الفصل الثاني

1.2K 29 6
                                    

الثاني
منذ ان اعلنت هنادة انها توافق على قدوم رعود وحالة من الاستنفار ضربت المنزل ، خرجت هنادة من جناحها لتستعلم ما يحدث لتلاقيها سما في
"الى اين تعالي ".قالت تسحبها الى جناحها مرة اخرى
"ما الذي يحدث ؟" تساءلت هنادة
"نحضر لزفافك على رعود "
"لا اريد زفاف لا اريد شيء "هتفت هنادة بفزع
"لا يجوز يا هنادة يجب ان نشهر زواجكما "
"لا أريد ..."
"لا تقلقي الحفل بسيط جدا انت تعلمي الاوضاع والوباء "
"لا سما لا أريد أرجوك "هتف هنادة باكية وبدا عليها انها تدخل في حالة هستيرية
"اهدئي سأرى ما يمكن أن أفعل "وغادرت تاركة اياها تغرق في بؤسها متذكرة المرات التي دخلت عليها أولائك النسوة المتشحات بالسواد ليجهزوها مرة بعد مرة في كل واحدة منها كانت تتنقل من رجل الى اخر تكومت حول نفسها بوضعية جنين مطلقة عنان دموعها اغلقت عينيها لتشعر بتلك الايدي تجرها وتسحبها الى هوة سوداء سحيقة
*******
فكرت سما مليا حتى توصلت الى حل يرضي الجميع الوليمة ستعد والزفاف سيتم لكن دون حضور العروس فهي مصابة بالكورونا اتصلت فورا بموعد تخبره لاقت رفضا صارما منه لكن بعد ان أوضحت له الأسباب وشرحت له الامر
"لا استسيغ الأمر سما لما الكذب والتحايل "
"هل تريدني أن أخبرهم بانها منهارة "
"لا ، اخبريهم انها مريضة لكن ليس كورونا لا أحب الكذب "
"حسنا كما تريد الان دعني اذهب واراها"
دخلت جناحها لكنها لم تجدها فقط صوت أنين مكبوت مصدره الارض خلف السرير هو ما جعلها تعرف مكانها
"يا الهي هتفت سما عندنا رأت حالها وأسرعت لإعطاءها ابرة كهدئة جعلتها تنام
******
"زفاف بلا عروس كيف ذلك "هتفت صبابة الكبيرة
بينما الجدة وسما ومرعد ورعود يحاولون تدارك الأمر
"إنها مريضة "قالت سما بحذر
تطلب الدعم من مرعد والجدة بينما رعود اطرق رأسه بفهم
"لقد وجدت حلا "قال مرعد
"نرسل الطعام الى العائلات في منازلهم والذين يحضرون نستقبلهم ونضيفهم في حال تحسنت هنادة تخرج وتشارك كأنها وليمة "
"واذا لم تخرج "سالت صبابة
"نقول أنها مريضة انها الحقيقة "اجابت الجدة
"أي عروس تمرض في يوم زفافها ؟"تهكمت صبابة
"عروستنا ماذا أنها امور تحدث لا تقلقي نفسك صبابة كل شيء سيسير على ما يرام "
انهت الجدة الحوار
نظر مرعد الى ابن اخيه رعود الذي بقي صامتا وضع ذراعه على كتفه ليخرجا معا "تعال رعود "
اخذه الى مجلس الرجال مستغلا وجودهما وحدهما
"عليك أن تتحلى بالصبر الامر ليس سهلا وطريقك طويلة الزواج مليئ بالصعاب اثنان لا يعرفان بعضهما عليهما ان يعتادا وتعايشا معا .."
"احترم رأيك يا عم وأشكر نصحك لي لكني أعلم ما أنا مقدم عليه لا تقلق نفسك ابنك رجل ويعلم ما عليه أن يفعل لقد رباني رجل حكيم "اضفى ابتسامة على آخر كلماته يحاول ان يطمئن عمه رغم الشعور الحارق الذي يحس به "هيا لنكمل التحضيرات "تقدم قبل عمه الذي تمنى من كل قلبه ان يثبت على ما قال
**********
اغمض مؤمن عينيه بتنهد - لا ليس قاعة الرياضة أيضا عندما رآها تدخل مبتسمة متوجهة الى إحدى الالات منذ ذلك الإتفاق وهما يدوران حول بعضهما بحذر يتشاركا الطعام الجلوس في غرفة المعيشة كما اسمتها صبابة حتى انها باتت تقترح ان يحضرا بعض الافلام معا متبادلين حديثا مؤدبا بين بعضهما عن هوايتهما اهتماماتهما لا ينكر انه بات يعرف عنها اكثر ويعرف مدى تعلقها باسرتها وهذا ما جعله يفكر فتاة مثلها العائلة عندها امر اساسي كيف ستتقبل فكرته عن عدم رغبته بالانجاب او كيف ستساير اسلوب حياته فهو يدرك تماما ان عاجلا او آجلا سياتي الوقت الذي سيبدآن به حياتهما الزوجية لكن كيف ومتى والى متى هذا الذي لا يعرفه ولا يريد ان يفكر به نظر لها تحرك وركيها على الة الدراجة لِم يعد يمكنه البقاء ابتسم لها بتكلف وخرج قاصدا المسبح
********
كلما مدت شهور الحمل يصبح أثقل وحركتها أصعب فكرت سما تتحرك من سريرها على نداء مرعد الناعم تقدم ليساعدها
"انهضي عزيزتي "
تمطت بامتعاض لتطالعها عيناه المستاءة
"لا تقل أنني بشعة لذلك تنظر الي بكل هذا الاستياء"
"تعلمين جيدا أن السبب لاعلاقة له بشكلك فانت جميلة بعيني دائما "
قاطعته "هل تقصد انني لست جميلة ولكن انت من تراني هكذا !"
"توقفي عن تغيير الموضوع سما لن تنجحي "
تنهدت "لن اتعب نفسي اعدك "
"سما !!"قال معاتبا فقد توقع ان تاخذ اليوم اجازة على الاقل بعد تعبها في زفاف رعود وتحضيراته
"لا استطيع هناك حالات تحتاج المتابعة "
وقف ينظر لها دون أن يتزحزح
"حسنا فقط الحالات الضرورية وعد "
"وعد ؟!"
"أعدك صدقني "
"لا أريدك أن تتعبي حملك صعب وثقيل "
"لا تقلق نفسك انت فقط حضر الاسماء لثلاثتهم "قالت مبتسمة تنهض من مكانها لتضع قبلة على ذقنه لتبدا يومها
ابتسم وهو يراها تتوارى خلف باب الحمام تخدعه دائما بمظهرها الهادئ ويصدقها لكنها لا تعلم أنه اتخذ احتياطاته
ما ان انتهى الافطار حتى
توجهت سما والجدة الى غرفة هنادة لتطمئن عليها، فتح لها رعود الباب وبدا اشعثا كأنه لم ينم طوال الليل
"لا تزال نائمة ولم استطع تركها "
"لا باس يمكنك الذهاب الان عمك واخوانك ينتظرونك "
"هل هذا طبيعي ان تبقى نائمة كل هذه المدة لقد كانت تهذي وتبكي طوال الليل "
"لا باس هذا من تاثير المهدىء سأفحصها "
"لا تقلق يا بني سيكون كل شيء بخير "طمأنته الجدة فوز ليغادر بعدها
"علينا نقلها الى جناحهما الخاص لا يجوز ان تبقى في غرفتها "
نظرت سما اليها بتفكير "ما رأيك أن نجعل رعود ينتقل الى هنا هذا الجناح قد اعتادته هنادة ونقلها قد يسبب توتر لها "
"لكن هذا جناح للضيوف "
"فترة بسيطة ثم ينتقلان الى جناحهما عندما تعتاد هنادة على وجود رعود "
"اذا كان هذا أفضل لها فانا لا امانع "قالت الجدة بيننا سما تقترب من هنادة النائمة لتقوم بفحص روتيني لها
*********
تلقى رعود المباركات من عائلته والمقربون فالاجتماعات ما تزال ممنوعة لذا اقتصر الحضور على المقربين فقط نظر مرعد الى ابن اخيه و أشار اليه ليجلس قربه
*******
ذهب الى زاوية المسبح البعيد وداعا للهدوء تمتم في نفسه وهو يراها ترتدي ذلك الشيء الغامض على اعتبار انه ملابس سباحة
"انا لا أجيد السباحة اذا فانا اعتمد عليك لتعلمني "
قالت صبابة تتخبط في الماء على غير هدى
"ابقى مكانك الماء عندي اعمق "قال سابحا اليها
"أولًا ما دمت لا تجيدي السباحة لما انت في المسبح ؟! ثانيا عندما تريدي أن تسبحي ارتدي ملابس سباحة ليس هذا الذي لا ادري ما هو !"
طرفت عينها غير مصدقة للنبرة الغير ودودة التي حدثها بها
"حسنا اولا تعليم السباحة مسؤوليتك لانك زوجي ام انك لا تمانع بأن يعلمني مدرب اخر ،ثانيا ما بالها ملابسي قالت تشير الى السروال القصير الاسود يصل الى اول ركبتها الذي ترتديه وفوقه وحمالة قطنية بيضاء تصل الى خصرها تشبه ما يرتديه الرجال تحت القمصان
"هذه ملابس داخلية للرجال اشار للحمالة هل هي لوالدك انها لا تصلح للسباحة فقماشها لن يتحمل ماء المسبح كما انها ان لم تلاحظي رقيقة وتشف ما تحتها اي كأنك لا ترتدين شيء "
نظرت الى نفسها بصدمة من كلماته لتجد أن كلامه صحيح مع عدم وجود حمالة الصدر وابتلال الحمالة معالم صدرها ظهرت واضحة مما جعلها تكتف ذراعها بغضب قبل ان تلتفت اليه وتهاجمه لكن هاتفها الذي وضعته عند طرف المسبح مع منشفتها رِن في تلك النغمة التي تعلن على انه اتصال خارجي من أحد أفراد اسرتها
ابتعدت عنه تشتمه في سرها لكنها للصراحة كانت سعيدة بتلك المقاطعة سحبت المنشفة ولفتها حول نفسها وتقدمت لتجيب المتصل
"اهلا امي كيف حالك "
"بخير عزيزتي انها مكالمة جماعية اردنا ان نزف لك الخبر كلنا معا لقد تزوج عمك رعود كان زفافه أمس"
"ماذا ؟!"هتفت صبابة "كيف ؟لما لم تخبروني ؟كيف استطعتم ؟"صرخت بغضب قبل ان تنهمر دموعها على وجهها
صراخها لفت انتباهه خرج من المسبح متقدما اليها لابد ان هناك اخبار سيئة
********
ظ¢/ظ¢
تنهد بصبر فارغ وهو يرى اخر الزائرين يغادر بينما اخويه يودعانه
استغل مرعد الفرصة ونظر الى عينيه الفارغة من اي احساس "تجلد يا ولد هل يئست من أول ليلة "
زفر لا يعرف كيف يجيب بينما اخويه يقتربان منهما
"لقد اخبرتك الامر يحتاج لصبر وتأني والأهم تفهّم "
اغمض رعود عينيه لا يدري ماذا يقول اتراه تسرع
ابتسم صقر يريد ان يخفف وطأت الموقف
"يقول المثل اسال مجرب ولا تسال طبيب وعمي مرعد خبير في الصبر"
"ايه لقد انبت شجرة صبر ليوزع على الاخرين "
علق صخر مما جعل رعود يبتسم "كدت ان أؤسس مشروع مشاتل صبر الصخور "
نظر مرعد لهم مبتسما للطريقة التي نالوا منه بها
"حسنا اني اتساءل عن مدى جلادة ابناء اخي ما رأيكم ان ارسلكم لحفظ الحظر تعلمون الامر سيستمر لشهور سيكون مفيدا لكم "
"ان كنت ستأتي معنا لا أمانع "تدخل صقر
"تحلم لن إترك زوجتي الحامل وحدها "
"يمكنك ان تذهب مطمئنا يا عم ساحرس المنزل في غيابكم وبما انكم متعاطفين معي يمكن دعمي باجازة انا العريس الصغير الذي لم يدخل دنيا بعد "
قهقه صخر وصقر ومرعد على كلمات رعود
"تأدب يا ولد وانتما كل الى عمله واتركوا لي هذا الصغير فهو بحاجة لبعض الدروس "قال مرعد بحزم
**********
تبعها مسرعا وهي تجاهد للذهاب الى غرفتها بخطوات غاضبة مرتبكة وقف خارجا بينما هي تدخلها وتغلق الباب دون في لحظات كانت تخرج مرة اخرى مرتدية ثيابها وتحمل حاسوبها المحمول بينما الدموع تشق معالم وجهها مرت امامه دون ان تلاحظه حتى وقف لا يعرف ما يفعل حتى حكم العقل وذهب لارتداء ملابسه
عندما دخل غرفة الجلوس او ما تسميه غرفة المعيشة لاحظ ملامحها التي اصبحت شرسة وهي تحدث احد ما عبر خاصية الاتصال بالفيديو انها غاضبة فعلا فكر مؤمن محتارا هل يدخل ويرى ما الامر ام يبتعد ويترك لها بعض الخصوصية لكن صوتها المفعم بالغضب والاستياء والاحباط هو ما رجح فكرة دخوله اليها
"كيف ؟!! كيف استطعتم لمًا لم تؤجلوا كيف لا احضر زفاف عمي ، رعود تزوج وانا غير حاضرة قالت تعالي دموعها التي طغت على كلماتها بينما الشخص في الجهة الاخرى يحاول تهدئتها لكن في لحظة من الاستياء اقفلت الحاسوب لتنهار باكية تقدم منها لقد سمعها تقول زفاف اذن لا توجد اخبار سيئة اذا اما كل هذا البكاء
"صبابة اقترب منها وجلس جوارها يحاول تهدئتها وان يفهم ما الذي حدث "
دون مقدمات القت نفسها عليه تبكي بحرقة بينما هو وضع ذراعه على كتفيها يمسدها بلطف ما الامر لمًا كل هذه الدموع "
"عمي قالت نشجت رعود تزوج امس كانت حفل زفافه ولم يكلف احد نفسه ليخبرني ولم ينتظروا وجودي احتفلو به دوني حتى انهم لم يفكروا ان يصوروا لي الحفل "
"لا بأس صبابة ربما كان لديهم ظروف "
"ظروف !!هتفت بغضب انهم عائلتي كيف ينبذوني هكذا انا ابنة اخيه "
"اهدئي لم اعلم انك عصبية هكذا "
"لست عصبية انا غاضبة كان يجب ان اكون معهم "
"انت تعلمين ان السفر مستحيل ثم ربما عمك ايضا لم يقم احتفال بسبب الوضع الوبائي التجمعات ممنوعة "
"ولو مؤمن ، كان يجب عليهم اخباري انا جزء منهم نحن عائلة نفرح نحزن معا لما تاخروا ولم يعلموني ، انت لا تفهمني لا تعرف معنى ان تكون جزء من شيء كبير لا تحدث كبيرة ولا صغيرة فيه دون مشاركة الجميع ثم تجد نفسك مبعدا "
نظر لها بصمت حسنا هو فعلا لا يفهمها لانه لم يكن يوما جزءً من اي شيء دوما كان وحيدا تنهد ناهضا "ساحضر بعض الطعام لتهدئي "
تحركت سما بتوتر منذ ان اعلمتها راية بغضب صبابة عندما عرفت بامر زواج رعود وهي تحاول الاتصال بها لكنها اغلقت هاتفها والتطبيقات الاخرى التي يمكنها الاتصال بها عبرها. زفرت تتصل باخاها مؤمن
"انها غاضبة جدا " قال مؤمن يرد على اتصال اخته بينما يحضر بعض الطعام السريع
"هلا اعطتني اياها "
"لا اظن انها تريد ان تكلم احد الان اتركيها تهدا قليلا"
"حسنا تنهدت سما هلا انتبهت لها "
"سافعل لا تقلقي "
"اخبرها أنني سألت عنها "
"حسنا "
وضع الطعام امامها على الطاولة الصغيرة "هيا انت لم تاكلي شيء " قال يحثها عندما راها تبعد نفسها
"لا اريد "
انها تتصرف بطفولية فهو الان لا يرى ان ما حدث يستحق ردة فعلها المبالغ بها
"لقد اتصلت سما تسال عنك "
"لا اريد ان اتكلم مع احد "
"لقد قلت لها هذا "
نظرت له بينما يجلس جوارها "ماذا قالت ؟"
"بدت حزينة لكنها تفهمت غضبك وقالت انها ستعود لتتصل لتطمئن عليك "
لاحظ تجمع الدموع في عينها مرة اخرى
"لا قال بحزم انت لن تبكي الان ستتناولي طعامك حتى لا تمرضي ثم بعد ذلك سيكون لديك الوقت لتفكري بما ستفعلي مفهوم "
نظرت اليه ليكمل "هيا لا تتصرفي بطفولية صبابة بكاءك لن يغير شيء "
على مضض اخذت منه الطبق الذي قدمه لها نظرت الى قطعة اللحم المشوية وقليل من السلطة بجوارها وبعض المعكرونة تناول القليل من كل نوع قبل ان تضع صحنها مرة اخرى لكنه اعاده لها "اكمليه صبابة انت تعلمين هدر الطعام حرام "
بصمت اكملت باقي وجبتها تفكر لابد ان سما ووالدتها قلقتان عليها الان
***********
بدا مرعد "اسمعني جيدا يا رعود الزواج ليس علاقة بين شخصين انت تفهم قصدي العلاقة الزوجية الخاصية لا تمثل الزواج انه اكبر من ذلك بكثير مودة رحمة اهتمام واحترام وتقدير ،اعرف انك تحبها اظهر لها هذا الحب بالافعال احتويها فهي بحاجة لذلك اشعرها بالامان وتحلى بالصبر "
""اعلم يا عم لكني اشعر بالضيق لرؤيتها هكذا لقد انهارت وابتعدت "
"اذن كن بجانبها وادعمها لا تتركها وحدها اجعل وجودك لا غنى عنه قال مرعد يربت على يده مع ابتسامه تامرية
***********
وضعت البطانية على كتفها كانت تشعر بالبرد داخليا ، بينما لاحظ هو ذلك فزاد من حرارة التدفئة المركزية واشعل النار في مدفاة الحطب ادار التلفاز باحثا عن شيء يتابعانه
الصمت خيم عليهما حتى اتى اتصال سما الثاني
""انها سما "
"قل لها انني بخير لكني متعبة لا اريد ان اتحدث "
"اجل سما ،انها بخير لكنها متعبة الان ،لا لقد اصبحت افضل ،اعلم لقد اخبرتها انه لم يكن هناك احتفال ،اجل ،سافعل،سانتبه لها لا تقلقي ،حسنا "
تابعت صبابة المحادثة ودون ان تشعر بدات دموعا بالسقوط مرة اخرى بينما مؤمن ينهي الاتصال
"لما البكاء الان لقد سمعت لم يكن هناك احتفال ، يا الهي تقدم منها ،من اين تأتي بكل هذه الدموع وضع ذراعه على كتفها "اهدئي انظري الى وجهك "
"شكرا لانك تدعمني بقول انني عيوني ووجهي اصبح منتفخا"
"..وشفتيك ايضا "قال ينظر الى وجهها لكنها كانت في عالم اخر لم تلحظ تلك النظرة القاتمة التي شملت معالمها ستكون ليلة طويلة وصعبة فكر مؤمن يجلس جوارها ذراعه على كتفها بدعم صامت
مر وقت قبل ان يشعر بارتخاء رأسها على كتفه وانتظام تنفسها ما عدا تلك التنهدات المتفرقة ماذا يفعل هل يحملها الى غرفتها او يبتعد عنها لترتاح في نومها او يبقى هكذا فكر ، ولم لا ضغط على الزر الجانبي الاريكة التي يجلسا عليها ليفرد ظهرها وتصبح سريرا جمعها لتتكور جانبه اغمض عينيه يتنفس بعمق منذ فترة طويلة جدا لم يشعر بهذا الشعور انه يحتاج ان ينام قرب احد يحتاج الى احتضان
********
كان يوما طويلا وصعبا بعد معاينتها لهنادة وجلوسها لمحادثاتها كان علي الاتصال بصبابة وتهدئة والدتها راية والاطمئنان على انها بخير استلقت في سريرها ترقبه يستعد للنوم لقد كان صامتا بعد العشاء وحتى اثناء جلوسهم في مجلس العائلة كان الحوار عاما ولم تحضره هنادة التي فضلت ان تبقى لترتاح اما رعود فقد بدا مسالما وهادئا
استلقى الى جانبا ليقول "تصبحي على خير "ويدير ظهره لها
شهقت باندهاش ادار ظهره لها !
"مرعد !!"
لم يجيب عادت مرة اخرى "مرعد ما الامر "
رفعت نفسها على مرفقها "نامي سما "
لا هناك امرا ما وقعت نفسها بتجلس هذه المرة تاوهت من تلك الحركة مما جعله ينتفض جالسا هو الاخر "ما الذي تفعليه قلت لك نامي "
"ما الامر سالت مرة اخرى قبل ان تعقد حاجبيها انت غاضب ؟! مرعد انت غاضب مني "عادة تقول باقرار
تنهد مرعد واقترب ليجعلها تستلقي "نامي الان "
"لا انت ادرت ظهرك لي وتكلمني بطريقة جافة انت غاضب مني لما ؟!"
"حسنا ،كانك لا تعرفي سما الم اطلب منك ان لا تتعبي نفسك "
"انت قلق علي ؟ بالطبع لا لو كنت قلق لما ادرت ظهرك لي وانت تعلم انه امر يضايقني ويحزنني والله انت غاضب لقد حاولت ان لا اتعب نفسي لكن كما ترى الامر ليس بيدي وانت اتيت لتكمل هذا التعب وبدلا من ان تضمني ادرت ظهرك لتقول تصبحي على خير نامي سما حسنا شكرا لك لتفهمك واهتمامك قالت تدير ظهرها متأوة بينما هو ينظر لها مندهشا قلبت الامر تمام اقترب منها "سما "
لم تجبه فعاد مرة يبعد شعرها عن وجهها "سما !"قال بهمس
"كان يوما متعبا هنادة بالكاد تستجيب للحديث صبابة الصغيرة جن جنونها لانها لم تحضر زفاف عمها راية يتآكلها القلق عليها الجدة لا اعلم ما تفعل مع كل هذه المستجدات السريعة وانا قلقة عليك وعليها وعلى الجميع خصوصا مع هذا الوباء الذي لا ندري متى ينتهي قبل وجهها مدركا كلماتها
"انا آسف "قال مرعد استدارت تنظر اليه "لا انا اسفة ما كان يجب ان اغضب اعلم انك قلق علي ، اعدك سأحاول أن اريح نفسي أكثر "
مادا ذراعه ليستقبل راسها التي وضعتها على على كتفه
"تصبح على خير "قالت ليبتسم مرعد "تصبحين على خير "
"هيا مرعد قل انك متعب وتريد ان ترتاح "
"اذا كان هذا يرضي ضميرك "
تنهدت بياس "هل انا مقصرة "
"سما ،حبيبتي ما الذي تقوليه هل تظني اني افكر هكذا قلتها لك من قبل الزواج اكبر بكثير من علاقة تكمله نعم لكنها جزء منه وانا لا افكر الا براحتك ما الممتع بان اسحبك بين ذراعي وانت متعبة غير مستعدة لا نفسيا ولا جسديا نامي ،سيكون لدينا ليالي اخرى "
"هل تعلم ،اريد ان اعرف ما هو الشيء الجيد الذي فعلته في حياتي ليرزقني الله بك "
ابتسم مرعد يقبل راسها "انا الذي رضي عليه الله بان رزقني اياك والان نامي سيكون امامنا يوم عمل غدا"
*********
مغمضا عينيه لكن مستيقظ تماما يشعر بتلك الموجات تتصاعد داخله الاسترخاء لن يجدي مع وجودها قربه هكذا
اهتز هاتفه يعلن عن اتصال رفعه بسرعه بيده الحرة
"نعم مارغريت "
لا تعلم ما الذي جعلها تستيقظ هل هو صوته ام تنفسه قرب وجهها فتحت عينيها ببطء فهي منتفخة وتشعر بالحرقة داخلها لم يشعر بها لانه استمر بكلامه الهامس
"لا تقلقي مارغريت ..."
ذلك الاسم جعلها تفيق تماما لكنها عادت لتغمض عينيها وتتظاهر بالنوم ما بينهما لما تتصل به
"انت تعلمي جيدا الرغبة دائما موجودة لكني اتحكم بذلك جيدا ، اعلم لقد ابتعدت لفترة طويلة ،لا تقلقي ذلك سيحل ، ساحاول ان اراك باقرب وقت ممكن ، حسنا مارغريت وداعا"
انهى الاتصال زافرا وغافلا عن تلك التي سمعت كل شيء تغلي بصمت لماذا تنام بجواره وما معنى حديثه مع مارغريت لا تريده ان يعرف بانها سمعت اذا استمرت بالتظاهر بالنوم لترى ما الذي ستفعله
***********
الايام تطوى متلاحقه وراء بعضها نظرت من نافذتها ترى اشراق صباح جديد تحركت بخفة على اطراف اصابعها لا اريد ذلك المقيم في الخارج ان يستيقظ مع خلال الفترة الماضية لم يحاول ابدا ان يعبر مدخل غرفة النوم ،توقفي هنادة نهرت نفسها وكانك رأيته اساسا فانت دوما تكونين على الجهة المختلف لمكان وجود صلت وارتدت ملابسها بسرعة وغادرت الجناح
رفع رأسه عن الاريكة التي يتظاهر بالنوم عليها عاد من الصلاة منذ قليل وجلس منتظرا استيقاظها وعندما فعلا هربت تاركة الجناح باسرع ما يمكنها تنهد ينهض ليغادر هو الاخر
*********

صبابة العشق الجزء الثاني من سلسلة (إني عشقتك)Where stories live. Discover now