الفصل 2:أمريكا

30.3K 1.4K 310
                                    

" ما يقدر لنا محتوم حدوثه لذا في بعض الأوقات نتخذ قرارات حتى أنفسنا تعجز عن تصديقها...."
_______________________________

كندا، مطار تورونتو بيرسون الدولي

أناس يتوافدون من جميع البلدان، جنسيات مختلفة من جميع الفئات بمختلف الأزياء دليل على تعدد الثقافات و التقاليد

ضجيج تداخل مختلف الأصوات، صوت تلاقي عجلات الحقائب مع سطح الأرض الأملس، جري الأشخاص وسط الحشد بعد تفويت مواعيدهم، صوت تلك المرأة عبر مكبرات الصوت للإعلان عن مواعيد إقلاع الطائرات ووصولها

أشخاص من وراء الحاجز يحملون لافتات بها أسماء مختلفة بلغات عديدة لتعذرهم على رؤية من ينتظرونهم لكثرتهم

تنظر هنا و هناك تجر حقيبتها واضعة حقيبة أخرى على ضهرها، تحمل جواز سفرها زادت في سرعة خطواتها بعدما رأت خالتها تنتظرها وسط الزحام

"إنتظريني قليلا يا عفاف" أردفت أمها و هي تلحقها بحقيبتها.

إقتربت من خالتها لتعانق بعضهما" إشتقت لكي يا خالتي "

ردت الأخرى بدموع تكدست في عينيها " و أنا أكثر، لا أستيطع وصف فرحتي بمجيئكما إلى هنا، لقد سئمت أن أكون وحدي وسط بلد غريبة "

نطقت زينب بعدما إنتهوا من الترحيب و التعبير عن سعادتهما "هل أتيت وحدك يا بهار؟"

" أندريوا ينتظرنا في السيارة لنذهب لنأكل، سآخذكم بمطعم جميل "

"إبن أختي العزيز إشتقت إليه"

في سيارة منغمس بسماع موسيقى الراب خاصته، يحرك رأسه يسارا و يمينا، عيناه الحادتان تطفي على وجهه ملامح رجال المافيا و كأنه نحتهما بكحل أسود تتناسب مع لون بشرته الأسمر، رفع يده ليربط شعره المنسدل خلف رقبته ليبرز وشم التنين على ذراعه

دخل الجميع ليمد يده و يطفئ الموسيقى، رمقته أمه بنظرات تهديدية ليبادلها بإبتسامة و يشغل السيارة ثم رمى بعنيه نحو المرآة الأمامية و أردف "مرحبا خالتي كيف حالك"

"بخير عزيزي أندريوا و أنت؟"ردت بإبتسامة و راحا يتنوالون أطراف الحديث حول أحوالهم، حياتهم و مخططتهم

بجانب نافذة السيارة وراء مقعد السائق، واضعة يدها على خدها سارحة في أفكارها طول الطريق، تدفع إسدالها رياح خفيفة، جسدها يستقبل نسمات الهواء و عقلها يسبح في أبعاد أخرى، أغلقت النافذة لتستلقي على الكرسي مغمضة عينيها ليأتيها صوت خالتها من الأمام " عفاف! "

إستقامت بجسدها معطية إنتباهها لها لتضيف الأخرى" سأدخلك في الجامعة التي أدَّرس فيها و يدرس فيها أندريوا و هكذا لن تشعري بالوحدة سنكون معك جميعا، أما أمك زينب قررت أخذ إجازة طويلة لتستريح فيها "

Forbidden hearts [ مكتملة ] Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu