الفصل السادس عشر

31 4 0
                                    

الفَرق بينّ المَغفِرة وَالعَفو؟

_ المَغفِرة:
أن يُسامِحك الله على الذنب ولكنه سيبقى مُسجلًا في صَحِيفتك.

_ العَفو:
فهو مُسامَحتك على الذنب مع مَحوه من الصَحِيفه وكأنَه لم يكن.

لذلك نَصح رسول الله ﷺ أن نُكثِر من هذا الدعاء: "اللهم إنك عفو تُحب العفو فاعفُ عنا"

فأكثِروا منه🤍
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد ❤️
            *******************
ناهد:حبيبي كنت عايزه اطلب منك طلب اتمنى تساعدني فيه
.......:اكيد اتفضلي يا حبيبتى
ناهد:عندي بنوته ثقة عايزاك تدربها معاك تاخد خبرة وشعادة
........:حضرتك عارفه اني مابحبش الوسايط دا اهم حاجه عندى المواهب
ناهد:دي مش موهبه بس دي بريق و روسوماتها كله عباره عن بريق انا شوفتها بنفسى وانت هتشوف بنفسك
..........:ياه للدرجه دي خطيرة
ناهد:صدقني هى موهبة جدا بس عايزة فرصه
..............:تمام علشان خاطرك وأنك اول مره تشكرى فى حد كدا انا هشوفها علشان تعرفي انت غاليه ازاي علي قلبي
ناهد:ربنا يخليك ليا يا حبيبي يلا سلام بقا يا حبيبي
وانهت ناهد المكالمه فنظرت لها تسنيم وبأستغراب وقالت بفضول :هو حضرتك بتكلمي مين
ابتسمت ناهد وامسكت بكف يدها وقالت :مش انا قولت ان اللي عايزه ينجح لازم ينجح في مكانه المناسب
اومأت لها تسنيم فأكملت ناهد وقالت:وانت بقا مكانك مش في العياده ولا اي مكان غير مكان واحد واحد...وامسكت بدفترها وهي تلوح بيه امام عينيها وقالت:المكان اللي هتقدري تحولي ده لواقع
نظرت لها تسنيم بتشويش وقالت:معلشي... انا مش فاهمه قصدك ايه
ناهد :بصي ياستي انا اخويا كان عنده شركه تصميم ازياء كدا صغيره علي قده كدا بناها هو واخويا التاني وصحبهم وعلشان الفكره جت من مرات اخويا الكبير سماها بأسمها اكيد انت تعرفيها بما انك بتحبي التصميم وكدا "دار كيارا للازياء "
شعرت تسنيم بالحرج لعدم معرفتها لعدم قدرتها علي مسايره وقتها فكان معظم وقتها تتنقل من عمل الي اخر الي ان يأتي الليل فتذهب في سبات عميق ..اومأت ناهد بتفهم لوضعها واكلت تزيح الحرج عنها :المهم الشركه دي بدأت تكبر لغايه لما ربنا افتكر اخواتي وصحبهم ودلوقتي اولدهم هما المسؤلين عنها وانا دلوقتي وانت بقا بكره هتروحي هناك وهما هتصرفوا
نظرت لها بحيره ولم تدري بماذا تجيب ثم قالت بتردد :طب طب ممكن تسبيني لغايه بكره افكر بس وهرد علي حضرتك
اومأت لها ناهد ثم قالت لها مغيره الموضوع :قومي شغلي التلفزيون نتفؤج علي فيلم ولا اي حاجه ابتسمت لها ونهضت من مكانها زقلعت ما طلبته منها وجلسوا ليستمعوا احدي الافلام وبعد مده نظرت ناهد الي تسنيم وقالت :ممكن اسألك سؤال
استغربت تسنيم ولكن لم تعترض فقالت ناهد:ومن اول ما شفتك وانا شايفه جرح كبير فوق حاجبك ممكن اعرف ايه سببه
نظرت لها تسنيم وذكري الحادث تدفق لدماغها ونظرت للفراغ ولم تتحدث ...فقترب ناهد منها وقالت :احنا مش التفقنا اني اساعدك فلازم تحكيلي
تلمست مكان الحرج وقالت بحزن :دي اول كسره وخذلان من اهل
ناهد باستغراب:ازاي
تسنيم تقريبا وانا عندي ٥ سنين كنا بنلعب انا وعيال عمتي فكانت بنت عمتي جيبه ساعه جديده عجبتي استأذنت اشوفها. هرجعها ليها تاني .. وهي بقا فضلت تتكبر عليا وبعد كدا ادتهالي شوفتها ورجعتها وبعد كدا روحت اجيب حاجه لأمي ولما رجعت لقيت عمتي وعيالها روحوا تاني يوم عمتي جت وهي وببنتها وكانت بنتها بتعيط اوووي وهي بتشاور عليا وتقول اخدتها انا طبعا مش فاهمه انا اخدت ايه فأبويا سأل انا اخدت ايه بنت عمتي قالت اني اخد الساعه بتعتها فقولت اني مش اخدتها وحلفت ايمنات ربنا كلها ومحدش صدقني وابويا جاب عصايا كبيره وتخيه ونزل فوقي ضرب لغايه لما دماغي اتفتحت انه يسكت لا فضل يضرب ومحدش فكر بس يحوش عني وفي الاخر طلع ان الاستاذه حطاها في شنطتها ونسيت انا فضلت انزف ومحدش فكر ان الحرج عايز خياطه فعلم مكانه ...
ومن هنا بدأوا بتفننوا في ذلي سواء ابويا او امي او عمتي
انتهت كلامها ونهضت من مكانها ولكن امسكت بها ناهد واخذتها في احضانها وظلت تربط علي ظهرها وتلمس علي شعرها وحاولت ان تهدئها وان تطمئنها الي ان هدءت فقالت ناهد : احنا مش قولنا اننا نتعالج مع بعض ولا ايه ليه عايزه تقومي وتسبيني ...المهم انا مش هقولك دا من الماضي ولازم تتجاوزيه لا انا هقولك اتقوي بيه... الماضي اللي مش يقوي مايبقاش ماضي انت دلوقتي تشوفي طريقك واقوي علشان اللي ذلوكي زمان مش هيقدوروا بيبصوا في وشك لما تحققي حلمك هيقولو ياريت وياريت وليت الندم ينفع خلاص اتققوي بيهم ودوسي عليهم علشان تطلعي اعملي
سلالم ولطلعي عليها تمام
اومأت لها في صامت فاحولت ناهد ان تغير الموضوع فقالت لها: تعالي بقا ننقي حاحه ليكي  بكره وانت رايحه الشغل الجديد
نظرت لها تسنيم بصدمه وقالت:ايه شغل وبكره ؟
اومأت لها ناهد ببسمه وقالت :اه بكره
تسنيم بارتباك :بس انا مش عندي لبس مناسب
امسكتها ناهد من يدها ونهضت واتجهت الي احدي الغرف وقالت:ولا يهمك انا عندي الحل واصلا كل الحلول عند ناني
استغرب تسنيم الاسم وكررته من وارئها :ناني
ضحكت ناهد علي استغرابها وقالت:امممم اسم الدلع اللي ولاد اخويا بينادوني بيه لو عايزه تناديني بيه براحته بل وهكون مبسوطه انت دلوقتي في معزتهم بالظبط
ابتسمت لها تسنيم وقالت:وحضرتك برضو بقا ليكي مَعزه في قلبي وبعد مساعدتك ليا من اول ما شوفت حضرتك مش هقدر انساها ولو فضلت اشكرك من هنا وللابد مش هوفي اللي عملتهولي
ناهد:طب يلا علشان مش ازعل ..ثم نظرت لها بنصف عين وقالت:وانا زعلي وحش
ابتسمت تسنيم وأومأت لها واتجهو الى غرفه بدت شبابية بعض الشئ بها طابع انثوى سالتها تسنيم : هى الأوضة دى بتاعت مين ؟
اجابتها ناهد: دى أوضة عاملاها لريم لما تيجى عندى والهدوم الى بقولك عليها انا كنت جيبيها جديدة ليها بس مالهاش نصيب بقا
ردت تسنيم باحراج: طب انا مش هينفع اخدهم بدام بتوع ريم
نفت ناهد:لا يا حبيبتى انا كنت هسيبهم هنا ليها مفاجأة علشان لو باتت عندى واضطرت تنزل هى ما تعرفش انى جبت حاجه وبعدين انا بعزك زى بنتى مش تكسفينى بقا
ابتسمت لها تسنيم بامتنان وعانقتها: شكرا جدا على كل حاجه .
بادلتها ناهد العناق مردفة: من غير حاجه يالا شوفى الى يعجبك حلال عليكى بدل البت ريم
ضحكت تسنيم وشاركتها ناهد وظلوا يتفحصوا الملابس الى ان استقروا اخيرا على شئ مناسب وذهبوا الى النوم
            ********************
امام جامعه حلوان وقفت احدي سيارات الاجره ونزل منها خالد ومن خلفه كل من رقيه ومريم واتجهه الي البوابه وسألوا عن مكتب العميد لتقديم الاوراق لكل من مريم في      ورقيه في فنون تطبيقيه وبعد ان انتهوا اقترح عليهم ان يتغدوا في احد المطاعم وكاالعاده اختاروا احد الاماكن العشوائيه وفتجهوا الي عربه علي النيل تعد الكريب املي خالد علي الشاب الذي يعمل عليها طلباتهم ثم اتجه الي احد الكراسي الموجوده امام العربه ظلو يتأملوا المكان في صمت فكان كورنيش النيل يعج بالناس منهم من يضحك من القلب  بجوار اصدقائه ومنهم من تطلق عينيه قلوب حمراء سواء مع خطيب او حبيب ومنهم من هائم في دنياه فقطع هذا الصمت صوت رقيه وهي تقول بمرح
-ياه يا جدع اخير بقا الواحد راح جامعه واول لما يدخل وهو شايل شايل جبال كراسات واوبا يقوم يخبط وفي واحد حليوه كدا وينشأ قصه حب من اول نظره ولا قصه حب روميو و جوليت ياه
فاقت من تخيلاتها علي خبطتين من قِبل خالد ومريم ونظرات غاضبه من خالد فقل بصوت يعبر عن حنقه من افكار هذه الغبيه الصغير :طب علي الله يحصل يارقيه وانا هولع فيكي
قالت بحنق:ليه بس ياخالد الله ليه تقطع الارزاق
نظر لها بغضب فحاولت مريم تصلح من الوضع فقالت بهدوء: بصي يا رقيه اولا الكلام اللي انت بتقوليه دا خيال ومش هيحصل خالص ولو خصل ومش هيكون زي مانت متخيله انت فعلا ممكن تخبطي في واحد بالغلط بس موقف وبيعدي مش تبني تخيلات علي حاجات غبيه وبعدين احنا بنروح الجامعه مش علشان نحب ولا نخبط في واحد ونعيش قصه خياليه احنا بنروح علشان نتعلم حاجه احنا بنحبها هتنفعنا واصلا محدش هينفعك غير شهادتك
اكمل خالد بعد ان هدء قليلا :واصلا اللي انت تخيلتيه دا حرام انا اه مش بضغط عليكوا بس في الاخر انا اللي مسؤال عنكم وربنا هيسألني عليكوا يوم القيامه علي الامانه اللي بابا سبهالي
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)
انا راجل وانا اللي مسؤال عن اهل بيتي وكمان حوار ان ولد يحب بنت او يصاحب بنت دا شغل عيال دي مش رجوله وهو بيبقا وخدها رجوله وهو اصلا بيكلم البنات دي ليه بيحبهم مثلا لا  دا بيخدهم منظره لو هو راجل وشاف بنت وعجبته يروح علي باب بتها ويخبط ويقول انا جاي اطلب ايد بنتكم انما يعشمها بالجواز تحت صوره الحب ومش عارفه ايه لا دا عبط واستهبال وبعدين حرام وزي ما ربنا قال{ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }وانت فكرك  يعني اللي بيصاحب ده لو فكر بخطب بنت ويجوزها حيتجوز اللي كان بيكلمها لا طبعا هيدور علي وحده مش كلمت ولد ويسكت علي لا لا برضو هيفضل شاكك فيها وقافل عليها كل البيبان هلشان في تفكيره ان كل البنات مش محترمه زي العينات اللي كان بيكلمها ومش عارف ان ممكن اخته كانت في مكان زي اللي اي بنت من اللي كلمها  مكانها  فمن موضوع انك تصاحبي او تحبي زي اللي انت بتقوليه دا كله كلام فارغ ... وبعدين انا مش مديكوا حريتكم علشان تعملوا حاجه غلط واه دا من اكبر الغلطات اللي بتقع فيها البنات.. لا انا مديكوا حريتكم علشان واثق من تربيتكوا وانا عارف انا مربيكوا علي ايه ...تمام فهمتي يا استاذه انا مش بقول كدا للتحكم فيكي ابدا انا بقول دا لمصلحتك وربنا يهديكي وتسمعي الكلام ..
اكملت مريم وقال:بصي انا هقولك علي موقف وحده صحبتي وقعت فيه  انها حبت واحد اكبر منها بحوالي ١٢ سنه وقالت مش مشكله فرق العمر عمره ما هيقف ما بين حبنه كانوا ولاد عم واهلها واهله بينهم مشاكل كتير قالو برضو ان المشاكل دي عمرها ما هتقهم مابنا وفضلوا غي الموضوع ده اكتر من ٣ سنين مابين مكلامات ومقبلات وحب لدرجه انها كانت مش بتعرف تنام غير علي صوته وفجأه عرفت انه بيكلم وحده تانيه بحجه انها زملته في الشغل عدت الموقف ده وقبلتها مره وحده وحكتلها علي موقف شبه مره في التانيه في التالته شافت وحده نازله من الشقه اللي كانت هتكون شقتهم
رقيه :وايه اللي وداها شقته
مريم :هو اخد شقه في الشارع اللي ورا بيتها المهم بتسأل عنها قالولها انها مرات الاستاذ فلان حببها فضلت مش مصدقه اللي سمعته لغايه في مره راحت الشقه دي وهي متأكده انهم فيها طلعت وخبطت علي الباب فهي اللي طلعت فصحبتي سألت الست اللي طلعت عن اسم حببها فقالت ايوه انا مراته خير حضرتك عايزه حاجه صحبتي من صدمتها وقعت من طولها والست اتخضت دخلتها البيت ونادت علي جوزها بعد ما بظأت تفوقها الراجل من صدمته مش اتحرك من مكانه ولما صحبتي فاقت فضلت تبصله وعيونها مليانه دموع بس مش نزلت ولا دمعه وقالت لمراته علي كل حاجه طلع ان البيه كان متجوز من سنتين وبيلعب ببنت عمه اللي من لحمه ومن دمعه فمن الاخر كل اللي بيكلمك من ورا اهلك او انت بتعملي حاجه من ورا اهلك وخايفه هما يعرفوها فهي غلط
اومأت لهم وظلت تفكر في حديثهم فهي كانت في بدايه الامر تمزح ولكن في نهايته عرفت ان مجتع الجامعه مختلف عن ما عاشته في حياتها ادركت انها ستدخله علي مرحله ملئيه بالكذب اشخاص يرتدون اوجهه غير وجههم  ...اتي طعامهم وظلوا يتسامرون الي ان انتهوا ورجعوا الي منزلهم
                 ********************
فى تمام التاسعه صباحا كانت تسنيم تقف أمام الشركه بفستان رقيق من اللون البنى وحجاب من اللون السكرى بعد انا طلبت من ناهد ان تذهب بمفردها بدون مرافقتها كى لا تعطلها عن عملها لاحظت توقف سيارة الاجرة-التاكسي- أعطته النقود واتجهت لرجال الأمن للتأكد من هوية الشركه: السلام عليكم صباح الخير لو سمحت هى دى شركه كيارا للأزياء العصرية ؟
أجاب الرجل برسمية : ايوة يا فندم اقدر اساعد حضرتك ازاى؟
أجابت بتوضيح: انا عندى معاد لمقابلة العمل.
اومأ بتفهم: تمام اتفضلى حضرتك معايا
فتح البوابه وأشار لها بالعبور اتبعته أعيون تسنيم بانبهار وذهول من روعة التصميم فكانت الشركه عبارة على كره بلورية كأنها ماسها براقة أو نجمة سقطت من السماء جمال التصميم والتنفيذ خاطف لدرجه جعلت فضولها يتشعل و تسأل الرجل بانبهار: ازاى التصميم دا اتنفذ دى فوق الخيال
اجابتها الرجل بابتسامه : بشمهندس عمار دا عبقرى تعليم بره بيفرق برضو يا بنتى كانو قد وصلوا أمام البوابه الداخليه أشار لها: اتفضلى حضرتك للاستقبال وهما هيساعدوكى
اومات له تسنيم شاكرة وذهبت لموظفة الاستقبال:صباح الخير لو سمحتى انا عندى معاد انترفيو انهرده؟
ابتسمت لها السيدة: اهلا بحضرتك ممكن الملف لو سمحتى؟
توتر تسنيم فهى لا تملك اى شهادة استغربت السيدة توترها حاولت تسنيم تدارك الموقف قائلة : لو سمحتى بلغى استاذ وليد انى من طرف الدكتورة ناهد
استفسرت الفتاة بصدمه: استاذ وليد مين مستر وليد الشبراوى والدكتورة ناهد الشبرواى؟
اومأت بايجاب حامدة الله انها تعلم الدكتورة ناهد ولم تلحظ صدمة الفتاة من معرفتها بصاحب الشركة
قالت السيدة : اتفضلى حضرتك ارتاحى هتوصل حالا مع مكتب مستر وليد
فحمد ربها ان الدكتوره ناهد اخبرتها باسم صاحب الشركه حتي لا يفق احد عائق امامها من المواظفين وليسهل الوصول الي مكتب المدير
انتبهت تسنيم لكلام السيد وشكرتها  ثم ذهبت لتجلس وحانت لها فرصة تأمل الشركه من الداخل كان التصميم البلورى الساحر أثر على الداخل فكان هناك الكثير من الطوابق والسلالم المتداخله بشكل مبهر والجميع على قدم وساق شبهتها هى بخلية النحل مع هذا التصميم الفريد والنشاط وأعداد الاناس الرهيب يأكد لها انها خليه نحل  فاقت من تاملها على نداء الموظفه لها: يا انسه اتفضلى معايا اوصلك لمكتب مستر وليد .
ظلت تصعد الطوابق الدائرية حتى وصلوا الى اخر طابق وكان طابق راقى يختلف عن ضوضاء وكثرة عدد المكاتب على خلاف باقى الطوابق توجهت الفتاة لشاب :مستر محمد الانسة عندها معاد انترفيو وبتقول انها من طرف الدكتورة ناهد وعايزة مستر وليد.
اوما لها الشاب : ايوة فعلا مستر وليد مبلغنى شكرا ليكى يا نهلة اكمل موجها كلامه لتسنيم : اتفضلى يا انسه مستر وليد فى انتظارك.
دخلت تسنيم واغلقت الباب خلفها تاركه نهلة تسأل محمد: هى الانسة قريبة المستر ؟
اجابها: لا ليه
سالت باستغراب اكثر: امال فى ايه يعنى عندك علم بمعادها ودخلت على طول ومش معاها شهادات والمستر ما بيحبش الواسطه فى حاجه غريبة
ابتسم محمد : مش معنى انك خطيبتى اقولك على كل حاجه كدا سبينى فى شغلى وروحى شوفى شغلك
تأففت نهلة: ماشى يا محمد كلامنا بعد مواعيد العمل الرسمية استنى عليا غادرت تاركه اياه يضحك على مشاكستها .
اما فى الداخل دخلت تسنيم بعد سماعها اذن الدخول فوجدت شاب يقف بملامح بسيطه يرتدى تيشرت بيج وبنطال من نوع- التشينو-  يلائم جسده الرياضى بنفس اللون لكن ما جذبها حقا كان لون عينه المميز نقضت كل أفكارها وهى تتجه اليه قال مرحبا :اهلا يا أنسة تسنيم اتفضلى
ردت بابتسامه تحاول مدارات توترها:  اهلا بحضرتك يا فندم
بدأ حديثه: ناني اتكلمت عنك كتير جدا لدرجه حمستنى انى اشوف الرسومات بتاعتك .
ابتسمت تسنيم بفرحه : اكيد طبعا واعطته -الاسكتش- الممسكه به
أخذه منها بدا يدقق فيه بعنايه وينتقل من صفحه لأخرى دون ابدأ رأيه مما اقلق تلك الجالسه انهى فحصه قائلا: الرسومات فعلا جميلة بس محتاجه تطوير وشغل كتير عليها هو انتى كلية ايه ؟
أجابت تسنيم بملامح جامدة: انا معايا شهادة الاعدادية بس
ردد بصدمه: اعدادية بس؟ أنا كنت متخيل انك معاكى معهد أو على الأقل ثانوية .
ردت تسنيم بجدية: انا بعرف اصمم كويس وكمان كنا بشتغل فى مصنع وبعرف اخيط فعندى خلفيه عن المجال .
وليد: كلام جميل بس انا ايه الى يخلينى اعينك
تسنيم بتمسك : ممكن حضرتك تحطنى تحت  التدريب هنا وتشوف بنفسك  وتحكم
نظر لها وليد لحظات ثم قال :طب عن اذنك دقايق بس
تركها تاخد أنفاس وتدعو الله أن تُقبل لتحقق حلمها البعيد
                  *****************
ذهب هو لمكتب مجاور مشابه لمكتبه فتح بابه ودخل: شوفت عمتك دبستنى ازاى؟
نظر له كلا من عمار وتيم بدهشة لاندفاعه بهذا الشكل ورد الاول : فى ايه يا عم داخل كدا ليه ومالها نانى عملت ايه؟
كاد تيم بانسحاب : طب هروح انا اشو....
قاطعه وليد : استنى انت كمان عايزك كويس انى لاقيتك هنا قبل ما اعمل اى حاجه ونظر لهما وقص ما حدث فى مكتبه خاتما : انا بقا اعينها ازاى وهى مش معاها شهادة؟
سأله تيم : هى التصميمات الى شوفتها حلوه ولا مافيش فيها امل؟
اجابه وليد بغيظ : الى هيجننى انها حلوة بالنسبة انها مش خريجه ودا الى محيرني اعينها ازاى دا حتى أفراد الأمن معاهم شهادات
ساد صمت للحظات قطعه عمار قائلا : بص خليها تدريب فعلا منها ما تكسفش نانى ومنها نشوف فعلا قداراتها ونقدر نقيمها
رد تيم ماكداً:  عمار معاه حق كدا افضل علشان نعرف نشوف امكانيتها
رد وليد وهو يزفر بهدوء: طب تمام كدا هروح ابلغها بدام فى اجماع تركهم فاجاة مثل دخلوله فاجاة تيم : هو ماله دا ايجه يسألنا ومشى غريبة ؟
رد عليه عمار : ولا غريبة ولا حاجه اتلاقيه قلق علشان مش معاها شهادة وخاف الشركه تقع زى زمان  .
رد تيم بحزن : ربنا ما يعودها ايام واكمل بضحك :المره دى فهمته ولا حسيت بيه؟
اجابه عمار بضحك : يا عم توأمى يعنى عارف دماغه بلاش جو المرتطبين دا
نظر له تيم بضحك: انا شاكك فى امرك انك دارس بره
عمار بمشاكسه: هبقا اجيب ختم هارفارد اختم بيه وشى علشان ترتاح  ارتفعت ضحكاتهم معا ثم عاودوا متابعة عملهم.
                 **********************
فى كتب وليد دخل مره اخرى وجلس امامها معتذرا: انا اسف للتأخير بس كان لازم أشارك شركائي فى القرار بما انك اول موظفة تخضع للتدريب فى السن الصغير دا
سالت تسنيم بابتسامه سعيدة: يعنى كدا انا هتدرب فعلا؟
اؤما وليد بابتسامه: ايوة اهلا بيكى معانا
رقص قلب تسنيم فرحا وردت بصوت ملئ بالسعادة: شكرا جدا لحضرتك ان شاء الله هكون عند حسن ظنك
رد وليد بود: انا متأكد من رأى نانى فيكى ان شاء الله هيبقا الشغل مكسب لينا و وقف عن مكتبه واتجه لها: ايه رايك نبدأ من دلوقتى ؟
أكدت فى سرعة : اكيد طبعا ياريت
ابتسم لحماسها : اتمنى الحماس دا كله هيظهر فى التصاميم
أكدت تسنيم :ان شاء الله يا فندم
وليد: تمام ان شاء الله هتتدربى فى قسم التصميم هتبقى مع المصممين تاخدى منهم خبره وبعدها تتدربى برضو فى المصنع  هتكوني مع المشرف  ونستفيد من خبرتك تمام كدا؟
اؤمات تسنيم بتفهم فى حين رن وليد على محمد دخل محمد بعد سماع الأذن فقال وليد: تاخد الانسة لقسم التصميم هتتدرب مع البشمهندسة رغد والبشمهندسة غدى والبشمهندس احمد وانا هكلمهم اوضحلهم النظام .
اؤما محمد موافقا فى حين وقفت تسنيم تشكر وليد وتستاذنه فى الذهاب .

                **********************
وليد الشبراوي : شاب مصرى فى 28  من عمره خريج ادارة اعمال ذو ملامح عربية وشعر غزير وجسد رياضى لهوسه بالذهاب للجيم لكن  لون عينه الغريب يجعلك تشك انه يتمنى لبنى الدم البارد فكانت عينه بلون البلور ازرق مثل والدته عجيب مثل البحر يجذبك داخله وليس بيدك سوى الغرق فيه طوعاً أو محاربه امواجه لتنجو

عمار الشبراوى : الأخ التوأم لوليد لا يختلف عن أخيه كثيرا فهما وجهان لعمله واحده عدا لون العين انفرد وليد بالازرق واخذ عمار البنى عن والده خريج كلية هندسة جامعة هارفارد

تيم يونس : صديق وليد المقرب واصدقاء دراسة بالجامعه فى نفس العمر ذو ملامح بسيطه ومن أسرة متوسطه الحال وبجد و اجتهاد سنوات استطاع مشاركه صديقة والعمل معا

                    ***********************
دلفت تسنيم مكتب كان يجمع كلا من رغد وغدى واحمد تركها محمد وغادر بادرت غدى بالترحيب: اهلا بيكى انا غدى مستر وليد بلغنا انك هتكوني معانا فى التيم
صافحتها تسنيم:اهلا بيكى انا تسنيم
جأت رغد: انا رغد اهلا بيكى وكذلك احمد ردت تسنيم : اهلا بيكو شرف ليا انى اتدرب معاكوا
علق احمد برسميه : ان شاء الله التدريب معانا يبقا كويس نبدا بقا؟
اومأت تسنيم موافقة وبدا كل منهم فى نقل خبرته لتسنيم الى كادت تطير فرحا لوضعها اول خطوة فى سلم النجاح التى كانت تحلم به دوما وها قد وهبها الله تعالى اجمل فرصة لتحقيقه
**********************
بعد انتهاء مواعيد العمل رجعت تسنيم الى المنزل ولكن بدلا من الذهاب لبيتها ذهبت لناهد طرقت شقتها فتحت لها ناهد ببسمه: حمد لله على السلامه من اول يوم كدا شغلك
اجابتها تسنيم باشراقة : البركه فى حضرتك لولاكي كان ممكن مستر وليد مايوافقش انا مش عارفه اشكرك واشكره ازاى
ناهد بصدق  : مش عايزة شكر انا عايزاكى تثبتى نفسك انتى تستاهل الفرصه دى استغليها كويس دى هيبقا احسن شكر ليا ولنفسك
تأثرت تسنيم بكلامها كثيرا وسلمت عليها وودعتها لتنال قسط من الراحه دلفت شقتها وابدلت ثيابها وتناولت طعامها و اتجهت لتصلى لله شكرا على عطائه وانه دايما يساندها ويرشدها ويجبر بكسر قلبها من الدنيا انهت صلاتها وتوجهت لغرفتها للخلود الى النوم بعد يوم شاق فى العمل من اول يوم
         
          *****************************
وبكده خلص فصل النهارده
اشوفكوا الفصل الجاي
في رعايه الله
#إسراء _النادي
#روايه _هي

هِيWhere stories live. Discover now