الحادي والثلاثون الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

بعد مرور بعض الوقت ، دخلت روان إلى المستشفى تتحرك صوب غرفة ولدها ، لا تفهم حقا أين الجميع حين وصلت للغرفة سمعت صوت ضحكات عمرو العالية تأتي من الداخل قطبت جبينها مدهوشة فتحت باب الغرفة لترى عمرو يجلس على فراش جواد وجواره مرام ، وجواد الذي من المفترض أن يكن هو المريض يجلس على مقعد أمامها ، أما عمرو فكان يحكي شيئا ما ويضحك:
- بس يا ستي ، جبتلها أكل من أشهر مطعم فيكي يا بلد ما أنا كنت لسه قابض بقى ، قامت مرجعة في كيس الأكل ، وكلت 4 فول و4 طعمية لوحدها
توسعت حدقتي روان حين أدركت أن عمرو يتحدث عنها لتغمغم حانقة تدافع عن نفسها :
- على فكرة بقا المطعم دا أصلا أكله مش حلو وغالي على الفاضي وإحنا مقاطعينه!! من سنين
وبعدين أكلي أحلى كدة كدة
ضحك عمرو عاليا يومأ برأسه نزل من الفراش توجه إليها ، يلف ذراعه حول كتفيها يردف ضاحكا :
- على يدي يا حبيبتي ، فاكر البيض اللي كان بيلزق في الحيطة ، ولا الكيكة المحروقة اللي كنت بفطر منها كل يوم الصبح عشان بس ما تعيطيش
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي جواد ينظر لشقيقته تحديدا وهي تضحك على ما يحدث ، يشعر بالوهن والهزال ولكنه يبتسم رغم ذلك وهو يتابع ضحكات مرام وسعادة والدته ، وينظر إلى أبيه
______________
عليه العودة للعمل في المستشفى من جديد ، كما أن عليه العودة للعيش معهم في المنزل ، والده غاضب للغاية من هجره لهم بلا سبب ، تأكد من إغلاق كل شيء في المنزل جيدا ، من يعلم فربما لن يعود قريبا ، توجه إلى باب المنزل ما أن فتحه رأى مليكة تقف عند المصعد تطلبه ، ابتسم يُغلق الباب توجه إليها يغمغم سريعا :
- صباح الخير ، أنتِ امبارح فهمتي الوضع غلط صدقيني ، أنا صعب عليا عياطك رغم أني شخص مش emotional ، وعايز اقولك كمان إني عمري ما شوفتك سهلة ولا الكلام اللي فهمتيه دا خالص ، وأنا بجد آسف لو اللي حصل دا ضايقك
نظرت إليه تبتسم ، لو يعلم أنها تود أن تعتذر هي له لما بادر هو ، حركت رأسها تنهدت تردف :
- حصل خير ، هي كانت ليلة غريبة ومخيفة والحمد لله أنها عدت على خير

ابتسم جاسر يحرك رأسه ، ها قد أتى المصعد وفتح الباب تراجع خطوة للخلف لتتقدم هي ومن ثم دخل هو ، ضغط على رز الطابق الأرضي يلتفت لها يغمغم :
- ما تركبيش الأسانسير مع راجل غريب ، أحسن النور يقطع عليكي جوا ، دايما بقولها لأريچ
ابتسمت في بداية الأمر تحرك رأسها ولكنه عندما ذكر اسم أريچ تضائلت ابتسامتها شيئا فشيء ، أيعقل أنه يراها فقط كأريچ !! وقفت بعيدًا تفكر ساخرة ، ودائرة أفكارها تلقيها داخلها وتسخر منها تخبرها بأن الحلم الذي تحلم به ليس لها بهِ حق من الأساس ، رفعت عينيها تنظر صوب جاسر في تلك اللحظة كان ينظر في ساعة يده فلم يلاحظها ، وتسألت هي في نفسها لما ليس لها به حق ، ما الذي ينقصها
لا شيء إذا ذلك الحلم حق أصيل لها ، تنهدت بعمق تقبض على ذراع حقيبتها حين سمعت صوته :
- تحبي اوصلك في طريقي ؟
رفعت وجهها إليه تحرك رأسها للجانبين تشكره :
- لاء شكرا أنا طلبت عربية ومستنياني
ابتسم يومأ برأسه ، دس يده في جيب سرواله من جديد يفكر في حديثه مع جاسر ، يود أن يخبرها أنه يرغب في التقدم لخطبتها عله يدرك حقيقة مشاعره أكثر ولكنه يخشى من مشاعره تلك ، ماذا أن لم يحبها وهو يعرف أنها تحبه ؟ المعادلة صعبة وهو لا يود كسر قوارير قلبها التي بالكاد تتماسك ، فتح حقيبة يده التي تحوى حاسوبه المحمول وعدة أوراق وأشياء أخرى ، أخرج منها قطعة حلوى في الأغلب أريچ من وضعتها في الحقيبة ، التفت لها يمد يده لها بها يردف مبتسما :
- اتفضلي
وقف المصعد وفتح بابه ، خرجت أولا وهو من بعدها وقفت أمامه ابتسمت تشكره أخذت قطعة الحلوى من يده تبتسم له ، قبل أن تغادر سريعا ،وقف هو مكانه يتنهد حائرا رفع يده إلى شعره يردف :
- وبعدهالك يا دكتور جاسر أول مرة تبقى محتار كدة
خرج إلى سيارته ، دخل إليها ليمد يده يمسح على عجلة المقود يحادث السيارة :
- شكلي كدة قريب هحب حد أكتر منك يا غالية
وأدار المحرك وانطلق إلى المستشفى
حين وصل لهناك وجد أبيه في الحديقة الخارجية الملحقة بالمستشفى يبدو أنه كان يتفقد شيئا ما ، اقترب جاسر منه ليلتفت ياسر إليه يردف ساخرا:
- لاء مش معقول دكتور جاسر بجلالة قدره ، قرر أخيرا أنه يتعطف علينا ويرجع شغله ، دا أنا هنفخك في الشغل الفترة الجاية

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWhere stories live. Discover now