مأساة روز ✓

19 - تزداد النيران

كان الجميع يكبح ضحكاته بقوةٍ على ذلك الشجار، لتحاول ناريمان الفكاك قائلةً:
"اهدئي يا أمي لم يقصد ذلك، فقط كان الصوت عالي وهو متعب جدًّا"

نهض كريم من على الفراش قبل أن تفتح رأسه بتلك الحقيبة التي تماثل الحجارة هادرًا بغيظٍ شديد:
"وهو ده بقى اللي احترام المريض ورعايته؟ أنتِ كنتِ هتفتحيلي دماغي لو مقومتش"

ارتدت فضيلة الحقيبة من جديد هاتفةً بحزمٍ:
"عُد لفراشك فأنت مصاب!"

لملم أشياءه بيده السليمةِ هادرًا بحنقٍ:
"خليهولك، أنا همشي أنا وأنا مش مصاب أنا بحب أتدلع، غوروا بقى من هنا!"

ثم تركهم ورحل ولكن أوقفته نيرة التي قالت بابتسامةٍ:
"طب مش هترجع البيت يا حبيبي!"

"لأ"

قالها بجمودٍ شديد، ثم صاح من جديد:
"يلا يا خالتو عشان معييش مفتاح"

اقتربت منهم ناريمان وابتسمت له بحنانٍ قائلةً:
"يلا"

ونظرت لشقيقتها التي كانت تنظر لها بحقدٍ وكرهٍ وشرّ في آنٍ واحد ولكن تجاهلت ناريمان النظرات وهي تتحرك مع كريم، ولكن أوقفتها نيرة قائلةً بغضبٍ وقد أعمى عينيها:
"أنتِ عايزة تاخدي ابني مني؟ كل مرة كنتِ بتغيري مني عشان بابا كان بيحبني أكتر منك، مش هتاخدي ابني مني يا ناريمان"

"وابنك مش عيل صغير يا نيرة، واتكلمي مع خالتو كويس أنا اللي قاعد معاها وبمزاجي، يلا يا خالتو"

قالها بغضبٍ وأنهاها موجه حديثه لخالته التي كانت تنظر لشقيقتها بحزنٍ وعلى ما وصلت له بسبب زوجها، لترحل من كريم، فحاوط كريم كتفها بيده السليمة قائلًا بابتسامةٍ:
"زعلتي من كلامها ولا إيه؟ متزعليش لازم نراضيكِ بقى قبل ما نروح عشان يونس ميقتلناش"

ضحكت رغمًا عنها ليقبل رأسها ثم نزلوا للأسفل وأخذ مفتاح السيارة من أحد العساكر التي كانوا يقفون، وقادها بجانبه خالته وهو يفكر في الحديث الذي أخبرته به رزان أخته، وماذا سيفعل!

♡♡♡♡♡

بعد مرور عدةِ ساعاتٍ ليأتي موعد غروب الشمس والنهار الخافت.
في أحدِ المولاتِ التجارية.

وصل غيْث ويوسف يبحثون بأعينهم عن چيهان وچُمانة، وغيْث يضع هاتفه على أذنه ينتظر رد رزان، وما أن رآهم يوسف حتى هتف بغمزةٍ عابثة لـ چُمانة:
"وأنا أقول المكان منور ليه يا حلو!"

نكزه غيْث بغيظٍ، ليضحك بشدةٍ وقد خجلت چُمانة وهتفت چيهان بتساؤلٍ:
"أمال فين رزان يا غيْث!"

"برن عليها أهو"

قالها منتظر إجابتها وقد ردت بهدوءٍ كعادتها قائلةً:
"وصلت ونازلة من العربية أهو!"