❷_سيرٍين

2.7K 101 4
                                    


مع كانت الرحلة من جويدا إلى مدينة بريحا» الشمالية شاقة للغاية علي وعلى آدم، خاصة . اتخاذنا طرق جانبية كثيرة لاجتياز ذلك العدد الكبير من دوريات الفرسان المتناثرة على الطرق الرئيسية القريبة من جويدا، خشية أن يكون بإحداها ذلك الضابط الذي هشم الطفل أنفه بالحجارة كما أخبرتني الفتاة النسلية التي عثرت عليه في شوارع جويدا.

اسمي سيرين، أربعة وثلاثون عاما ، فتاة جارتينية شريفة من مدينة «طبيرة»، أقرب المدن الجارتينية إلى جويدا. على عكس شریفات چارتين لم أحظ بحياة مرفهة قط منذ طفولتي كان أبي سببا رئيسيا في ذلك، بعدما انفصل عن أمي قبل أن أكمل عامي التاسع، ليتركني أنا وأختي التي تكبرني بعامين في مواجهة الحياة بمفردنا خاصة مع مرض أمنا وموتها بعد ثلاثة أعوام، لأجد نفسي في سن الثانية عشرة أحمل مطرقة في إحدى ورش الحدادة تغطي وجهي وثيابي طبقة من الركام الأسود، وأعمل مرغمة بالمهنة الشاقة 10

التي وفرها لي أحد أقاربنا الذي أقرّ من نفسه بعدم حاجتي للمدرسة

بعد لتمضي الأيام بثقلها الشديد نحو بلوغي أقصى ما أطمح إليه

في هذه الدنيا هو أن ينتشلني أحدهم بالزواج ويريحني من تلك

المعاناة، غير أن أبي النذل لم يترك لي تلك الفرصة حتى بعدما فعل

آخر شيء كان ينقص رحلة شقائي، واجتاز القاعدة الأولى، وهرب

من المدينة دون أن يقدّم نفسه إلى وادي حوران عند بلوغه عامه

الخمسين، ليعلن القاضي إدانته بالنسلية ويعلن اختصام الروح

لأجنة نسله جميعهم، وأحرم أنا وأختي من إنجاب أطفال أحياء قبل

أن أتم عامي الخامس عشر.

لم أفهم قسوة ما فعله أبي بنا إلا عندما عبرت عامي العشرين بخمسة أعوام كاملة ولم يتقدم شاب واحد للزواج مني أو من أختي

كفهم ومع سخافة الزبائن في تلك المدينة وانتهازهم ضعفنا وعدم : عن التحرش بنا أخبرت أختي برغبتي في الانتقال للعيش في جويدا. المدينة الكبرى التي لا يعرف سكانها بعضهم بعضًا، وتتوه بين أخبارها الكثيرة التفاصيل الصغيرة مثلنا، رفضت أختي أن ترافقني وفضلت إكمال حياتها في المدينة التي تعرفها أما أنا فانتقلت إلى جويدا وتزوجت بالفعل من شاب هناك في عامي السادس والعشرين دون إخباره بعلتي مني أن الذي سأقدمه له قد يعوّض رغبته يوما ما في إنجاب أطفال، لكن مع ولادة طفلي الأول ميتا وكذلك الثاني لم أجد أمامي سوى الاعتراف له بعقوبتي، اعتقدت أنه قد يسامحني بعد السنوات الثلاث التي عشناها سويا، لكنه لم يمهلني دقيقة واحدة وجذبني من شعري بقوة دون تفكير، وجرني إلى خارج البيت، قبل أن يلقي بي في الشارع ويغلق الباب من خلفي دون أن يقول كلمة واحدة لأعود للشقاء من جديد حبي

LAWS OF JARTIN 2 ( دِقٌآت آلُِشُآموُ )Where stories live. Discover now