الفصل الثامن

1.8K 29 21
                                    

دخل البيت منهكا ذهنيا وجسديا العمليات الجراحية التي قام بها كانت دقيقة وصعبة ، الا أن أكثر انهاكه كان بسبب مارغريت وكلماتها ما الذي تريده لقد انتهى كل شيء منذ أكثر من عام وكان بالتراضي التام لما الان تعود لتلف حول ذات الموضوع ، تنهد يدخل مكتبه مباشر لم يكن مستعدا للقاء صبابة الان
*******
لو النظرات تقتل لكانت ماتت منذ يومين ولحقت اختها فكر رعاد وهو ينظر الى ابنة عمه وهي تنام بهدوء بعد ان بدات حالتها تتحسن هي وأخته فرك وجهه بيديه يحاول أن يهدأ يجب أن يفكر جيدا قبل أن يقدم على أي تصرف
********
اطلت براسها داخل مكتبه
"لم ارد ازعاجك لكنك فوت موعد الغداء والان موعد العشاء ،يجب ان تاكل "
"حسنا سألحق بك "
لكنها لم تذهب  بل دخلت الى مكتبه واغلقت الباب خلفها
"هل هناك شيء "
تنهد مؤمن بصمت
"اعلم لست من النوع الذي يتحدث بسهولة "قالت باسمة "لا باس مهما كان الامر صعبا لابد ان يكون له حل هل حدث شيء في المشفى "
رفع حاجبيه للحظة باستغراب اتراها عرفت شيء؟
"عرفت ذلك ، لا تحزن مؤمن احيانا حتى العلم مهما تقدم لايمكنه انقاذ حياة شخص انها اقدار واعمار انا اكيدة انك قد بذلت جهدك لا تحمل نفسك فوق طاقتها "
نظر لها وابتسم فعليا ابتسامة حقيقية يا الهي كم هي بريئة
"اعلم ، اني مرهق فقط ليس الا "
"اذا هيا الى العشاء حتى ترتاح "
قالت تمد يدها له لينهض معها لتناول العشاء
*********
اصبحت افضل الان تقريبا هي في مرحلة التعافي رفعت نفسها لتسند ظهرها على مسند السرير رأته من خلال باب الغرفة يحضر الإفطار لها نغزة آلمت صدرها يحبها ...ياااه كم تاقت  لهذا الشعور وكم تمنت أن تسطيع أن تبادله إياه لكنها لا تستطيع لا تستحقه هو يستحق فتاة كاملة تكون له وحده فتاة لم تلوثها الحياة وتمزقها تنهدت بحسرة على حياتها الى متى ستبقى تدفع ثمن ما حدث لها
***************
كان شاردا صامتا معظم وقت العشاء حاولت ان تبقى صامتة لكنها لم تستطيع
"لم هذا الوجوم مؤمن ؟ اخبرني ما الامر احيانا الحديث يريح النفس "
"لاشيء لاخبرك به صبابة صدقيني انه مجرد ضيق بسبب الوضع الصحي هناك حالات كثيرة تعاني في المشفى ووضعها الصحي صعب "
تنهدت بأسى "أعلم فمعظم عائلتي مصابة لكن وضعهم ليس سيء الحمد لله لم يحتاج احد الى دخول المشفى "
"جيد اتمنى لهم الشفاء العاجل "
"يمكنك ان تتحدث اليهم وتتمنى لهم ذلك ، بالمناسبة لقد حدثت والديك اليوم لاطمئن على احوالهما وهما بخير "
نظر لها قبل ان يبتسم "هل تحاولي اشعاري بالذنب لانني لا اتحدث الى عائلتي كثيرا ؟"
لولا ابتسامته لظنت انه لم يعجبه ما فعلت
"لا بالطبع ، انا احاول أن اخرجك من تقوقعك "
"تقوقعي !! هل تحدثتي مع اختي سما ؟"
ارتبكت صبابة "انا اتحدث معها كل يوم "متذكرة محادثتها المطولة معها ونصائحها حول محاولة اخراج مؤمن من عزلته والتقرب منه بكل الطرق الممكنة بناء على قول سما انت اكثر اجتماعية منه اجذبيه خارج قوقعته
احضرت جهاز الحاسوب المحمول واجرت الاتصال مع عائلتها وعائلته حاول مجاراتها فصعب ان لا تنتقل حماستها له خصوصا وهو يراها تتحدث الى عائلتها كان  هناك جوا من الالفة والحنان بينهم وقد لاحظه بأقصى حالاته عندما تحدثت مع عمها الذي تزوج دون اعلامها ما زالت عاتبة عليه لكن ذلك لم يمنعها من محادثته واظهار امتعاضها واهتمامها تحدث مع افراد اسرتها متمنيا لهم الشفاء
ثم كان اتصالها مع عائلته لقد بدا مألوفًا لوالديه ان تحدثهم صبابة وكان هناك خروجا عن التحفظ في محادثتهم متى تسللت اليهم ،والادهى متى تسللت اليه وجعلته يوافق تصرفاتها
اغلقت الاتصال ونظرت له
"هيا اخرجها "قالت له تمد يدها امامه
نظر لها بعدم فهم لتتابع
"الحصى التي تجز عليها اسنانك ما بك مؤمن انهم عائلاتنا لما كل هذا التحفظ معهم كانك تجري اتصال رسمي "
فاجأه هجومها فهو حاول ان يخرج عن تحفظه لكن كما يبدو ان هذا لم يعجبها
تنهد "لا باس صبابة انا سخيف اليوم وصحبتي ليست مرحة "
"ليس اليوم فقط "
"اعلم في الفترة الاخيرة ..."
قاطعته "لا ،انت سخيف وغير مرح دائما لكن لا تقلق انا ساخرج الشخصية (الفرفوشة) من داخلك اعتمد علي "قالت تقترب منه لتجلس في حضنه
"والان بماذا تفكر "
"في وضعك الحالي ؟! افكاري تتجه لشيء واحد "
"كنت آمل هذا فانت لم تعطيني قبلة المساء عندما عدت الى البيت "
نظر مؤمن لها بينما ترفع وجهها له متى اصبحت بهذه الجرأة
"خطا واجب التصويب "قال بابتسامة قبل ان يعانقها بلطف
***********
اصبحت تستطيع التحرك  في جناحها لكن ما زال العزل مستمرا لا تريد  ان تؤذي احد ، ومع ان لجنة الاوبئة نصحتهم ان يكون العزل خمسة عشر يوما كاعلى تقدير الا انها فضلت ان يستمر ل21 يوما حتى تطمئن ان المصاب تعدى مرحلة النقاهة ولا يمكن ان يسبب العدوى
تأملت هنادة حولها لم تعد تشعر بضيق النفس يوم يفصلها على انتهاء العزل كانت فترة صعبة عليها بكل المقاييس ناهيك عن المرض والتعب وجود رعود حولها وعذاب الضمير الذي ارقها بسببه ،كان لطيفا ومراعيا واكد لها حبه في كل تصرف قام به وليساعدها الله لانها ضعفت احيانا امام احتواءه لها لكنها تعلم انها لا تستحقه تنهدت تنظر الى هاتفها الذي انار باسم سما كالعادة فهي تتصل بها كل يوم لتطمئن عليها امسكت هاتفها تعزز نفسها لما ستقوله
**********
نظر الى رأسها المرتاح فوق صدره بينما تنام بعمق وكالعادة منذ قررت ان تطلب منه البقاء معها لم يستطع ان ينام وان فعل يكون ذلك لدقائق معدودة  لا بأس لقد غير جدوله ليتناسب مع فترات راحته الجديدة وهو الامر الذي اثار انتباه صديقه الطبيب رامزي فهو لم يغير نمط حياته منذ سنوات كما يقول تضبط عليه الساعة
لكن كل هذا تغير كما تغيرت امور اخرى في حياته منذ دخلتها ليس اعقدها تغير جدوله ولا ابسطها ما حدث بالامس عندما كان لطيفا معها او بالاصح كان اكثر ادمية لم يجرها لعلاقة لا نهائية تنتهي بها وهي تكاد تفقد الوعي ، الغريب في الامر انه يشعر بالرضا بالطبع لم يكتفي لكن لا يمكنه ان يقول انه لم يستمتع بطريقة مختلفة عن الماضي لقد استمتع بردات فعلها محاولاتها مجاراته جرأتها الجديدة وان كانت بلا خبرة لكنها كانت ممتعة لم يكن صبورا من قبل ولم يسمح لاحد بان يلمسه كانت العلاقة تبدأ وتنتهي به والأدهى لم تكن واحدة تكفي أبدا ! لما يشعر بهذا التساهل اتجاهها
زفر بضيق تبا لمارغريت وظهورها لقد قبلت عالمه كان كل شيء يسير بشكل جيد ولم يشغل باله بتحليل شي لكن ما ان تحدثت اليه حتى لاحظ اشياء لم يكن يدركها من قبل
**********
زفرت مستاءة من كل شيء هل جن الجميع
"من أرعد سمائي "قال مرعد مبتسما بينما يدخل جناحهما
لقد فكت القيود قليلا الان اصبح بامكانهم الخروج مع بقاء التعليم عن بعد وبالتالي اصبحت اوقات دوام مرعد اطول من السابق
تقدم يقبل رأسها
"لماذا انت هنا"
"اهلا بك ايضا سمائي "
تنهدت "لا تفهمني بشكل خاطىء ،هل كل شيء بخير"
"أجل أتيت لأطمئن عليك يمكنك القول انه حدس لقد شعرت ان هناك شيء غير صحيح ،اخبريني ما الامر "
"لا أعرف ان كان علي القول لك أم لا لكن الامر يخص صبابة وهنادة كما يبدو انهما اتفقتا على ان ترفعا ضغطي "
اقترب منها ليجلس خلفها اتكأت برأسها على كتفه بينما يديه تحيط بطنها الذي اصبح أكثر امتلاء الان
"سلامة ضغطك يا أم عدي أعطني تلميح وأنا أخبرك ان كان يجب أن أعرف أم لا "
تنهدت كيف تخبره "حسنا ،هنادة أمممم ،تريد إخبار رعود ما حدث لها بالتفاصيل "رفع يده يوقفها
"كفى "
"أعلم لم أكن لأخبرك بالتفاصيل لكن هذه الفكرة لمحادثتها معي وبالطبع منعتها ،انا استشيرك كرجل لا يوجد رجل لديه دماء تسري في عروقه سيتحمل ذكر ذلك اليس كذلك "
"قلت كفى سما لا اريدك ان تكملي "قال بحدة جعلتها تنكمش
"قلت تلميح لا ان تقولي لي بالتفصيل تنهد عندما راى انكماشها سما عليك ان توزني الامور ما يجب ان يقال وما لا يجب لكن ما دمت ساليني وقد قلت وانتهى الامر اجل لا رحل سيتحمل ذلك وانني الامر عن هذا الحد ، ان كان موضوع صبابة ذات الشيء فلا اريد ان اعرف "
"لا صبابة امر مختلف تقريبا كانت تسالني كيف توفق بين دراستها وامور المنزل والزواج وهذه الامور"قالت سما نصف الحقيقة واخفت الباقي
قضب مرعد حاجبيه بتساؤل  كأنه يدرك ان هناك امرا ما تخفيه "ولما اغضبك سؤالها ؟"
"لان لديها مدبرة منزل ليس عليها ان تقلق حول امور المنزل لكنها مصممة على اضفاء لمستها "
"ربما لانها تشعر بالغربة تريد ان تحس ان المكان الذي تقيم فيه ملكها يمكنها ان تفعل فيه ما تريد ،ترغب بان تضيف لمسة من الوطن عليه "
"اممم لم افكر في هذا هذا يغير وجهة نظري شكرا مرعد بيك للفت النظر "
ابتسم لها "اي خدمة دكتورة سما "
قربها منه أكثر "والان يا سمائي اريدك ان ترتاحي فانا اشعر باطفالي متشنجون في مكانهم لا يتحركون كما يبدو خائفين من والدتهم الغاضبة قال يتحسس بطنها وانا لا اتسامح مع من يقلق اولادي "
قالت تستلقي على السرير ففي الاونه الاخير اصبح حملها اثقل واصعب والطبيبة امرتها بعدم الحركة الا للضرورة
"هل هذا يعني ان اولادك اهم مني "
"لا احد اهم منك حبيبتي قال يساعدها على التمدد لم اكن اقصدك بامر اقلاق اولادي كنت اقصد هنادة وصبابة وغيرهم اذا استمر الامر هكذا سأطلب منهم ان يتوقفوا عن مكالمتك "
"لا لن تفعل انهم بحاجة لشخص ليتحدثوا اليه قالت بصوت ناعس
"وعليهم ان يراعوا ان هذا الشخص بحاجة للراحة ايضا وان لديه شخص يهتم به ولا يريد ان يراه منزعجا "
أومأت برإسها تشعر بالنعاس بينما يتحرك مرعد ليغلق الضوء
"لا تغادر ابقى معي "
"بالطبع لن اتركك ابدا "قال يلف ذراعيه حولها بحماية وتملك
بينما هي تفكر فيما قالته صبابة حول كون اخيها انعزالي رغم وجود علاقة زوجية قوية بينهما الا انه بقي متباعدا اراحت نفسها اكثر بين ذراعي زوجها كيف كانت ستشعر لو ان مرعد كان متباعدا لو لم تشعر بتواجده وحمايته لها طوال الوقت بالطبع كانت ستجن ، ماذا عليها ان تفعل لتطمئن صبابة تنهدت قبل ان اشعر بقبلة مرعد على صدغها
"ارتاحي سما لا يوجد شيء ليس له حل لكن الان نامي وارتاحي "
عند كلماته المهدئة اغلقت عينيها
*********
وضعت هاتفها على المنضدة بجانب السرير بامتعاض لاول مرة تهاجمها سما بهذه الطريقة
لقد هاجت وغضبت عندما اخبرتها بانها تريد ان تخبر رعود بما حدث لها بالتفصيل
"هل جننت قالت لها سما لا يوجد رجل في هذا العالم تحمل عروقه قطرة دم سيتحمل ان يسمع ذلك ومن من زوجته ان يعرف انك تعرضتي للحبس والاغتصاب والتعذيب شيء وان ترويه له بالتفصيل شيء اخر ،الا تعرفي كم يحبك ،هل تريدين قتله ،من سيتحمل ان يعرف ان الشخص الذي يحبه قد تعرض لكل ما تعرضت له ، ام هذا ان المقصود هنادة انت تريدي قتل حبه لك بهذه الطريقة لقد تقاربهما في فترة مرضك وربما شعرت ببعض اللين في نفسك اتجاهه فاردت نسف كل شيء ،لذا قررت اخباره "صرخت بها سما
"لااااا ،هتفت هنادة انا اريده ان يفهم لما انا منغلقة ..."
قاطعتها سما "لا تقلقي نفسك هو يعرف لما انت منغلقة ولما انت متباعدة ويعرف ان امامه طريق طويل وصعب وانت تزيديه صعوبة عليه لكي يصل اليك وكل هذا وهو راضي ويحبك ويريدك وسيبقى يريدك لا تفسدي الامر هنادة توقفي عن جلد نفسك اتركي لنفسك العنان قليلا لا ضير من ان مشاعرك تحركت اتجاهه بعد اهتمامه بك في مرضك رعود حنون ويحبك وبالطبع كاد ان يموت قلقا عليك عندما مرضت دعي الامور تسير من تلقاء نفسها "
شهقت هنادة باكية
"انا لا استحقه "
"بل تستحقيه بعد كل ما عانيت هذا هو عوض الله لك ، ان يكون معك زوج يحبك ويهتم بامرك يكون لك السند يعوضك عن فقدان عائلتك ووطنك يكون هو الوطن والمنزل والسكينة لك لا تفسدي الامر هنادة لا اطلب منك ان تتفاعلي مع الامر اعلم انه طلب فوق طاقتك لكن اتركيه يأخذ مجراه انت تستحقي وهو يحبك لما انت عليه لقد احبك عندما اتيت باكية مصابة بملابس ممزقة مجرد رؤيته الدموع في عينيك جعلته يقع في غرامك لا تؤذيه في حبه لك هنادة ارجوك "
زادت دموعها واغلقت الهاتف لتكمل بكاءها
بالطبع هو لا يستحق ان تؤذيه في حبه لكن ماذا تفعل

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صبابة العشق الجزء الثاني من سلسلة (إني عشقتك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن