9

35 7 4
                                    

اليوم يوم الكريسماس الذي صار اليوم الأسود بحياتي ، أولا بسبب أني لا أملك شخصا مميزا لأخرج برفقته في هذا اليوم ، و ثانيا لأننا أمضينا فيه آخر موعد لنا قبل أن تسافر للولايات لتلاحق حلمك الخاص

لذا بقدر ما كنت سعيدة لأجلك حينها بقدر ما استأت كثيرا لأني لن أراك مجددا و لن أشعر بوجودك حولي كما أفعل الآن

أ تعلم أني كنت أكبح دموعي بصعوبة آنذاك ، و أنا أبتلع تلك الغصة التي ما انفكت تخنق حنجرتي و أنا أحاول تخيل الأيام القادمة التي سأمضيها بدونك

واسيتني بعدها بأننا سنظل على اتصال بالتأكيد ، لكني كنت أعلم مسبقا أننا لن نفعل

هناك فارق ست ساعات بيننا وأنت ستمضي اليوم بطوله في دراستك ، و لن تستطيع تخصيص وقت لي حتى لو أردت ذلك

لذا أنا اقترحت أنه من الأفضل لكلينا أن ننفصل لكنك رفضت ذلك بشدة

لذا اقترحت و أنا أزيف ابتسامتي

'دعنا نتزوج إن جمعنا القدر مجددا و نحن عازبين '

حينها أنت ابتسمت باتساع و أنت تحضنني بدفء بينما الثلج قد بدأ بالتساقط تزامنا مع كلماتك الأخيرة

'حسنا ، فلنفعل ذلك'

فصلت الحضن و أنت تعظني بأن لا أحصل على أي حبيب سيء الطباع كحبيبي السابق ، لأنك لن تكون هنا لمواساتي

امتعضت حينها قائلة بأنك لا تحتاج أن تذكرني بأنك سترحل عني

رافقتك بعد ذلك بأيام إلى المطار و أنت لم تكف أبدا عن محاولة إبهاجي لكن لم أستطع أن أزيف ابتساماتي مجددا ، فمهاراتي التمثيلية تنجح لمرة واحدة فقط

لن أنسى أبدا ابتسامتك الواسعة آنذاك وأنت تلوح لي بيديك الاثنتين مودعا إياي بعد أن توقفت عن جر حقيبة سفرك خلفك للحظات

بمجرد أن أدرت ظهرك أذنت لشلال الدموع أن يتدفق أخيرا بعد أن كنت أكبحه بصعوبة ، فقد تألمت للغاية يومها ليس لأني قد فارقت حبيبي ، بل لأني شعرت أني قد فقدت شبابي برحيلك

أعلم أنك حاولت بعد ذلك كثيرا أن تحافظ على اتصالاتنا معا ، لكني غيرت رقم هاتفي بعد أن صرت تغفو كثيرا و أنت تحدثني عن يومك المتعب الذي مررت به

ترددت لوهلة عند فعل ذلك لأني خشيت أنك ربما ستسيء الظن بي لكن بالنسبة لي أنت أكثر أهمية من ذلك

لكني رغم كل هذا ، لازلت أتمسك بذلك الأمل المهترئ راجية في قرارة نفسي أن يقف الحظ بجانبي و لو لمرة في حياتي لأقابلك مجددا ...

يتبع ...

Do You Remember ||Where stories live. Discover now