الفصل الأول "حياة جديدة "

90 26 30
                                    

في محافظة القاهرة و تحديداً في دار الأيتام
و في غرفة ما في هذا الدار
أروى بنبرة خوف :
-بنات انا خايفة.
( أروى»» تبلغ من العمر ١٨ عاماً، خجولة و هادئة
تملك شعر قصير يصل إلى كتفيها لونه أسود
و عينان سوداء أيضاً ترتدي نظارات)

ملك بحماس :
-خايفة ايه ده انا متحمسة اوي.
(ملك»» تبلغ من العمر ١٨ عاماً، مجنونة سليطة اللسان تعشق المغامرة، ذو شعر مموج بني اللون و بشرة قمحية و عينان عسلية جذابة)

لتردف نور بحنان :
-متاخفيش يا أروى أحنا معاكي و بعدين أحنا مش هنفضل طول عمرنا في الميتم ده.
(نور»» تبلغ من العمر ١٨ عاماً، تتميز بشعرها الطويل
و لونة الأسود القاتم و بشرة ناصعة البياض
و عينان باللون الأسود كشعرها صبورة و هادئة و لكن في بعض الأحيان قد تفقد أعصابها و بالتحديد إذا كان يخص صديقتيها أروى و ملك فهى لهم كــ أم
أكثر من صديقة)

بينما هُن يتحدثن قاطعتهم تلك الطرقات على الباب
دخل الطارق ليتبين أنها إحدى المربيات لتردف بهدوء :
- يلا يا بنات المديرة مستنياكوا في مكتبها.
اومأت الفتيات لها إيجاباً و بعد مغادرة المربية
التقطن حقائبهن و أتجهاً إلى حيث يقبع مكتب المديرة ______________________________
تعالت الطرقات على باب مكتب المديرة لتأذن المديرة للطارق بالدخول.....ليدخلن الفتيات واحدة تلو الأخرى لتردف المديرة ببسمة حانية :
- أتفضلوا أقعدوا يا بنات.
أحتلت كل واحدة مقعد بجانب مكتب المديرة
لتضيف المديرة بحنان :
- انتوا عارفين يا بنات أنكوا تجاوزتوا السن القانوني
للميتم و هنا لازم تطلعوا من الميتم....بس ما تقلقوش
أحنا هنوفر ليكوا فرصة عمل و سكن و هنا دوركوا تشتغلوا و تعتمدوا  على نفسكم.

لتهتف نور بتساؤل :
- هو حضرتك هنشتغل ايه؟..
لتجيب المديرة :
- انتي يا نور هتشتغلي في محل حلويات أما انتي
يا ملك هتشتغلي في سوبر ماركت و.....
- نعم حضرتك بتقولي ايه؟....أشتغل في سوبر ماركت!!..
هتفت بها ملك بمقاطعة

المديرة بهدوء :
- ايه المشكلة يا ملك ماله السوبر ماركت؟.
أزاحت بوجهها إلى الناحية الأخرى بضيق لتتمتم
دون مبالاه :
- لأ مالوش.
تنهدت المديرة لتكمل ما كانت تقول:    
- أما بالنسبة لك يا أروى فــ هتشتغلي في
مطعم....يلا بسرعة أنزلوا السواق مستنيكوا هيوصلكوا للشقة أحنا دافعين الإيجار سنة مقدماً
و بعد السنة دي أنتوا اللي هتتدفعوا الإيجار.

ودعتهن المديرة ليخرجن من المكتب
او بالأصح من الميتم بأكملة ليبدأن حياة جديدة
خارج أسوار الميتم العالية وقفت الفتيات أمام
البوابة الكبيرة الخاصة بالميتم ينظُرن إلى العالم الخارجي و أخيراً سيخرجن من ذلك السجن
و يتحررن من قواعده الصارمة و لكن لا أحد يعلم
ما الذي يخبئه له القدر من مفاجئات
صدح صوت الزمار المزعج الصادر من السيارة
التي ستقلهن إلى السكن لتتجه الفتيات إلى السيارة
يعزمن على ركوبها ومغادرة ذلك المكان بلا عودة
لتنطلق السيارة تشق طريقها إلى منزلهن
الجديد......نظرت ملك من نافذة السيارة تتحرك مقلتيها على جميع المارة كم كانت تنتظر هذه اللحظة و ها هى الآن تعيشها أبتسامة صغيرة أرتسمت على ثغرها سرعان ما تلاشت عند تذكرها لما قالت المديرة 
" أما انتي يا ملك هتشتغلي في سوبر ماركت "
تنهدت بحزن لتشعر بأحداً ما يربت على كتفها لتنظر للفاعل....
لتجد نور تنظر إليها بابتسامة حنونة :
- مش مستاهلة كل ده يا ملك أنتي حتي لسة ما شوفتيش السوبر ماركت او أشتغلتي فيه مش يمكن
يعجبك و ترتاحي في الشغل فيه؟.

أبتسمت لها في هدوء لتومأ لها إيجاباً لربما
تكون محقة و هى مخطئة....
بعد فترة وجيزة توقفت السيارة في حي ما يبدوا عليه البساطة و تحديداً أمام عمارة سكنية ليست مهترئة و أيضا ليست بالراقية و لكنها تبعث الطمأنينة إلى القلب
نزلت الفتيات من السيارة يتجهن إلى العمارة

ليتوقفن عند سماع السائق يهتف لهن :
-استنوا يا آنسات فيه حاجة نسيتوا تاخدوها.
ليمد يده لهن بـ ثلاث ظروف و أكمل :
- دي عناوين المكان بتاع شغل كل واحدة فيكوا.

التقطت كلاً منهن الظرف المدون عليه أسمها
لتهم نور بشكره من ثم غادر....نظرن لبعظهن للحظات
لترتسم أبتسامة صغيرة على شفاتهم ليتجهن إلى داخل العمارة ركبت الفتيات المصعد للدور السادس
الذي سيقطن فيه أخرجت نور مفاتيح الشقة التي أعطاها إياها السائق سابقاً ليدخلن إلى الشقة نظرت الفتيات حولهن بدهشة مما يرون المكان يعمه الفوضة و الغبار في كل مكان كأن إعصاراً ما قد أحدث هذه الفوضى لتقول أروى و هى تكاد تبكي :
- يا ماما.... ايه اللي حصل هنا هو انتوا متأكدين
أن الشقة هى دي ولا احنا أتلخبطنا؟!!...

أجابت نور بحسرة :
-أيوة يا أروى هى دي الشقة....أحنا معندناش حل تاني غير أننا ننضف كل ده.

لتنظر لملك التي ما زالت تحدق في المكان و فكها
المتدلي يكاد يلامس الأرض من أثر الصدمة
ضحكت نور و أروى عليها لتردف نور بجدية :
يلا نبدا تنظيف يا بنات.

أجابت أروى بتساؤل :
- و هنضف أزاي و أحنا مفيش معانا حاجة ننضف بيها أصلاً.
أخرجت نور من حقيبتها الصغيرة التي تحملها على
كتفها حفنة من الأموال لترفعها في الهواء وتقول بابتسامة صغيرة :
- هننزل الأول نجيب الحاجات اللي عايزينها
بالفلوس اللي المديرة جابتها لنا او بشكل أصح
من الميتم مش المديرة.
و ضعت الفتيات الحقائب الكبيرة الخاصة بثيابهن
في الشقة و أتجهن إلى السوق لشراء حاجيات المنزل. 
____________________________

    الثقافة الفرنسية

                                            AmbassdorsFR@

LanguageAwards2023

لا حياة دون عائلة Where stories live. Discover now