الفصل الثالث عشر

23 3 0
                                    

11أبو الأعور السلمي
مختلف في صحبته، شهد غزوة حنين كافرًا، إلا أنه كان من قادة فتوح الشام، ثم كان مع معاوية بن أبي سفيان في وقعة صفين

.12أبو أمامة الباهلي
صحابي وأحد رواة الحديث النبوي. سكن الشام، وهو آخر من توفي من الصحابة بالشام سنة 86 هـ.

13أبو أمية الدوسي
صحابي كان زوجًا لأم قحافة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق قبل أن يتزوجها الأشعث بن قيس.

اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد

**********************************
تسنيم :انا هسافر القاهره
نظر لها الجميع بصدمه وقال خالد:نعم هتسافري القاهره ازاي وانت لسه قايله انك ملكيش حد هناك
تسنيم :هنزل واشتغل هناك بس المهم اني ابعد عن هنا
نعمه:طب ما تفضلي معانا هنا دا بيتك برضو
تسنيم:مش مطمنه خايف يلقوني او يعملو حاجه لخالد
خالد بغضب: ليه شيفاني سوسن علشان يقدروا يعملو حاجه
تسنيم:معلشي يخالد ريحني واسمع الكلام انا مش فيا حيل اجادل حد انا هسافر القاهره وهفضل علي تواصل معاكم وان شاء الله لو قدرت انزل تاني الشرقيه هزوركوا بس انا لازم امشي
خالد:مش هتمشي يا تسنيم
تسنيم:هعمل معاكوا زي ما عملت معاهم ومش هتعرفوا انا روحت فين ولا هتعرفولي طريق
نعمه بخوف:خلاص يا خالد سبها براحتها علي الاقل هنكون عرفين هي فين ونطمن عليها كل شويه بالتليفون
اومأ لها خالد علي مضض وكل هذا لا يعجبه
تسنيم:بس انا عايزه اطلب منكم طلب
نعمه:قولي يا حببتي علي طول عايزه فلوس
تسنيم:لا يا امي انا معايا من تحوشتي من العياده انا بس عايزه خط جديد علشان اللي معايا كسرته علشان محدش يعرف طريقي
اخرج خالد هاتفه وقال لها:خدي ده معاكي وخليه معاكي واحنا هنكلمك من عليه علي طول
تسنيم بحرج: انا معايا موبيل بس انا عايزه خط ومش كان قصدي خط حد فيكوا انا كان قصدي انك تروح تجبلي خط جديد مش اكتر
قال خالد باصرار :زي ما ريحناكي ريحينا واسمعي الكلام وخديه
اومأت له فهي ليس لديها طاقه للمناقشه
رقيه بحزن:طب ما تخليكي معانا
تسنيم:مش ينفع يارقيه همة عارفين خالد ممكن يسألوا عليه ويعرفوا مكاني سعتها مش هيئذوني انا وبس لا دا هيئذوكوا انتوا كمان معايا علشان كدا لازم امشي
صمت الجميع لم يستطيع احد الكلام الان كلامها مقنع
تحدث خالد وقال:تمام انا اقتنعت وموافق انك تروحي القاهره بس علي شرط
نظرت له تحثه علي اكمال حديثه فقال:انا عندي شقه في القاهره هتروحي تقعدي فيها هناك علشان بس اكون مطمن عليكي
نفت برأسها وقالت:لا انا هروح ادور علي مكان تاني مش يربطني بيك علشان محدش يعرف يوصلي معلشي بقا سبوني علي رحتي علشان انا مش فيا حيل اتكلم ..ثم نهضت من مكانها لكي تنهي النقاش ظل الجميع ينظرون في اثرها الي ان اختفت داخل الغرفه فقال خالد
-نعمل ايه ياماما
نعمه:اكيد هنسبها علي رحتها يبني واحنا هنكون معها ان شاء الله ومش هنسبها انا هقوم اجهولها شويه قرص تخدهم معاها وانت يا مريم انتي ورقيه روحوا سعدوها لو محتاج حاجع اومأمن لها ونهضن من مكانهن واتجهن الي غرفتها فوجدوها جالسه علي السرير جلسوا بجوارها فقالت مريم:انت لازم تمشي
اومأت لها تسنيم وقالت :اه علشان محدش يضركم بسببي انا مش حمل اني اخسر الناس اللي موجوده حاليا في حياتي مش هستمل اني اخسركم علشان كدا لازم ابعد عنكم بس هفضل علي تواصل معاكوا ...ثم احتضنتهم الاثنيم معا وقالت:مع اني عرفتكوا من كام يوم بس انتم جيتوا عوضتوا قلبي عن الحنان اللي كان نفسه فيه ربنا رزقني بأختين قمرات واخ حنين عليا حنيه عمري ما شفتها من اخواتي الحقيقين ابدا اينعم انا زعلانه من اللي حصلي اليومين اللي فاتوا وزعلانه اووي بس وجودكم معايا هون عليا
مريم:احنا هنفضل طول العمر معاكي ان شاء الله
وفي الخارج كانت تقف نعمه علي اعتاب الباب من بدايه حديثها وبعد ان انهت حديثها دخلت ووقفت امامهم وقالت بحزم :خمس دقائق لو مش لقتكوا علي السفره هضربكم
نظروا لها فأكملت حديثها وقالت :انا بتكلم بجد لو مش اتحركتوا من مكانكم يلا
تسنيم:مش قادره والله ياطنط
نعمه: تصدقي علشان كلمه طنط دي انت اول وحده هتقوي الا لو عايزه تزعليني ..
قطاعتها رقيه بمرح:وياويلك من زعلها يلا يابنت الحلال مش نفصين نكد
نظرت لها نعمه بصدمه:انا نكد يابت
انطلقت بتجاهها وقالت لها :ايه ياماما انت هتنكد.. قصدي هتزعلي ولا ايه انا بهزر
نعمه:امشي من قدامي يا مقصوفه الرقبه يا غلطه
رقيه :انا غلطه
مريم بضحك:وندمان عليها
نعمه:يلا يابت انت وهي وهي قدامي
نهضت الفتيات واتجهن الي الخارج فقال خالد بضحك:ميجبهاش غير امي
رقيه :اه يا خويا فرحان فينا
خالد :اوووي بالاكتر انت
رقيه :والله يا خالد افضحك ها
نعمه:يلا يابت قدامي
اتجهوا الي السفره وجلسوا يتناولون الطعام في الصمت تقطعه رقيه بمزاحها من فنيه الي اخري الي ان انتهوا واتجهوا الي الصاله وجلسون بها فقالت تسنيم:انا همشي علي الفجر بكره ان شاء الله
نعمه:برضو مصره تمشي
تسنيم:معلشي بقا انا والله علي عيني بس لازم
خالد:تمام انا هاجي اوصلك بكره ان شاء الله
اومأت لها ثم شكرته وستأذنت منهم واتجهت الي الغرفه التي تمكث بها في منزلهم ومضي اليوم واتي يوم جديد ..استعد تسنيم للرحيل بهدوء حتي لا يستيقظ احد وترحل دون ان تتعبهم معها ولكن عند خروجها من الغرفه وجدتهم جالسين في صاله المنزل نظرت لهم ثم تنهدت واتجهت لهم وجالست علي احدي المقاعد وقالت:انتوا ايه اللي مصحيكم انا كنت عايزه خالد بس اللي يوصلني
نعمه:يا حببتي مش نسلم عليكي قبل ما تمشي ونطمن عليكي
تسنيم: انا كويسه واول لما اوصل هطمنكم مش تخافو عليا
نعمه: ربنا يريح قلبك يارب ويوقفلك ولاد الحلال
امن الجميع علي دعائها ثم قالت تسنيم: يلا يا خالد
اومأ لها ونهض من مكانه وقال: يلا توكلنا علي الله
نعمه:طب استنوا خدي العلبه دي فيها وشويه قرص علشان تكلي
تسنيم:والله ما قادره اكل
نعمه :علشان خاطري خديها دا لو ليا عندك خاطر
احتضتنها تسنيم وقالت: انت مش ليكي عندي خاطر ! دا انت دلوقتي تسوي عندي الدنيا وما فيها تقوليلي خاطر
نعمه:تسلميلي يا بنتي ويحفظك يلا علشان تلحقي القطر
ودعت الباقي ونزلت بصحبه خالد لمحطه القطار وبعد مده قصريه وصلت لمحطه القطار لقرب المحطه من منزل خالد وصلوا اليها ووقفت تسنيم امام احدي البوابات في انتظار خالد الذي تركها لجلب التزكره ظلت تنظر حولها لشباب يرتدون زي الجيش ومن حوله عائلتهم الذين تركوهم لحمايه وطن يسير في شراينهم واجب عليهم لمحبتهم له شباب تركوا احبائهم لحمايه شعب.. ولفت انظارها شاب كان يقف بالقرب منها وكان في احضانه فتاه في العشرين من عمرها وامامه فتاه اخري تحمل علي يدها فتي في الخامسه من عمره وسمعته يقول موجهه كلامه للصغير وكان يشد من احتضان الفتاه
_خلي بالك من عمتك يا زياد مش لينا بركه غيرها حطها في عيونك انت وماما
هز الطفل رأسه في كل الاتجاهات وضحكاته البريئه ملئت المكان فردت الفتاه التي تحمله
_دي في عيوني دي بنتي قبل ما تكون اختك يا اسلام
اسلام: ربنا يحفظكم ليا يلا مع السلامه وخلي بالكوا من بعض ووعد لما انزل اجازه ليكوا عندي فسحه جنان
اومأوا له بابتسامه وكانت الفتاه التي في حضنه تأبي تركه وهو ظل يربت علي ظهرها لتهدء من بكائها ..وكل هذا تحت مرأي ومسامع تسنيم فنزلت دموعها واكنت تتمني ان يكون احدي اخواتها كطيبه هذا الشاب وظل تتزكر مواقفهم معها وكان عباره عن قسوه وقسوه فقط ...
اتي خالد ووجدها تركز في نقطه معينه انتقل نظره الي ما تنظر اليه فوجد هذه العائله فابتسم وقال لها بعد ان لوح بابتزكره امام وجهها ليجلب انتباهها :انا موجود ومعاكي وفي ظهرك ديما هو بتليفون واحد هتلقيني قدلمك
ابتسمت تسنيم وقالت له : بقيت متأكده من كدا يلا علشان الحق القطار
خالد:يلا
اتجهوا الي البوابه المسجله رقمها في التزكره ووقفوا اماما باب القطار ظلت تنظر الي الباب التي دخلت منه والي باب القطار وشريط حياتها امامها ظل نظرها ينتقل ما بين باب القطار وباب الخروج الي ان خرجت من شرودها علي صوت صفاره القطار فوضعت قدمها علي مقدمه الباب وصعدت اليه ووضع خالد حقيبتها بجوارها وودعها عندما بدأ القطار في التحرك ظلت ثابته في مكانها علي باب القطار وهي تشير الي خالد الي ان اختفي عن نظرها
ومن هنا نبدأ رحله جديده صعبه وهي تعلم مدي صعوبتها ولكن يقينها في الله تعالي اكبر من اي صعاب ....
كان القطار متوجهة للقاهرة المعز على أمل قهر حزنها بقلب مملؤ بالهموم وعقل لا يفتك من التفكير فى مستقبل بتلك الحالة التى هى عليها استقرت في مكانها وكانت بجورا النافذه نظرت الي الطريق عبرها وشردت به وكان القطار يعدو بسرعه تدعوا الله أن تكون بنفس سرعة زوال غمتها جذب انتباها صوت حديث مُنمق لمجموعة من الرجال ملتفة حول رجل طاعن فى العمر تكاد تجزم انه فى منتصف العقد التاسع من عمره كان يتناقش مع من حوله فى أمور البلاد والاوضاع السياسية قاطعة احد الشباب: بس ما شاء الله على حضرتك يا حاج زى مايكون سفير أو دبلوماسي قديم
ضحك الرجل ضحكة من القلب: الله يحظك يابنى دبلوماسي مره واحدة انا يا بنى من عيلة على باب الله مش اتعلمنا اساسا كان اهم حاجه اننا نجيب لقمة عيشنا بعرقنا فروحت مسافر وانا عندى 15 سنه على لاقصر واسوان اشوف رزقى ما انا راجل ولازم اساعد مش اخليهم يشيلو همى وصلت وربنا كرمنى واشتغلت فى مكتب سياحه باعمل اى حاجه اروح مع السياح اشيل الشنط اعمل مشاريب كل حاجه لحد ما فى مرة مرشد اخدنى معاه رحلة كانت مليانه ناس فرنساويين وانا مش فاهم هما بيقولوا ايه دول ما انا جاهل بقا وضحك بسخرية ولم يلحظ تلك التى تتابع الحديث بدقة كانه لامس شئ ما بداخلها
اكمل الرجل : الرحلة خلصت من هنا واحنا راجعين قعدت جمب المرشد وسألته على معنى كلمة لاقيته برق واتصدم انى ازاى نطقتها صح ابتسم بحنين لتلك الذكرى وقال : اصلى كنت عفريت بحفظ بسرعه فضلت اسأله على معانى الكلمات والجمل الى عرفت احفظها وهو يجاوبني وهو فرحان ومبسوط ومن ساعتها وانا بطلع معاه كل الرحلات واخر كل رحلة نقعد قعدتنا وتمر السنين واتعلم لغات كتير فرنساوى وانجليزي وإيطالي وبس كدا يا سيدى عرفت بقا انها مش بالمدارس الدنيا بتعلم احسن من ميه مدرسه خليك انت بس تلميذ شاطر واتعلم بسرعة
ضحك الجميع على خفة كلماته ورحلة حكاياته اما هى كانت الكلمات اخدت فى قلبها موضع سامى كأنها تبشرها بمستقبل باهر و كأن "الحاج " بذكره انه غير متعلم ذكرها بنفسها وانها حرمت من الدراسة بل اجبرها والدها على ترك التعليم مكتفيا بالشهادة الاعدادية وكانت هى تخبر الجميع كذبا بأنها انهت الثانوية زادها حكاية الحاج امل وظلت تحمد لله على وجوده معاها وإرساله هذا الرجل ليشد من يدها تمنت من الله ان يرحم الله قلبها مما شهد من سوء وعوضها خيرا فيما هى مقبلة عليه .
بعدي ان مضي ساعتين او اكثر لا تعلم واخيرا استقر القطار في المحطه ووصلت الي وجهتها الجديد بظروف جديده لا تعلم مهيتها ولا تعلم ما سيحدث معها ولكن كلها يقين بالله
نزلت من القطار وظلت تنظر حولها مكان جديد لا تعلم الي اين تذهب... تنهدت وقررت ان تجلس في مكان لتفكر فيها هو قادم ..وكان من المفترض انها كانت اتخذت خطوه التفكير فيما سوف تفعله ولكن عقلها لا يستوعب ما مر عليه من احداث وهدفه الهروب مما وقع فيها ..
نظر حولها ورأت مقاعد الانتظار اتجهت وجلست عليه وبجوارها حقيبتها ظل تجوب المكان بعينيها تري الناس تتحرك في جميع الاتجاهات ومنهم من يركب القطار ومنهم من يترجل منه ظلت هكذا لبضع دقائق ثم تنهدت واغمضت عينيها واخذت نفس عميق لعل النار التي بداخلها تخمد او علي الاقل تهدء قليلا اخرجت النفس مع فتحها لعينيها لتفكر في خطواتها ولكن اول خطوه هي ان تهاتف خالد لتعلمه انها وصلت الي القاهره وبلفعل اخرجت هاتفها وظلت تبحث عن رقم خالد الجديد لان القديم.معها وبعد ثواني اتاها صوت فأخبرته انها الان بمحطه القاهره
خالد:طب هتعملي ايه
تسنيم:مش عارفه الاول هروح ادور علي مكان اقعد فيه حته صغير علي قد الفلوس اللي معايا
خالد:يابت الحلال روحي اقعدي في شقتي
تسنيم:لا مش هروح المهم انا بكلمك بس علشان اقولك اني وصلت وقول لطنط وطمنها ويلا سلام علشان الحق القي مكان قبل ما الليل يجي
تنهد من عنادها وقال:ماشي خلي بالك من نفسك ولو عوزتي اي حاجه رني عليا من غير تفكير سلام
تسنيم:سلام.
انتهت مكالمتها ونهضت من مكانها وعازمه اول شئ تجد عمل حتي لو تخدم في منازل ..
قررت ان تذهب الي مدينه الرحاب فهو المكان الوحيد التي تعرفه في القاهره من حديث السيدات اللواتي كان معها في المصنع ..اشارت الي احد سياره الاجره الموجوده امام المحطه واملت عليه اسم المدينه فساعدها علي وضع الحقيبه وإستقرت في الخلف وبعد مده وصلت الي مدينه الرحاب
نظرت للسائق وسألته عن طريق المحلات فشرح لها الطريق شكرته ثم رحل السائق وظلت هي مكانها تنظر الي جمال المدينه مدينه راقيه ذات طرقات نظيفه واسعه ومن جانبي الطريق يوجد اشجار منقمه واقفه في صف واحد تعطي مظهر رائع ويوجد عمودين كبيرين معلق عليها لوحه كبيره مكتوبها عليها مدينه الرحاب بوابه رقم ٦ ..بعد بعد من تأملها للمكان جرت حقيبتها من خلفها ودخلت الي المدينه وسارت علي وصف السائق لها الي ان وصلت الي مكان ملئ بالمحلات الكبيره وكان محلات فائقه الجمال شعرت ببعض الاحباط فمن سيوافق علي عامله عندهم بهذا الشكل ولكن وضعت كل هذا جانبا وتقدمت تنظر الي المحلات ورأت محل يعرض طلب لفتاه لتعمل شعرت بالحماس واتجهت الي هذا المحل فكان للملابس وكان بالنسبه لها من الصعب نطق اسم هذا المحل دخلت عبر الباب الزجاجي للمحل كان محل كبير ورائع كان مزيج ما بين اللونين الاسود والرمادي وكانت تقسيمه الرفوف وتنظيم الملابس عليها كانت رائعه وكان يوجد كراسي في المنتصف وغرف لتبديل الملابس وكان اضائه المكان تعطي شكل كلاسيكي وكان يوجد مكتب صغير يوجد فتاه جالسه امامه اتجهت اليها وقالت لها بهدوء
_لو سمحتي
الفتاه:اتفضلي يا فندم
تسنيم:انا جايه علشان عرض العمل اللي معروض
الفتاه:اه تمام تعالي معايا اوديكي لصاحب المكان
اومأت لها ورحلت خلفها الي احدي الغرف الموجود داخل المحل وكانت غرفه كبيره وكان يوجد في المنتصف مكتب من اللون الاسود كان يجلس امامه شاب في الثلاثين من عمره تقريبا
اتجهت له الفتاه وقالت له بعض الكلامات ثم رحلت وهو اشار لها للجلوس وكانت نظراته لها مريبه بعض الشئ ولكن لم تهتم وجلست مكان ما اشار لها وقال لها
_اسمك ايه
تسنيم:تسنيم
الشاب:اممم تسينم عندك كام سنه يا تسنيم
تسنيم :٢٠ سنه
الشاب:معاكي شهاده
تسنيم:الثانوي بس مش معايا كليه
ضحك بسخريه وقال:هو في حد في الزمن ده مش معاه كليه
تسنيم بوجع:في يا فندم فيه كتير بس علشان انتزا فوق مش شيفين الناس اللي تحت ومش شايفين ظروفهم ومش شيفين المعاناه اللي بيعنيها الاب علشان يعلم عياله بس في الاخر مش بيقدر الاب بيكون في رقبته ٣ او ٤ اولاد ويا دوب بيعرف يجيب ليهم الاكل وبيكونوا مبسوطين في الاخر وبيحمدوا ربهم بس في ناس مش عندها ضمير بيتريقوا عليهم بيعيروهم علشان كام كلمه في شهاده
ضحك الشاب بسخريه علي كلامها التي بالنسبه له كلام فارغ فقال لها :يعني انت مش بتعرفي تتكلمي انجلش كويس واكيد الثانوي اللي انت وخداه مش هينفع هنا اكيد انت شايفه المكان كبير ونظيف ازاي واه اي مكان في الرحاب مش هيوافق يشغل وحده كدا عندوا قال كلامه وهو يشير عليها
نظرت له باستحقار وظلت نظرها معلق عليه وهو ينهض من مكانه واتجه اليها ووقف امامه وكان بينهم مسافه ضئيله وقالت بوقاحه :بس انا ممكن اظبتك بس لو تيجي معايا وتبقي شاطره كدا وتسمعي الكلام
نهضت من مكانها بقوه وقال بغضب :انت اصلا واحد واضي ومش انسان اصلا علشان اقول انسان مش محترم حيوان خاف ربنا يا اخي خاف علي اختك او بنتك وفكر انها ممكن تنحط في يوم من الايام مكاني وواحد حيوان زيك.كدا يقولها الكلمتين دول وافتكر ان الدنيا دواره وكما تَدِينُ تُدَانُ
ثم رحلت من المكان بغضب وظلت تسير في الطرقات واكملت البحث الي ان وجد محل اخر وقال لها نفس الكلام لابد ان يكون معها لغه او تكون لديها درايه بالحديث وطريقه التعامل مع الزبائن ظلت تبحث الي ان حل الليل عليها واطبق عليها اليأس والحزن تنهدت وجلست علي احد المقاعد الموجوده في الطريق منكسه رأسها ظلت هكذا لدقائق حتي شعرت بأحد يجلس بجوارها رفعت رأسها فوجدت سيده في كامل انقتها ببذلتها المنقمه سوداء اللون ومع حجاب بيج فكانت رائعه وبعد ثواني من الصمت تحدث السيده وقال
_انا ناهد الدكتوره ناهد
لم ترد عليها تسنيم لبعض الوقت ولم تتحدث ناهد مره اخري الي ان تحدث تسنيم معرفه نفسها
_انا اسمي تسنيم
ناهد:انت منين يا تسنيم
تسنيم:من الشرقيه
ناهد باستغراب:وانت ايه اللي جابك القاهره بتدرسي ولا ليكي قرايب هنا
تسنيم يحزن :ولا بدرس ولا ليا قرايب اللي جبني هنا حظي والدنيا
نظرت لها ناهد لبعض الوقت فرأت علي وجهها علامت الحزن واليأس ومن طريقه كلامها يظهر كم عانت ثم قالت لها
_ازاي يعني حظك اوي الدنيا
تسنيم:عادي ولا اي حاجه
ناهد:طب انت دلوقتي هتروحي فين بدال مش ليكي حد هنا
تسنيم:هروح ادور علي مكان ابات فيه فندق او اي حاجه لغايه لما الاقي شغل
ناهد:طب تعالي باتي عندي ومش تخافي انا قاعده لوحدي في البيت
تسينم:لا شكرا ليكي
اخرجت ناهد من حقيبتها كرت وقالت لها:طب انا مش هضغط عليكي ده الكرت بتاعي لو مش لقيتي شغل رني عليا وانا اجيلك
اومأت لها واخذت منها الكرت ونظرت فيه وجدته مدون عليها اسمها الدكتوره ناهد الشبراوي دكتوره نفسيه ومدون ايضا ارقام هواتف
شكرتها تسنيم ونهضت من مكانها وسحبت من خلفها حقيبتها ورحلت للبحث عن مكان تبيت فيه ليلتها وفي الغد تعاود البحث من جديد عن عمل ظلت تسير وفكرت ان تذهب وتبحث عن فندق للمبيت ولكن رجعت في قرارها لانها لا تعلم شئ في القاهره ومن المحتمل ان يكون المكان سمعته سيئه ولا تستطيع ان تخاطر وايضا لا تستطيع ان تظل هكذا تجوب الشوارع وفجأه خطر علي بالها ريم تلك الفتاه التي قابلتها يوم في عياده الطبيب التي كات تعمل عنده ولكن لغت هذه الفكره حتي لا تقلقها ظلت تفكر ولكن لم تجد حل اخر غير الاتصال بها اخرت من حقيبتها حافظه المال واخرت الورقه التي دونت فيها رقمها وظلت متردده بعض الوقت لكن لا يوجد خيار اخر اتصلت عليها وبعد ثواني اتي لها الرد من الجانب الاخر فقالت
_الو السلام عليكم
ريم :وعليكم السلام مين معايا
تحمحمت تسنيم لتجلي حلقها وقالت :انا تسنيم اللي كانت شغاله في عياده الدكتور طارق
ظلت ريم ثواني صامته الي ان تذكرتها وقالت لها بفرحه:اه افتكرت ازيك عامله ايه
تسنيم:انا الحمد لله انا اسفه اني اتصلت في الوقت ده
ريم:عادي يا بنتي انا اصلا كنت مستنياكي تتصلي علي من يوم ما اديتك الرقم
تسنيم:معلشي بقا الدنيا وتلهيها
ريم: ربنا معاكي خير يا قلبي في حاجه حصلت ..انا مش قصدي حاجه بس حابه اطمن عليكي
تسنيم: لا خير ان شاء الله بس احم معلشي بس لو هتقل عليكي ممكن تعرفيني مكان ابات فيه النهارد
ردت ريم باستغراب :تباتي فيه النهارده ليه انت فين
تسنيم :انا في القاهره
ريم بصدمه :بجد انت بتتكلمي بجد
تسنيم:اه
ريم :انت فين طيب وانا اجيلك
تسنيم:مش عارفه بس انا في مدينه الرحاب
ريم :بجد انا ساكنه فيها قوليلي انت فين او اي اسم محل جمبك وانا اجيلك
نظرت تسنيم من حولها ووجد بعض المحلات فاخبرتها بأسمائم فقالت لها ريم انها في غضون ثواني سوف تأتي لها واغلقت المكالمه وبالفعل لم يمر وقت طويل وكانت ريم واقفه امامها فأخذتها في احضانها كانهم رفقه من سنين وليست مقابله واحد ولكن هناك بعض الناس يكون معرفتنا بهم لمده قصيره ولكن بالنسبه لنا خير من أُنسان معرفه سنين لم تكن الايام هي من تبين صدق الناس انما المواقف الصعبه ....
ابعدتها ريم عن احضانها برفق وقالت لها :مالك يا قلبي في ايه
تسنيم:ولا اي حاجه بس عايزه مكان ابات فيه لغايه لما الاقي شغل ومكان كويس
ريم :مش مشكله المكان دلوقتي المهم انت كويسه وايه اللي جابك القاهره وليه مش اتصلتي عليا من بدري ليه ووصلتي امتي اصلا
تسنيم:اهدي ياريم انا كويسه الحمد لله بس عايزه انام علشان تعبانه من الصبح وانا عماله الف من الصبح علي شغل
اومأت ريم رأسها بتفهم وقالت لها:تمام انت هتيجي معايا
تسنيم باستغراب:معاكي فين
ريم :البيت معايا
تسنيم :لا انا بس عايزاكي تلاقي مكان ابات فيه لغايه الصبح
ريم:انا هوديكي بيتي ومفيش حد فيه وهتقعدي لوحدك فيه ومحدش هيضيقك صدقيني
تسنيم:لا معلشي ياريم هتيلي مكان بس وهكون ممتنه ليكي جدا
ريم:طب بصي يا ستي اعتبري ان ده المكان اللي جبتهولك ولو حسيتي نفسك مديقه امشي
اطبق الصمت عليهم لمده ظلت الافكار تدور برأس تسينم وكانت الحيره ظاهره علي وجهها الي ان استسلمت للفكره ووافقت عليها وبالفعلا اتجهت معها الي شقتها وفي الطريق عرفت ان والدها متوفي هو واعمامها وكل واحد منهم اعد شقه لابناءه سواء ذكور او إيناث ولكن هي وشقيقيها يمكثون مع والدتهم وتلك الشقق فارغه وبعد دقائق وصلو امام احد الابراج العاليه الراقيه واستقلوا المصعد الي ان وصلوا الي الطابق العاشر ووفقت امام شقه كانت بابها بني ومقبضها من اللون الذهبي وكان القفل من النوع الحديث حيث يتم وضع رقم سري حتي يُفتح الباب دخلوا بعد ان فتحت ريم الباب ... ثم فتحت الانوار فكانت الشقه عصريه مزيح من درجات اللون الازرق وكانت تسنيم منبهرة بحجم الشقة الذى لا يقارن بمنزلها القديم كانت اكبر واكثر ترتيبا فاعطتها مساحه ناهيك عن الديكورات العصرية والأثاث الفاخر كانت تنظر بانبهار بهذا الذوق الرفيع فتركتها ريم على راحتها فغلبت عليها روح الفن وظلت تدقق فى التفاصيل مثل تدرجات الالوان بين الابيض والأزرق الفاتح والغامق كأنها تقف أمام البحر والسماء تعانقه والأثاث العصرى والمريح وبلونه البيج فكانت الشقة مريح للعين والنفس لمعت عين تسنيم بتاثر من مساعدة ريم إليها والتفت لها قائلة : انا مش عارفه اشكرك ازاى على مساعدتك دى بجد شكرا جدا ليكى
ردت ريم بابتسامة مرحة: على ايه يا بنتى انا فرحانه انى شوفتك وأنك فكرتى تكلميني ان شاء الله هنبقا أصحاب جامدين ختمت حديثها بغمزة جعلت تسنيم تضحك
واضافت ريم وهى تنسحب للمغادرة:يالا بقا يانوما اسيبك بقا ترتاحى وانا الحق ارجع البيت لو عوزتي حاجه كلميني تصبحى على الخير والجنه يا حبيبتى
وغادرت ريم تاركه تسنيم تنظر فى اثرها بابتسامه ممتانه لكرم ولطف الله بقا وإرساله ريم إليها ذهبت إلى غرفة النوم واعجبتها كثيرا بدلت ثيابها وتسطحت وذهب فى نوم عميق.
غادرت السماء المظلمه لتحل مكانها شمس مضيئه ساطعه تنير الظلمات معطيه امل جديد بحياه جديده نهضت تسنيم وكانت تشعر براحه كمن لم ينعم بنوم هنيئ من مده طويل نهضت من الفراش واتجهت الي حمام الغرفه فكان فاخر ورائع كا كامل الشقه توضأت واتجهت الي احد الاركان ووضعت شال كسجاده صلاه في اتجاه القبله بعد.ان سألت ريم عنها في الامس وادت صلاتها ثم تجهزت للنزول للبحث عن عمال وكما حدث معها في الامش حدث معها اليوم نفس الحديث وكان هناك من قاله بطريقه مهذبه فكان يبين تربيته الطيبه ومن كان يقولها بطريقه ايضا تبين سوء تربيته ظلت تتوالي الايام وعلي نفس الحال وكان في بعض الايام تتأتي ريم للجلوس معها لبعض الوقت وترحل وايضا كانت تهاتف خالد وتتحدث مع نعمه والفتيات ايضا وتطمأن علي حالهم وتطمأنهم عليها الي ان مر اسبوع
في يوم بعد ان رجعت تسينم من الخارج وكان بداخلها شعور بالعجز والحزن وايضا شعور انها اصبحت ثقيله في جلوسها في هذا المكان ليس مكانهافقررت ان تجد حل لهذا وفكرت ان تقول لريم بلبحث لها عن مكان ولكن رجعت في القرار فايكفي ما فعلته معها وفتحتت لها منزلها وبعد مده اخرجت من حقيبتها ذلك الكرت التي اعتطه لها الدكتوره ناهد وقررت بان تهاتفها وبالفعل هاتفتها لتقول
_الو السلام عليكم يا دكتوره
ناهد:وعليكم السلام تسنيم صح
تسنيم: صح كنت عايزه اقابل حضرتك....
****************************
وبكده فصل النهارده خلص
اشوفكوا الفصل الجاي
في رعايه الله
#اسراء_النادي
#روايه _هي

هِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن