الفصل الأول - بداية التغيير

12 2 1
                                    

في موسم عام 1989 وبقيادة المدرب "جورج غريهام" تمكن أرسنال بالفوز ببطولة الدوري في الجولة الأخيرة على ملعب "آنفيلد" بسيناريو لن يتكرر ، وقد تكون من أصعب الإنجازات في تاريخ الكرة الانجليزية
ثم حقق الدوري مرة أخرى بعد سنتين ،وحقق ذلك بخسارة وحيدة فقط طوال الموسم ، ومع المدرب "جورج" كان الفريق يتمتع بالإنظباط التكتيكي وكان المدرب الأسكتلندي متشددا مع اللاعبين وصاحب الكلمة الأخيرة في كل قرارات النادي ، ويعتبر ذو شخصية دكتاتورية .
وبفضل هذا الانضباط التكتيكي كان نادي أرسنال يتميز في الدفاع وذلك بفضل الكابتن "توني آدمز" والحارس "ديفد سيمان" والظهيران "ديكسن" و "وينتربيرن" و مع أهداف "ألان سميث" وبعد أن أتى الهداف الآخر "آين رايت" بصفقة قياسية تقدر ب 4 مليون جنيه استرليني  كانت هناك طموحات كبيرة ل "الغانرز" بالسنوات التالية ..
وعندما تأهل النادي إلى دوري الأبطال عام 1991 أدرك "غريهم" أن افضل طريقة للفوز هي عن طريق الدفاع وبأعداد كبيرة وصدق ذلك بعد الخسارة أمام نادي بنفيكا البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف ،ومنذ تلك الخسارة أخذ النادي مسارا جديدا .
وبالرغم من أهداف المهاجم آين رايت أصبح الفريق ينافس على الكؤوس فقط ، كما بالغ المدرب الاسكتلندي بالفكر الدفاعي لدرجة تسمية النادي لدى الإعلام والجماهير ب "بورينغ بورينغ أرسنال" أي أرسنال الممل ، ولكن بالرغم من ذلك استطاع النادي الانجليزي من تحقيق ثنائية الكؤوس المحلية وهي كأس الإتحاد وكأس الرابطة الإنجليزية في عام 1993 واستطاع أن يصل إلى نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1994 حتى يواجه نادي "بارما" الذي كان مرشح بقوة وبالرغم من ذلك استطاع أن يخطف الفوز ويحقق أول بطول أوروبية رسمية في تاريخه .
و لطال ما كانت فلسفة المدرب الدفاعية تصلح للبطولات الأوروبية والكؤوس ولكن عانى الفريق في مسابقة الدوري في هذه الفترة حيث لم يتعدى المركز الرابع خلال أربعة مواسم وقد سقط للمركز العاشر في الموسم الذي حقق فيه ثنائية الكؤوس عام 1993 ومعاناة الفريق استمرت في الدوري موسم 1994 حيث خسر بالعديد من المباريات في بداية الموسم وخسر لاعباً مهما لمدة ثلاثة أشهر والذي قرر أن يتعالج بعد أن ادمن على المخدرات وهي وضعية مشابهة للكابتن "توني آدمز" الذي تعالج في السنوات السابقة آنذاك .
ولكن المشاكل لم تنتهي بعد فقد تم طرد المدرب جورج غريهم بعد الفضيحة الكبيرة في فبراير عام 1995 حيث اتهم بتلقي ما يقارب نصف مليون جنيه استرليني من مدفوعات غير قانونية والتي أتت من وكيل أعمال نرويجي بعد التعاقد مع لاعبين نرويجيين فتمت إقالة المدرب غريهم بعد تسع سنوات من الخدمة.
واستلم المدرب المساعد حتى نهاية الموسم ولكنه فشل أيضا في تغيير مسار النادي حيث أنهى الموسم في المركز الثاني عشر والذي يعتبر الترتيب الأسوء منذ عام 1976
ولكن بشكل مفاجئ وصل آرسنال إلى كأس الكؤوس الأوروبية مرة أخرى بعد الفوز على "سمبدوريا" في دور نصف النهائي وواجه نادي "ريال سرقسطة" في مباراة امتدت حتى الأشواط الإضافية ولكن استطاع الفريق الخصم من خطف الفوز في الدقيقة الأخيرة من عمر الأشواط الإضافية ...
و في الموسم التالي أتى مدرب اسكتلندي آخر وأراد نائب الرئيس الذي كان مسؤولا عن إتمام الصفقات أن يرسل رسالة إيجابية للجماهير بعد أن جلب اللاعبين "ديفيد بلات" و الهولندي "بيركامب" بصفقة قياسية للنادي وصفقة الهولندي بيركامب كانت تعتبر صفقة مفاجئة في ذلك الوقت حيث ومع مروره بفترة متواضعة مع نادي انتر ميلان لا زال مطلوبا من كبار اندية اوروبا ،وارسنال كان في مرحلة انتقالية ولكن بيركامب أراد أن يقدم الأضافة ويعيد النادي إلى منصات التتويج ولكن عانى الهولندي في بداية الموسم واخذ وقته في التأقلم على أجواء الدوري الإنكليزي ولكنه قدم الأضافة الكبيرة بعد ذلك ولكن النادي ظل بعيدا عن المنافسة بالدوري وظل اليونايتد مسيطرا على البطولة المحلية واستطاع الفريق ان يتأهل إلى بطولة كأس الإتحاد الأوروبي في المباراة الأخيرة بفضل هدف نجم الموسم "بيركامب" .
أصبح استقرار النادي في خطر مرة أخرى بدخول الصيف حيث شارك المدرب الاسكتلندي في مناوشات كبيرة مع نجم الفريق إيان رايت وقد قدّم الأخير طلب رسمي للانتقال لنادي آخر ودخل المدرب في جدال مع نائب الرئيس بسبب عدم تلقي المدرب للدعم الكافي لبناء فريق منافس .. وبشكل مفاجئ تم طرد المدرب قبل بداية الموسم بخمسة ايام ،وتساءلت وسائل الإعلام عن هوية المدرب الجديد ولكن بالنسبة لنائب الرئيس كانت الإجابة واضحة ..

أرسنال : ثورة الفرنسي المغمور Donde viven las historias. Descúbrelo ahora