الجزء الأول : 1- البداية

76 6 11
                                    


بسم الله الرحمان الرحيم

.....

إنتصف شهر أيلول و دق الخريف الأبواب معلنا عن حلوله ،إكتست السماء بحلتها الرمادية مع رشة من النسمات الباردة لتحذر بذلك الناس أن الصيف قد ولّ
لم تقصر الأشجار في عملها أيضا فبدون سابق إنذار غيرت إخضرار أوراقها الى الأصفر و البرتقالي مع لمسة من البني المحمر معطية في النهاية طابعا فنيا راقيا
و كيف لا يكون راقيا مادام الله خالقه ...

لندن مدينة الضباب ، كانت و لازالت قطبا سياحيا يجذب الناس من كل بقاع العالم ، البرد فيها لم يكن بمزحة إطلاقا لكنه أمر إيجابي بالنسبة إلي فأنا لست من هواة فصل الصيف ...

رن المنبه موقظا جميع أفراد عائلتي ، لن يكون يوما عاديا كبقية أيامي بل هو بداية لعام مصيري ، أخر عام في الثانوية ينتهي بإمتحان البكالوريا ثم ماذا ؟ ..
ثم إنتهاء مسيرة العبث و بداية فصل جديد في حياتي بالدخول الى الجامعة ..

نهضت بتثاقل ، علي إحتمال عام آخر في تلك الثانوية اللعينة ثم سأتخلص من ذلك الهراء الى الأبد ، لامزيد من الأساتذة المزعجين لا مزيد من الزملاء السخفاء فقط حياة جديدة خالية من الإزعاج الذي لا معنى له ..
هذا كان دافعا جيدا يجعلني أقفز من السرير بسرعة و أتجهز ، ملابس عادية متكونة من بنطال عريض و قميص واسع كلاهما باللون الأسود ، سرحت شعري الذي تجاوز منتصف ظهري و أضحى يزعجني .. أحيانا أفكر في قصه
لاكني أتردد و أتراجع في أخر لحظة
رشة من عطر الحلويات و ها أنا جاهزة ، خرجتُ من غرفتي أضع إبتسامة صغيرة على شفتاي علها تكون جالبة
للحظ و سرعان ما محوتها فور سماعي للصراخ يعج البيت

"رائع بداية جيدة "

همستُ بسخرية و أنا أدلف الى المطبخ حيث كل من والداي و أخواي هناك
شقيقي الأصغر مني يصرخ على شقيقتنا الصغرى لسبب
أجهله ، سرعان ما لاحظتُ علبة البسكويت الفارغة الخاصة بأختي .. يبدو أنه تناولها كلها لهذا غضبت ..
امي تحاول فضّ النزاع بطريقة سلمية لكن سرعان ما
تحولتْ الى همجية ، ضربتْ كلاهما و هاقد بدأتْ في محاضراتها المعتادة و مقارنتنا مع أبناء الجيران

" لو كانت الكبيرة محترمة و ذات أخلاق لكان الصغار مثلها !"

شكرا أماه على هذه المبادرة الطيبة رغم أنه لا دخل في في نزاعهم !
من جهة أخرى والدي لم يعطي بالا لهم إطلاقا ، يجلس بكل هدوء في مقدمة الطاولة و يغمس الحليب بالخبز غير آبه بما يجري حوله ...
إكتفيتُ بكوب حليب ثم إرتديتُ سماعاتي و قبعتي و حملتُ حقيبتي ..

Over the garden wallحيث تعيش القصص. اكتشف الآن