❸_غفُرٍآن

1.4K 72 10
                                    



مرت أربعة أشهر منذ ذلك اليوم الذي أعلنوني به نسلية، كان كل يوم منها يحمل حزنًا جديدًا .. صار قدوم أشقياء الأشراف إلى وادينا يرافقهم رجال الشرطة أكثر من أي وقت مضى، وصارت مضايقاتهم أكثر فظاظة وقبحا كأنهم يتعمدون إخراج أسوأ رد فعل لنا كي يجروا المزيد منا إلى منصة إعدامهم .. كنت أعلم يوم تزوج حيدر وسبيل أننا سنواجه المزيد من المتاعب لكن ما بات يحدث أن الأمر صار وكأنه انتقام وتأديب لنا على تلك الفعلة .. كأنها الجريمة الكبرى التي ارتكبناها وبات على كيوان ورجاله معاقبتهم لنا عليها مدى الحياة.

صارت ليالي الوادي أكثر ظلاماً وخواءً بعدما أصبح صوت بارود رجال الشرطة مألوفا بسماء وادينا ليصيب كل من تسول له نفسه أو تسوّل لها نفسها حق الاعتراض على ما يطلبه الشريف واضطرت أغلبية الفتيات ممن ترفضن ممارسة الرذيلة إلى الهروب مع غروب الشمس نحو واد مظلم بالجوار حتى تنتهي ساعات الليل لضمان ۲۱

مغادرة أولئك السفلة .. أما النهار فكان أكثر أمانًا وإشراقا ربما لأن حرارة الشمس الحارقة كانت تقينا شر هؤلاء الأشقياء المدللين

لم يعترضني أحد من أولئك الأشقياء، لكني عزمت بيني وبين نفسي أنني وإن وضعت في مثل ذلك الأمر، فلن أتوانى عن تكسير صفوف أسنانه العلوية والسفلية معا وإن كان آخر يوم في عمري. على مدار تلك الأيام حاولت قدر المستطاع أن أواصل ما بدأته، وأن أحافظ على بث الأمل في قلوب النسالى، لكني وإن كنت أرى من الشبان والفتيات حماستهم الكبيرة لإكمال ما بدأناه .. كان الخوف والتشتت البادي في أعينهم واضحًا لعيني كل الوضوح، لأشعر داخل نفسي أن جهد السنوات الماضية صار حقا في مهب الريح.

أكملنا العمل نهارًا يساعدني ريان وناردين والطبيب الذي وعدني البقاء فاطمأن قلبي .. كنت في حاجة إلى كل مساعدة ممكنة 22 د فاضل بيننا كان بمثابة دعم حقيقي جاء في موعده تماما .. وددت لو عثر على آدم في زياراته المتتالية إلى باحة جويدا أيام الغفران، لكنه لم يجده، وصارت معظم أحاديثنا عن تلك النظرات الحادة التي يراها في أعين الفارس كيوان وعن نواياه السيئة المعلنة تجاهنا والتي تلقى قبولاً كبيرًا من عامة الأشراف .. كان جوابي له كل مرة بأنه ليس علينا سوى إكمال طريقنا الذي بدأناه وليحدث ما يحدث ...

ثم جاء صباح ذلك اليوم حين دلف إلي ومعه الفتاة التسلية شهد التي عادت إلى وادينا بعد غياب، وأخبرني بنبرة محبطة بأنه لم

۲۲

يعد هناك فائدة من ذهابه إلى الباحة، وأتبع قوله بأن آدم قد غادر جويدا .. تساءلت بعيني دون أن أنطق:

- كيف عرفت ؟!

نظر إلى الفتاة، فقالت في حزن

- نعم يا سيدتي، لقد كان معي قبل أن تأخذه فتاة شريفة مني كي تعتني به بعد فشلي في العثور على الطبيب .. أردت أن أرد له الجميل بعدما أصاب الضابط من أجلي، وخشيت أن يمسك به الجنود معي فيعاني طوال حياته .. لم أكن أعرف أنه نسلي...

LAWS OF JARTIN 2 ( دِقٌآت آلُِشُآموُ )Where stories live. Discover now