" ما الذي سنفعله الآن؟" صاحت زوي في قلق، كانوا جميعهم مجتمعين في ذلك المنزل الذي لطالما اعتادوا الالتقاء به ، كان دايفيد يمسك بتلك الصورة و التي قام بتمزيقها فجأة و القى بها على الأرض في غضب
" دايفيد... أنت من يستطيع انقاذنا هيا فكر... جد حلا و الا سنهلك جميعا" قالت ليلي الفتاة الشقراء
" ماذا ؟ حتى و ان فضح أمرنا لا يهم اساسا من الممتع تجربة مغامرة جديدة داخل السجن سنمرح كثيرا" قال لوكاس و الذي بدا ثملا ، كان يتكأ على السرير بينما يحمل بيده اليمنى سيجارة مشتعلة و بيده الأخرى زجاجة مشروبات كحولية، كان دايفيد العقل المدبر بتلك المجموعة، شاب لا مكان للخير بقلبه، كان اشدهم خبثا و شرا لكن اعترف انه عبقري رغم كل شيئ لكنه يستخدم ذلك الذكاء في الشر فقط و مساعدة اصدقائه للخروج من المشاكل التي يقعون بها، أما ليلي فهي حبيبته فتاة شقراء جميلة لا هدف لها بهذه الحياة ربما بسبب أموال عائلتها، ليست الا فتاة فاشلة مدللة و غبية ، زوي فتاة سمراء تعمل كممثلة و في اوقات فراغها تأتي للدراسة بالجامعة ، و لوكاس... ان كان دايفيد العقل المدبر فلوكاس هو المنفذ لخطط دايفيد دون تفكير و اكثرهم وقوعا بالمشاكل فقد كان لاعب كرة قدم ايضا و ذلك حلمه على الأقل هو يملك حلما ، كذلك يوجد شاب آخر يدعى دانيال او ربما انا الوحيدة التي اطلق عليه اسم دانيال فأصدقائه ينادونه بداني اختصارا ذلك الشاب كان الأكثر غموضا و لم اتمكن بعد من جمع اية معلومات عنه .
بتلك الليلة، كانوا جميعهم ما عدا دانيال مجتمعون بعد ان سربت بعض الصور لجميعهم كدليل على جريمة بشعة قد اقترفوها، كنت اقف بتلك الغابة اراقب من بعيد ذلك المنزل تارة و هاتفي تارة أخرى كنت استطيع سماع ما يدور بينهم من حديث عن طريق الكميرات التي وضعتها بالمنزل ، قد تبدو قصتي عادية مثل قصص المسلسلات و الأفلام مجرد شخص غريب الاطوار نكرة يحاول الانتقام من احدهم لكن في الحقيقة حكايتي اعمق من ذلك بكثير هدفي لم يكن مجرد انتقام عادي بل غايتي كانت ان اصنع الفرق و ان أجعل حكاية تلك المجموعة درسا لعل ذلك قد يذكر هذا العالم التعيس بالانسانية التي فقدت لم يكن لدي ما اخسره و قررت خوض هذه الحرب بكامل ارادتي .
قبل سنتان
Eleanor POV
" ما رأيك الينور؟ صرت أجيد لعب الشطرنج جيدا و هذا بفضلك" قال ليو، كان يبتسم ابتسامة خجولة، ذلك هو طبعه لقد كان لطيفا للغاية ذلك الشاب الذي يعتذر دائما عن أي شيئ ، حركت قطعة الوزير السوداء ثم نظرت له و قلت
" لنرى الى مدى قد تطورت"
" حسنا لم اصل الى مستواك لكن على الأقل قد تعلمت " أجاب، مرت دقائق لتنتهي المباراة بفوزي حينها مد كفه ليصافحني
" ان استطعت التغلب علي حينها تستطيع المشاركة في البطولة الوطنية للشطرنج"قلت لكنه ابتسم ثم أجاب
" لا اتعلم الشطرنج من اجل المشاركة في البطولات افعل ذلك لأسباب أخرى"
" اه هكذا اذا... لابأس، سأغادر الآن أراك الأسبوع المقبل " قلت ثم اقتربت من الباب لأغادر غرفته لكنه اوقفني قائلا
" مهلا... "
اقترب من درج مكتبه ثم اخرج علبة بيضاء مزينة بالزهور
" انها هديتي... لم اهدي شخصا ما من قبل لكني اعتبرك شخصا مهما بالنسبة لي" قال ، تناولت ذلك الصندوق ثم فتحته لأجد عقدا من الفضة
"أهذه ورقة شجر؟"قلت بعد ان لاحظت اخر العقد كان شكلا لورقة شجر
" بلى لا اعلم لما اخترت صنعها ربما لأني احب فصل الخريف كثيرا"
" شكرا لك لكني لا استطيع قول هدية كهذ تبدو باهضة الثمن"
" ارجوك اقبليها ، ان لم تعجبك سوف اصنع لك واحدة اخرى" قال، ابتسمت في هدوء ثم غادرت باتجاه الجامعة
كان ليو يكبرني بسنتان لكن في الحقيقة كانت قصته مثيرة للاهتمام ، هو ينتمي الى عائلة غنية لكنه كان طفلا وحيدا رغم وجود شقيقه الأصغر و الذي كان مختلفا عن ليو فهذا الأخير كان يعاني من مرض نادر يلزمه المكوث بالمنزل و تناول ادويته باستمرار، كان حبيس ذلك القصر منذ طفولته و على العكس كان شقيقه دايفيد و كأنهما وجهان لعملة معدنية احدهما هادئ و رقيق ، محب للشعر و الكتب و الرسم و الآخر محب لحياة الترف و السهر ذلك الشاب الغني الشقي و على عكس شقيقه كان ليو وحيدا دائما حتى انه قال لي ذات مرة انه لم يحضى بصديق او حبيب من قبل و انه و بسببي تعليمي له الشطرنج صرت الشخص الوحيد الذي دخل حياته الكئيبة و المملة .
كنت اعمل احيانا في تعليم لعبة الشطرنج لليو و قد كان سبب تعرفي على تلك العائلة ايثان و الذي كان مدرسا بالجامعة فقد كان صديقا لوالد ليو و يعلم جيدا اني احب لعب الشطرنج و اني بحاجة الى المال، لم اكن انتمي الى عائلة ميسورة الحال و حتى حكاية قبولي بالجامعة كانت وكأنها معجزة ، ادعى الينور ابلغ من العمر 23 عاما ادرس بالجامعة تخصص الهندسة المعمارية، لست شخصا صاخبا أبدا بل اميل الى الهدوء و الانعزال فأنا شخص انطوائي بطبعي و حتى اصدقائي لا املك غير صديقة واحدة فقط تدعى صوفيا
YOU ARE READING
Queens, Kings, and Checkmates
Mystery / Thrillerلم يكن لعب الشطرنج الشيئ الوحيد الذي اجيد فعله، يا لها من حياة غير عادلة الملكة في القاع بينما البيادق في القمة، لكن الروايات ألفت لتروي قصة معانات الملكة، فبطل الروايات لن يكون مجرد بيدق حياته لن تغير مجرى اللعبة