أرسنال : ثورة الفرنسي المغمور

الفصل الثاني - التعاقد مع "آرسين فينغر"

في الثاني من يناير عم 1989 كان مدرب نادي موناكو "آرسين فينغر" في إجازته الشتوية الخاصة بالدوري الفرنسي وأتى إلى لندن من أجل مشاهدة نادي أرسنال يلعب أمام توتنهام ،ونائب الرئيس المسؤول عن الانتقالات في نادي أرسنال "ديفد دين" علم بأن مدرب موناكو كان حاضرا في المباراة ، فقابله في قاعة الاستقبال في ملعب "هايبيري" بعد المباراة ودعاه إلى تناول العشاء في منزله في اليوم التالي .وقد بدأت العلاقة المتينة هناك، ومنذ ذلك اليوم تابع "دين" مسيرة المدرب "فينغر" بدقة وأعجب به .
وعندما كانت وظيفة تدريب نادي آرسنال متاحة بعد طرد المدرب "غريهم" سنة 1995 ،اقترح "دين" على الإدارة التعاقد مع المدرب الفرنسي "فينغر" ولكن رئيس نادي أرسنال "بيتر هيلوود" كان مترددا على الرغم من إعجابه به ،وفكرة توظيف مدرب غير بريطاني كانت نادرة في ذلك الوقت لذلك رفض فكرة توظيفه في عام 1995 ولكنه كان مقتنعا بالفكرة بعد سنة ..
وفي عام 1996 أتى "فينغر" إلى انجلترا بخبرة جيدة بعد تحقيقه لبطولة الدوري الفرنسي مع نادي موناكو ولكن عندما أتى إلى أرسنال بشكل رسمي من سبتمبر في عام 1996 كان غير معروف على الإطلاق بالنسبة للجماهير ووسائل الإعلام الانجليزية حيث الجميع تساءل : "من هو آرسين " .
قال كابتن الفريق الأول توني آدامز :"ماذا يعلم هذا الفرنسي عن كرة القدم ؟ يرتدي النظارات ، وهل يتحدث الانجليزية؟ "
وقد كانت مهمة فينغر الأولى هي كيف بإمكانه أن يكسب ثقة اللاعبين في أرسنال ، وبالتحديد اللاعبين المخضرمين . وقد طلب فينغر من الإدارة زيادة رواتب اللاعبين على الفور حتى يكون على مستوى بقية النوادي ، وايضا وعد اللاعبين بتمديد مسيرتهم الاحترافية ولكن بشرط أن يتبعوا كل النظم الغذائية والتدريبات الجديدة التي قدمها فينغر للنادي ، والتي تعتبر ثورة جديد في انجلترا . حيث منع اللاعبين من المشروبات الكحولية في أيام الراحة وقدم الفيتامينات للتقليل من التعب ولتحسين اللياقة البدنية .
ولكن بالخارج وبالنسبة للاعلام كانت هناك شكوك كثيرة ، وأصبح فينغر هو المرشح الأقرب للاقالة من كل مكاتب المراهنات ، ولكن بعد عدة أشهر تحولت الانتقادات إلى مديح ، وفينغر حافظ على العناصر الدفاعية المميزة لدى الفريق واضاف إليهم الصلابة في خط الوسط بعد أن جلب "باتريك فييرا" من نادي ميلان الذي تأقلم سريعا في النادي .
وهذه من مميزات أرسين وخبرته في السوق الفرنسي جعلته يستقطب المواهب بدون منافسة من النوادي الانجليزية الأخرى . ولكن الفريق لم ينافس بشكل حقيقة طوال الموسم على الرغم من الصدارة في شهر سبتمبر ،وكالمعتاد أحرز اليونايتد بطولة الدوري ،و أرسنال في المركز الثالث الذي يعتبر تحسنا بالرغم من الظروف ولكن يصعب تقييم هذا الموسم بشكل تام ، حيث أتى فينغر في أكتوبر وكيف سيكون الحال عندما يدير الفريق لموسم كامل ...