الفصل 2:أمريكا

Start from the beginning
                                    

"إن شاء الله يا خالتي" أردفت بعدما أدارت رأسها صوب أمها و أضافت " و كم ستكون مدة هذه الإجازة يا أمي؟ "

"لا أدري لكني أريد أن أستريح فأنا في مجال التدريس مدة ثلاثين عاما و هذا كافي"

ردت عليها بإبتسامة هادئة لتعود و تستلقي على الكرسي، أزاحت بناظرها نحو الأمام لتلاحظ عيون ذلك الذي لم يزح بناظريه عنها منذ دخلت السيارة لكنها لم تنتبه و أكملت غفوتها

بعد فترة وصلوا للمطعم، مطعم BlackStone Steakhouse & Grill ، مطعم مشهور باللحوم الحلال الفريدة في ذوقها، كان ذا أرضية و جدران من اللوح البني القاتم، سقفه عبارة عن زجاج يتيح لك رؤية السماء الزرقاء، تناسب ألوان جدرانه مع الأثاث وسقفه سمح بصنع مساحة طبيعية مريحة، خصيصا في فصل الشتاء عندما يشعل العاملون نار الموقد بالداخل بالإضافة إلتقاء حبات المطر مع الزجاج الذي أضاف للمكان جوا هادئا رومنسيا

طلب كل منهم ما يريد أكله، إمتلئت الطاولة بمختلف المؤكلات، شطيرة لحم الغنم متبلة، سلطة الخضار و السمك

بعد إنتهائهم أكملوا وجهتهم للمنزل الذي يبعد مسافة ربع ساعة عن المكان

عند وصولهم للمنزل دخلت عفاف بلهفة غير مصدقة أنها أخيرا سترتاح من السفر، نظرت هنا و هناك مندهشة من شساعة البيت و جماله، كان منزلا من طابقين أرضية عبارة عن لوح بني غامق،يتكون الطابق الأرضي من غرفتين للنوم و غرف ضيوف و مطبخ أما الطابق الثاني فيتكون من غرفتين متباعدتين للنوم فقط لتردف و بكاد تستجمع نفسها "أريد أن أنام قليلا أنا متعبة"

"غرفتك مجهزة الفوق، هناك الغرفة على يمينك" ردت خالتها و هي تشير للأعلى

صعدت مسرعة بحقيبتها تفتح الباب لتتسع مقلتيها و تفتهه فاهها من الدهشة ، نبست بصوت خافت "يا له من غرفة جميلة هل هذه غرفتي" ، نزعت حجابها و إرتدت بجامة ذو سروال و قميص طويلان و إتجهت نحو السرير لتستلقي على ضهرها مغمضة عيناها آخذة قسطا من الراحة

كانت غرفة متوسطة الحجم يتوسطها سرير كبير بجانبه مكتب صغير للدراسة، و على الجانب الأيسر مكتبة صغير للكتب، يقابل الباب نافذة تطل على حديقة المنزل، و خزانة ذات اللون الأبيض للملابس، في الزاوية من الزوايا باب يؤدي للحمام...

غطت في نوم عميق تطرد تراكمات تعب السفر و غيرها، سمعت دقات باب خفيفة بعد مدة لترد بصوت ناعس منخغض" نعم! "

ردت خالتها بهار من خلف الباب "هيا يا عزيزتي إنه وقت العشاء فتأكلي قليلا ثم إرتاحي مجددا"

حملت هاتفها تنظر للساعة بعد سماعها الكلمات الأخيرة بعينينن نائمتين لتجدها العاشرة ليلا،همست بدهشة " هل نمت كل هذا الوقت! " وضعت هاتفها على المكتب و أضافت "حسنا دقيقة و آتي"

إرتدت حجابها ثانية لتتجه نحو المطبخ وتجدهم على المائدة جلست بعدما قابلتهم بإبتسامة هادئة، تحني رأسها على الطبق تتناوله بتأني لترفع رأسها فجأة و ترى ذلك الذي يقابلها ينظر لها من حين لآخر و لأول مرة تراه أن قرب، إبتسمت له و راحت تكمل أكلها

زينب و بهار منغمسين في الحديث عن الماضي بحماس و ملامح الإشتياق و السعادة بادية على وجهيهما، بعد إنتهائهم من الأكل جمعت عفاف و خالتها المائدة لتردف" خالتي دعيني أغسل الصحون، لقد نمت كثيرا أريد أن أصحصح قليلا "

"حسنا و أنا سأكمل حديثي مع أمك لدينا أشياء كثيرة لنتحدث عنها" ردت بعدما وضعت الصحن الأخير في خوض الغسل

"لديكم الوقت للتحدثا عن أشياء أكثر" نطقت بعدها بدأت في الغسل مرجعة إسدالها للخلف، رافعة أكمامها لمرفقيها ، لتسمع بعد مدة صوتا فجأة من خلفها، إستدارت متفاجئة لتجده واقف ورائها يحمل كأس ماء

عدلت حجابها بسرعة ليردف و هو يضحك على تصرفاتها "أريد كأس ماء فقط!"

قابلته بإبتسامة هي الأخرى لتنطق بصوت خافت تبدوا الحشمة على ملامحها " حسنا! "

في صباح اليوم التالي

في حديقة المنزل، زينب و بهار تتحدثان كالعادة، أما عفاف فتتصفح هاتفها لتردف بهار جامعةً يديهما و تصفق " ما رأيكما بالذهاب لمكان جميل، أنتما تحبان. الطبيعة صحيح؟؟ هيا إنهضا سآخذكمها لتنزه رائع "

بعد مدة وصلوا لعين المكان، كان متنزها طبيعيا كبير، متنزه Rattray Marsh Conservation Area‬ , عبارة عن مساحة خضراء واسعة.

أخذتهم أقدامهم لمكان أقل ما يقال عليه منظر خلاب، و كأنه طريق للوصول لجنة الأرض، مكان مأخوذ من قصة خيالية، كان الطريق صغيرا عبارة عن ألواح خشبية في أطرافه أشجار عالية و كثيفة تسمع للقليل من أشعة الشمس بالتتخلل داخلها و البعض من الأزهار،

بعد خرجهما من تلك الطريق قابلها واد مياه بطرفيه القليل من الأعشاب، إبتعدوا عنه قليلا لليجلسوا في كرسي يريحون أعينهم بالنظر إلى أعاجيب الخالق

لحظة إستمتاعهم بالمناظر إقترب طفل من عفاف طالبا مساعدته في اللحاق بكرته التي تبتعد بعيدا، أسرعت هي لتلحقها و أعطاتها إياه بعدما طبعت قبلة على جبينه مبتسمة له و أردفت باللغة الإجليزية "ما إسمك يا جميل ؟"

لتمسك أمه فجأة من يده و تقربه منها، رمقتها بنظرات إستحقار و أردفت "ماذا تفعلين" إستغربت عفاف من ردة فعلها و ما كادت تنطق بحرف حتى حملت تلك المرأة إبنها و ذهبت











Forbidden hearts [ مكتملة ] Where stories live. Discover now