part 1 البداية

5.8K 156 27
                                    

جلست ميرا  علي حافة فراشها وقد تركت قدميها تلامسان الأرضية الباردة التي أجبرت عقلها علي الإستيقاظ ، تنهدت بصوت ضعيف قبل أن تنهض بخطوات بطيئة نحو الحمام ، غسلت وجهها و نظفت أسنانها ،لتعود مسرعة إلي الغرفة حتي تخرس صوت المنبه الصارخ قبل أن يفلح في جعل خوان يستيقظ ، ويبدو أن ضرب إصبع قدمها الصغير بحافة السرير  قد أتى بنتيجة ، فها هو ذي صغيرها لايزال نائما بسلام .

سحبت هاتفها المحمول من المننضدة وخرجت به إلي الشرفة لتجري اتصالا بمديرة عملها

"مرحبا إليزابيث كيف حالك "

ردت عليها الأخير بصوت ناعس

"بخير  و أنت ، لما تتصلين بي في هذا الوقت المبكر ؟ "

"في الحقيقة ،أردت أن  أخذ اليوم إجازة  ، طوال ليلة البارحة عانى خوان من حمة شديدة تركتني أحاول خفاضها له حتي وقت قريب من الصباح ، أريد أخذه للمستشفي و أري ما خطبه "

صاحت بها اليزا متذمرة

"لولا أنك إمرأة صادقة لقلت إنك تحاولين إختلاف الأعذار من أجل التهرب من العمل ، إنها المرة الثالثة خلال هذا الشهر  التي يصاب بها طفلك بحمي "

تنهدت ميرا لتعبر عن ارهاقها

"هذا صحيح ، وفي كل مرة يخبرني الطبيب أنه سليم معافي ولاخطب به ، هذه المرة سأغيره بآخر وأحاول إيجاد طبيب يحسم لي الجدال بتشخيص مقنع  "

"حسنا ، سأغطي عملك اليوم بنفسي فاجازتك المدفوعة قد إنتهت سلفا ولا أحب ان اخصم من راتبك أعلم كم انت بحاجة لكل قرش يحويه "

لم تستغرب أبدا عرض اليزا السخي هذا فربما هي الطف شخص قابلته من منذ ثلاث سنوات طوال

" أشكرك للغاية اليزا سأحرص أن أرد لك الدين حين أقدر "

"حسنا ، اتصلي بي حين تذهبين للمستشفي وطمئنيني عن حال الصغير "

"بالطبع سأفعل شكرا لك مرة أخري "

أنهت ميرا المكالمة بتنهيدة لم تمنحها الكثير من الراحة لذا قررت الهروب من البرد الذي تقف عليه وتدخل إلي الغرفة الدافئة ، اقتربت من خوان وتحسست جبينه لتري أن حرارتة قد استقرت نسبيا لكن هذا لن يثنيها عن البحث عن سبب الحمي المتكررة التي باتت تأتيه  مؤخرا

ذهبت إلي المطبخ وأعدت لها افطارا تناولته علي عجل قبل أن تنهض وتبدأ في توضيب المنزل الذي أصبح فوضيا ولا يحتمل العيش فيه ، أخذ منها هذا مايقارب الساعتين وحين إنتهت قررت الإستحمام  لكن إستيقاظ خوان اجبرها علي جعل اطعامه هو غايتها الأولي

"ماما الن نذهب للعمل اليوم "

وضعت آخر قضمة من طعامه في فمه قبل أن تجيبه وهي تمرر المنديل لتنظف البقايا التي الصقت بحوافه

أهلا بك في جحيمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن