توقف عن الثرثره

9 6 3
                                    


.
رن الجرس معلن عن بداية الاستراحه
تنزل وهي مطأطأة رأسها تستمع لتلك الموسيقى الصاخبه بملامح هادئه،
تتذكر بأن اكثر سؤال لا تستطيع الرد عليه هو... ما هو نوع موسيقاك المفضله؟ لانها ببساطه تستمع لكل انواع الموسيقى.
قطع شرودها صعود الطلاب بسرعه على السلالم رغم انها بداية الاستراحه، تجاهلتهم مكررة في عقلها مقولة'البشر مجرد حمقى'
ولكنها عندما نزلت الى الساحه رأت كلبا غير معروف كيف دخل مع وجود حارس البوابه، يتلوى من الالم الشديد ويخرج من فمه الرغوه، بقيت متصنمه تستوعب انها امام كلب في بداية اصابته بالصرع.
تنظر الى الاستاذ الذي يجري مكالمة عبر الهاتف ومن الواضح انه يتصل بمن يأتي لاخذ الكلب.
وجدت نفسها تقترب بهدوء من ذلك الكلب الذي بدأ يزمجر بقوه، وعندما لاحظ الكلب وجودها ونظر اليها وجدت نفسها تضربه بقدمها بوحشيه، ركلة خلف الاخرى، ركلات متتاليه لا يتخللها جزء من الثانيه، وتلك الدماء التي تناثرت على ساقها وتنورتها.
لم تعي على نفسها حتى امسكها الاستاذ من كتفها مبعدا اياها عن الكلب الذي فارق الحياة منذ مده ودماءه تلوث رمال الساحه،كل ذلك شهدته تلك الموسيقى الصاخبه التي بدت وكأنها موسيقى تصويريه لمشهد دموي.
.
.
.
يقوم من مكتبه زافرا بحنق ناظرا لتلك الجالسه على الكرسي بلا حراك تنظر الى الفراغ.
منذ بداية الجلسه وهو يتحدث دون ان يحصل على رد، اسئلته لا تحظى بأجوبتها، وهي تنظر الى تلك الصوره الموضوعه في الزاوية بجوار بعض اللوحات الاخرى، انها لامرأة وجهها مغطى باللون الاسود، ولكنها تخيلت لو ان الاحمر مكان ذلك السواد كانت حينها ستحصل على اجمل اللوحات لها، لذلك هي سوف تكتب ذلك في دفتر ملاحظاتها، عندما تحصل على بيتها المستقل سوف تضع صورة لها ووجهها مطلي باللون الاحمر الدموي.
"انظري الي آنان سأسألك للمره المئه، لماذا لم تخافي من ذلك الكلب ولم تصعدي الى صفك مع باقي زملائك؟ لماذا ايضا لم تتوقفي عن ضربه حتى بعد ان مات؟ وما الذي شعرتي به؟ ولماذا لم تزيلي اثار الدماء عن ساقيك الى الان؟"
ولكن تلك الشارده اخرجت اووه من ثغرها عندما رأت عنده نسخه من لوحة الموناليزا في مكتبه، وهو اعتدل في جلسته عندما شعر انها اخيرا وستتحدث
"اتعلم ايهاالشاب الغرابي هناك نقطه مشتركه بيننا.. فأنا عندما انظر الى لوحاتك لا اعرف اتحب اللوحات السوداء والكئيبه ام تحب اللوحات الكلاسيكيه، أأنت تحب عبقرية دافنشي ام منجذب لجنون فان جوخ؟ وأنا ايضا اجد نفسي ارقص بجنون على موسيقى البوب الصاخبه واحيانا اغرق في ضوء القمر وانا اسمع معزوفة بيتهوفن الشهيره moonlight.....لذلك انا افهمك ايها الشاب..."
ثم نظرت الى اسمه الموضوع على مكتبه واكملت
"ارتينو.. اسمك جميل ايضا ايها الغرابي"
زفر ذلك الذي طفح كيله وهو الان لا يعرف ايغضب لكونها ازالت الرسميات ونادته بالشاب ام ييأس لتأكده الان انها لن تجيبه عن اسئلته ام يشعر ببعض الامتنان لها لانه واخيرا مدح احدهم ذوقه الغريب في اختيار اللوحات
"انسه ملكيادس انت هنا في جلسة مع طبيب نفسي وانت الان تتحدثين عن اللوحات والموسيقى.. الن تجيبي على اسئلتي"
اهو الان يتوسل... لا هو لا يتوسل انه يعبر عن استيائه فقط،  اجل يجب ان تعرف انه مستاء.
"أأخبرك بسر؟قدوتي في الحب يكون فان جوخ، عندما اقع بالحب سوف اكون مجنونة مثله"
شعر ذلك الطبيب بالغرابة بعد قولها كيف لها ان تأخذ رجل اهدى حبيبته اذنه بعد ان قطعها قدوة في الحب، وهي نظرت له وكأنها قرأت افكاره فأكملت
"انا ايضا سوف اهدي من احب هدية استثنائيه ولكن بالتأكيد لن تكون قطعة من جسدي بل ستكون اجمل شيء افعله في حياتي.. شيء تفننت في فعله ربما اهديه اكثر شيء شعرت بالنشوه تجاهه"
لا يزال ذلك الذي امامها ضائعا لا يفهم ما علاقة ذلك به ولماذا تتحدث بتلك الامور في تلك الجلسه بالتحديد. قبل ان يسألها اوقفه قيامها من الكرسي متجهة نحو الباب قائلة
"لقد انتهت الساعه ايها الطبيب الن تنادي والداي"
وقف متنهدا لقد انتهت الجلسه، وهو الان لا يعرف ما الذي قد يقوله لابواها.
.
.
"سيد وسيده ملكيادس، للأسف من الصعب التواصل معها فهي لا تصغي، ولكن اظن انني قد استطيع التواصل معها، ربما ان جاءت اكثر من مره، فلحسن الحظ في نهاية هذه الساعه هي بدأت بالحديث معي، اظن اننا قد نتوصل الى حل بعد عدة جلسات"
زفر ذلك الوالد انفاسه بغضب وقرر ان يحرر الكرسي من وزنه الثقيل والقيام بعد ان امسك بيد زوجته وقال
"لا اظن ان ابنتي بحاجه لجلسة اخرى"
وقبل ان يتحدث الطبيب كان قد خرج الوالدان بالفعل
"ماتيلداا!"
صرخ الطبيب باسم ممرضته متناسي انه يمكنه ان يستدعيها بضغطة زر على المكتب، وفور ان دخلت خلع نظارته وهو يفرك فروة رأسه الفحمية قائلا
"الغي جميع المواعيد اليوم اريد ان ارتاح"
وكما فعلت عائلة ملكيادس هاهو الطبيب يخرج من مكتبه قبل ان تنطق الممرضه ببنت شفه تاركا اياها تناظر الهواء.
"اخيرا الطبيب الشهير ارتينو بريكستون اصبح مجنونا"
قالتها الممرضة متنهده تحرك رأسها يمينا ويسارا بيأس
.
.
يقود ذلك البدين السيارة المائلة قليلا بسبب ثقل وزنه وكل دقيقه والاخرى ينظر الى تلك التي تجلس في الخلف من خلال المرآه يتذكر انه قد انفق بعض من امواله الحبيبه مستمعا الى كلام مدير المدرسة بعد ما حدث امس في المدرسه، بدأ بسب المدير وابنته والطبيب لانهم جعلو من وزن محفظته اقل بعدة جرامات.
"اخبرتك يا الينا انا لا اؤمن بشيء يدعى الطب النفسي، الاطباء النفسيين عبارة عن محتالين مثرثرين يأخذون الكثير من الدولارات مقابل ثرثرتهم الفارغه، ابنتك فقط تحتاج للعقاب لانك دللتها، الان ينقصني ان تتحدث الصحافة عن ابنتك الغبيه وهي تقول ان ابنة رجل الاعمال المحترم توماس ملكيادس تستمتع بتعذيب الحيوانات"
نظرت الام حانقة الى ابنتها فها هو زوجها يصرخ فيها بسبب ابنتها المختله كما تدعوها دائما.
"لا تقلق عزيزي سوف تصبح فتاة جيده... لدينا محادثة طويله على الغداء آنان ملكيادس"
ادارت آنان مقلتيها فها هي سوف تتلقى حديثا عن حسن الخلق من اشخاص لا يطبقون كلامهم على انفسهم، وأكملت النظر من خلال النافذة شارده بأفكارها.
.
.
تجلس العائله المكونه من اب وام وابنتان حول المائده يتناولون غدائهم، ولكن عائلة آنان من وجهة نظرها عبارة عن رجل جشع محب لامواله وامرأة غبية تضع زوجها فوق الجميع حتى بناتها واخت تعشق هاتفها ومتابعينها على وسائل التواصل الاجتماعي تعشق ترصد الاخطاء لاختها الاخرى.
صوت الاب الحانق والصارخ يختلط باشواك الام والاخت غير مبالين بذلك الرجل الصارخ الذي يتناثر اللعاب من فمه اثناء حديثه وتلك الفتاة التي تنظر بتقزز لطعامها ولفمه وحديثه الذي افقدها شهيتها.
"لا افهم لماذا ابتلاني الرب بكي انت مجرد عاله في ذلك المنزل... يجب ان تكوني شاكرة لي لاني لم اخرجك من ذلك المنزل منذ زمن بعيد... فأنت لا تفعلين شيء سوى...."
ما حدث لم يكن في الحسبان فما اخرسه هي تلك السكين التي غرزت في حنجرته من قبل ابنته وهي تهسهس بغضب
"توقف عن الثرثره"







_اصمت الى الابد_Where stories live. Discover now