50 |فجوة أربعين عاماً|

Почніть із самого початку
                                    

"هل أنت بخير؟"

"أجل.. أنا لم أكن بخير مثل اليوم."

"متأكد؟"

"أجل.." قال بصوتٍ هامس، لم تكن حقاً واثقةً بإجابته، لأنه لم يكن يبدو جيداً، كان كريستوفر يملك عادةً بأن تحمر عينيه حينما يغضب، وأخبرها آرمور من قبل أن هذه نقطة ضعفٍ لم يستطع كريس التغلب عليها رغم سيطرته المطلقة على نفسه، ولكن آرمور لم يكن هكذا، ولم يكن بالتأكيد يشرب دماء أي بشري، لذا.. لم كان عاطفياً للحد الذي يجعله يفقد السيطرة بهذه الطريقة؟

"ماذا حصل؟ أنتَ تقلقني.."

لم يجبها، بقي في مكانه لدقائق شعرت بها طويلةٌ جداً، وفي النهاية ابتعد عنها، ينظر لعينيها الزرقاوتين بمحبةٍ بالغة قبل أن يتنهد ويقول "أنا أعلم أني تبنيتُكِ بظروفٍ قاسية، لقد جلبتُكِ لمنزلي وأنتِ مريضةٌ للغاية، وفاقدةٌ للذاكرة، وقد عاملتُك بقسوة وبدون عاطفة، وأعتقد أنكِ تكرهينني لفعلي ذلك.."

"لا تتكلم بهذه الطريقة، ومن فضلك لا تعد الأمور القديمة.."

"لقد كنتِ تحتاجين أماً، وحتى حين عدنا بالقصر، أعلم أن ميردا فعلت ما يكفي، ولكنكِ كنتِ تحتاجين أماً، أخبرني لوسيوس عدة مرات أن علي أن أتزوج لأجلك، ولكني كنتُ أرفض، آسف لأنني أناني.."

نظرت له بحاجبٍ مرفوع، لم يكن تفهم لماذا يطرح هذا الأمر بالذات، ما إن أنهى جملته حتى شعرت بالضوء يخفت، التفتت ناحية الصالة التي كانت مصدر الضوء الوحيد في القصير، ورأت شخصاً يقف بجانب الباب، يحجب الضوء القادم من الداخل، كانت امرأة، طويلة القامة، بجسدٍ نحيلٍ واهن، وشعرٍ طويلٍ داكن، ولكنها لم تتبين ملامحها لوقوفها بعكس الضوء، لم تعرف من كانت، ولكنها كانت متأكدةً أنها لم ترها بالقصر من قبل، حتى قبل أن ترى وجهها جيداً..

"من هذه؟" قالت باستغراب وهي تلتفت لآرمور، شد على يده بخفة، استطاعت أن تتبين توتره بلغة جسده بالكامل..

"لقد رفضتُ ما أخبرني به كريستوفر، ورفضتُ عروض الزواج التي قدمتها لي أمي، لأني كنتُ متزوجاً بالفعل، ولكن.. كان هناك أمرٌ ما دفعني لأخبئ الأمر.."

"متزوج؟" قالت بصدمة، فتحت فمها غير مستوعبةٍ الأمر وهي تنقل نظرها بينهما وتابعت بسرعة "انتظر.. أنتَ كنتَ متزوج، وتخفي زوجتك، وموعدكَ الغريب اليوم كان معها.."

"أجل.."

"هذه مزحةٌ جيدة، هل اليوم هو الأول من أبريل؟ هل فوتَ الزفاف لتقوم بهذا المقلب؟" قالت باستهزاء، ترفض تصديقه، تصديق وجود تلك المرأة أمامها، ونبرته الجدية، العاطفية..

"اسمها ليا، زوجتي منذ أن غادرت منزل عائلة بلود، منذ ثمانين عامٍ أو أكثر، وهي مستذئبة.."

شعرت بالصداع في رأسها مجدداً، ولكن هذه المرة ليس بسبب الذكريات، ولكن بسبب كل الأفكار، ليا، مستذئبة، موعده اليوم، مغادرته لمنزل العائلة، ولاي..

 Nuckles land | أرض نوكلس Where stories live. Discover now