Part 1

1.2K 45 4
                                    

لطيف

‌"يا لك من فتاة مشاكسة،متى ستكبرين

و تتركين عمل الأولاد ذاك ها؟

"مرة واحدة لتفعلي كمان تفعل قريناتك"



كانت تلك توبيخات أمي المعتاده كل صباح أو ربما كل ما رأتني أخرج من المنزل بذلك المظهر !
على كل حال
إنه اسلوبي ماذا أفعل ؟
الأسود - النيلي - الأزرق

إنها ألوان لا تفارقني ..تدخل جميع تفاصيلي
لكن المشكلة عندها لا تكمن بكوني لا أرتدي الألوان الزاهية كسائر الفتيات بل كوني أتصرف كالفتيان !
كون أسلوب لباسي و كلامي و تصرفاتي تبدو كفتى لا فتاة في أوائل العشرينات!

لما أنا ما زلتُ أشرح هنا للآن ..يالي من بلهاء سأتأخر !!

"أحبك أمي"

قلتها بعد انتهائي من ربط حذائي الجلدي الأسود ذاك مهرولة خارج المنزل

"انتظري ألن تتناولِ الفطور أيضاً ..

لم تكمل جملتها بما أن ابنتها قد غادرت بالفعل !

"أه شقيه"

ها أنا في طريقي لمبنى الأزهار
(كما يسمونه..لكثرة الأزهار هناك..كما يقال أنها لا تذبل صيفا ولا حتى شتاء ! )
لقد قرأت إعلانا بالأمس يقول أن هناك شقق للإستئجار هنا
وبما أننا سننتقل من منزلنا قلت لنفسي لأجلب أمي لمكان كهذا علها تلتهي بالناس؟ بالزهور ؟ وتتركني على راحتي ! ربما !

أثناء سيري في الممر المؤدي لداخل المبنى صادفتني تلك القهقهات الطفولية بتلك الحديقة..

الصادرة عن ذلك الشاب الأشقر الذي يجاري طفلا صغيرا هناك! يا إلهي هل حقا هذه قهقهاته! شاب بذلك الحجم يبدو كطفل ! حسنا لكنه لطيف..
لأكمل سيري للداخل بلا مبالاة ..

تحدثت مع مدير المبنى ورأيت الشقة و أعجبني السعر أيضاً..فكما يعرف من يعرفني حتى لو أملك بقدر المدينة مالاً لا أجعل نفسي طعاماً سهلا لأولئك المستغلين ..إنني فطنة بخصوص ذلك..

ها أنا أدخل المصعد الخالي وقبل أن يغلق الباب دخل أحدهم أيضا..

إنه ذات الفتى في الحديقة ..
إن ملامحه الآن أضحت أجمل عن قرب و بدا ألطف حتى دون أن يتحدث !
أستغرب الأشخاص الذين يملكون تلك الهاله..الذين ينثرون اللطافة في الأرجاء رغم عدم علمهم ! ..
ترتاح لرؤيتهم و حدثهم حتى لو كانت مرتك الأولى التي رأيتهم بها..!! هل هذا ما يسمونه بالقبول السماوي !؟
لا شك أن الملائكة تحب أولئك الأشخاص..

ONCE AGAIN | مرة أخرىWhere stories live. Discover now