعرت بالملل مكانهم ، كما أنه ليس وقت الطعام حتى يأتي كريس -الذي اعتدت قدومه رغم انزعاجي منه- رفقة خادمة تحمل صينية ليجلس أمامي كمربيتي.

أتذكر أنه في اليوم الأول لم يتحدث معي بطريقة جيدة حتى والآن لا يريدني أن أفوت وجباتي ، تغير ملحوظ .
رغم ذلك توقعت أنه من سيأتي ،لقد كان لوحده اليوم ، تقدم نحوي ل يسند جسده على حائط الشرفة مثلي ، يتأمل المكان دون قول اي شيء .
نظرت إليه نظرة سريعة ثم عدت لما كنت أفعله متجاهلة وجوده ، لماذا اتى الان !

تائهة في عالمي | Lost In My World حيث تعيش القصص. اكتشف الآن