part 1 البداية

Start from the beginning
                                    

"لا ،أنت كنت مريض للغاية البارحة لذا سنبقي اليوم  في المنزل  ولن نذهب للحضانة ، لكن علينا زيارة المستشفى قبل كل شيء لنري مابك أولا  اتفقنا "

اوميء لها إيجابا لكن هذا لم يمنعه من أن يقول لها

"اليوم عيد ميلاد بيني ستتركينني اذهب إليه اليس كذلك "

لقد وعدته سلفا بهذا وبما أنها اخبرته بأن الوعد شيء مقدس لا يجوز أن تتراجع عنه فعليها أن توافق رغم عن أنفها

"حسنا ، لكن بعد زيارة الطبيب اولا  هيا دعني اساعدك علي تبديل ثيابك وانتظرني حتي ابدل ثيابي  "

"حسنا ماما"

ركض أمامها بكل نشاطه وكأنه ليس ذات الطفل الذي كان يعاني بشدة قبل ساعات قليلة

أخذ منها إعداد نفسها اقل من ١٠ دقائق بنطال جنيز و تشيريت أبيض عادي ستغطيه علي كل حال بالمعطف الذي سترتديه.

أمسكت يد خوان بحرص وظل يسير بجوارها  حتي وصلا لمحطة النقل العام وهناك استقلا حافلة قادتهما  الي شارع قريب من عنوان المستشفي الذي يقصدانه، تستطيع معرفة أن اطبائها بارعين من التقيمات العالية التي نالوها في الموقع الخاص بهم ،قد يكون مستشفي خاص وثمن العلاج فيه غال بعض الشيء لكن صحة صغيرها أهم ، وبما أنهم قدموا في وقت مبكر نسبيا فلم ينتظرو كثيرا قبل ان تدخل لغرفة الطبيب والذي كان متفاعلا مع خوان  ولم يتجاهله أبدا في الأسئلة التي كان يطرحها

"حسنا سيدة ميرا ، أأنت متأكدة انه لا يعاني من شي آخر ألم تلاحظي شيء غريب في سلوكه و تصرفات و أعني بهذا نشاطه "

هزت رأسها نفيا

"لا ،كما أخبرتك سابقا فقط حمي شديدة تأتيه أثناء الليل  ، ونقصان وزنه ،أحيانا أحس بأن نشاطه يقل وكأنه يرهق من اللعب بسرعة حين يكون معي في الحضانة ، ولا أعلم إن كان هذا سيفيدك أم لا لكن بالفترة الأخيرة تعرض لنزيف من انفه لمرة واحدة وأيضا لاحظت اليوم  كدمة علي عنقه لا أظن أني قد لمحتها البارحة حين بدلت له ثياب نومه "

نهضت لتزيح قميص خوان حتي يتمكن الطبيب من رؤيت ما تقصد

" إنها صغيرة للغاية أعني بحجم حبة فاصوليا هل تظن أن لها علاقة باعيائه "

لم يجبها الطبيب من فوره فقد صب تركيزه في الأحرف التي كان يكتبها علي الورقة حتي قال في النهاية بإختصار

"لا أستطيع اعطائك إجابة محددة إلا بعد هذه الفحوصات أحتاج لمعرفة نتائجها قبل أن   افصح لك بشيء "

اومئت له بابتسامة لتبرز تفهما  رغم توترها الطفيف الذي نتج عن رده المبهم وهي تسحب خوان إلي حضنها لترتب له ثيابه

"حسنا شكرا لك سنجريها ونعيد لك نتائجها"

أخذت خوان معها  للمعمل في نفس المستشفي وهناك قضت نصف ساعة تحاول إسكات بكائه الذي ابكي قلبها عليه بعد أن سحبت منه الممرضة عينة الدم المطلوبة ، ولم يراضيه أي شيء سوي أخذه لغرفة الألعاب المرفقة بالمستشفي بعد أن نصحتها الممرضة بذلك خلال انتظارهما للنتيجة ،وهناك نسي كل اوجاعه وبدأ يلعب برفقة الأطفال الاخرين بنشاط ،
لذا تركته عنده وقررت العودة لمعرفة نتيجة الفحوصات وحدها بعد أن استلمتها من المعمل ،لكن الوصول للطبيب هذه المرة لم يكن بتلك السهولة  كما كان في المرة الأولى واستهلك الإنتظار لما يزيد عن النصف ساعة.

أهلا بك في جحيمي Where stories live. Discover now