51 |انهيار الرجل القوي|

702 107 25
                                    

في شوارع المدينة الضخمة، كان يمشي برفقة زميلته الأكبر بالعمل، يضع يديه بجيبيه يراقب واجهات المتاجر، بينما كانت تشتري الملابس..

أشارت لإحدى المعاطف الطويلة وقالت "ما رأيك؟"

"أنتِ حرفياً تملكين ثلاثة معاطف تشبهه.."

"لا.." قالت باعتراض ليرد "ذلك الذي ارتديته على اجتماع الشركة، إنه مثل هذا تماماً، بنفس الطول تقريباً.."

"حسناً.. أنا أرتديها كثيراً، لا أحب المعاطف القصيرة."

"لأن لديكِ الكثير من الفساتين القصيرة.." قال باستهزاء، مرر يده في شعره الأسود القصير بتذمر حينما دخلت لترى المعطف عن قرب، كان ذلك على الأرجح لتهرب من نظرته المتفحصة وهو يخبرها عن فساتينها القصيرة..

كريستوفر بلود كان شخصاً ينتبه للتفاصيل حقاً، ولكن مالم يدركه من قبل أن سارة كانت تملك الكثير من الملابس، الكثير الكثير من الملابس حقاً، لم ينتبه لذلك سوى منذ فترةٍ قريبة عندما بدؤوا بمزحة ارتداء نفس لون الملابس، صار ينتبه للنمط الذي ترتديه، الكثير من الفساتين القصيرة والأحذية الطويلة والمعاطف الطويلة، بطريقةٍ ما.. كان يكره ذلك..

انتهى به الأمر يدخل المتجر ويسحبها من يدها وهو يقول بحدة "لو وفرتِ القليل من الملابس لاستطعتِ شراء منزلٍ براتبكِ بدلاً من أن تسكني في سكن الشركة."

"لا أريد، لن أستطيع إزعاجك.."

قلب عينيه بانزعاج من ذلك، وتنهد وهو يقول "هناك مقهىً جيد، سنشرب العصير ونغادر للمنزل، لأنني متعب، ورأسي يؤلمني، وأريد الاسترخاء في منزلي في الظلام والتفكير براحة لأجل مشروع الغد.."

"والنوم مبكراً.."

"لا أهتم، لا أنام كثيراً أصلاً.."

قال بسخرية ودخل المتجر، أشار لها لطاولةٍ منعزلة، سارا نحوها، وحين جلس، وضع مجموعة الأكياس التي في يده على الطاولة، لم يكن هناك سوى واحدةٍ له، حقيبة تسوقٍ صغيرة تحوي زجاجة عطر، لا يعلم لم كان يحمل كل تلك الأغراض كرجلٍ نبيلٍ يسير معها..

وضع رأسه على الطاولة وتذمر وهو يقول "لم وافقتُ على الخروج معكِ؟ لن أفعل ذلك مجدداً أبداً.."

"لأنني دعوتُك؟" قالت بنبرةٍ أقرب للتساؤل فابتسم ساخراً وأجاب "دعوتني أشرب القهوة، لا لأحمل أمتعتك.."

"حسناً.. حصل الأمر وحسب.."

تذمر وأشار لها لتجلس وهو يقول "سأذهب لأطلب، ماذا تريدين؟"

"عصير فواكه.."

"حسناً.. أيتها الطفلة.." قال وهو ينهض ويعبث بشعرها جاعلاً إياها تزفر بضيق وهي تبعده وضحك مجدداً، كانا الآن أكثر قرباً من أي وقتٍ مضى، ولكنها بنفس الوقت لم تعد تتحدث كثيراً عن كونه أصغر منها، منذ أن قال لها بالحرف الواحد "لا تذهبي مع مزحة زميلي الأصغر كثيراً، يمكن لأي شخص أن يقول أنكِ معجبةٌ بزميلكِ الأصغر.."

 Nuckles land | أرض نوكلس Donde viven las historias. Descúbrelo ahora