الثامن والعشرون الجزء الثاني

Beginne am Anfang
                                    

في غرفة جاسر استيقظ قبل بضعة دقائق وظل مكانه في الفراش ينظر لسقف الحجرة ، يفكر في الكثير ... طرب رعد ملاك يوسف چوري ومريم ، رؤى وتلك
الكاملا التي اقتحمت حياتهم دون سابق إنذار
والحلقة المفقودة ، هو يعلم الكثير أكثر مما يتصوروا أنه يعرف ... الصفقة الأخيرة كيف نسيها عليه أن يبعث رعد بورق المناقصة ليقدموا عرضهم للشركة ، اجفل على يد رؤى تمسح على خصلات شعره برفق نظر لها وابتسم لتفعل المثل ، انتصفت جالسة جواره تحادثه :
- أنا حاسة بقلقك طول الليل يا جاسر ، ما اعتقدش أنك نمت ساعتين على بعض ... أنا عارفة أنك دايما قلقان على الكل ، بس سيبها لربنا يا جاسر ... اللي كاتبه ربنا هيكون إنت ما تقدرش تقف في وش القدر ، وبعدين أنا عارفة أنك متضايق من ساعة ما سمعت يوسف وهو بيخترف باسم ملاك ، بس البنات عايشين معانا بقالهم شهور ما شوفناش منهم حاجة وحشة ، بالعكس بقى دي طرب مهنية رعد آخر هنا
وبعدين لو هو بيحبها خلاص نخطبهاله لحد ما يخلص كلية ويتجوزها ، وبعدين لو تشوف شكلها في المستشفى كانت منهارة إزاي هتعرف أنها كمان بتحبه

يحبها وتحبه !! ما بال الجيل الجديد ، كيف يعرف ما هو الحب وهو لا يزال فرخ صغير خرج من قشرة بيضته قبل سنوات معدودة
زفر أنفاسه بعنف يومأ برأسه يتمتم :
- هشوف يا رؤى ، معلش صحي ملاك وخليها تلبس عشان هاخدها ونروح المستشفى ، وصحي رعد عشان هبعته يقدم ورق المناقصة
اومأت رؤي برأسها تحركت من الفراش خطوتين والتفتت له من جديد تعقد ذراعيها أمامها ، نظر لها متعجبا من الغضب الظاهر عاى قسمات وجهها في حين اردفت هي غاضبة :
- صحيح افتكرت ، عارف يا جاسر اشوفك واقف قدام الولية الصفرا اللي عمالة تسبل وهي بتتكلم دي ، هتشوف نكد ما بعده نكد
اللهم بلغت
توسعت حدقتيه قلقا من تهديدها حين تركته وخرجت ليتمتم قلقا :
- معقولة هتعبيني في أكياس سودا ؟! ، لاء رؤى طيبة ما تعملش كدة ... يبقى هتعملني صينية بطاطس .... هارابيض لا تقولي ما فيش كيكة بالشوكولاتة تاني وأنام طول الليل ز زي عبدالحليم حاضن الوسادة الخالية ، لاء دي صينية البطاطس أرحم
قامت من فراشها اغتسل وبدل ثيابه وتحرك لغرفة يوسف مباشرة ، رآه ينتصف جالسا على سطح فراشه خلفه وسادة مريحة ... النافذة مفتوحة كوب من العصير في يده ، رؤى كانت هنا توا ، أعطاه يوسف ابتسامة شاحبة يهمس بنبرة ضعيفة :
- صباح الخير يا بابا
اقترب جاسر منه جذب المقعد يجلس أمامه يسأله قلقا :
- فطرت ولا لسه ؟
ارتسمت إبتسامة ضعيفة على شفتيه حاول إلا يضحك ، لأن الضحك يؤلم رأسه يهمس متعبا :
- ودا سؤال بردوا ، دا اتزغطت مش فطرت ... وخدت العلاج ودي تالت كوباية عصير تقريبا
ابتسم جاسر يومأ برأسه ظل لبضع لحظات صامتا ، قبل أن يزفر نفسا عميقا يوجه حديثه لولده :
- بص يا يوسف لا أنا بتاع لف ودوران ولا أنت بردوا ، اوعى تكون فاكر اللي حصلك هيقللك من نظري بالعكس دا أنا فخور بيك ، عشان ما خوفتش من تهديد عيل واتمسكت بحقك ، وأنا خدتلك حقك أنا وأخوك ، مش دا الموضوع اللي أنا عاوزك فيه ، طول ما إنت في البينج وقبل ما تفوق وأنت عمال تخترف باسم ملاك ، واخرتها فضلت تقول ملاك أنا بحبك وقولتها كتير ، فمن غير لف ودوران يا يوسف ايه اللي بينك وبينها
أصفر وجهه يوسف أثر ما سمع من أبيه ، كان يهذي باسم ملاك ، المسكينة كيف كان حالها بينهم وهو يهذي باسمها ويردد أنه يحبها ، تنهد بعمق يهمس بصوت ضعيف متعب :
- حضرتك عندك حق أنا مش بتاع لف ولا دوران ، أنا بحب ملاك ومتعلق بيها ، ويوم ما مراد طلب ايد مريم قدام الكل ، لولا إني اتريقت عليه كنت طلبت ايدها هي كمان ، أنا حتى مش عارف هي بتحبني ولا لاء ... أنا حاولت أبعد نفسي عنها كتير بس ما عرفتش
بابا عارف إني غلط وأنت أكيد بتقول دا لسه عيل صغير ، بس أنت وافقت على حب مراد ، صدقني أنا بحبها ... أنا ما يفرقش معايا كون أنها على كرسي بعجل خالص ... أنا مستعد اشيلها لباقي عمري
ارتفع حاجبي جاسر اندهاشا مما يقول يوسف منذ متى وهو شاعري لتلك الدرجة ، مد يده يربت على كف يده يحادثه بهدوء :
- يوسف ... بنات الناس مش لعبة وأنت ممكن ما تكونش بتحبها ويكون مجرد إعجاب ، حب مراهقة ومع الوقت هتزهدها ، فكر كويس يا يوسف في كم الوجع اللي هتسببه ليها لو عملت كدة ... على العموم لما تقوم بالسلامة هنتكلم تاني ، هسيبك ترتاح
خرج من غرفة يوسف ليرى طرب تخرج من غرفة ملاك شقيقتها هرعت إليه ما أن رأته تسأله متوترة :
- بابا هو أنت صحيح هتاخد ملاك المستشفى عشان العملية
اومأ برأسه بالايجاب لتتمسك بكف يده تتوسله :
-طب أنا عاوزة اجي معاكوا ، عشان خاطري ملاك هتخاف وماما مش هتقدر تروح و...
قاطعها قبل أن تكمل سيل توسلاتها يغمغم متضايقا :
- طرب أنتِ بترغي كتير بجد ، ربنا يكون في عونه رعد ، روحي البسي يلا
ابتسمت تشكره تركض إلى غرفتها سريعا ، نزل جاسر لأسفل رأى رعد يجلس وأمامه أوراق العرض الخاص بشركتهم يراجعه ، اقترب جاسر يجلس جواره يسأله :
- الورق تمام
اومأ رعد برأسه بالإيجاب قبل أن يلتفت برأسه إليه يردف :
- العرض اللي هتقدمه شركتنا ممتاز ، بس في مشكلة بسيطة ... الكلام المنتشر في السوق أن عرض شركات المهدي فوق الممتاز ، لأن في شريك جديد شارك عُدي في الشركة ... لسه ما عنديش معلومات كاملة عنه .... بس قريب هجعملك عنه كل المعلومات ... إحنا عايزين طفرة تخلي العرض بتاعنا الأفضل بين الكل 
شردت عيني جاسر ، عُدي لديه شريك جديد أمر مثير للاهتمام ، زفر حانقا يبحث مع رعد عن تلك الطفرة التي يتحدث عنها ، قبل أن يسمعا معا صوت يتحدث من خلفهما :
- دايما جلال كان بيقول أن أحسن عرض هو اللي بيبقى بأقل تكاليف وأحسن جودة
التفت رعد ومعه جاسر صوت الصوت ليجدا كاملا تقف خلفهما تنظر إلى أوراق العرض الخاص بهما قبل أن تشير إلى بند تتمتم :
- ممكن تغير الحديد دا ل ******* كان دايما جلال بيستخدمه جودة عالية بسعر أقل من النوع دا
نظر رعد لأبيه يحرك رأسه بالإيجاب موافقا ما تقول :
- فكرة هايلة جداا
وافق جاسر رآها فعلا فكرة جيدة للغاية ، ضيق عينيه ينظر إلى كاملا حذرا ، هل تحاول مساعدته حقا ؟! ... قام من مكانه وقف أمامها يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يردف :
- ملاحظة ذكية ، متشكر يا مدام كاملا
ارتسمت إبتسامة واسعة على شفتيها تومأ برأسها تردف بحماس :
- عارف جلال كان بيعمل ايه كمان ، كان بيطلع إشاعة في السوق قبل أي صفقة مهمة أنه مش هيشارك في الصفقة دي ، وقبل ما الوقت يخلص بدقايق يكون مقدم عرضه فالمنافسين يطمنوا وهوب يروح لادغ لدغته
همهم جاسر ينظر إليها عن كثب ، إلى ما تسعى تلك السيدة تحديدا ، ربما هي لا تسعى لشيء سيء وهو فقط من يسيء بها الظن ، نزلت طرب ومعها مريم يساعدان ملاك إلى أسفل .. تركت كاملا طرب وتوجهت صوب ملاك جثت على ركبيتها أمامها تمسك بكفي يدها تشجعها :
- مش عيزاك ِ تخافي ، طرب هتبقى معاكِ ، عايزكِ ترجعي تمشي على رجليلكِ تاني يا ملاك لسه الحياة قدامك طويلة ماشي يا حبيبتي
اومأت ملاك مرتبكة ، تشعر بالذعر لا الخوف تحاول ألا تظهر ذلك ... قام رعد توجه إلى مكتب أبيه يُعدل البند قبل أن يلحق بهم إلى السيارة ، جلس خلف المقود والده جواره وملاك وطرب بالخلف ، نظر إلى ملاك يطمأنها :
- ما تخافيش يا ملوكة
أمسكت طرب بكفي يدها تشعر بهما باردان كالثلح يدها ترتجف بعنف ، لتضمها إليها تحاول أن تهدئها إلى أن وصلا للمستشفى
بعد العديد من الفحوصات والاشعة وقفت طرب جوار رعد في الممر خارجا تمسك بكف يد رعد تستند برأسها إلى ذراعها تزفر انفاسها قلقة بين حين وآخر ليميل رعد برأسه صوبها يهمس يطمأنها :
- قلقانة ليه يا طرب ، هي مش هتعمل العملية النهاردة ، دي إشاعة وتحاليل بس اهدي يا حبيبتي
اومأت برأسها تبتلع لعابها متوترة ، خرج الطبيب بصحبة جاسر إليهم لتهرع طرب إليهم تسأل قلقة :
- طمني يا دكتور
ابتسم الطبيب في هدوء يردف :
- زي ما قولت لجاسر باشا الأشعة والتحاليل بتاعتها كويسة جداا ، ونقدر نعمل العملية آخر الأسبوع دا ، وبعد كدة نبدأ العلاج الطبيعي
نظر الطبيب لجاسر يكمل كلامه :
- أنا هجهز اللازم زي ما حضرتك طلبت ، عن اذنكوا
تنفست طرب الصعداء تشق ابتسامة كبيرة شفتيها هرولت إلى الغرفة التي بها شقيقتها تعانقها بقوة تحادثها سعيدة :
- آخر الأسبوع يا ملاك ، خلاص الكابوس دا هينزاح آخر الأسبوع وهترجعي تمشي تاني
ابتسمت ملاك متوترة امسكت بيدي شقيقتها تهمس متوترة :
- أنا خايفة أوي يا طرب من العملية ، وخايفة لما اعملها تفشل وخايفة....

أسيرة الشيطان الجزء الأول + الجزء الثاني+ الثالثWo Geschichten leben. Entdecke jetzt