الحادي والثلاثون الجزء الثاني

शुरू से प्रारंभ करें:
                                    

ضحك جاسر يقترب من أبيه يردف ضاحكا:
- طب استنى بس دا أنا حتى جايبلك خبر حلو ، البت المقروضة أريچ متقدملها عريس وعايز منك ميعاد عشان يجي يتقدم
قطب ياسر جبينه بات قلقا من فكرة زواج ابنته ليصبح الصهر الجديد مثل ذاك الوغد مصطفى ، وجه تركيزه لجاسر يسأله :
- مين دا ؟ ويعرف أريچ منين ؟ ، حد من صحابك
حرك جاسر رأسه بالإيجاب يردف بهدوء :
- آه سامر ، أكيد أنت فاكره ... أنا كجاسر مبدئيا موافق عليه ، هو شاب محترم وأخلاقه عالية ، بس طبعا دا قرار أريچ في الأول وفي الآخر ، المهم حددلي ميعاد عشان أقوله يجي فيه ، عشان هو مش مبطل زن
خرجت ضحكة صغيرة قلقة من بين شفتي ياسر قبل أن يتنهد يحرك رأسه موافقا :
- ماشي خليه يجي النهاردة على 9 كدة ، وأنت طبعا هترجع البيت تاني والنهاردة يا جاسر ما فيهاش نقاش دي ، لما تدخل مكتبك هتلاقي ملفات الحالات مستنياك
ومن ثم التفت وقبل أن يغادر عاد يلتفت إلى ولده يسأله :
- صحيح ، هو البيه مش ناوي لا يخطب ولا يتجوز بقا ولا ايه !!
__________
في منزل عاصم
انفتح زين في البكاء بعنف ما أن سمع خبر مقتل والدته ، رغم أنها كانت أبشع مما يتصور عقل يكفي ما يلاقيه شقيقه بسببها ولكنها تظل والدته وكان يتمنى أن تتراجع عما تفعل ولكن ذلك لم يحدث وها هي قد رحلت للأبد ، يقسم لو أن عمار مكانه لكان ضحك سعيدا ولكنه لن يفعل ، هو فقط كان يتمنى لو تحدث معجزة تغير من والدته ، نظر عاصم إلى ولده حزينا أما جاسر فتعجب كثيرا فتعجب كثيرا من بكاء الفتى ، تهاني ليست بالأم الحنون ليبكي عليها لتلك الدرجة ، اقترب عاصم منه ليرتمي زين بين أحضانه يتشبث به ويبكي ، ظل هكذا إلى أن دخل مراد للغرفة يود أن يرى ذلك الشقيق الذي ظهر في حياتهم فجاءة دون مقدمات ، حين رأى ذلك الشاب بين ذراعي أبيه يبكي وينتحب ، حمحم مراد يلفت انتباهم إليه ... التفت عاصم إليه يغمغم سريعا :
- كويس أنك جيت يا مراد خليك جنب أخوك
وأنا هجبلكوا الفطار
حرك مراد رأسه يوافق أبيه ، قام جاسر وعاصم لخارج الغرفة متجهان ، وقف عاصم أمام جاسر يسأله :
- اتقتلت إزاي !!
Flash back
تحركت السيارة التي بها عُدي وبعض من رجال جاسر تسبق السيارة التي بها تهاني والجزء الثاني من رجال جاسر على الطريق الصحراوي الفارغ بعد منتصف الليل ، في منتصف الطريق ظهرت سيارة أخرى تلحق بالسيارة التي بها تهاني ، خرج رجل ملثم من ناقذة السيارة يطلق الرصاص على السيارة الأخرى ، حاول رجال جاسر تفاديها ولكن يبدو أن من في السيارة كان عازما على إنهاء مهمته ، لم يتوقف عن إطلاق الرصاص الذي اخترق كل جوانب السيارة ومنها الإطارات إلى أن وقفت السيارة مرغمة في منتصف الطريق ، أطلق رجال جاسر الرصاصات كرد فعل على ما يحدث وهنا كانت الخدعة ، في لحظة انشغال رجال جاسر في الدفاع عن أنفسهم ، كان يقطن على سطح مبنى ليس بقريب منهم قناص محترف في يده بندقية حديثة الطراز يوجه هدفه صوب تهاني المختبئة في السيارة تصرخ من الخوف مما يحدث ، رصاصة بدقة عالية أصابت صدرها في لحظة لتشهق شهقة عالية وتجحظ مقلتيها ، و انسحبت السيارة تختفي كما ظهرت
Back
قطب عاصم جبينه مدهوشا قبل أن ينظر لجاسر يغمغم :
- حد قاصد يقتل تهاني ، بس مين هيعمل كدة ، مستحيل يكون عُدي
شردت عيني جاسر في الفراغ عدة لحظات قبل أن يحرك رأسه للجانبين يردف :
- لاء مش عُدي ، عُدي أهبل من أنه يعمل كدة ، عُدي اصلا اللي كانت محركاه تهاني ، دا حد تاني خالص فاكر كلام تهاني في الحفلة لما قالتلي أنه راجع عشان ينتقم وياخد حقه وكل اللي قالته دا ، في شخص تالت لسه مستخبي في الضلمة ، لما حس أن تهاني ممكن تفضح سره قتلها ، وبنسبة كبيرة أوي الشخص اللي ورا تهاني ... بس مين الشخص دا ؟!!
وبعد صمت طويل من كلاهما نظر جاسر إلى عاصم يسأله :
- صحيح ما قولتليش رد فعل حلم لما عرفت أن عندك ابن ، تقبلت وجوده ولا رفضت
تنهد عاصم حائرا يرفع كتفيه لأعلى لا يعرف بما يجيبه :
- مش عارف يا جاسر أنا من ساعة ما قولتلها إمبارح وهي ساكتة تماما ، المهم أنت طمني على رعد ، هو كويس بعد اللي سمعه إمبارح
تنهد جاسر ينهش القلق قلبه ، فكرة أنه لا يعرف حتى أين هو ترعبه ، وطرب المسكينة لا ذنب لها ، الحمقاء فقط لو كانت أخبرته ما كان حدث ما حدث نظر إلى عاصم يردف قلقا :
- ما اعرفش هو فين ، بس هحاول أوصله بأي شكل ، خلي عينك على زين ... يمكن الشخص اللي ورا تهاني
يحاول يهدده أو يضغط عليه بحاجة ، إحنا لسه مش عارفين أحنا بنتعامل مع مين ، واتكلم مع حلم ما تسيبهاش ساكتة كدة ، هو حسين فين صحيح !
_____________
بعيدا في شقته البعيدة عن الأعين كان يهذي بين الوعي واللاوعي ، يشعر بالألم يأرجحه ومن ثم يدفعه أرضا ولهيب من نار يصفع جسده كالسوط وربما أشد قسوة ، وفجاءة تختفي تلك الألم تنسحب رويدًا رويدا ، فتح مقلتيه قليلا يتأوه من شدة الألم ليبصر وجه فتاة قريب منه تضع شيء ما على جبينه توترت حين استيقظ عادت خطواتها للخلف تنظر إليه مرتبكة أما هو فمد يده إلى جبينه يزيح ما عليه ليجد قطعة قماش مبللة بمياه باردة ، ابتعدت الفتاة عنه بعيدا تعلو بصوتها :
- يا بابا دا صحي
بابا !! ما العبث الذي يحدث هنا ؟ ، ومن هؤلاء من الأساس ؟! ، لحظات ودخل رجل هنا تذكره عمار ، ذلك هو الطبيب الذي أنقذ حياته وأخرج الرصاصة من صدره ، وتلك الفتاة هي ابنته ،  ولكن السؤال ما الذي يفعله كلاهما هنا ... اقترب الرجل منه جلس أمامه يفتح مقياس حرارة يضعه في فمه وهو ينظر إليه متعبا مشوشا ، دقيقة وأطلق المقياس صافرته نظر الرجل لسطح شاشته ليتنهد يتحدث أخيرا  :
- الحمد لله الحرارة طبيعية ، دا أنت بتفرفر من السخونية من كام ساعة ، أنا مش قايلك يا ابني لازم حد يبقا جنبك عشان يديك العلاج ويعملك كمادات ، كنت هتروح فيها بس الحمد لله ربنا ستر ، استند عليا عشان تقعد لازم تاكل وام رقية هتجبلك الأكل حالا
نقل عمار عينيه ينظر إليهم متوترا ، من هؤلاء ولما يقتحمون حياته بذلك الشكل ، حرك رأسه للجانبين حاول التحدث فبالكاد خرج صوته :
- لو سمحت امشي ، أنا هبقى كويس
تفاجئت رقية كثيرا من وقاحة الشاب أمامها ، بدلا من أن يشكرهم والده لم يغمض له جفن طوال الليل بسببه ، أما محسن والد رقية فجل ما فعله أنه حرك رأسه للجانبين يتحدث بهدوء :
- ماشي يا سيدي هنمشي بس بعد ما تاكل وتاخد علاجك ، ضميري ما يسمحليش اسيبك مرمي كدة لحد ما تموت ، هات ايدك اسند على ايدي يلا
توتر عمار كثيرا مما يحدث ، استند على ذراع الرجل وانتصف جالسا ليجد ذلك المدعو يضع وسادة وثيرة خلف ظهره ، كاد أن يقول شيئا حين دخلت سيدة تقريبا في منتصف الأربعينات تشبه تلك الفتاة الواقفة بعيدا او تلك الفتاة هي من تشبهها تحمل بين يديها صينية طعام متوسطة الحجم وضعتها أمامه على الفراش لم يهتم بما على سطح الصينية ، حين سمعها تحادثه بنبرة حانية عطوف :
- كُل يا ابني ما تتكسفش ، ربنا يشفيك ويعافيك وتقوم بالسلامة يارب
توتر أكثر ، ينظر إليهم مرتبكا ولا ريب من كلمة خائفا ، لما يهتمون لأمره وهم لا يعرفونه أصلا ، لما تبتسم تلك السيدة في وجهه وكأنه كان ولدها المسافر منذ أعوام وعاد توا ، لما ظل الرجل جواره ساهرا طوال الليل ، لما حين استيقظ رأى تلك الفتاة الواقفة بعيدا تضع قطعة قماش مبتلة على جبنيه ، ما الذي يحدث هنا ، اجفل حين ربت الرجل على كتفه بخفة يحادثه مترفقا :
- مالك يا ابني ، كُل يلا عشان تاخد علاجك
تسارعت أنفاسه يحرك رأسه للجانبين ينقل رأسه بينهم قبل أن يخرج صوته مرتعشا :
- أنا مش عاوز حد ، لو سمحتوا خدوا الأكل دا وامشوا ، وشكرا أوي على اللي عملتوه عشاني ، ارجوكوا اتفضلوا
ذاك الشاب أمامها يُخفي سرا ، تعرض للأذى مثلها ... خائفا يلتفت حوله نبرته ترتعش
أما والدها فقرر بحزمه المعتاد أن يوقف ما يحدث فنظر إليه يحادثه محتدا :
- إنت مش عيل صغير وكل عشان تاخد العلاج ، ولما تخف يا سيدي مش هتشوق خلقتي ، رقية خدي والدتك وارجعوا الشقة
_____________
في منزل جاسر مهران .. تحديدا في غرفة چوري ، جلست على سطح فراشها ضامة ركبتاها لصدرها تتساقط الدموع من عينيها عينيها شاردة تتنقل بين أركان الغرفة ، بداخلها نصفين يصرخان فيها ، أحدهما يخبرها بأنها حمقاء غبية تهدم حياتها تأخذ حسين بذنب لا ذنب له فيه ، والآخر يصرخ في النصف الأول يخبره أن يصمت فما عانته كان أبشع مما يمكن تصوره ، يكفي أنها لا تزال تشمئز من نفسها كلما تذكرت ما حدث ، رفعت كفيها تُخفي وجهها تبكي بحرقة ، سمعت صوت خطوات تقترب منها رفعت وجهها سريعا تنظر لمن دخل لترى مريم شقيقتها الصغرى تقترب من فراشها جلست بالقرب منها ،رفعت يدها تضعها على كتفها نظرت إليها متوترة قبل أن تهمس مرتبكة :
- مالك يا چوري بتعيطي ليه ، ماما قلقانة عليكِ أوي ، دا بتقولي أنك قاعدة سرحانة وحزينة ما تعرفش أنك منهارة كدة من العياط ، أنتي متخانقة مع حسين
هي اشتاقت لحسين ، قلبه ينهرها بعنف يخبرها أن تتواصل معه تخبره أنها تراجعت عما قالت ولا تود الإنفصال ولكن ذكريات ما حدث لها تقف بالمرصاد تمنعها من فعل ذلك
نظرت لشقيقتها للحظة واحدة قبل أن ترتمي بين أحضانها تنفجر في البكاء ، ضمتها مريم إليها تسألها مذعورة :
- مالك يا چوري ، حصل ايه طيب ، طب خلاص مش هسألك بس اهدي بالله عليكي اهدي

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें