الفصل الرابع والستـون "العنقاء والغرفة الحمراء"

Start from the beginning
                                    

رأت الأكياس البلاستيكية الشفافة، ولا تنكر بأن لديها فكرة مبدئية عما قد يوجد بداخلها خصوصًا مع ظهور بعض الملامح لتلك الأشياء التي لن يحب أي شخص أن تُرسل له في البريد!

ولكن ها هي؛ تستلمها على هيئة هدية!

أي مسخ قد يفعل شيء كهذا؟!

شمرت عن سواعدها، ولم تتردد لحظة في دس يدها في الأعماق القرمزية للصندوق ليغمر دفء الدم يدها، وهو إحساس تقشعر له الأبدان، ولكن ليس معها هي! فبأيدي ثابتة، لامست إحدى محتويات ذلك الصندوق لتمسك ذلك الشيء المجهول دون تردد، وهي تعاود إخراج يدها شعرت بأن الشيء الذي كانت تحمله؛ كان ثقيلًا نوعًا ما.

وبمجرد أن أخرجت يدها بالكامل؛ اكتشفت أنها كانت تمسك بكيس بلاستيكي به… به رأس بشري مقطوع!

نظرت إلى الرأس دون أن تفتح الكيس، لكن كان من الصعب التعرف على ملامح تلك الرأس لأنها كانت ملطخًة بالدماء لدرجة طمس كل أثر لملامحها!

لذلك؛ لم يكن هناك مفر من الغوص أكثر في محتويات ذلك الكيس الشفاف… فبدأت في فك عقدة الكيس بعناية حتى انفتح، ومدت يدها بداخله وسحبت الرأس من خصلات شعرها القصير لخارج الكيس بالكامل ثم مدت يدها نحو علبة المناديل، وأخذت مناديل عديدة وبدأت تمسح الدم عن الرأس بعناية فائقة على الرغم من إغراء شطف هذا الرأس أسفل صنبور المياه، إلا أنها كانت تعرف أفضل من تفاقم الضرر الذي لحق بهذا الرأس بالفعل!

مرت عدة دقائق وهي مُنغمسة في عملية تنظيف الرأس القذرة هذه حتى تمكنت أخيرًا من تنظيفها لدرجة أنها تمكنت من رؤية معالمها.

لقد كان هذا الرأس لرجل بالغ، ويبدو من مظهره أنه في منتصف الثلاثينيات من عمره.

كل هذا كان عاديًا، رجل لا تعرفه أصلاً، ولن تهتم لو مات في المقام الأول!

كما أن عند رؤيتها لهذا المشهد المروع قفز في عقلها زافير ساندوفال، هو الوحيد القادر على بعث شيء شيطاني كهذا لها… تعني؛ لقد فعل ذلك مسبقًا… ولكن لماذا؟ وكيف عرف اسم عائلتها الحقيقية؟

كانت تتسائل بداخلها جميع تلك الأسئلة حتى وقع بصرها على تلك الكلمات التي لم تلاحظ وجودها على جبهة الرجل بسبب خصلات شعره الأمامية التي كانت تغطيها.

فمدت يدها وأزاحت تلك الخصلات لينكشف أمامها عبارة واحدة فقط:

"من فقد عقله ليعادي شخص مثل ظل القمر؟"

أمالت فاينا رأسها قليلاً، وتأملت تلك الكلمات قبل أن تضع الرأس بهدوء على سطح مكتبها وتوجهت نحو الصندوق مرة أخرى، وأخرجت الكيس الثاني، ونظفته تحديداً عند الجبهة.

والكيس الثاني تبعه الكيس الثالث والرابع والخامس، وأصبحت الأرض حولها بركة من الدماء والمناديل الورقية التي ذابت باللون الأحمر!

عودة  فايناWhere stories live. Discover now