«الفصل الثاني»

1.2K 105 24
                                    



ذكر..

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..
استغفر الله العظيم واتوب إليه.
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

........
قراءة ممتعة ولطفًا منكم لا تنسوا التصويت🤍..

......



كان دخولي للثامنة عشر من العمر نقلة غريبة في حياتي وحتى الآن أشعر بالإمتنان لهذا التغيير الجذري.
كنت فتاةً سطيحة وغير مبالاية جل همي هو الأكل  واللهو من دون فائدة وقراءة رواياتٍ وكتب تملئ وقت فراغي، لم أحبذ الحياكة أو التطريز كبقية الفتيات ولكنني عشقت جلسات الشاي المليئة بالضحك والحلويات والمقبلات الشهية، أحببت أيضًا الحفلات وكنت أحلق من السعادة عندما تتم دعوتي لها.
لطالما أعجبت برفاهية الوسط النبيل وتمنيت من كل قلبي أن أصبح سيدة منه،كان كافيًا بالنسبة لي أن أخالطهم كابنة تاجرٍ غني.

كنت أجلس في غرفة الجلوس أنظر لوالدي الذي يرسم أحد لوحاته بهدوء، أحب الرسم وامتلك ذوقًا يقول أبي أنه جميلٌ في اختيار الألوان وتدرجاتها للرسم ولكن المضحك أنني فاشلةٌ كبيرة به وبالكاد يمكنني رسم وردة مكونة من خمس بتلات دون ان أحدث بها إعوجاجًا

ــــ أبي، سنتأخر على منزل البارون ألبرت.

نظر والدي للوحة دمج الألوان خاصته وتمتم بسخرية ولكن ملامحه كانت هادئة: ما الجديد ميردا أنتِ دائمًا تشعرين بالملل.

تأففت بضجر فهو لا يسمع حديثي حتى: أبي، أمي وأخي ينتظراننا بالخارج هيا بنا.

نظر بحيرة إلى اللوحة التي على يده وهو يهمس: أريد دمج الأزرق مع الأحمر ليمنحني لونًا بنفسجيًا زاهيًا ولكنني عاجزٌ عن اختيار الدرجات.

أخذ يتحدث مع نفسه وهو يردد درجات الألوان إنه مهووسٌ بالرسم ولا شيء قد يوقفه الآن

قطب قليلًا وهو يضع بعض اللون الأحمر على اللوحة ويتمتم أنه ربما سيناسب تدرج الازرق الفاتح.

تذمرت بحنق: أبي أنا اتحدث معك.

صرفني بيده من دون أن ينظر لي: اذهبي لأمك ميردا وافعلي ما شئتِ.

دخل أرثر الغرفة قاطبًا حاجبيه الأشقرين بضيق استطيع أن أرى بوضوح أن اخي الوسيم سيخطف قلوب الفتيات اليوم.
لقد قام بحلاقة سالفيه وشاربه قبل عودته لنا صدمنا جميعًا بمظهره الجديد أصبح أكثر وسامة بعد حلاقتهم ولكن خصلاته الشقراء لا زالت كما هي وعيناه الزرقاء مشرقة اليوم كثيرًا.
لقد اشتقنا له وبشدة المنزل كان مملًا من دونه.

نَغْمةُ حُبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن