الفصل السابع

20 9 10
                                    

حضرتك كُنت عايزنا في موضوع ايه؟.

حمحم مراد بخفة ليرسم بسمة صغيرة على ثغره قائلاً :
- بصراحة كُنت جاي أعرض عليكوا عرض و هو انكم
تيجوا تعيشوا معايا و انا هوفر لكم كُل حاجة من أكل
و لبس و حتى مصاريف الجامعة.

أنتهى مما كان يقول ينتظر إجابتهم بينما نور أنكمشت
قسمات وجهها تعبر عن ضيقها و قد تلاشت أبتسامتها
تماماً عند سماعها لذلك .... ليقول مراد بسرعة مصححاً :
- ما تفهموش كلامي انه شفقة بالعكس انا بجد بعتبركم
زي بناتي بالظبط .

أغمضت نور عينيها و هى تتنفش بعمق لتقول بعدها :
- شكراً يا أستاذ مراد احنا مش محتاجين مساعدة
حضرتك احنا مبسوطين كدة و راضيين بعيشتنا دي
و بعدين ما تنساس ربنا رحيم بعباده .

قالت ذلك لتكمل ملك قائلة :
- زي ما قالت نور لحضرتك إحنا مش محتاجين مساعدة.

- يعني عرض حضرتك مرفوض .
نطقت بها أروى بكبرياء .... ليهز مراد رأسه إيجاباً و مازالت تلك الإبتسامة الصغيرة الهادئة تزين ثغره
ليقول بهدوء :
- أنا هعتبر إن ده مش الجواب النهائي.
قال ذلك و هو ينهض من على الأريكة يهُم بالمغادرة
بينما خالد ينظر إليهم و هو لا يفهم ما يجري حوله
و لما طلب مراد منه المجيئ معه فـ هو لا يمت للأمر
بـ صلة ..... نعم هو يعلم ان مراد لا يذهب لمكان دونه فهو ذراعه الأيمن و لكنه لم يخبره للآن ما الذي يخطط له ..... قطع تفكيره عندما شاهد مراد يهُم بالخروج لينهض هو الآخر ليلحق به ...... و عند خروجهم من منزل الفتيات صعد مراد السيارة يليه خالد ليركب خلف
المقود بينما مراد بجانبه لتتحرك السيارة متجهة إلى ڤيلا
مراد الرفاعي ..... نظر خالد إلى مراد ينتظر منه أن يخبره ما سِر زيارتهم للفتيات و أيضاً منهم بأن تعيش
الفتيات مع ...... لاحظ مراد نظرات خالد المصوبة نحوه
ليتنهد بتعب قائلاً :
- طلبت منهم ييجوا يعيشوا معايا عشان حسيتهم زي بناتي مش شعور شفقة أبداً بالعكس ده أنا بشفق على نفسي ..... يعني كُل الفلوس دي اللي معايا مالهاش قيمة
خالص عايش حياة كئيبة و مملة من الشغل للبيت و من
البيت للشغل و كُل ده بقى بيحصل بعد ما توفت مراتي
الله يرحمها هُم بقى رغم أنهم مافيش معاهم كمية الفلوس اللي معايا و لا حتى نصها بس مبسوطين و على طول مع بعض رغم انهم مش إخوات بس بيتعبوا علشان
يلاقوا كُل ده ..... حسيت نفسي بجد مسؤول عنهم
زي ما تقول كدة محتاجين بعض حبيتهم جداً زي بناتي بالظبط و أنا عند كلامي و هحاول كمان أقنع نور اللي الواضح إنها أكتر واحدة معترضة فيهم .

حمحم مراد بسرعة و هو ينظر لأعلى يحاول كبح دموعه
ليس شفقة عليهم بالعليه و الآن قد عزم على تنفيذ ما خطط له سيجعلهم يعيشون حياة سعيدة أكثر
ليقول بعد ذلك :
- هكلم نور و أقنعها و عايزك تجهز لي تذاكر السفر عشان
هرجع فرنسا و هييجوا معايا .

أومأ خالد لـ مراد إيجاباً قائلاً بطاعة و إحترام :
- حاضر يا مراد بيه في أقرب وقت هيبقى كله جاهز .

لا حياة دون عائلة Where stories live. Discover now