LAWS OF JARTIN 2 ( دِقٌآت آلُِشُآموُ )

❸❶_فُآضلُِ

نطقنا جميعًا في آن واحد بنبرة غير مصدقة حين قال العجوز أنه

يعرف كيف يستطيع النسالى إنهاء قواعد جارتين للأبد

- كيف؟

قال

ستأتون معي إلى الجنوب .. سأريكم ما لا يعرف به أحد

سواي.

سألته غفران

- إلى أين؟

أشار بإصبعه إلى قمة جبل بيضاء باهتة رسمت بمخطوطته بعيدا وراء النسلي المكبل والأشراف، لم نكن قد انتبهنا إليها بعدما جذبت صورة النسلي كل انتباهنا وقال

بعدما اخترقت القاعدة الأولى ظللت أكثر من عشر سنوات مشرداً بالوديان الجنوبية باحثا عن أي نسلي زائر، إلا أنني لم أسمع صوت زئير واحد حتى بالوديان التي سمعت فيها الزئير من قبل

في خلال تلك السنوات فكرتُ كثيرًا في العودة إلى جويدا كي أقدم نفسي إلى الباحة كماص يحاكم على ذنبه، لكن ثمة صوت كان ينادي بداخلي دائما بأن أنتظر قليلا قبل اتخاذ هذه الخطوة .. لتمر الأعوام واحدا وراء الآخر، اعتدت فيها حياة الصحاري واعتدت كوني نسليًا سيموت بعيدا عن الباحة لتنتهي روحه إلى الأبد دون أن يحصدها أحد، وبدأت أنسى ما بقيت من أجله مع مرور السنوات وتقدم العمر بي .. إلى أن لعبت الصدفة أو ربما القدر دوره معي ...

كان ذلك في يوم أمطرت به السماء بغزارة غير معهودة وكنت في طريق عودتي إلى الوادي الجنوبي قبيل غروب الشمس حين

اعترضني بعض الصوص التسالي ...

وأمسك بمخطوطته وهو يقول

كان كل ما يشغل بالي أن يسرقوا ما ضحيت من أجله بكل شيء، فاستدرت بحصاني وركضتُ به عبر درب صخري على جانب الطريق قادني إلى دروب أخرى وممرات جبلية متشعبة دون أن أعرف إلى أين أتجه كان كل ما يهمني هو الإفلات منهم وهذا ما نجحت فيه بالفعل .. إلا أنني اضطررت إلى التوقف والمبيت في أحد تلك الدروب بعدما حل ظلام الليل ... الأفتح عيني مع شروق اليوم التالي وتوقف المطر على هذه ...

تماما التي تظهر أمامي عن بعد كانت الوحيدة بين باقي قمم ما وراء الجبال الحمراء التي يغطيها الثلوج أخرجتُ المخطوطة حينها ونظرت إلى القمة الجبلية المرسومة كانت هي: بتضاريسها والثلوج التي تغطيها ... أمسكت برأسي غير مصدق ... وكأن عمري قد عاد ثلاثين عاما إلى الوراء، تقدمت راكضًا إلى هناك، كان الوصول إليها شاقا للغاية خاصة أن المطر قد عاود هطوله من جديد وزاد وحل الحصى الناعمة وحلا فانزلقت قدمي أكثر من مرة إلا أنني واصلت طريقي نحوها ... كنت مؤمناً جدًا برسائل القدر وكنت أعلم أن الصدف لا تأتي إلا لمن يستحقها، لذا أسرعت الخطى وأنا على يقين بأنني سأجد هناك ما سيرشدني إلى إجابة أسألتي العالقة في ذهني طوال تلك السنوات.