الثالث والثلاثون

Start from the beginning
                                    

شرد عدة لحظات يفكر قبل أن يردف حائرا:
- مش عارف ، أنا بفكر اشوف شركة أدوية ، وابقى انزل الصيدلية شيفت تاني بليل بقى ، لسه سنة كاملة على الحوار دا ، دلوقتي أنا هشتغل في الصيدلية

ابتسمت له قبل أن تعاود الارتشاف من كوب العصير بضع لحظات في صمت قبل أن تسأله متوترة :
- هو إنت يعني ، لسه حاسس بمشاعر ناحيتها
ابتسم فشعرت بالغيظ ، حرك رأسه للجانبين في هدوء يتحدث :
- لا يا أريچ ، لو كنت حاسس بحاجة ناحيتها كنت اتغاضيت عن اللي عملته وروحتلها وطلبت منها نرجع ، إنما أنا فعلا ما بقتش حاسس ناحيتها بأي حاجة خالص ، ممكن بقى نقفل على الموضوع دا وننساه ، ويلا قومي نتمشى شوية وأروحك قبل ما جاسر يتصل يهزقنا
_________
في أحد أقسام الشرطة في مكتب الضابط المسؤول عن التحقيق ، دق الباب يدخل لترتسم ابتسامة كبيرة على شفتي مجدي وقف عن مكانه يتحرك صوب صديقه يعانقه يغمغم سعيدا :
- شيفو عاش من شافك يا صديقي الصدوق ، عامل ايه .. كويس أنك ما اتأخرتش
ضحك شريف يبتعد عن مجدي يلكزه في ذراعه يردف :
- تصدق الشغل وحشني أوي ، اوعى ياض أنا اللي هقعد على كرسي المكتب
ضحك مجدي يفسح له الطريق ليخطو شريف إلى المكتب جلس خلف المكتب ليجلس مجدي على المقعد المقابل للمكتب  يحادثه :
- اخبارك ايه ، القائد لسه كان بيسألني عليك
ابتسم شريف في هدوء ،ابتسامة حزينة رغم ذلك تنهد يردف :
- أهو الحمد لله عايش ، بس زهقان أوي يا مجدي ما اتعودتش اقعد في البيت المدة دي كلها وجلسات العلاج الطبيعي مطلعة عيني ، المهم قولتلي عايزك في حاجة مهمة فيما ايه

حرك مجدي رأسه يقص على شريف ما حدث لمليكة وصديقتها زينب بالتفصيل ، ظهر الغضب جليا على وجه شريف يردف :
- زينب دي أصلا متدربة كانت بتيجي مع دكتور عبدالله دكتور العلاج الطبيعي وأنا كلمتها مرة بأسلوب وحش وعيطت بسببي ، المهم كنت خارج مع ليان من مدة وعجبها فستان ولما دخلنا المحل عشان تشوفه شوفت زينب وصاحبتها وقربت منها أنا وليان واعتذرت عن اللي حصل ، وقتها جه الحيوان دا وكان أسلوبه في الكلام ونظراته **** ، ولما أنا هزقته هددها أنه مش هيسكت وأنه هيقول لأمها وكلام كتير كدة ، دا حتى ليان سجلت رقمها عندي عشان اساعدها تعمل محضر عدم تعرض ليه ، وهو ما اتصلتش فقولت الموضوع خلص
همهم مجدي متفهما قبل أن يعاود النظر لشريف يغمغم:
- طب لو معاك رقمها استعجلها بقالها ساعة بتقول في الطريق وأنا عايز اقفل المحضر قبل ما نمشي ، هعزمك على أكله كبدة ومخ تحلف بيها باقي عمرك
ضحك شريف بخفة وهو يخرج هاتقه من جيب سرواله يبحث بين الأرقام عن رقمها الذي لم يطلبه قط إلى أن وجده ، طلب رقمها دق الهاتف عدة مرات قبل أن يسمع صوتها تتحدث متوترة :
- أستاذ شريف خير
حاولت شريف إلا يضحك يتحدث بهدوء :
- آنسة زينب ، هو حضرتك هتتأخري عشان بس مجدي عاوز يقفل المحضر
سمعها صوتها تغمغم متوترة :
- لالا أنا أنا جاية حالا ، مش هتأخر
أغلق معها الخط يتحدث مع مجدي في مواضيع شتى إلى أن دق الباب ودخل العسكري وهي من خلفه ابتسم مجدي لها يشير للمقعد المقابل له :
- آنسة زينب اتفضلي اقعدي هما كلمتين بس عشان اقفل المحضر ، هي والدة حضرتك كانت موجودة ساعة الحادثة ، أصل فؤاد مصر أن والدتك هي اللي ضربت مليكة بالسكينة

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now