الثاني والثلاثون الجزء الثالث

Start from the beginning
                                    

في داخل غرفة مراد التف حول نفسه يشعر بالغضب الشديد من نفسه ، هو من وثق في قدراته حد الغرور ، دق هاتفه في تلك اللحظة برقم مريم ، أجاب ليسمعها تصيح فرحة :
- مراد طمني عملت ايه ، الواد يوسف الدحيح جاب 98,5 وأنا جبت 95 ، طمني جبت كام
شعر بالغضب الشديد من نفسه يتزايد ليحادثها منفعلا :
- اقفلي يا مريم
وأغلق الخط معها يقذف الهاتف بعيدا يتنفس بعنف

أغلقت مريم الهاتف لاء للمرة الثانية مراد هو من أغلق الخط دون مقدمات ، بدلا من أن يبارك لها ، نظرت إلى أبيها وقد لمعت عيناها بالدموع غص صوتها ألما تحادثه :
- بابا لو سمحت أنا مش عاوزة اتجوز مراد
تحرك جاسر صوب ابنته لترتمي بين أحضانه تبكي بحرقة حاول أن يفهم ما حدث لتتمتم من بين شهقاتها :
- دي تاني مرة يا بابا يعملها ، يكلمني بأسلوب وحش ويقفل في وشي السكة ، دا كدة بيهيني أنا مش عوزاه خلاص
ربت على رأس ابنته برفق ، يتحدث يهدئها :
- ما تعيطيش يا مريم ، أنتِ ما غلطتيش يا حبيبتي ، خلاص اللي أنتي عوزاة أنا هعمله يعتبر الفاتحة اللي بينا كأن لم تكن وأنا هكلم عاصم دلوقتي اقوله
اقترب رؤى منهم سريعا لتخرج مريم من بين أحضان أبيها ترتمي بين أحضانها تبكي ، في حين اردفت رؤى سريعا :
- اهدا بس يا جاسر ، أكيد في سوء تفاهم ، مراد ومريم بيحبوا بعض
حرك جاسر رأسه للجانبين بعنف يغمغم محتدا :
- لا يا رؤى ، دي بتقولك تاني مرة ... وبعدين هي بتكلمه قدامي ، ما قالتش اي كلمة تضايقه ، ومش من حقه يقفل السكة في وشها ولا يتنزفر عليها ، حتى لو هي مراته وفي بيته دا إحنا لسه على البر وبيعاملها بالمنظر دا ، اومال لما يتجوزوا ، وإحنا لسه اللي بينا ما بقاش رسمي حتى ، فشكرا شيل دا من دا نكد على البت بعد ما كانت مبسوطة بنتيجتها

هنا تدخل يوسف سريعا ينقذ ما يمكن إنقاذه :
- يا بابا مراد مجموعه مش هيعجبه أنا عارف ، فأكيد عشان كدة متنشن مش قصده اللي حصل ....
قاطعه جاسر يتحدث غاضبا :
- متنشن متنيل على عينيه ما حدش قاله ما يذاكرش إنما ما يزعقش لأختك ولا يكلمها وحش ، أنا ليا كلام تاني مع عاصم
ومن ثم وجه انظاره إلى ابنته ، أمسك بذراعيها برفق يمسح دموعها عن وجهها يحادثها :
- مريومة حبيبتي اوعي تعيطي أبدا ، افرحي أنتي جايبة مجموع كبير ، أنتي وملاك والحمار يوسف ليكوا عندي مفاجأة كبيرة ، يلا امسحي دموعك يا حبيبتي
دق هاتفه في جيبه ليخرجه فأبصر رقم نصار ، فتح الخط يحادثه مبتسما :
- اهلا اهلا نصار باشا ، ابن حلال كنت لسه هتصل بيك
تحدث نصار بلهفة مبالغ فيها :
- أنا سمعت أن نتيجة الثانوية طلعت وعارف أن ولادك التلاتة في ثانوية عامة ، فقولت اطمن عليهم
ضحك جاسر بخفة يحادثه سعيدا :
- فيك الخير والله ، الحمد لله التلاتة نجحوا وجابوا مجاميع كبيرة
رد نصار سعيدا :
- بجد والله ، ألف مبروك ، طب ايه مش هتقبل عزومتي بقى على الأقل نحتفل بيهم ، اي وقت أنت تحدده النهاردة بكرة بعده ، أي يوم أنا معاك ، بس لو مش هبقى رخم ياريت النهاردة عشان نحتفل بيهم والنتيجة لسه طالعة
ضحك جاسر بخفة ينظر إلى الجمع الملتف حوله عدة لحظات قبل أن يعود يحادث نصار :
- هنكون عندك النهاردة إن شاء الله
أردف نصار سريعا متلهفا سعيدا :
- يا نهار أبيض تنوروا طبعا ، هبعت لحضرتك العنوان في رسالة ، في انتظاركوا
أغلق جاسر الخط مع نصار نظر إليهم يردف بهدوء :
-جهزوا نفسكوا النهاردة معزومين عند واحد صاحبي ، ألف مبروك مرة تانية ، ومن بكرة تقدروا تخرجوا وتنبسطوا  الكام يوم دول قبل ما تتنفخوا في الجامعة ، رؤى تعالي معايا عايزك
تحرك لأعلى ورؤى خلفه ، دخلا إلى الغرفة لتغلق رؤى باب الغرفة اقتربت منه تردف ممتعضة :
- إنت ما صدقت يا جاسر ، بدل ما تهدي البنت ، تقول فرصة نفشكل الجوازة ، أنت ما تعرفش مريم بتحب مراد قد إيه

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now